تركيا: صحافيون وكتاب ومفكرون يستنكرون توقيف 21 صحافياً كردياً

جرى اعتقالهم بدعوى ترويجهم لـ«جماعات إرهابية»

صورة لمظاهرات في اسطنبول بمناسبة ذكرى «غيزي بارك» في 31 مايو (رويترز)
صورة لمظاهرات في اسطنبول بمناسبة ذكرى «غيزي بارك» في 31 مايو (رويترز)
TT

تركيا: صحافيون وكتاب ومفكرون يستنكرون توقيف 21 صحافياً كردياً

صورة لمظاهرات في اسطنبول بمناسبة ذكرى «غيزي بارك» في 31 مايو (رويترز)
صورة لمظاهرات في اسطنبول بمناسبة ذكرى «غيزي بارك» في 31 مايو (رويترز)

استنكر صحافيون وكتاب وأكاديميون أتراك، توقيف السلطات 21 صحافياً كردياً تم القبض عليهم منذ أيام، في حملة في جنوب شرقي البلاد، مطالبين بالإفراج الفوري عنهم، وبالعمل على رفع الضغوط التي تتعرض لها حرية الصحافة والتعبير في البلاد.
ودعا الصحافيون والكتاب والأكاديميون، في بيان أصدروه أمس الأحد، إلى مقاومة محاولات إسكات وسائل الإعلام، لافتين إلى زيادة الضغوط على الصحافيين الأكراد على وجه الخصوص، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في يونيو (حزيران) 2023. وأضاف البيان أن اعتقال الصحافيين في مداهمات لمنازلهم بلا جريمة سوى كتابة الأخبار، وتقييد أيديهم لساعات، ليس مجرد انتهاك لحرية الصحافة فحسب؛ بل يعدّ أيضاً انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية.
واعتقلت قوات الأمن التركية، فجر الأربعاء الماضي، 21 صحافياً من وكالتي أنباء «ميزوبوتاميا» الكردية و«جين نيوز» النسائية، في سلسلة مداهمات جرت في ولاية ديار بكر جنوب شرقي البلاد.
ولم يتم إبلاغ محاميِّ الصحافيين المعتقلين بأسباب اعتقالهم، إلا أن وسائل الإعلام الرسمية أفادت بأن اعتقالهم جاء بسبب عملهم في قناتي «ستيرك تي في» و«ميديا خبر تي في»، وهما شبكتا تلفزيون كرديتان مقرّهما أوروبا، وتعتبرهما أنقرة داعمتين لجماعات إرهابية، في إشارة إلى حزب «العمال الكردستاني»، المصنّف منظمة إرهابية، واتحادات كردية.
ومددت شرطة ديار بكر، في ساعة متأخرة ليل السبت إلى الأحد، توقيف الصحافيين لمدة يومين إضافيين، قائلة إنه لا يزال هناك عديد من المشتبه بهم الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال.
وأفاد موقع «ديكن» الإخباري التركي، أمس، بأن عمليات التفتيش والبحث في عديد من شركات الإنتاج التي عمل الصحافيون الموقوفون بها لا تزال مستمرة.
واعتبر الصحافيون والكتاب والأكاديميون، في بيانهم، أن اعتقال الصحافيين هو محاولة لإسكات كل صوت يفكر بطريقة مختلفة عن السلطة، ويهدف إلى منع تدفق المعلومات والأخبار بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والمخالفات الانتخابية، وإعاقة الحصول على المعلومات، وتمهيد الطريق لتزوير انتخابات العام المقبل.
وتابع البيان بأنه «من السذاجة الاعتقاد بأن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة في بلد لا يوجد فيه إعلام حر أو مستقل. مهما كانت خلفيتهم أو معتقدهم أو لغتهم، يجب أن نقاوم محاولات إسكات الصحافيين معاً... أولئك الذين يلتزمون الصمت اليوم لن يتمكنوا من تقديم شكوى غداً... إننا ندين هذه المعاملة التي يتعرض لها الصحافيون، وندعو الجميع إلى اتخاذ موقف ضد ضغط السلطة، ودعم زملائنا».
وقال رئيس جمعية حقوق الإنسان التركية، أوزتورك تورك دوغان، إن «الصحافة خدمة عامة... هؤلاء المراسلون هم من يخبرون بقية تركيا والعالم بما يحدث في المدن ذات الغالبية الكردية على وجه الخصوص. ومن غير المقبول تجاهل حق الناس في الحصول على المعلومات».
وكتبت الصحافية سيبال يوكلر، في مقال لجمعية الإعلام والدراسات القانونية: «من المثير للفضول أن اعتقال 21 صحافياً لا يمثل قصة إخبارية كبيرة للجمهور أو المجتمع الإعلامي أو المنظمات الصحافية، أو بعبارة أفضل: يتم تجاهلها عندما يُنظر إلى هذه العملية على أنها ضربة كبيرة لحرية الصحافة وحرية التعبير». وأعادت الاعتقالات الجديدة إلى الأذهان قضية اعتقال 35 صحافياً كردياً في عملية ضخمة، في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2011، بدعوى ارتباطهم بـ«اتحاد مجتمعات كردستان» الذي تتّهمه السلطات التركية بالسعي إلى تشكيل «دولة موازية تتماشى مع الجماعات الإرهابية».
وأكد اتحاد النقابات التقدمية التركية، في بيان، أنه «لا يرى هذه العمليات طبيعية ولا يقبلها، مضيفاً: «نقف إلى جانب أصدقائنا الصحافيين، ونقول إن الصحافة ليست جريمة».
وقالت نقابة الصحافيين الأتراك، في بيان، إن «القمع الحكومي لن يرهب الصحافيين... الصحافة ليست جريمة».
وتحتل تركيا ترتيباً متأخراً على مؤشر حرية الصحافة العالمي الذي تصدره منظمة «مراسلون بلا حدود»، وجاءت في المرتبة 153 من 180 دولة عام 2021.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو: الضربات الإسرائيلية أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الخميس)، أن الضربات التي وجّهتها إسرائيل إلى إيران وحلفائها في الشرق الأوسط أثارت «ردود فعل متسلسلة» ستغير وجه المنطقة برمتها في المستقبل، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال نتنياهو، في كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني، إن «الأحداث التاريخية التي نشهدها اليوم هي ردود فعل متسلسلة».

