الشاحنات العاملة بالهيدروجين تظهر على طرق أوروبا

مهندس من شركة «ألكريس» الفرنسية يتفحص محركاً هيدروجينياً (رويترز)
مهندس من شركة «ألكريس» الفرنسية يتفحص محركاً هيدروجينياً (رويترز)
TT

الشاحنات العاملة بالهيدروجين تظهر على طرق أوروبا

مهندس من شركة «ألكريس» الفرنسية يتفحص محركاً هيدروجينياً (رويترز)
مهندس من شركة «ألكريس» الفرنسية يتفحص محركاً هيدروجينياً (رويترز)

عادت المركبات التجارية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية إلى أجندة صناعة السيارات والنقل في أوروبا، مع اتجاه بعض الشركات الكبرى مثل «مرسيدس بنز» و«فولفو» و«هيونداي موتورز» إلى التعامل بجدية مع هذه الفئة من السيارات.
وتعد تكنولوجيا خلايا الوقود الهيدروجينية خياراً جيداً لمطوري السيارات التجارية الصديقة للبيئة عندما يكون المطلوب هو زمن قصير لإعادة شحن البطارية، أو عدم زيادة وزن السيارة باستخدام بطاريات كبيرة الحجم نسبياً كما هو حال السيارات الكهربائية.
يذكر أن خلايا الوقود تنتج الكهرباء اللازمة لتشغيل محرك السيارة من خلال تفاعل كيميائي بين الهيدروجين والأكسجين ويكون العادم الوحيد بخار الماء. وأطلقت شركة صناعة السيارات الكورية الجنوبية «هيونداي موتورز» أول حافلة صغيرة تعمل بالهيدروجين على الطرق بالفعل، في حين تعتزم شركات أوروبية السير في الاتجاه نفسه.
وقال يورغن غولدنر، من إدارة التطوير في شركة صناعة السيارات الفارهة الألمانية «بي إم دبليو»، إن الأمر قد يبدو مفاجئاً أن تظل هذه التكنولوجيا قائمة، في ظل الانتصار المفترض للسيارات الكهربائية التقليدية، وذلك لسبب بسيط، وهو أن خلايا الوقود لا تتأثر بدرجة حرارة الجو، مما يجعلها الخيار الأمثل للعالم.
وأضاف الخبير الألماني أن خلايا الوقود «توفر مركبات تجارية من دون انبعاثات للعمل داخل المدن، ومن دون التقيد بفترات اليوم المختلفة، إلى جانب إمكانية تموينها بالوقود في وقت قصير كما هو الحال في السيارات التقليدية» على عكس السيارات الكهربائية التي تحتاج إلى وقت طويل لإعادة شحن بطاريتها.
وفي حين تحتاج أفضل سيارة كهربائية إلى نصف ساعة على الأقل لإعادة شحن بطاريتها، فإنه يمكن ملء خزان الهيدروجين في سيارات خلايا الوقود خلال دقائق قليلة. في الوقت نفسه ينخفض مدى سيارات «تسلا» وغيرها من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية بحسب درجة حرارة الجو، في حين لا يتأثر مدى السيارات التي تعمل بخلايا الوقود بالأحوال الجوية.
في الوقت نفسه فإن الهيدروجين كوقود للسيارات يقدم ميزة إضافية، على الأقل من الناحية النظرية، وهي أنه يمكن تخزينه بكميات كبيرة مقارنة بالكهرباء. لكن من الناحية العملية لا توجد حالياً البنية التحتية الكافية لتوفير غاز الهيدروجين اللازمة لتموين السيارات، وكذلك لا توجد طاقة إنتاجية كافية للهيدروجين.
وتريد «تويوتا موتورز» اليابانية أن تكون جاهزة للدخول إلى هذه السوق خلال العام الحالي. وأطلقت شركتا «سكانيا» و«مان» للشاحنات والحافلات المملوكتان لمجموعة «فولكس فاغن» الألمانية للسيارات مشروعات مماثلة لإنتاج شاحنات تعمل بخلايا الوقود.
وفي حين طرحت «هيونداي موتورز» أول 50 شاحنة بخلايا الوقود في سويسرا، فإنها أقامت مصنعاً لإنتاج هذه الشاحنات.
وتعتزم الشركة الكورية الجنوبية إنتاج 1600 شاحنة بخلايا الوقود للسوق السويسرية فقط بحلول 2050.
ومن المنتظر إنتاج نحو 110 آلاف شاحنة وسيارة ركوب بخلايا الوقود سنوياً. وترغب «هيونداي» في زيادة مبيعاتها من سيارات خلايا الوقود إلى نصف مليون سيارة سنوياً.


مقالات ذات صلة

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن الدول واستقرارها». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

سجّل الإنفاق العسكري في أوروبا عام 2022 ارتفاعاً بوتيرة سريعة غير مسبوقة، حيث وصل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى مستويات لم تشهدها القارة منذ الحرب الباردة، وفق ما أفاد باحثون في مجال الأمن العالمي. وأوردت دراسة لـ«معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام» أن ارتفاع الإنفاق الأوروبي على الجيوش ساهم بتسجيل الإنفاق العسكري العالمي رقماً قياسياً للمرة الثامنة توالياً حيث بلغ 2.24 تريليون دولار، أو 2.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وعززت أوروبا انفاقها على جيوشها عام 2022 بنسبة 13 في المائة أكثر مقارنة بالأشهر الـ12 السابقة، في عام طغى عليه الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذه الزيادة هي الأكبر م

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».