تتكثف الدعوات في لبنان للإسراع في تشكيل الحكومة، لا سيما مع تراكم الأزمات والاستحقاقات، على رأسها مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل، حيث سيكون لبنان أمام مهمة التوافق لاتخاذ موقف رسمي بهذا الشأن.
في هذا الإطار، شدد النائب في «كتلة التغيير» مارك ضو، أن «المطلوب تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب التقليدية لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة»، معلناً أن «قوى التغيير لن تسمي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، إذ لا يمكن في زمن الانهيار تكليف مستثمر في المصارف لتنظيم هذا القطاع».
واعتبر أن «أداء الدولة كان يجب أن يكون مختلفاً منذ انطلاق المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية». وقال في حديث إذاعي، «كان من الممكن الذهاب إلى تحكيم دولي في هذا الموضوع»، لافتاً إلى أن «المسألة لا تتعلق فقط بالحدود الجغرافية بين الخطين 23 و29، بل يجب طرح مسألة توزيع الحقوق الاقتصادية وتقاسم الثروات أيضاً، لأن الغاز موجود بين المنطقتين».
وكذلك تحدث النائب في كتلة «التنمية والتحرير» قاسم هاشم، عن ترسيم الحدود، ورأى بعد جولة في منطقة الحدود الجنوبية، أن «تعدد الآراء والنظريات عن الحدود البحرية يؤكد أهمية ما سعى إليه رئيس البرلمان نبيه بري، في أن يكون اتفاق الإطار هو المسار الذي نصل فيه إلى حقنا في حدودنا وثروتنا النفطية والغازية، من خلال ما يملك الوفد اللبناني من أدلة ووثائق وحقائق».
ودعا إلى «وحدة الموقف الداخلي والتمسك بعوامل قوتنا التي أثبتت جدواها طوال العقود الماضية، لنستطيع تجاوز الكثير من الصعوبات ومواجهة الأزمات والتطورات»، مشدداً في المقابل على «ضرورة الوصول إلى حكومة قادرة وفاعلة من أصحاب الكفاءة، بغض النظر عن شكلها وتوصيفها، وهذا أصبح من الضرورات لاستكمال الخطوات الإنقاذية، بعد أن تجاوزت الأزمات المعيشية كل الخطوط الحمر، وأصبح الجوع والفقر يدقان الأبواب».
من جهته، شدد النائب في «حزب الله» حسن عز الدين، على «ضرورة أن يكون هناك تفاهم وطني لحماية الثروات والحقوق والسيادة والاستقلال، وحماية القرار الوطني المستقل، لأننا نستطيع كلبنانيين إذا ما تفاهمنا مع بعضنا البعض أن نحمي البلد، ونبني مؤسسات الدولة على أسس سليمة، ونستطيع أيضاً أن نحدد مجموعة من الأولويات التي تكون خريطة طريق لأجل الخروج من هذه الأزمات الاقتصادية والسياسية والمالية والنقدية التي يعاني منها الوطن».
ودعا عز الدين إلى «الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، لأنها هي الطريق والممر الإلزامي والإجباري لمعالجة القضايا الاقتصادية والخروج من الأزمات».
وتحدث المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية، مشدداً على ضرورة الإسراع بتأليف الحكومة. وقال في بيان له، «ما يحصل في البلد، يؤكد ضرورة الإسراع بالحلول، لأن غيوم الأزمات تتراكم، والاقتصاد الرديف يأكل الناس، ولا يمكن الفصل بين السياسة والاقتصاد، فيما فاتورة علاج لبنان معقدة جداً، والانتظار يعني تكملة الانهيار».
واعتبر أن «الفراغ مسار تدميري والكساد مصدر كوارث والغلاء طاعون مميت وعواطف الناس بالأرض وواقعها مؤلم جداً». وقال: «المطلوب إنقاذ بصيغة (حكومة قوية) لحماية رغيف الخبز وحبة الدواء... لأن مزيداً من الانقسام العمودي يدفع البلد نحو السقوط المحتوم والقاتل، لذلك على القوى السياسية أن تلتفت إلى أن التموضع الآن مصيري، بلا فرق بين تشكيل حكومة قرار قوي أو حماية حقوق لبنان بحقل كاريش، (الحقل المتنازع عليه مع إسرائيل)»، داعياً إلى ضرورة «التعامل مع قضية (كاريش) بمنطق المصلحة العليا للبنان، لأن بطون الصهاينة مثل بطون الضباع لا تمتلئ أبداً».
دعوات مكثفة لتشكيل الحكومة لمواجهة الأزمات والاستحقاقات
دعوات مكثفة لتشكيل الحكومة لمواجهة الأزمات والاستحقاقات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة