تصاميم لعربات جليد وسفن وجزَازات عشب كهربائية

تصاميم لعربات جليد وسفن وجزَازات عشب كهربائية
TT

تصاميم لعربات جليد وسفن وجزَازات عشب كهربائية

تصاميم لعربات جليد وسفن وجزَازات عشب كهربائية

تستمدّ عربة الجليد الآلية التي طوّرتها شركة «تايغا» الكندية الناشئة طاقتها من بطارية - لتكون أوّل عربة كهربائية من هذا النوع تباع على نطاقٍ واسع - ومؤشراً على كيفية تحوّل جميع أنواع وسائل النقل إلى محرّكات الدفع الخالية من الانبعاثات. كما تقدّم «تايغا» أيضاً مركبة مائية للترفيه تعمل بالبطارية كبديل للنموذج العامل بالوقود الذي يُصنّف ككارثة بيئية في بعض الأماكن.

- تصاميم جديدة
تنال السيّارات الكهربائية الحصّة الأكبر من الاهتمام، ولكنّ النماذج الكهربائية من جزازات العشب والسفن والدراجات والمركبات التي تسير على الأراضي الوعرة تنتشر بشكلٍ ملحوظ. تعمل الشركات الناشئة على إبهار المستثمرين بالترويج لنفسها على أنّها «تسلا» التي تصنع السفن والدراجات وآلات الحدائق. والأكيد أنّ المكاسب البيئية لهذا النوع من المركبات ستكون كبيرة.
أقرّت ولاية كاليفورنيا تشريعاً يحظر جزازات العشب العاملة بالوقود، وآخر يحظر جميع أنواع المركبات العاملة بالوقود على أن يدخلا حيّز التنفيذ بحلول 2024 و2035 على التوالي. ولكنّ اللافت في الأمر هو أنّ مبيعات البدائل الكهربائية تزدهر دون الحاجة للتشجيع الحكومي.
تصدّر منتجع التزلّج «تاوس سكي فالي» في نيو مكسيكو الذي يروّج لنفسه على أنّه مراعٍ للبيئة، لائحة زبائن عربات الجليد التي طوّرتها «تايغا».
تُعتبر عربات الجليد الكهربائية، التي يبدأ سعر الواحدة منها من 17500 دولار، أغلى ثمناً من مثيلاتها التي تعمل بالوقود (سعر الواحدة أقلّ من 10 آلاف دولار)، ولكنّ المنتجع يعوّل على توفير أموال المحروقات والصيانة.
يتحوّل النّاس في معظم الحالات إلى الطاقة الكهربائية لأنّها تقدّم لهم مكاسب عملية.
وقد وجد استطلاع للرأي أجرته شركة «فريدونيا غروب» البحثية، أنّ أولويات زبائن العربات وأدوات الجنائن الكهربائية هي التخلّص من الضجيج، وتخفيض تكلفة الصيانة، وانتفاء الحاجة لتخزين غالونات الوقود في المرآب، فضلاً عن أنّ منفاخ الأوراق ومشذّب الأعشاب الكهربائيين أقلّ سعراً وأخفّ وزناً من مثيليهما العاملين بالوقود.
- سفن كهربائية
في المقابل، تنطوي كهربة السفن وغيرها من المركبات على الكثير من التحديات. تصلح الطاقة الكهربائية للمركبات المائية والسفن الصغرى التي لا تسافر لمسافات طويلة وتعتبر الخيار الوحيد المتوفّر في مئات البحيرات التي يُمنع فيها استخدام المحرّكات الخارجية بسبب الضجيج والتلوّث.
تولّد المياه الكثير من المقاومة، ولكنّ السفن الكبرى تحتاج إلى كميات هائلة من الطاقة المتواصلة التي تفوق تلك التي تقدّمها بطاريات اليوم. وهنا يجب ألّا ننسى أن السفن الشراعية استمدت طاقتها من الرياح لآلاف السنوات.
واعتبر دايفد فولكس، الرئيس التنفيذي لشركة «برانسويك» المصنّعة لمحرّكات «مركوري» البحرية، أنّ «البطاريات هي جزء من الإجابة على حلول المستقبل وليست بالضرورة الإجابة الكاملة». وقد كشفت «مركوري» النقاب عن نموذج تجريبي كهربائي لمحرّك خارجي وهي اليوم تراقب باهتمام تحوّل العالم إلى الكهربة.
من جهته، قال سامويل برونو، الرئيس التنفيذي لـ«تايغا»، إنّ كهربة مركبات الجليد شكّلت تحدياً لأنّ البطاريات والمحرّكات المطلوبة يجب أن تتعامل مع درجات الحرارة المتطرّفة والأراضي الوعرة. أمّا خوسيه بويسيوليه، الرئيس التنفيذي لشركة «بي.أر.بي»، أبرز صنّاع المركبات الجليدية، فقد شدّد على «وجود اتجاه تقوده العربات العاملة بالوقود ولا يمكن تجاهله».
ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الطلب على العربات الجليدية قليلٌ جداً، ما يصعّب تحقيق عامل توفير التكلفة الذي يرافق الإنتاج الضخم؛ إذ تشير الأرقام إلى أنّ 135 ألف مركبة جليدية بيعت حول العالم العام الماضي، مقارنة بحوالي 60 مليون سيّارة.

