أقرّ ديديه لالمو، قائد شرطة باريس، بـ«الفشل» في إدارة العمليات الأمنية لنهائي دوري أبطال أوروبا الشهر الماضي، واعتذر عن استخدام الغاز المسيل للدموع في وجه الجماهير في أثناء محاولتهم دخول الملعب.
وشابت المباراة النهائية التي استضافتها باريس في 28 مايو (أيار) والتي فاز فيها ريال مدريد الإسباني بلقبه الرابع عشر أمام ليفربول الإنجليزي، مشاهد فوضى عارمة، حيث عانى مشجعو الأخير للدخول إلى الملعب لحضور المباراة، ما آخر انطلاقها نحو 40 دقيقة، ما أثار تساؤلات حيال قدرة العاصمة الفرنسية على استضافة أولمبياد 2024.
وقال لالمو، أمام لجنة في مجلس الشيوخ للتحقيق في الإخفاق الأمني الذي وقع خلال المباراة النهائية للمسابقة القارية الأبرز: «من الواضح أننا فشلنا، أنا المسؤول الوحيد عن أفعال الشرطة». وأضاف: «لقد كان فشلاً لأن الناس تم دفعهم ومهاجمتهم. إنه فشل لأن صورة البلاد قُوّضت».
وأعرب عن «الأسف» للسماح باستخدام الغاز المسيل للدموع لإبعاد الجماهير عن الملعب قبل المباراة، لكنه أكد أنه «لا توجد وسيلة أخرى» لتخفيف الضغط المتزايد على البوابات.
وأوضح لالمو: «كنا في حاجة إلى دفع الناس للعودة إلى الخلف. طلبنا من الناس الابتعاد، ثم استخدمنا الغاز المسيل للدموع... إنها الطريقة الوحيدة التي نعرفها لإبعاد الحشود، باستثناء الهراوات الكهربائية».
لالمو قائد شرطة باريس (أ.ف.ب)
وشجّع قائد الشرطة مشجعي ليفربول وريال مدريد على تقديم شكاوى في حالة كانوا ضحايا تذاكر مزوّرة أو جرائم في الشارع خارج الملعب، قائلاً: «على كل المتضررين التقدم بشكاوى حتى نتمكن من العثور على المذنبين ومحاكمتهم».
وتم الضغط على لالمو حيال الأرقام المثيرة للجدل التي قدمها وزير الداخلية جيرالد دارمانان الذي حمّل مسؤولية الاضطرابات خارج الملعب وتأخير المباراة إلى وجود نحو 30 إلى 40 ألف مشجع من دون تذاكر أو بتذاكر مزورة.
وقال لالمو، في هذا الإطار، إنه مسؤول عن هذا الرقم، واستند في ذلك إلى الأرقام التي قدمتها شركات النقل في باريس و«التقارير» من الضباط على الأرض. وأضاف: «ربما أخطأت في الرقم الذي أعطيته للوزير... لم أدّعِ قط أن ذلك كان دقيقاً تماماً».
وأقرّ بأنه لم يكن هناك ما بين 30 و40 ألف مشجع «على بوابات الملعب»، لكنه أكد أن عدة آلاف كانوا في محيطه. وكان وزير الداخلية الفرنسي قد أشار إلى أن مشجعي ليفربول كانوا مسؤولين عن معظم ما حدث، قائلاً إن 30 أو 40 ألفاً منهم لم يكن لديهم تذاكر صالحة لحضور المباراة، ما تسبب في حدوث الفوضى. وأثارت تلك المزاعم غضب أنصار ليفربول، وكذلك كبار السياسيين البريطانيين الذين اتهموا فرنسا بمحاولة غير عادلة لإبعاد اللوم عن الشرطة. كما رد جمهور ليفربول، قائلاً إن معظم مشجعي الفريق الإنجليزي تصرفوا بصورة مسؤولة لكن شرطة الشغب الفرنسية عاملتهم بقسوة.
وكان كل من ناديي ليفربول وريال مدريد طرفي النهائي قد طالبا الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) بتوضيحات بشأن كيفية إعداد التقرير المرتقب بشأن حالة الفوضى التي سبقت المباراة النهائية لدوري الأبطال ومعرفة المعايير التي تم بناء عليها اختيار ملعب سان دوني الفرنسي لاستضافة اللقاء في ضوء ما حدث في هذا اليوم.
وكان بيلي هوغان، الرئيس التنفيذي لليفربول، قد استنكر تحميل مسؤولي الأمن في باريس لجماهير فريقه مسؤولية أحداث الشغب، وقال، في بيان، الأسبوع الماضي: «طالبنا بإجراء تحقيق بشأن ما حدث في باريس، وليس تقريراً. وأعتقد أنهما شيئان مختلفان. خاطبنا الاتحاد الأوروبي للعبة وطرحنا 13 سؤالاً محدداً، ونود أن يوضح لنا تفاصيل هذا التحقيق». واتهم هوغان السلطات الفرنسية بمحاولة التنصل من المسؤولية عبر ادعاء أن المشكلات أثيرت بسبب وصول نحو 40 ألفاً من مشجعي ليفربول دون تذاكر صحيحة للمباراة، بحسب ما صرحت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا ووزير الداخلية جيرالد دارمانان.
وعلى النهج نفسه، طلب ريال مدريد إجابات من المنظمين حول الإجراءات التي اتخذت لحماية الجمهور في المباراة النهائية، والأسباب التي دعت لتأخر انطلاقها.
وقال ريال مدريد، في بيان، الأسبوع الماضي: «نريد معرفة الأسباب التي دفعت لاختيار هذا الملعب لاستضافة المباراة النهائية، نحن أيضاً نطلب إجابات وتوضيحات عن المسؤولين عن ترك الجمهور بلا حماية أو حراسة رغم أن السلوك العام للمشجعين كان مثالياً، لكن الكثير منهم تعرضوا للضرب والملاحقة والإساءة».
من جهته، قدم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، اعتذاره للجماهير عن الأحداث المؤسفة التي شهدتها المباراة النهائية لدوري الأبطال، مؤكدا فتح تحقيقات شفافة في الأمر.
قائد شرطة باريس يقرّ بـ«الفشل» في إدارته الأمنية لنهائي دوري الأبطال
اعتذر عن استخدام الغاز المسيل للدموع في وجه الجماهير أثناء محاولتهم دخول الملعب
قائد شرطة باريس يقرّ بـ«الفشل» في إدارته الأمنية لنهائي دوري الأبطال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة