الجفاف وإتاوات الانقلابيين يتعاونان على تعطيش صنعاء وريفها

TT

الجفاف وإتاوات الانقلابيين يتعاونان على تعطيش صنعاء وريفها

يعاني آلاف السكان في مديريتي معين وشعوب بالعاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية في الوقت الحالي من أزمة حادة في مياه الشرب، بسبب الجفاف والإتاوات المفروضة على صهاريج المياه من قبل قادة الجماعة.
وفي هذا السياق شكا سكان بمديريتي معين وشعوب بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من صعوبات شديدة تواجههم أثناء رحلة البحث اليومية الشاقة لغرض جلب مياه الشرب إلى منازلهم، وبينوا أن تلك المعاناة تتزامن مع أوضاع معيشية صعبة يكابدونها مع ملايين من السكان في صنعاء وبقية المناطق تحت سيطرة الجماعة.
وتحدث سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط» عن أن حياتهم باتت مهددة مع استمرار انعدام مياه الشرب بشكل شبه كلي سواءً عبر الشبكة الحكومية أو عبر الصهاريج المنقولة التي ارتفعت أسعارها مؤخراً بصورة غير معقولة.
ويشير السكان إلى أن سعر الصهريج ارتفع مؤخراً من مبلغ 10 آلاف ريال إلى ما بين 15 ألفا و20 ألف ريال يمني. (الدولار يساوي نحو 600 ريال).
ونتيجة لارتفاع أسعار الصهاريج المنقولة عبر الشاحنات، باتت آلاف الأسر اليمنية في صنعاء وغيرها من المدن تحت سيطرة الانقلابيين عاجزة عن توفير مياه الشرب.
وفي الوقت الذي طالب فيه سكان صنعاء تزويدهم بمياه الشرب وإنقاذهم من العطش، بخاصة في ظل ما تشهده عاصمتهم ومناطق أخرى من موجات جفاف وعطش وتأخر نزول الأمطار، أكدت مصادر محلية أن تلك المخاطر ما تزال تشكل مصدر تهديد حقيقي لحياة الملايين من سكان نحو 26 مديرية تابعة للعاصمة صنعاء وريفها بشكل عام.
وحذرت المصادر من أن حياة الآلاف في العاصمة ومحافظة صنعاء باتت تواجه شبح العطش مع استمرار الجفاف وانحباس المطر وانعدام المياه سواء من المشروعات الرسمية أو من المياه الخيرية أو من خلال الصهاريج التي ارتفعت تكلفتها بشكل غير مبرر.
وكان مسلحو الميليشيات شنوا قبل أسابيع قليلة ماضية حملة ضد ملاك آبار المياه بثلاث مديريات في صنعاء لغرض ابتزازهم والضغط عليهم وإجبارهم على دفع إتاوات لقادة الجماعة وعناصرها.
واضطرت تلك الممارسات الحوثية ملاك عدة آبار إلى الإغلاق هرباً من آلة الفساد والتعسف وخوفاً من حملات الاستهداف والجباية التي تنتهجها الجماعة بشكل متكرر ضدهم.
وكشف سكان في المدينة عن فشل مساعي فاعلي خير ومؤسسات ومنظمات في التخفيف من معاناتهم من خلال إنشاء خزانات مياه خيرية بعدد من أحياء العاصمة بسبب سلوك الميليشيات التعسفي، ما دفع سكان كُثر للبحث عن المياه في خزانات المساجد أو عبر مصادر أخرى.
وعلى مدى سنوات الانقلاب، انتهجت الميليشيات الحوثية أعمال التدمير والنهب المنظم للمؤسسات العامة في صنعاء، وأوقفت مشروع شبكة المياه الحكومي، ومخصصات التشغيل والصيانة وقطع الغيار، كما أوقفت صرف مرتبات موظفي هذا القطاع المهم، وغيره من القطاعات الأخرى.
وكان مسؤولون بمؤسسة المياه الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، كشفوا في وقت سابق، لـ«الشرق الأوسط»، عن ممارسات إجرامية متنوعة نفذتها الميليشيات بحق مؤسسة المياه، و«الهيئة العامة للموارد المائية في العاصمة»، وتحويلهما إلى ملكية خاصة لعناصر الجماعة.
كما كشفوا عن مصادرة الجماعة عقب اقتحامها للمؤسسة كل أصولها وأرصدتها ومخصصاتها من الوقود والأثاث ومعدات التشغيل وغيرها. وقالوا إن الميليشيات لم تترك شيئاً داخل المؤسسة الحكومية، عدا بضعة موظفين تحتاج إليهم بين الفينة والأخرى لتنفيذ أجندتها ومشاريعها الانقلابية.
وقدّرت تقارير دولية بوقت سابق أن نحو 4.5 مليون طفل يمني يعيشون في منازل لا يتوفر فيها مصدر مياه محسن، وصنّفت اليمن مؤخّراً كإحدى أربع دول هي الأشدّ فقراً في الموارد المائية.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر الجماعة الحوثية بعد اغتيال نصر الله؟