وتابع: «ردود فعل متسلسلة على قصف (حركة) حماس والقضاء على (حزب الله) واستهداف (أمينه العام السابق حسن) نصر الله، والضربات التي سدّدناها لمحور الرعب الذي أقامه النظام الإيراني».

واتهم نتنياهو إيران بإنفاق عشرات مليارات الدولارات لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أطاحه هجوم شنّته فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، ودعم حركة «حماس» في قطاع غزة و «حزب الله» في لبنان.

وأكد أن «كل ما تسعى إليه إسرائيل هو الدفاع عن دولتها، لكننا من خلال ذلك ندافع عن الحضارة بوجه الوحشية».

وقال للإيرانيين: «إنكم تعانون تحت حكم نظام يسخركم ويهددنا. سيأتي يوم يتغير هذا. سيأتي يوم تكون فيه إيران حرة». وتابع: «لا شك لديّ في أننا سنحقق هذا المستقبل معاً أبكر مما يظن البعض. أعرف وأؤمن بأننا سنحول الشرق الأوسط إلى منارة للازدهار والتقدم والسلام».

ومع سقوط الأسد، خسرت إيران في سوريا حلقة رئيسية في «محور المقاومة» الذي تقوده ضد إسرائيل، بعد أن خرج حليفها الآخر «حزب الله» ضعيفاً من الحرب مع إسرائيل.

ولطالما أدّت سوريا، التي تتشارك مع لبنان حدوداً طويلة سهلة الاختراق، دوراً استراتيجياً في إمداد «حزب الله» اللبناني المدعوم عسكرياً ومالياً من إيران، بالأسلحة.