استنكر صحافيون وكتاب وأكاديميون أتراك، توقيف السلطات 21 صحافياً كردياً تم القبض عليهم منذ أيام، في حملة في جنوب شرقي البلاد، مطالبين بالإفراج الفوري عنهم، وبالعمل على رفع الضغوط التي تتعرض لها حرية الصحافة والتعبير في البلاد.
ودعا الصحافيون والكتاب والأكاديميون، في بيان أصدروه أمس الأحد، إلى مقاومة محاولات إسكات وسائل الإعلام، لافتين إلى زيادة الضغوط على الصحافيين الأكراد على وجه الخصوص، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في يونيو (حزيران) 2023. وأضاف البيان أن اعتقال الصحافيين في مداهمات لمنازلهم بلا جريمة سوى كتابة الأخبار، وتقييد أيديهم لساعات، ليس مجرد انتهاك لحرية الصحافة فحسب؛ بل يعدّ أيضاً انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية.
واعتقلت قوات الأمن التركية، فجر الأربعاء الماضي، 21 صحافياً من وكالتي أنباء «ميزوبوتاميا» الكردية و«جين نيوز» النسائية، في سلسلة مداهمات جرت في ولاية ديار بكر جنوب شرقي البلاد.
ولم يتم إبلاغ محاميِّ الصحافيين المعتقلين بأسباب اعتقالهم، إلا أن وسائل الإعلام الرسمية أفادت بأن اعتقالهم جاء بسبب عملهم في قناتي «ستيرك تي في» و«ميديا خبر تي في»، وهما شبكتا تلفزيون كرديتان مقرّهما أوروبا، وتعتبرهما أنقرة داعمتين لجماعات إرهابية، في إشارة إلى حزب «العمال الكردستاني»، المصنّف منظمة إرهابية، واتحادات كردية.
ومددت شرطة ديار بكر، في ساعة متأخرة ليل السبت إلى الأحد، توقيف الصحافيين لمدة يومين إضافيين، قائلة إنه لا يزال هناك عديد من المشتبه بهم الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال.
وأفاد موقع «ديكن» الإخباري التركي، أمس، بأن عمليات التفتيش والبحث في عديد من شركات الإنتاج التي عمل الصحافيون الموقوفون بها لا تزال مستمرة.
واعتبر الصحافيون والكتاب والأكاديميون، في بيانهم، أن اعتقال الصحافيين هو محاولة لإسكات كل صوت يفكر بطريقة مختلفة عن السلطة، ويهدف إلى منع تدفق المعلومات والأخبار بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والمخالفات الانتخابية، وإعاقة الحصول على المعلومات، وتمهيد الطريق لتزوير انتخابات العام المقبل.
وتابع البيان بأنه «من السذاجة الاعتقاد بأن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة في بلد لا يوجد فيه إعلام حر أو مستقل. مهما كانت خلفيتهم أو معتقدهم أو لغتهم، يجب أن نقاوم محاولات إسكات الصحافيين معاً... أولئك الذين يلتزمون الصمت اليوم لن يتمكنوا من تقديم شكوى غداً... إننا ندين هذه المعاملة التي يتعرض لها الصحافيون، وندعو الجميع إلى اتخاذ موقف ضد ضغط السلطة، ودعم زملائنا».
وقال رئيس جمعية حقوق الإنسان التركية، أوزتورك تورك دوغان، إن «الصحافة خدمة عامة... هؤلاء المراسلون هم من يخبرون بقية تركيا والعالم بما يحدث في المدن ذات الغالبية الكردية على وجه الخصوص. ومن غير المقبول تجاهل حق الناس في الحصول على المعلومات».
وكتبت الصحافية سيبال يوكلر، في مقال لجمعية الإعلام والدراسات القانونية: «من المثير للفضول أن اعتقال 21 صحافياً لا يمثل قصة إخبارية كبيرة للجمهور أو المجتمع الإعلامي أو المنظمات الصحافية، أو بعبارة أفضل: يتم تجاهلها عندما يُنظر إلى هذه العملية على أنها ضربة كبيرة لحرية الصحافة وحرية التعبير». وأعادت الاعتقالات الجديدة إلى الأذهان قضية اعتقال 35 صحافياً كردياً في عملية ضخمة، في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2011، بدعوى ارتباطهم بـ«اتحاد مجتمعات كردستان» الذي تتّهمه السلطات التركية بالسعي إلى تشكيل «دولة موازية تتماشى مع الجماعات الإرهابية».
وأكد اتحاد النقابات التقدمية التركية، في بيان، أنه «لا يرى هذه العمليات طبيعية ولا يقبلها، مضيفاً: «نقف إلى جانب أصدقائنا الصحافيين، ونقول إن الصحافة ليست جريمة».
وقالت نقابة الصحافيين الأتراك، في بيان، إن «القمع الحكومي لن يرهب الصحافيين... الصحافة ليست جريمة».
وتحتل تركيا ترتيباً متأخراً على مؤشر حرية الصحافة العالمي الذي تصدره منظمة «مراسلون بلا حدود»، وجاءت في المرتبة 153 من 180 دولة عام 2021.
تركيا: صحافيون وكتاب ومفكرون يستنكرون توقيف 21 صحافياً كردياً
جرى اعتقالهم بدعوى ترويجهم لـ«جماعات إرهابية»
تركيا: صحافيون وكتاب ومفكرون يستنكرون توقيف 21 صحافياً كردياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة