مجلة «البيت» المغربية تصل لمحطتها الأربعين

مجلة «البيت» المغربية تصل لمحطتها الأربعين
TT

مجلة «البيت» المغربية تصل لمحطتها الأربعين

مجلة «البيت» المغربية تصل لمحطتها الأربعين

بصدور عددها الجديد لربيع هذه السنة، تكون مجلة «البيت» التي يُصدرها «بيت الشعر» في المغرب، قد وصلت إلى محطتها الأربعين. و«الأربعون»؛ كما جاء في الافتتاحية، «ليْسَ رَقماً كَبيراً في مَسَار مَجَلة ما، وليْسَ تعلة لفَخْر ما؛ لأن الفَخْرَ ذاتَهُ ليْس مِنْ شِيَم الكتابَة ولا مِنْ أخْلاق زُهْدها الكَبير. ليْسَ هذا الرقمُ ذَريعَة للادعاء؛ لأن الادعاءَ نِسْيَانٌ لمَجْهُول الكتابَة الذي يَكشِفُ حُدُودَ أي مُنْجَزٍ وضَآلتَهُ أمامَ أسْرارِ الحَرْفِ ومَتَاهَاتِ اللغَة والفِكْر. (الأربعون) ليْسَ رَقماً؛ إنهُ عَلَامَة. والعَلَامَة؛ أي عَلَامَة، يَتَغَيرُ وَضْعُها ومَعْناها وتَتَشَعبُ ذاكِرَتُها كلما اسْتَضَافَتْها عَينُ الشعْر. (الأربعون) لَحْظَة للتفكير، مِنْ داخِل الشعْر، في الشعْر، وللتفكير بالشعْر، وللعَمَل على جَعْل الشعْر يَحْتَفظُ للمَاء لا بمَا يُمَكنُهُ مِنْ تَفْتيتِ الصخُور التي لا تَنْفَك تَتَصَلبُ وتَتَنامَى، إذْ قدْ لا يَكُونُ الاضْطِلاعُ بهَذا التفْتيت مِنْ مُكْنَة الشعْر واسْتِطَاعَتِه، ولكنْ بما يُمَكنُهُ، على الأقل، مِنْ إحْدَاثِ الشقُوقِ والصدُوعِ المانعَة مِنَ التصَلب النهائي، والحَامية مِنْ فَاجعَة النهَايَة».
في باقي محاور العدد، تضمن باب «أراض شعرية»، القصائد التالية: «دْجيمي هينْدريكْسْ (مَغْنَطة)» للشاعر الفرنسي زينو بيانو ترجمَها عن الفرنسية الشاعر جمال خيري، و«برج الجَدي وقصائد أخرى» للشاعر الكولومبي خوان مانويل روكا، ترجمها عن الإسبانية الشاعر خالد الريسوني، و«لعلنا ثلاثة وقصائد أخرى» لشربل داغر، و«ما يُشبه الهايكو» لهاتف جنابي، و«ظهور السيدة في بغداد» لصادق الطريحي، و«في شارع الأمير» لعبد الكريم الطبال، و«غريق المِرآة» لنبيل منصر، و«حامل الريشة» لعبد العالي دمياني، و«خبر زائف» لنجيب مبارك، و«على حافة وتر» لمحمد عابد، و«أقول الله... ثم أحس» لغادة الأغزاوي. أما باب «مؤانسات الشعري»، فتضمن المقالات التالية: «ما الذي كان (يقرَؤُهُ) الفلاسفة؟» لفيكتوريا كيران وفرنسوا كوفان، ترجمة محمد آيت العميم، و«تحرير العيطة من خطاب الاستشراق» للباحثة الإيطالية أليساندرا تْشوتْشي، ترجمهُ عن الإنجليزية نور الدين زويتني، و«استيطيقا التلاشي» للناقد إدريس كثير.
وخص العَدد باب «مقيمون في البيت» للشاعر خوسيه أنخيل لييفا، تحت عنوان: «نظرة إلى كَوْن يُحتَضَرُ في شتاته». أما باب «يوميات» فضم كلمة الشاعر الروماني يون دياكونيسكو بمناسبة «اليوم العالمي للشعر 2022»، وكلمة «بيت الشعر» في نَعي الشاعر الفرنسي ميشال دوغي، ونعي الناقد المغربي محمد مفتاح. يذكر أن مجلة «البيت»؛ التي يديرها الشاعر حسن نجمي ويرأس تحريرها الناقد خالد بلقاسم، تصدر بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة).


