أوكرانيا: قواتنا مرابطة بسيفيرودونيتسك وتتقدم في الجنوب

دبابة أوكرانية على الخطوط الأمامية للمعركة في مدينة سيفيرودونيتسك أمس (أ.ب)
دبابة أوكرانية على الخطوط الأمامية للمعركة في مدينة سيفيرودونيتسك أمس (أ.ب)
TT
20

أوكرانيا: قواتنا مرابطة بسيفيرودونيتسك وتتقدم في الجنوب

دبابة أوكرانية على الخطوط الأمامية للمعركة في مدينة سيفيرودونيتسك أمس (أ.ب)
دبابة أوكرانية على الخطوط الأمامية للمعركة في مدينة سيفيرودونيتسك أمس (أ.ب)

قالت القوات الأوكرانية، اليوم (الخميس)، إنها تقدمت في معارك شرسة في الشوارع في مدينة سيفيرودونيتسك الشرقية لكنها أشارت إلى أن الأمل الوحيد، لترجيح كفتها في الحرب، هو الحصول على المزيد من المدفعية لتعادل القوة الضخمة للنيران الروسية.
وفي الجنوب، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها تمكنت من استعادة السيطرة على أراض جديدة في هجوم مضاد في منطقة خيرسون، مستهدفة أكبر مساحة سيطرت عليها روسيا منذ الغزو الذي بدأ في فبراير (شباط).
وأصبحت المعركة وسط أنقاض سيفيرودونيتسك، وهي مدينة صناعية صغيرة، من الأكثر دموية في الحرب مع تركيز روسيا قوة غزوها في الشرق. ويزعم الجانبان أن كل منهما كبد الطرف الآخر خسائر فادحة. ومدينتا سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك المقابلة لها على الضفة الغربية لنهر سيفيرسكي دونيتس هما آخر أجزاء تسيطر عليها أوكرانيا من إقليم لوغانسك الذي تعتزم موسكو للسيطرة عليه في إطار أهدافها الأساسية من الحرب.
وفي تحديث نادر للموقف في سيفيرودونيتسك، قال قائد كتيبة سفوبودا الأوكرانية للحرس الوطني بيترو كوسيك إن الأوكرانيين يستدرجون الروس لقتال شوارع لتحييد الميزة النسبية للمدفعية الروسية. وأضاف في مقابلة تلفزيونية: «أمس كان يوما ناجحا بالنسبة لنا. قمنا بشن هجوم مضاد وبعض المناطق تمكنت من إجبارهم على التقهقر لحي أو حيين. وفي بعض المناطق أجبرونا نحن على التراجع لكن بمقدار بناية أو بنايتين». وتابع: «تكبد المحتلون خسائر فادحة. لو كل يوم أصبح مثل أمس، سينتهي الأمر سريعا». لكنه قال إن قواته تعاني من نقص «كارثي» في البطاريات المضادة للمدفعية لاستهداف الأسلحة الروسية. وأوضح «الحصول على مثل هذه الأسلحة سيغير المشهد في أرض المعركة، ويسمح للأوكرانيين بصد المدفعية الروسية»، مشيراً إلى أنه «حتى دون تلك الأنظمة، نحن صامدون جيدا. هناك أمر ببقائنا في مواقعنا ونحن نتحصن فيها».
وقال رئيس بلدية سيفيرودونيتسك أولكسندر ستريوك، اليوم، إن نحو عشرة آلاف مدني لا يزالون محاصرين داخل المدينة وهو ما يشكل نحو عُشر سكانها قبل الحرب.
وفي خطابه الليلي (أمس)، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن معركة السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك معركة وحشية وستحدد مصير منطقة دونباس، لافتا إلى أن «هذه معركة وحشية جدا، صعبة جدا، ربما من أصعب المعارك في هذه الحرب». وأضاف أن «سيفيرودونيتسك لا تزال محور المواجهة في دونباس... إنها تعتبر إلى حد بعيد المكان الذي يتحدد فيه مصير دونباس الآن».
