لبنان: الراعي يتهم حزب الله وعون بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية

نواب «14 آذار» طالبوا باعتبار المجلس في انعقاد دائم في لقاء جمعهم بالبطريرك

لبنان: الراعي يتهم حزب الله وعون بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية
TT

لبنان: الراعي يتهم حزب الله وعون بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية

لبنان: الراعي يتهم حزب الله وعون بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية

انتقد البطريرك الماروني بشارة الراعي فريق «8 آذار» على رأسه حزب الله والنائب ميشال عون، من دون أن يسميهما، لوقوفهما خلف تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية بمقاطعة جلسات الانتخاب مانعين اكتمال النصاب، فيما طالب نواب قوى «14 آذار» باعتبار مجلس النواب في حال انعقاد دائم كما نص عليه الدستور على أن يكون النصاب الدستوري بعد الدورة الأولى هو الأكثرية المطلقة أي النصف زائد واحد.
وإثر لقاء جمع البطريرك الراعي ونوابا مستقلين وفي قوى «14 آذار»، بمناسبة مرور عام كامل على الفراغ في رئاسة الجمهورية، شكر الراعي النواب للإعراب عن استيائهم المرير من عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ أربعة عشر شهرا، ومن فراغ سدة الرئاسة منذ سنة كاملة ويوم. وقال: «بسبب أن اثنين وأربعين زميلا لكم في النيابة يقاطعون الجلسات الثلاث والعشرين التي جرت منعا لاكتمال النصاب، معتبرين أنهم يريدون رئيسا قويا يصنع في لبنان ومن لبنان. وأنتم هنا للبحث عن مخرج لأزمة الفراغ. نحن معكم في الاستياء بوجهيه، وفي البحث عن المخرج، ونحن معهم بالمطلب لا بالوسيلة». وأكد الراعي أن لا شرعية لأي سلطة تناقض الميثاق الوطني وأن ميثاق العيش المشترك يعلو كل تدبير سياسي أو إداري.
وبعد انتهاء اللقاء أعلن وزير الاتصالات بطرس حرب في بيان باسم المجتمعين، تشكيل لجنة للتواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ووضعه في جو الخطوات التي اتفق عليها الحاضرون، ولفت إلى أن «من بين الخطوات، اعتبار مجلس النواب في حال انعقاد دائم كما نص عليه الدستور والتوجه لتأمين حضور يومي في البرلمان لانتخاب رئيس»، معتبرا النصاب الدستوري بعد الدورة الأولى هو الأكثرية المطلقة أي النصف زائد واحد.
وهو الأمر الذي عاد وأوضحه المكتب الإعلامي في بكركي، مشيرا إلى أن الراعي لم يعط رأيه، خلال اجتماعه مع النواب بالنصاب لانتخاب رئيس للجمهورية بل وافق على نقل الاقتراح إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومناقشته معه، وشدد المكتب على أن ما يتفق عليه النواب مع بري يوافق عليه البطريرك.
من جهته، أكد النائب في كتلة «القوات اللبنانية» جورج عدوان من بكركي، أن «الدفاع عن لبنان لا يمكن أن يحصل إلا من خلال الدولة اللبنانية، ولا يمكن للدولة أن تقف إلا من خلال انتخاب رئيس». مضيفا: «نقدم للبنانيين خيار الدولة وخيار التعلق بدستورنا كمخرج من هذه الأزمة والنموذج التعددي اللبناني».
بدوره، قال النائب ميشال فرعون: «إننا في كتلة المستقبل، أتينا لنقول إننا مع غبطته في ضرورة العودة إلى الدستور للخروج من هذه الأزمة والوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون لكل اللبنانيين». وأضاف: «أتينا لنقول إن انتخاب رئيس جديد للبلاد ينهي مرحلة القلق والخطر على المصير ويسمح بالعبور إلى مرحلة جديدة، نعوض فيها ما خسرته البلاد حتى الآن على جميع الصعد». وختم فرعون: «إننا ندعو من هنا من بكركي إلى فك رهن لبنان وتحرير رئاسة الجمهورية المخطوفة من حزب الله والتيار الوطني الحر في محاولة لفرض رأيهما على غالبية اللبنانيين». كذلك، قال النائب في حزب الكتائب نديم الجميل: «إن أحدا لا يمكنه أن يساوي بين من يعطل الدستور وانتخاب رئيس، ومن يحمي الدستور ويحضر الجلسات ويطالب بانتخاب رئيس».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.