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

تكنولوجيا يعد «Daily Listen» من «غوغل» نموذجاً مثيراً لكيفية تطور الوسائط الشخصية في السنوات القادمة (أدوبي)

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

روبوتا الدردشة يناقشان مواضيع تتماشى تماماً مع اهتماماتك الخاصة بناءً على تاريخ بحثك ونشاطك.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تتوافق مبادرات «آي بي إم» في مجال الذكاء الاصطناعي مع «رؤية 2030» مما يضع المنطقة في موقع رائد في مجال الابتكار (أدوبي)

خاص مدير عام «آي بي إم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي قادر على جني 4 تريليونات دولار سنوياً

يعدّ سعد توما مدير عام «آي بي إم» في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن الذكاء الاصطناعي «ليس مجرد أداة أخرى، بل ورشة عمل بأكملها».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

إليكم بعض أبرز الابتكارات التي تكشف عنها كبريات شركات التكنولوجيا خلال أيام المعرض الأربعة في مدينة لاس فيغاس.

نسيم رمضان (لندن)
خاص توفر السيارة أحدث التقنيات بما في ذلك نظام صوتي قوي وميزات مساعدة السائق المتقدمة والتكامل السلس مع الهواتف الذكية (كاديلاك)

خاص تعرف على التقنيات التي تطرحها «كاديلاك» في «إسكاليد 2025»

«الشرق الأوسط» تـتحدث إلى سارة سميث مديرة هندسة البرامج في «كاديلاك».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعد تطبيقات اللياقة البدنية أداة قوية لتتبع التقدم مع ضمان بقاء بياناتك آمنة (أدوبي)

كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات اللياقة البدنية في 2025؟

إليك بعض النصائح لاستخدام تطبيقات اللياقة البدنية بأمان في العصر الرقمي.

نسيم رمضان (لندن)

«إعادة التحريج»... عوائد إيجابية للمجتمعات الأفريقية

دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
TT

«إعادة التحريج»... عوائد إيجابية للمجتمعات الأفريقية

دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)

شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في الاهتمام بمبادرات «إعادة التحريج» بصفتها استراتيجية فعّالة لمواجهة آثار تغيّر المناخ وتحسين سبل معيشة السكان المحليين.

«إعادة التحريج»

تعني «إعادة التحريج»، وفق الأمم المتحدة، استعادة الأراضي التي كانت مغطاة بالغابات من خلال زراعة أشجار جديدة لتعويض الغطاء الحرجي المفقود، بخلاف التشجير الذي يركّز على زراعة أشجار في مناطق لم تكن غابات أصلاً.

وتهدف هذه العملية إلى معالجة تحديات بيئية كبيرة، مثل: التغير المناخي وتآكل التربة، كما تعزّز التنوع البيولوجي، فضلاً عن فوائدها البيئية، مثل تحسين جودة الهواء. وتُسهم «إعادة التحريج» في خلق فرص عمل وتحسين الأمن الغذائي.

