مغربيتان من عوائل «داعش» ترويان محاولة هروبهما من «الهول»

صور حصرية من مخيم «الهول» لمغربيات من عوائل تنظيم  داعش (الشرق الاوسط)
صور حصرية من مخيم «الهول» لمغربيات من عوائل تنظيم داعش (الشرق الاوسط)
TT

مغربيتان من عوائل «داعش» ترويان محاولة هروبهما من «الهول»

صور حصرية من مخيم «الهول» لمغربيات من عوائل تنظيم  داعش (الشرق الاوسط)
صور حصرية من مخيم «الهول» لمغربيات من عوائل تنظيم داعش (الشرق الاوسط)

في نقطة أمنية شديدة الحراسة بمخيم الهول شرق محافظة الحسكة، سمحت السلطات الأمنية والإدارية بمقابلة سيدتين مغربيتين حاولتا الهروب والفرار إلى تركيا، عبر شبكات تهريب البشر، بمبالغ مالية طائلة وصلت في بعض الحالات لنحو 18 ألف دولار أميركي. وتقول أجهزة الأمن إنها أحبطت ووثقت 700 حالة هروب منذ مارس (آذار) 2020، كما شهد المخيم عشرات جرائم القتل، كان آخرها يوم أمس، بعد مقتل سيدة مجهولة الهوية عثر عليها مرمية بين القطاعين الرابع والخامس من المخيم.
تقول فاطمة تليوان المنحدرة من المغرب (17 سنة) وقد سمحت بتسجيل ونشر المقابلة، إن والدها كان مقاتلاً في صفوف تنظيم «داعش» وعلى تواصل منذ أشهر مع شبكة مهربي بشر عبر وسيط لا تعرف اسمه أو حتى لقبه، اتصل بها هاتفياً وأخبرها بالتوجه في ساعة متأخرة من إحدى الليالي إلى البوابة الرئيسية حيث تنتظرها سيدتان. «المحاولة كانت قبل 22 يوماً وبعد وصولي للبوابة كانت تنتظرني هناك أخوات وصل عددهن إلى 7 مغربيات وروسيات، ثم جاءت سيارة مخصصة لنقل النفايات وركبنا فيها ونجحنا بالهرب»، كاشفة أن المبلغ المتفق عليه وصل إلى 18 ألف دولار أميركي.
وقد نجحت هذه المجموعة من عوائل التنظيم بالهروب والوصول إلى مدينة الحسكة ثم قصدت مدينة الرقة، ومنها أكملت الطريق إلى بلدة منبج بريف حلب الشرقي، للدخول سراً إلى مناطق الفصائل السورية الموالية لتركيا. وتضيف فاطمة التي كانت ترتدي زياً أسود اللون ظهر منه وجهها: «تواصلي كان مع الأخت (أم ميساء) وهي متعاونة مع شبكات التنظيم ومقيمة في إدلب، زودتني برقم المهرب وشرحت لي تفاصيل الرحلة، غير أنه تم إلقاء القبض علينا أنا ومغربية ثانية في منبج قبل هروبنا».
وصلت هذه الفتاة المغربية إلى سوريا، برفقة عائلتها، منتصف 2015، وبعد تتالي هزائم التنظيم والقضاء على سيطرته الجغرافية والعسكرية شرق الفرات، تنقلت بين مدن وبلدات سورية بالكاد تتذكر أسماء بعضها، لينتهي بها المطاف في قرية الباغوز، وبعد استسلام عناصر التنظيم، نقلت فاطمة ووالدتها وشقيقتها الكبرى إلى مخيم الهول بشهر مارس 2019، تقول: «وجهتي كانت إدلب ومن ثم كنت سأدخل بمساعدة جهات تركية وسورية، لأطلب العودة لبلدي المغرب كوني قاصراً».
وبحسب مصدر أمني كبير، تمكنت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في مدينة منبج، من إلقاء القبض على 7 نساء من عائلات «داعش» في عملية نوعية بداية الشهر الحالي وبرفقتهن أطفال من الجنسية المغربية والروسية، هربوا من مخيم الهول جميعاً، في محاولة العبور إلى المناطق الخاضعة للنفوذ التركي شمال سوريا. كما أكد المصدر، أن وحدات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة في «قسد»، بتنسيق وتعاون مع قوات التحالف الدولي، ألقت القبض على خلية نائمة تمول أنشطة التنظيم في بلدة الهول المجاورة لمخيم الهول. وأضاف أن «الخلية كانت مؤلفة من ثلاثة عناصر ينشطون بتحويل الأموال لعدد من خلايا التنظيم النائمة بريف الحسكة ومناطق مختلفة».
أما إيمان المهرير المواطنة المغربية البالغة من العمر (25 عاماً)، فتروي كيف قامت إحدى نساء التنظيم بالتواصل معها، وقالت لها إن هناك جهة تكفلت بتهريبها من المخيم، تقول: «أخذت رقم المهرب وكنت أتصل معه مباشرة معه وقد شرح لي طريق الخروج والتنقل، وبالفعل نجحنا من الهروب لكن اعتقلنا في مدينة منبج». وذكرت أن نفس المهرب أعطاهم حيثيات عملية التهريب إلى مناطق إعزاز، ومنها نحو إدلب وحدد ساعة التوقيت والزمان والمكان، وبالفعل ذهبت للنقطة المتفق عليها «أنا وأخت كانت معنا، فقط ذهبنا، وبعد لحظات داهمت قوة كبيرة من عناصر الأمن المكان وألقوا القبض علينا، لا أعرف كيف افتضح أمرنا أو أسماء الأشخاص الذين تواصلوا معي واستخدموا أسماءً وهمية وألقاباً».
يذكر أن حوادث الهروب من مخيم الهول الواقع على بُعد 45 كيلومتراً شرق مدينة الحسكة، تكررت في الشهور الماضية. وهذا المخيم الذي يضم 56 ألفاً غالبيتهم من اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين، تتهم قوى الأمن الداخلي شبكات تهريب البشر تقودها نساء من «داعش» حيث نفذت عمليات أمنية واسعة شملت عدة أقسام، وقبضت على «قياديات» وأحالتهن إلى مراكز التحقيق. وتشتبه أجهزة الأمن في أن تلك النساء، يلعبن دور الوسيط مع خلايا نائمة للتنظيم خارج المخيم في عمليات التهريب وتقديم يد العون لعوائل مسلحي التنظيم المتطرف.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

