جهاز مكافحة الإرهاب ينفي اشتراك عناصره في «دبكة» تمجد صدام

تحطيم تمثال صدام حسين وسط بغداد في أبريل 2003 (غيتي)
تحطيم تمثال صدام حسين وسط بغداد في أبريل 2003 (غيتي)
TT

جهاز مكافحة الإرهاب ينفي اشتراك عناصره في «دبكة» تمجد صدام

تحطيم تمثال صدام حسين وسط بغداد في أبريل 2003 (غيتي)
تحطيم تمثال صدام حسين وسط بغداد في أبريل 2003 (غيتي)

رغم مرور نحو 20 عاماً على الإطاحة بحكمه (أبريل/ نيسان 2003)، ونحو 16 عاماً على موته إعداماً (ديسمبر/ كانون الأول 2006)، ما زالت ذكرى الرئيس الراحل صدام حسين حاضرة، وبقوة، في حياة معظم العراقيين، سواء بالنسبة للمتضررين من حكمه الذين يكنون له ولحزبه (حزب البعث) عداءً شديداً، أو أولئك الذين يحنون لعهده ويعتبرونه عهداً نموذجياً رغم قسوته وديكتاتوريته المفرطة.
وبعد أقل من أسبوع على قيام «جهاز الأمن الوطني» بإلقاء القبض على شخصين، قاما بتمجيد صدام عبر أهازيج شعبية، في قضاة المشخاب بمحافظة النجف، ظهر أمس، عبر تسجيل بالفيديو، مجموعة من الجنود يشتبه في انتسابهم لجهاز مكافحة الإرهاب وهم يشتركون في دبكة شعبية على أنغام أغنية تمجد هي الأخرى صدام وعهده الغابر، ما دفع الجهاز إلى نفي ذلك جملة وتفصيلاً.
وقال الجهاز في بيان، أمس السبت، «في الوقت الذي يُحقق جهاز مُكافحة الإرهاب انتصاراته الثمينة في أرض الميدان ويرفع رأس العراق عالياً في المحافل والمسابقات الدولية، تخرج علينا بعض الصفحات والقنوات الوهمية التي تفتقر للمصداقية المهنية والوطنية، لتنشر فيديو عبثياً لا يمت لجهاز مُكافحة الإرهاب العراقي بصلة، للتشويش على الإنجاز المتحقق في مسابقة (المُحارب الدولي) في الأردن، التي حصد فيها الجهاز المراتب الأولى».
وأضاف البيان: «كما هو واضح في الفيديو، إن الرُتب والشعارات لا تمت لنا بأي صلة، كما أن مُقاتلينا المشتركين في المسابقة عددهم 7 فقط من المراتب، على عكس ما تم عرضه داخل الفيديو».
وتابع: «هُنالك عشرات من القوات العسكرية التي ترتدي الزي الأسود في داخل العراق وخارجه، وليس من المعقول أن يُنسب كُل من يرتدي هذا الزي إلى جهاز مُكافحة الإرهاب، كما تم تحليل الفيديو من قبل جهاز الأمن الوطني العراقي، الذي أكد عدم صلته بأبطالنا في جهاز مُكافحة الإرهاب».
وأعلن الجهاز، أول من أمس، أن منتسبيه الذين اشتركوا في فعاليات مسابقة «المحارب الدولي» للعمليات الخاصة في الأردن، وبمُشاركة 40 دولة، حصلوا على المرتبة الثانية كأفضل فريق قتالي باقتحام المدن على مستوى الدول المشاركة.
ورغم تشكيل «هيئة خاصة» لاجتثاث «البعث»، والعقوبات المشددة التي فرضها قانون حظر حزب «البعث» ورموزه الذي أقره البرلمان عام 2016، حيث تنص المادة السابعة منه على أنه «يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على عشر سنوات كل من انتمى إلى حزب (البعث) بعد نفاذ هذا القانون، أو روج لأفكاره وآرائه في الوسائل كافة، وكل من أجبر أو هدد أو كسب أي شخص للانتماء إلى حزب (البعث)».
وما زال اسم «البعث» وزعيمه صدام حسين يتداولان بشكل شبه يومي، على ألسنة مبغضيه ومحبيه، ويمثلان كابوساً حقيقياً لمعظم أحزاب الإسلام السياسي الشيعية، إلى درجة أن زعيم منظمة «بدر» هادي العامري، توعد قبل أربعة أيام المروجين لعودة «البعث» وقال: «أيدينا على الزناد، ولا عودة لحزب (البعث). ليجربوا حظهم، سنكون قاسين معهم هذه المرة».
ومع أن «الحنين إلى الماضي» ارتبط نفسياً بالعراقيين في تاريخيهم الحديث، حيث يحن المعاصرون دائماً إلى أنظمة الحكم التي سبقت أنظمتهم دولتهم الحالية، إذ نرى اليوم كثيرين يحنون إلى العهد الملكي الذي انتهى بانقلاب جمهوري عام 1958، إلا أن الحضور اللافت لعهد «البعث» وصدام حسين في حياة العراقيين يفسر محلياً بطريقتين: الأولى، إصرار جماعات الأحزاب الدينية الشيعية على تذكير الناس بعهد صدام لإثارة مشاعرهم وكسب تأييدهم للتغطية على فشلها الذريع في إدارة الدولة بعد 2003، والثاني، إصرار الجماعات المؤيدة لصدام، وحتى بعض الاتجاهات الناقمة عليه، على المقارنة بين حكمه الذي تمتع بالقوة والحزم وتسيد الدولة على كل ما عداها، وبين الحكم الحالي الذي تميز بغياب هيبة القانون والفوضى وهيمنة قوى ما قبل الدولة على المجال العام، إلى جانب التعثر الشديد في بناء الدولة وسوء الإدارة والفساد.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
TT

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف مجرى نهر الليطاني، في محاولة لفصل النبطية عن قضاء مرجعيون.

وفيما انتقل هوكستين إلى واشنطن من دون الإدلاء بتصريحات حول زيارته إسرائيل، أكدت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أنَّ الموفد الأميركي «بقيَ على تواصل مع المفاوضين اللبنانيين»، مشيرة إلى أنَّ المحادثات لوقف النار «تتقدم ببطء، لكن بثبات في اتجاه إيجابي».

ميدانياً، وصلت القوات الإسرائيلية إلى بلدة ديرميماس، انطلاقاً من بلدة كفركلا، ما يعني أنَّها سارت على طريق لنحو 5 كيلومترات في العمق اللبناني، لتصل إلى مشارف الليطاني، بعد تمهيد ناري بالمدفعية وغارات جوية نفذتها طائرات حربية ومسيّرات. وقال «حزب الله»، في المقابل، إنَّه استهدف تلك القوات في النقاط التي وصلت إليها.

بالموازاة، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية، واستهدفت الأحياء المسيحية المقابلة للضاحية في عين الرمانة والحدت، وهي خطوط التماس السابقة في الحرب اللبنانية، وذلك عقب إنذارات وجهها الجيش للسكان بإخلاء الأبنية.