وإلى الغرب من سيفيرودونيتسك، تتقدم روسيا من الشمال ومن الجنوب في محاولة لمحاصرة القوات الأوكرانية في دونباس المؤلفة من إقليمي لوجانسك ودونيتسك، وتقصف البلدات التي يسيطر عليها الأوكرانيون بالمدفعية في طريقها.
وفي سوليدار القريبة من باخموت قرب الخط الأمامي للمواجهات تحولت البنايات بعد تفجيرها لحفر كبيرة في الأرض. ويحتمي السكان الباقون، أغلبهم من المسنين، في قبو مكتظ.
وبكت أنطونينا، وهي أيضا من السكان وتبلغ من العمر 65 عاما، وقالت: «نحن باقون. نعيش هنا. ولدنا هنا... متى ينتهي الأمر؟».
هجوم خيرسون المضاد
في الجنوب، تحاول موسكو فرض حكمها على شريط من المناطق المحتلة يمتد في منطقتي خيرسون وزاباروجيا حيث ولت سلطات موالية لها تقول إنها تعتزم الدعوة لاستفتاءات على الانضمام لروسيا.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، اليوم، إن قواتها تمكنت من استعادة السيطرة على بعض الأراضي في هجوم مضاد في خيرسون. ولم تذكر تفاصيل لكنها قالت إن القوات الروسية «تكبدت خسائر في الأفراد والعتاد» ولغمت مناطق لدى تقهقرها ونصبت حواجز.
وأعلنت أوكرانيا الأسبوع الماضي شن هجوم مضاد في خيرسون، وذكرت أنها استعادت السيطرة على أراض على الضفة الجنوبية لنهر إنهوليتس الذي يشكل حدا فاصلا في المنطقة. ولم يتسن التحقق من الموقف هناك بشكل مستقل.
وقتل الآلاف وفر الملايين منذ شنت موسكو ما تصفه بأنه «عملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من«نازيين» في 24 فبراير (شباط). وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغزو بأنه حرب عدوانية غير مبررة.
وأوكرانيا من أكبر الدول المصدرة للحبوب وزيوت الطعام في العالم، وتحول الاهتمام العالمي في الأسابيع القليلة الماضية إلى خطر حدوث مجاعة عالمية بسبب إغلاق روسيا موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
وحذر زيلينسكي في بيان بثه التلفزيون من أن العالم على شفا «أزمة غذاء مروعة» مع عدم قدرة أوكرانيا على تصدير كميات كبيرة من القمح والذرة والنفط ومنتجات أخرى كانت «تقوم بدور داعم لاستقرار الأسواق العالمية». وأضاف: «هذا يعني، للأسف، أنه قد يكون هناك نقص فعلي في المنتجات في عشرات من دول العالم. قد يتضور ملايين الناس جوعا إذا استمر الحصار الروسي في البحر الأسود».
وتلقي موسكو بمسؤولية أزمة الغذاء العالمية على العقوبات الغربية المفروضة عليها وتقول إنها تقيد صادراتها من الحبوب. كما تقول إنها مستعدة للسماح بإعادة فتح الموانئ الأوكرانية للصادرات إذا أزالت أوكرانيا الألغام ووفت بشروط أخرى. وتقول كييف إن مثل تلك العروض هي وعود فارغة.
وتحاول تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي ولها صلة طيبة بكل من كييف وموسكو وسيطرة على مسارات في البحر الأسود، التوسط في الأمر واستضافت، أول من أمس، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لإجراء محادثات في هذا الشأن. كما تصدرت أزمة الحبوب مناقشات اجتماع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للدول المتقدمة في باريس.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في خطابه: «نحتاج للإفراج عن ملايين الأطنان من الحبوب العالقة هناك بسبب الصراع... علينا أن نقدم للرئيس زيلينسكي تطمينات يحتاجها بعدم مهاجمة الموانئ» على البحر الأسود.