أعلن بيان للديوان الملكي المغربي، مساء أول من أمس، أن الملك محمد السادس تفضل بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح (أول) محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية. وجاء في البيان أن العاهل المغربي أصدر توجيهاته إلى رئيس الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي. ويأتي هذا القرار تجسيداً للعناية الكريمة التي يوليها العاهل المغربي للأمازيغية «باعتبارها مكوناً رئيسياً للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيداً مشتركاً لجميع المغاربة دون استثناء».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، مايك روجرز، مساء أمس، في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز، خلال مؤتمر صحافي، عقب محادثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم»، مبرزاً أن هذه المحادثات شكلت مناسبة للتأكيد على الدور الجوهري للمملكة، باعتبارها شريكاً للول

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

عقد حزبا التقدم والاشتراكية اليساري، والحركة الشعبية اليميني (معارضة برلمانية) المغربيين، مساء أول من أمس، لقاء بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية في الرباط، قصد مناقشة أزمة تدهور القدرة الشرائية للمواطنين بسبب موجة الغلاء. وقال الحزبان في بيان مشترك إنهما عازمان على تقوية أشكال التنسيق والتعاون بينهما على مختلف الواجهات السياسية والمؤسساتية، من أجل بلورة مزيد من المبادرات المشتركة في جميع القضايا، التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني، وذلك «من منطلق الدفاع عن المصالح الوطنية العليا للبلاد، وعن القضايا الأساسية لجميع المواطنات والمواطنين».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

دعت «تنسيقية أسر وعائلات الشبان المغاربة المرشحين للهجرة المفقودين» إلى تنظيم وقفة مطلبية اليوم (الخميس) أمام وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي بالرباط، تحت شعار «نضال مستمر من أجل الحقيقة كاملة وتحقيق العدالة والإنصاف»، وذلك «لتسليط الضوء» على ملف أبنائها المفقودين والمحتجزين ببعض الدول. وتحدث بيان من «التنسيقية» عن سنوات من المعاناة وانتظار إحقاق الحقيقة والعدالة، ومعرفة مصير أبناء الأسر المفقودين في ليبيا والجزائر وتونس وفي الشواطئ المغربية، ومطالباتها بالكشف عن مصير أبنائها، مع طرح ملفات عدة على القضاء. وجدد بيان الأسر دعوة ومطالبة الدولة المغربية ممثلة في وزارة الشؤون الخارجية والتع

