{الشغل التونسي} يسعى مع الحكومة إلى تفاوض يوقف الإضراب

فيما يواصل القضاة احتجاجاتهم للأسبوع الثاني على التوالي

جانب من احتجاجات القضاة وسط العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
جانب من احتجاجات القضاة وسط العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
TT

{الشغل التونسي} يسعى مع الحكومة إلى تفاوض يوقف الإضراب

جانب من احتجاجات القضاة وسط العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
جانب من احتجاجات القضاة وسط العاصمة التونسية (إ.ب.أ)

دعت قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) إلى جلسة تفاوض بقصر الحكومة التونسية، سيحضرها وفد عن الحكومة، ووفد عن النقابة للنظر في المطالب التي تضمنتها برقية الإضراب المزمع تنفيذه بعد غد (الخميس).
وتأتي هذه الدعوة إثر توجيه «الاتحاد» برقية لشن إضراب للدواوين والمنشآت والمؤسسات العمومية، ولذلك يعول عدد من المراقبين على استجابة الحكومة ورئاسة الجمهورية للمطالب النقابية، بهدف إلغاء الإضراب الذي سيكبد خزينة الدولة ملايين الدولارات في حال تنفيذه.
وكان سامي الطاهري، المتحدث باسم اتحاد الشغل، قد أكد خلال اجتماع عمالي عقده في مدينة قفصة (جنوب غربي البلاد)، رفض الاتحاد لسياسة الإقصاء التي تمارسها الحكومة، وذلك «بتهميش عدد من المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية بحجة مكافحة الفساد»، مشدّداً على أن شلل مؤسسات الدولة واحتقان الشارع التونسي «قد يؤدّيان إلى الانفجار»، وهو ما يرفضه «الاتحاد» ويحاول تجنبه، على حد قول الطاهري، الذي أكد أن أيادي نقابة العمال «مفتوحة للحوار والتفاوض مع الحكومة إلى آخر لحظة، بالتوازي مع الإعداد لهذا الإضراب. وكلنا يعرف أن الاتحاد ساند في البداية المسار التصحيحي لرئيس الدولة، إلا أن هذا المسار تحول إلى تفكيك للدولة ومؤسساتها بالنظر إلى التعيينات في سلك الولاة».
ويطالب اتحاد الشغل بسحب المنشور الحكومي عدد 20، الذي يعتبره ضرباً للعمل النقابي، والدخول فوراً في مفاوضات اجتماعية حول سنوات 2021 و2022 و2023، وتطبيق جميع الاتفاقيات المبرمة بين الهياكل النقابية والحكومة، وإنهاء التفاوض في القانون العام للمنشآت والمؤسسات العمومية.
في غضون ذلك، دخل إضراب قضاة تونس عن العمل بكل المحاكم أسبوعه الثاني، دون وجود بوادر انفراج بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية، بعد عزل 57 قاضياً «بتهمة الفساد». وفي هذا السياق أعلن الحبيب الربعي، عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أمس، عن تقديم استقالته من عضوية الهيئة الانتخابية، علماً بأنه من القضاة المعينين من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد في بداية شهر مايو (أيار) الماضي. وقد تساءل الكثير من المتابعين عن تأثير هذه الاستقالة في عمل الهيئة، خصوصاً أنها تأتي قبل فترة وجيزة من موعد الاستفتاء الشعبي، الذي ينتظر إجراؤه في 25 يوليو (تموز) المقبل.
وقال الربعي، في تبريره لقرار الاستقالة المفاجئة: «قدمت استقالتي من عضوية الهيئة المستقلة للانتخابات مساندة لزملائي القضاة، ومن أجل قانون أساسي للقضاة طبقاً للمعايير الدولية».
وبخصوص مدى تأثير هذه الاستقالة في عمل هيئة الانتخابات، قال عادل البرينصي، العضو السابق للهيئة، لـ«الشرق الأوسط»، إنها لن تكون ذات تأثير كبير في مجريات العملية الانتخابية، وذلك بالنظر إلى القانون الجديد المنظم لعمل الهيئة، مبرزاً أن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات «له سلطة القرار، وهو المتحكم في القرارات الصادرة عن الهيئة، وهذا ما يجعل وجود بقية الأعضاء شكلياً، ولذلك لن تؤثر استقالة أحدهم في إصدار القرارات».
وواصل القضاة في كل المحاكم التونسية، أمس، إضرابهم عن العمل، في ظل عدم وجود بوادر انفراج في الخلاف الدائر بين مؤسستي الرئاسة والسلطة القضائية. وفي هذا الشأن، أعلنت تنسيقية الهياكل القضائية، التي تضم 6 هياكل نقابية قضائية، عن استثناء قضايا عدة من الإضراب، من بينها البت في مطالب الإفراج، والقضايا الإرهابية، والبت في مطالب تأجيل وتوقيف التنفيذ أمام المحكمة الإدارية، ومطالب توقيف التنفيذ أمام المحاكم العدلية، والأذون المتأكدة، علاوة على المحاضر التي انتهت فيها آجال الاحتفاظ بالمتهمين، ومناقشة رسائل التخرج بالمعهد الأعلى للقضاء.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.