ومن أبرز هذه المبادرات «تحدي بون» (Bonn Challenge)، الذي أُطلق عام 2011 بوصفه حملة عالمية، تهدف إلى إعادة تأهيل 350 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة والغابات بحلول عام 2030.

وتشمل هذه المبادرة أساليب متعددة؛ مثل: الزراعة المكثفة لتكوين غابات جديدة لأغراض بيئية أو إنتاجية، والزراعة المختلطة التي تدمج الأشجار مع المحاصيل، أو تربية الحيوانات لزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى التجدد الطبيعي حيث تترك الطبيعة لاستعادة الغابات ذاتياً دون تدخل بشري.

وفي دراسة أُجريت من قِبل فريق بحث دولي من الدنمارك وكندا والولايات المتحدة، تم تحليل تأثير «إعادة التحريج» في تحسين مستويات المعيشة لدى 18 دولة أفريقية، ونُشرت النتائج في عدد 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من دورية «Communications Earth & Environment».

واعتمدت الدراسة على بيانات أكثر من 200 ألف أسرة بين عامي 2000 و2015. واستخدم الباحثون أساليب إحصائية دقيقة لتحديد العلاقة الإيجابية بين إعادة التحريج وتحسّن مستويات المعيشة.

واستندوا إلى مؤشرات متنوعة لقياس الفقر تشمل التعليم والصحة ومستويات المعيشة؛ حيث أظهرت النتائج أن زراعة الأشجار أسهمت بشكل مباشر في تحسين الدخل وتوفير فرص عمل، بالإضافة إلى آثار اقتصادية غير مباشرة. كما أظهرت أن مناطق زراعة الأشجار كان لها تأثير أكبر من مناطق استعادة الغابات الطبيعية في تخفيف حدة الفقر.

يقول الباحث الرئيس للدراسة في قسم علوم الأرض وإدارة الموارد الطبيعية بجامعة كوبنهاغن، الدكتور باوي دن برابر، إن الدراسة تطرح ثلاث آليات رئيسة قد تُسهم في تقليص الفقر، نتيجة لتوسع مزارع الأشجار أو استعادة الغابات.

وأضاف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الآليات تتمثّل في توفير الدخل من خلال بيع منتجات الغابات، مثل: المطاط أو زيت النخيل، ما يسمح للأسرة بزيادة مواردها المادية. كما أن زراعة الأشجار قد تؤدي إلى خلق فرص عمل للسكان المحليين، في حين يمكن أن تُسهم مناطق التجديد البيئي في تحسين الظروف البيئية، ما يفيد الأسر المحلية من خلال النباتات والحيوانات التي يمكن بيعها وتوفير دخل إضافي للسكان.

ووفقاً لنتائج الدراسة، هناك مؤشرات من بعض البلدان؛ مثل: أوغندا، وبنين، أظهرت زيادة في النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار مقارنة بتلك التي لا تحتوي عليها.

تأثيرات الاستدامة

كما أشارت الدراسة إلى أن برامج التشجير في أفريقيا التي تهدف إلى استعادة أكثر من 120 مليون هكتار من الأراضي عبر مبادرات، مثل: «السور الأخضر العظيم»، و«الأجندة الأفريقية لاستعادة النظم البيئية»، تمثّل جهداً كبيراً لمكافحة الفقر وتدهور البيئة.

وتُسهم نتائج الدراسة، وفق برابر، في النقاش المستمر حول استدامة تأثيرات زراعة الأشجار في التنوع البيولوجي والمجتمعات المحلية، من خلال تسليط الضوء على الفوائد المحتملة لهذه المبادرات عندما يتمّ تنفيذها بشكل مدروس ومتوازن. كما أظهرت أن مبادرات زراعة الأشجار، مثل «تحدي بون»، يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية للمجتمعات المحلية، سواء من حيث تحسين مستوى المعيشة أو تعزيز التنوع البيولوجي.

وتوصي الدراسة بأهمية مشاركة المجتمعات المحلية في هذه المبادرات بصفتها شرطاً أساسياً لضمان استدامتها ونجاحها، فالتفاعل المباشر للمجتمعات مع المشروعات البيئية يزيد من تقبلها وفاعليتها، مما يعزّز فرص نجاحها على المدى الطويل.