مقالات ذات صلة

بوتين يعبّر لويتكوف عن مخاوفه بشأن التسوية في أوكرانيا

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل محادثات في سانت بطرسبرغ (سبوتنيك)

بوتين يعبّر لويتكوف عن مخاوفه بشأن التسوية في أوكرانيا

كشف الكرملين أن اللقاء المغلق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، مثَّل «فرصة لروسيا لنقل عناصر موقفها

رائد جبر (موسكو)
أوروبا المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب كيث كيلوغ (رويترز) play-circle

مبعوث ترمب: أوكرانيا قد يتم تقسيمها ضمن اتفاق سلام

قال كيث كيلوغ، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إن أوكرانيا قد يتم تقسيمها «مثل برلين بعد الحرب العالمية الثانية»، ضمن اتفاق سلام.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل محادثات في سانت بطرسبرغ (سبوتنيك)

انتهاء اللقاء بين بوتين ومبعوث ترمب بعد أكثر من 4 ساعات

انتهى لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عقد في سان بطرسبرغ، واستمرت المناقشات أكثر من 4 ساعات.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية إردوغان دعا المجتمع الدولي لإيجاد حلول للمشكلات وبخاصة في الشرق الأوسط في افتتاح منتدى أنطاليا الدبلوماسي (الرئاسة التركية)

تركيا تتهم إسرائيل بتهديد أمن المنطقة... والسعودية تشدد على رفض التهجير

انتقدت تركيا عجز النظام العالمي عن وضع حلول ناجعة للمشكلات وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، متهمة إسرائيل بتهديد أمن المنطقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا الرئيس الأميركي دونالد ترمب مستقبلاً نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم 28 فبراير 2025 (د.ب.أ) play-circle

الولايات المتحدة وأوكرانيا تستأنفان المحادثات حول صفقة المعادن

وصل وفد أوكراني إلى واشنطن، يوم الجمعة، لإجراء جولة جديدة من المحادثات حول صفقة من شأنها أن تمنح الولايات المتحدة حصة كبيرة في الموارد الطبيعية الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تبادل سجناء وجولة مفاوضات «بنَّاءة» يعززان مسار التطبيع بين موسكو وواشنطن

سيدة تمشي بالقرب من السفارة الأميركية في موسكو 10 أبريل (إ.ب.أ)
سيدة تمشي بالقرب من السفارة الأميركية في موسكو 10 أبريل (إ.ب.أ)
TT
20

تبادل سجناء وجولة مفاوضات «بنَّاءة» يعززان مسار التطبيع بين موسكو وواشنطن

سيدة تمشي بالقرب من السفارة الأميركية في موسكو 10 أبريل (إ.ب.أ)
سيدة تمشي بالقرب من السفارة الأميركية في موسكو 10 أبريل (إ.ب.أ)

تلقّت جهود تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن دَفعةً جديدةً، الخميس، مع انطلاق جولة مفاوضات تفصيلية في إسطنبول، تناولت تسوية ملفات ظلت عالقة لسنوات، بالتزامن مع تبادل للسجناء بين الطرفين بوساطة إماراتية، منحت، مع خطوات مماثلة سابقة، زخماً جديداً لتعزيز الثقة بين البلدين.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلاً عن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جون راتكليف، أن موسكو وواشنطن أجرتا عملية تبادل أسرى صباح الخميس، في الإمارات. وقال راتكليف، الذي كان حاضراً في عملية التبادل في مطار أبو ظبي: «اليوم، أعاد الرئيس (دونالد) ترمب إلى الوطن أميركياً آخر (...) من روسيا».

تبادُل الأسرى

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، إن راقصة البالية الروسية - الأميركية كسينيا كارلينا، التي كانت تقضي حُكماً بالسجن لمدة 12 عاماً بتهمة الخيانة بسبب التبرع للقوات المسلحة الأوكرانية، جرى تسليمها لواشنطن. في المقابل، أفرجت الولايات المتحدة عن المواطن الروسي - الألماني آرثر بتروف، الذي قُبض عليه بسبب انتهاك قيود التصدير إلى روسيا.

لقطة وزّعها الإعلام الروسي للمواطنة الروسية - الأميركية كسينيا كارلينا قبل عملية تبادل الأسرى 10 أبريل (رويترز)
لقطة وزّعها الإعلام الروسي للمواطنة الروسية - الأميركية كسينيا كارلينا قبل عملية تبادل الأسرى 10 أبريل (رويترز)

كان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قد قال بعد تبادل سابق للسجناء، إن روسيا والولايات المتحدة تواصلان العمل على تبادل الأسرى وتعملان على تعزيز الثقة بينهما.

وكان راتكليف، وفقاً لتقارير إعلامية، قد تحدث عبر الهاتف مع مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف، عدة مرات بعد توليه منصبه، وتحدث أيضاً مع مدير جهاز الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين، بهدف تسريع وتيرة الإجراءات المتبادلة.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية أن التبادل كان علامة على بناء الثقة بشكل يُعزّز سعي الجانبين إلى تسوية الملفات المتراكمة، والتوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في أوكرانيا. وقال متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأميركية إن هذا التبادل يُسلّط الضوء على أهمية إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين موسكو وواشنطن.