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«مجتمع ورث» يحيي التراث السعودي برؤية عالمية

«مجتمع ورث» منصة لإحياء وتطوير الحرف اليدوية وربطها بالتصميمات الحديثة (الشرق الأوسط)
«مجتمع ورث» منصة لإحياء وتطوير الحرف اليدوية وربطها بالتصميمات الحديثة (الشرق الأوسط)
TT

«مجتمع ورث» يحيي التراث السعودي برؤية عالمية

«مجتمع ورث» منصة لإحياء وتطوير الحرف اليدوية وربطها بالتصميمات الحديثة (الشرق الأوسط)
«مجتمع ورث» منصة لإحياء وتطوير الحرف اليدوية وربطها بالتصميمات الحديثة (الشرق الأوسط)

في إطار الاهتمام المتزايد بإحياء التراث السعودي وتعزيز الهوية الثقافية الوطنية، أطلق المعهد الملكي للفنون التقليدية «وِرث» مبادرته المتميزة «مجتمع وِرث»، في يوم 4 يناير 2025، وذلك في مقره الرئيسي بمدينة الرياض. يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان عام 2025 عاماً للحِرف اليدوية، ما يُجسد رؤية المملكة في دعم الفنون التقليدية وصونها وتطويرها لتكون جزءاً من الثقافة الحية التي تجمع بين الأصالة والحداثة.

ويهدف «مجتمع وِرث» إلى أن يكون المنصة الرائدة لإحياء وتطوير الحِرف اليدوية السعودية وربطها بالتصميم والتقنيات الحديثة. كما يسعى إلى تعزيز مشاركة المؤسسات والمجتمع المحلي في إبراز أهمية الفنون التقليدية في دعم الهوية الثقافية، إلى جانب تمكين الأفراد من استكشاف الإمكانات الكامنة في توظيف تلك الفنون عبر تقنيات معاصرة تشمل لقاءات وورش عمل تفاعلية مع نخبة من الخبراء والمختصين في مجالات الحِرف اليدوية والفنون التقليدية، مما يتيح فرصة استثنائية لتبادل الخبرات وإثراء المعارف وتطوير المهارات.

أنشطة تعليمية وحرفية يقدمها «مجتمع ورث» (الشرق الأوسط)

هذه الخطوة تمثل رؤية طموحًا تجمع بين الحفاظ على التراث وإعادة تقديمه بأساليب مبتكرة، فهي تعمل على دمج الحِرف اليدوية مع أدوات التكنولوجيا الحديثة مثل النمذجة ثلاثية الأبعاد، والطباعة الرقمية، والتصنيع الذكي، مما يسهم في تحويل المنتجات التراثية إلى أعمال عصرية تلبي متطلبات السوق المحلية والعالمية، مع الحفاظ على جذورها الأصيلة.

وتشمل فعاليات «مجتمع وِرث» مجموعة واسعة من الأنشطة التعليمية والحرفية والريادية التي تستهدف جميع المهتمين بالفنون التقليدية. ومن أبرز ورش العمل المقدمة، التدريب على تصميم المنتجات التراثية باستخدام البرامج الحديثة، وتطوير المهارات التسويقية للحرفيين عبر القنوات الرقمية، إلى جانب استراتيجيات دمج التصميم المعاصر مع الحرف اليدوية، كما يقدم المجتمع جلسات حوارية تضم خبراء ومتخصصين، وتركز على استكشاف تطورات هذا المجال وإيجاد حلول مبتكرة تحفز الإبداع والابتكار.

ويُعد المعهد الملكي للفنون التقليدية «وِرث» مؤسسة رائدة تسعى إلى الحفاظ على التراث الوطني السعودي وتعزيزه، من خلال تبنّي مشروعات وبرامج تُبرز الفنون التقليدية محلياً وعالمياً. ويسعى المعهد إلى دعم المتميزين في هذا المجال، سواء أكانوا من الحرفيين أم الممارسين أم المهتمين، من خلال توفير بيئة تعليمية وداعمة تحفز المواهب وتعمل على تطويرها. إلى جانب ذلك، يُولي المعهد اهتماماً خاصاً بتقدير الكنوز الحية التي تمثل رموزاً للإبداع الحرفي، وتشجيع الأجيال القادمة على تعلم وإتقان الحِرف التقليدية السعودية وتطويرها بما يتماشى مع روح العصر.

ويشكل إطلاق «مجتمع وِرث» جزءاً من رؤية استراتيجية تسعى لتحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030» في مجال الثقافة والفنون، وذلك من خلال الجمع بين التراث والابتكار، حيث يسعى «المجتمع» إلى بناء جسور تربط الماضي بالحاضر والمستقبل، مما يضمن استمرار الحِرف اليدوية بوصفها عنصراً حيوياً في الهوية الثقافية السعودية يسهم في تعزيز مكانتها عالمياً.