العالم العربي احتمالات ضعيفة جداً أن تتولى الجماعة الحوثية سد الفراغ الناتج عن تحجيم قوة «حزب الله» (رويترز)

ماذا ينتظر الجماعة الحوثية بعد اغتيال نصر الله؟

يناقش خبراء وباحثون سياسيون تأثير اغتيال حسن نصر الله على الجماعة الحوثية، وردود فعلها بعد الضربات الكبيرة التي يتلقاها «حزب الله» خلال الأيام الأخيرة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي تستغل الجماعة الحوثية المناسبات ذات الصبغة الطائفية للتحشيد والتجنيد (إ.ب.أ)

حملات أمنية حوثية لمنع اليمنيين من الاحتفال بـ«ثورة 26 سبتمبر»

جماعة الحوثي تعيش رعباً حقيقياً؛ لأنها تعلم أن غالبية كبيرة من اليمنيين تنبذ أفكارها وطريقتها في الحكم.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي أعلنت شركة ستارلينك بدء توفر خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن (سبأ)

«ستارلينك» تعلن بدء خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن

أعلنت شركة ستارلينك (المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك)، الأربعاء، بدء توفر خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن، ليصبح اليمن الدولة الأولى في الشرق الأوسط…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي حريق ضخم في ميناء الحديدة اليمني إثر قصف إسرائيلي سابق استهدف مستودعات الوقود (أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تنفي عرض الاعتراف بحكومة الحوثيين مقابل وقف الهجمات

مسؤولون أميركيون تصريحات القيادي الحوثي محمد البخيتي بشأن عرض واشنطن الاعتراف بحكومة الحوثيين في صنعاء مقابل وقف الهجمات الحوثية، بأنها بعيدة عن الحقيقة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

كوريا الجنوبية تصف التصعيد في المنطقة بـ«غير المسبوق»

ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن (الأمم المتحدة)
ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن (الأمم المتحدة)
TT

كوريا الجنوبية تصف التصعيد في المنطقة بـ«غير المسبوق»

ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن (الأمم المتحدة)
ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن (الأمم المتحدة)

قال ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك، الجمعة، إن الضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت «أدت إلى تعميق مشاغلنا»، وذلك بعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي «تنفيذ ضربات دقيقة على المقر المركزي» لـ«حزب الله» أحدثت دماراً هائلاً، واستهدفت الأمين العام حسن نصر الله.

وفي اجتماع لمجلس الأمن حول غزة، أكد جون-كوك أنه يجب على «جميع الأطراف في المنطقة أن تخفّف التصعيد، وتنظر في الكارثة المحتملة في نهاية حلقة العنف هذه»، داعياً لممارسة ضبط النفس بشكل كبير، و«هذا هو الخيار الأمثل».
وأضاف ممثل كوريا الجنوبية: «وسط التصعيد غير المسبوق في لبنان وإسرائيل، نبقى نشعر بالقلق البالغ إزاء الكارثة الإنسانية المتواصلة في غزة، وأعمال العنف، وعدم الاستقرار في الضفة الغربية، بما ذلك القيود المعززة على الحركة للفلسطينيين».
ودعا الأطراف في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل وغيرها من الدول، إلى الاستجابة للدعوات القوية من الدول المجاورة، «فالمنطقة تسير شيئاً فشيء نحو النيران الملتهبة، ولكن هنالك وقت للعودة إلى الوراء، وإطفاء هذه النيران عبر الدبلوماسية النشطة، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة».
ومع ذلك، ما زال الأمل بحسب جون-كوك موجوداً لإطلاق سراح كل الرهائن، ووقف إطلاق نار فوري في غزة، وتخفيف طارئ للتصعيد في لبنان.
وتدعم كوريا الجنوبية جميع الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية «بما في ذلك المبادرة الأخيرة بقيادة فرنسا والولايات المتحدة لضمان وقف إطلاق النار فوري لـ21 يوماً على الحدود اللبنانية والإسرائيلية»، ودعا ممثلها الطرفين إلى قبول هذا الاتفاق من دون تأخير.