قضية كارلينا

في فبراير (شباط) 2024، أبلغ جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عن اعتقال مواطنة تبلغ من العمر 32 عاماً من سكان لوس أنجليس وتحمل الجنسية المزدوجة الروسية-الأميركية في أثناء وجودها في مدينة يكاترينبورغ، عاصمة إقليم الأورال الروسي.

ووجّهت السلطات الروسية إلى كارلينا تهمتَي «الخيانة» و«تمويل الإرهاب»، بعد الاشتباه بتحويل أموال لتلبية احتياجات القوات المسلحة الأوكرانية. وقال المحققون إنها أرسلت أموالاً لشراء إمدادات طبية تكتيكية، ومُعدّات، وأسلحة، وذخيرة للجيش الأوكراني.

وحُكم على كارلينا بالسجن لمدة 12 عاماً في سجن جزائي، بالإضافة إلى غرامة قدرها 300 ألف روبل. وقد اعترفت أمام القضاة بالتهم المنسوبة إليها.

قضية بتروف

قُبض على بتروف في أواخر أغسطس (آب) 2023 في قبرص، ومن هناك سُلِّم لاحقاً للولايات المتحدة.

وحسب وكالات إنفاذ القانون الأميركية، فقد كان يتنقل بين روسيا وقبرص، حيث كان يعمل لدى شركة للإلكترونيات في سان بطرسبرغ، التي تصفها وزارة العدل الأميركية بأنها مورِّد للإلكترونيات الدقيقة للمجمع الصناعي العسكري الروسي. وحسب مكتب المدعي العام الأميركي، فإن بيتروف استخدم شركات واجهة لشراء منتجات أميركية محظورة التصدير، وأخفى حقيقة أن المشتري النهائي كان شركة روسية. وبناءً على التهم الموجهة إليه، كان يواجه عقوبة بالسجن لمدة تزيد على 20 عاماً. ورفض بتروف الإقرار بالتهمة، واصفاً قضيته بأنها ذات دوافع سياسية.

تبادُل سابق

في فبراير (شباط) الماضي، زار المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، روسيا للتفاوض على عودة السجين مارك فوغل، الذي اعتُقل في أغسطس 2021 في مطار شيريميتيفو الدولي شمالي موسكو؛ وعُثر على مواد مخدرة بينها ماريغوانا وزيت الحشيش في أمتعته. وفي نتيجة مفاوضات للتبادل، سُلِّم الأميركي إلى واشنطن، فيما عاد ألكسندر فينيك، المتهم في الولايات المتحدة بالمشاركة في إدارة بورصة العملات المشفرة إلى روسيا، بعدما أمضى نحو ثماني سنوات في السجن دون صدور قرار من المحكمة بشأن ذنبه.

مفاوضات «بنَّاءة»

في غضون ذلك، أجرت موسكو وواشنطن جولة تفاوض جديدة الخميس، في إسطنبول، شكّلت امتداداً لجولات سابقة ناقشت مجمل الملفات التي تُعرقل تطبيع العلاقات بين الطرفين.

وركّز الجانبان في الجولة الجديدة على مناقشة «مسائل تفصيلية» تتعلق بتحسين العلاقات الثنائية، وتجاوز مشكلات وتعقيدات تراكمت لسنوات. وخلال النقاشات التي استمرت لساعات، قال مصدر مطلع لوكالة «نوفوستي» الروسية إن المفاوضات بين الوفدين الروسي والأميركي في إسطنبول «تسير بهدوء وبطريقة بناءة».

جانب من وصول الوفد الأميركي إلى القنصلية الروسية في إسطنبول 10 أبريل (أ.ف.ب)
جانب من وصول الوفد الأميركي إلى القنصلية الروسية في إسطنبول 10 أبريل (أ.ف.ب)

وجرى اللقاء في القنصلية العامة الروسية. ومثّل موسكو ألكسندر دارشيف، السفير لدى الولايات المتحدة، بينما مثّل واشنطن نائبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية، سوناتا كولتر. أما بقية المشاركين من الوفدين فهم موظفون في وكالات الشؤون الخارجية في البلدين.

وحسب دارشيف، فإن أهمية جولة المفاوضات الجديدة أنها تساعد على «التخلص من الإرث السام» الذي خلَّفته إدارة الرئيس جو بايدن. وخلال الجولة الجديدة، ركّز الجانب الروسي على إعادة الممتلكات الدبلوماسية المصادَرة، واستئناف حركة الطيران المباشر.