«الشرق الأوسط» (الرباط)

تواصُل الاشتباكات بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» على تخوم الجزيرة

حافلة تُقلُّ عناصر من الجيش السوداني في أحد شوارع مدينة قضارف (أ.ف.ب)
حافلة تُقلُّ عناصر من الجيش السوداني في أحد شوارع مدينة قضارف (أ.ف.ب)
TT

تواصُل الاشتباكات بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» على تخوم الجزيرة

حافلة تُقلُّ عناصر من الجيش السوداني في أحد شوارع مدينة قضارف (أ.ف.ب)
حافلة تُقلُّ عناصر من الجيش السوداني في أحد شوارع مدينة قضارف (أ.ف.ب)

بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني والفصائل الموالية له ضد «قوات الدعم السريع» في ثلاثة محاور على تخوم ولاية الجزيرة وسط البلاد، تتداول منصات إعلامية معلومات عن إحراز الجيش تقدماً في الجبهة الشرقية خلال معارك، الأربعاء، في ظل عدم توفر أي معلومات رسمية صادرة عن طرفي القتال.

ووفق مصادر محلية ونشطاء، تدور معارك شرسة على كل الجبهات، حيث بدأ الجيش في شن هجوم واسع ضد دفاعات «الدعم السريع» للسيطرة على القرى، التي تشكل مداخل رئيسية إلى مدينة ود مدني، عاصمة الولاية.

ونشرت عناصر من قوات «درع البطانة»، وهي أحد الفصائل المسلحة التي تقاتل في صفوف الجيش، مقطع فيديو تقول فيه إنها سيطرت على جسر «بلدة والمهيدي»، الواقع على بعد نحو 30 كيلومتراً عن ود مدني، وذلك بعد يومين من استعادة السيطرة على مدينة أم القرى، التي تعد منطقة استراتيجية في أرض المعارك.

وتعد هذه المعارك الأعنف التي تدور في تلك المحاور، بعد التقدم الكبير للجيش خلال الأسابيع الماضية، وقدرته على استعادة غالبية مدن ولاية سنار في الجزء الجنوبي الشرقي.

وقال شهود عيان إن «قوات الدعم السريع» تنتشر بأعداد كبيرة على طول الجبهات القتالية على حدود ولاية الجزيرة، وتحدثوا عن «معارك واشتباكات عنيفة من عدة محاور»، مؤكدين أنها «لم تتخطَّ بعد بلدات رئيسية إلى حدود المدينة».

في المقابل، قالت «قوات الدعم السريع»، في بيان، إن الطيران الحربي للجيش السوداني نفَّذ سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق الكومة والزرق ومليط، شمال دارفور، خلَّفت مئات القتلى والجرحى.

وأضاف البيان، الذي نُشر على منصة «تلغرام»، أن الطيران نفَّذ «هجوماً غادراً» على منطقة الكومة، راح ضحيته أكثر من 47 مواطناً، بين قتيل وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال. مشيراً إلى أن الطيران كثف هجومه على الكومة، ونفّذ 72 طلعة جوية خلال الأشهر الماضية، خلَّفت مئات القتلى والمصابين، وأحدثت دماراً واسعاً في البنى التحتية والمنازل.

كما ذكر البيان أن «العدوان الجوي للجيش» استهدف خلال الساعات الماضية بلدة الزرق ومدينة مليط، مرتكباً «مجازر مماثلة».

ودعت «قوات الدعم السريع» الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، إلى الإسراع والتقصي بشأن «الانتهاكات وجرائم الإبادة التي تُرتكب بواسطة الطيران الحربي التابع للجيش السوداني»، والتي أودت، حسبه، بحياة أكثر من 3 آلاف من المدنيين خلال الشهرين الماضيين. وأكدت استعدادها للتعاون في إطار تقصي الحقائق، ومنح الجهات المختصة الأدلة المادية على «جرائم الطيران الحربي للجيش السوداني بحق المواطنين العزل».

ولا تزال «قوات الدعم السريع» داخل جُلّ أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافةً إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.