وأضاف السفير أنه بفضل الاتصالات بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب، اتفقت روسيا والولايات المتحدة بالفعل على ضمانات للخدمات المصرفية للبعثات الدبلوماسية، وإرسال المساهمات الروسية إلى المنظمات الدولية. وأضاف دارشيف أنه جرى بالفعل تحقيق بعض التقدم في إصدار التأشيرات وتخفيف قيود السفر.

ووفق وزارة الخارجية، فإنه في هذه المرحلة من المشاورات لن يُنظَر في قضايا الأمن والسياسة وحل الصراع في أوكرانيا. فيما قالت المتحدّثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، إن تطبيع العلاقات الكامل بين واشنطن وموسكو لا يمكن أن يحدث إلا عندما «يكون هناك سلام بين روسيا وأوكرانيا».

استئناف الحوار

بدأت استعادة العلاقات بين موسكو وواشنطن باجتماع للوفود في الرياض في 18 فبراير (شباط). واتّفق الطرفان على تهيئة الظروف لاستئناف التعاون الثنائي بشكل كامل، وإزالة القيود المفروضة على عمل السفارات، وإطلاق عملية حل الوضع في أوكرانيا.

وفي نهاية شهر فبراير، وخلال جولة مفاوضات في إسطنبول، اتّفق وفد روسي والولايات المتحدة على خطوات لتمويل عمل البعثات الدبلوماسية، وناقشا إمكانية استعادة حركة النقل الجوي المباشر.

صحافيون يجتمعون خارج القنصلية الروسية في إسطنبول خلال المفاوضات مع واشنطن 10 أبريل (أ.ف.ب)
صحافيون يجتمعون خارج القنصلية الروسية في إسطنبول خلال المفاوضات مع واشنطن 10 أبريل (أ.ف.ب)

علاوة على ذلك، تحدّث الرئيسان بوتين وترمب هاتفياً مرتين خلال الشهرين الماضيين. ومن بين أمور أخرى، ناقش الزعيمان التعاون الثنائي بين البلدين.

وفي الأسبوع الماضي، زار رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف، الولايات المتحدة، وأجرى لقاءات مع ممثلي إدارة البيت الأبيض. وحسب قوله، فإن الأطراف اتّخذت ثلاث خطوات إلى الأمام في عدد كبير من القضايا وتم تحقيق تقدم. وأشار إلى أنه لا يزال هناك عدد من الاجتماعات التي يتعين عقدها لحل الخلافات كافة.

صفقة التعدين مع كييف

على صعيد آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لدفع أموال للولايات المتحدة مقابل إمدادات جديدة من الأسلحة والمعدات، في مسعى لتسوية مسألة خلافية مع واشنطن، بعدما طالب ترمب كييف بدفع تعويضات عن المساعدات الأميركية السابقة.

زيلينسكي متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي في كييف 8 أبريل (إ.ب.أ)
زيلينسكي متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي في كييف 8 أبريل (إ.ب.أ)

وقال زيلينسكي للصحافيين في كييف، الأربعاء: «طلبت أوكرانيا من واشنطن ما بين 30 و50 مليار دولار مساعدات، وهي مستعدة لدفعها -إمّا مباشرةً إلى الولايات المتحدة وإما كمساهمة في صندوق صفقة التعدين المشترك الذي لم يجرِ إنشاؤه بعد».

وأشارت الوكالة إلى أنه كجزء من صفقة التعدين، قد يُطلب من أوكرانيا تسليم نصف الإيرادات المستقبلية من جزء كبير من اقتصادها إلى الولايات المتحدة، لكن كييف تسعى إلى شروط أكثر ملاءمة وترفض الاعتراف بالمساعدات الأميركية السابقة على أنها ديون.

وحسب وسائل إعلام أوكرانية، فإن مسودة الاتفاق الجديد مع واشنطن تفترض أن كييف ستعيد الأموال مقابل كل المساعدة التي قدمها لها الأميركيون. علاوة على ذلك، فإن الوثيقة تتجاوز تقريباً كل الخطوط الحمراء المُتّفق عليها بين كييف وواشنطن، وتحرم أوكرانيا من جزء من سيادتها وتتناقض مع خططها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل. وحسب صحافيين أوكرانيين، فإن قرار البدء في الدفع قد يصبح سابقة، وبعدها قد يطالب جميع المانحين الآخرين لنظام كييف بإعادة استثماراتهم.