تعهدت الولايات المتحدة مجدداً أمس الأربعاء الدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان في مواجهة أي تهديد حتى لو كان نووياً من كوريا الشمالية التي تواصل عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية في تحدٍ واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وجاء هذا الموقف الأميركي بعدما عقدت نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان اجتماعاً مع نظيريها الكوري الجنوبي تشو هيون دونغ والياباني موري تاكيو في سيول، مع تزايد التقارير عن استعدادات كوريا الشمالية على ما يبدو لإجراء أول اختبار نووي لها منذ نحو خمس سنوات، والذي يتوقع المسؤولون الأميركيون أن يحصل في الأيام المقبلة. وأصدر المسؤولون الثلاثة بياناً مشتركاً حول كيفية عمل البلدان الثلاثة سوية لـ«مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين من أجل مصلحة المنطقة والعالم». وندد المسؤولون الثلاثة «بشدة» بالإطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية «بشكل غير قانوني»، مؤكدين على التزامهم «دفع التعاون الأمني الثلاثي لكبح تهديدات» بيونغ يانغ. وفيما أكدت شيرمان «التزامات الولايات المتحدة الثابتة بخصوص الدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان، بما في ذلك الردع الموسع»، في إشارة إلى ضمانات الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها بكامل قدراتها العسكرية، بما في ذلك النووية. وحض المسؤولون الثلاثة بيونغ يانغ على «الامتثال لالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والوقف الفوري للأعمال التي تنتهك القانون الدولي، أو تصعد التوترات، أو تزعزع الاستقرار في المنطقة، أو تعرض السلام والأمن العالميين للخطر»، مقترحين عليها بدلاً من ذلك «الدخول في حوار من أجل تحقيق الهدف المتمثل بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل». وشددوا على أن «الطريق إلى حوار جاد ومستدام لا يزال مفتوحاً»، داعين كوريا الشمالية إلى «العودة إلى المفاوضات»، وآملين في أن تستجيب للعروض الدولية للمساعدة في مكافحة «كوفيد - 19». ودعوا إلى «حل سريع» لقضية احتجاز الرعايا الأجانب في كوريا الشمالية. وكذلك أفاد البيان بأن المجتمعين ناقشوا «عدداً من القضايا الإقليمية والعالمية الملحة، بما في ذلك جهودنا المشتركة لدعم أوكرانيا، وإعادة ميانمار إلى المسار الديمقراطي، وتعزيز المشاركة مع رابطة دول جنوب شرقي آسيا، الآسيان»، فضلاً عن تعزيز التعاون مع دول جزر المحيط الهادي، وتعزيز الأمن الاقتصادي وأمن الطاقة، إلى تعزيز حرية وانفتاح المحيطين الهندي والهادي.
وقالت شيرمان في مؤتمر صحافي إن «الولايات المتحدة وجمهورية كوريا واليابان متحالفة بشكل كامل ووثيق في شأن كوريا الشمالية». وأشارت إلى أن كوريا الشمالية زادت بشكل كبير وتيرة ونطاق عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، مما يشكل «تهديداً خطيراً» للأمن في المنطقة وخارجها. وحضت بيونغ يانغ على التوقف عن اتخاذ «هذه الإجراءات الاستفزازية والمزعزعة للاستقرار والتزام طريق الدبلوماسية». وبعد الاجتماع، التقى الوزيران الكوري والياباني بشكل منفصل وكانا متفقين على الحاجة «الملحة» لتحسين العلاقات الثنائية.
وكانت كوريا الجنوبية واليابان انخرطتا في نزاع علني في السنوات الأخيرة حول التجارة والحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي تضمنت الاستعباد الصناعي والجنسي للكوريين في زمن الحرب.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن تضغط على سيول وطوكيو لإصلاح العلاقات لدعم جبهة موحدة ضد التهديد النووي الكوري الشمالي ونفوذ الصين المتزايد في المنطقة. وقالت وزارة الخارجية اليابانية إن موري أجرى أيضاً محادثات منفصلة مع شيرمان حيث اتفقا على الإبقاء على العقوبات ضد روسيا وتعزيزها بسبب حربها على أوكرانيا والعمل بشكل أوثق لمواجهة التحديات المتعلقة بالصين.
وفي مواجهة نمط قديم من سياسة حافة الهاوية، سجلت كوريا الشمالية بالفعل رقماً قياسيا سنوياً في عمليات الإطلاق الباليستية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2022، حيث أطلقت 31 صاروخاً خلال 18 حدثاً تجريبياً، بما في ذلك أول عروضها للصواريخ الباليستية العابرة للقارات منذ عام 2017، وتؤكد الوتيرة السريعة غير المعتادة في نشاط الاختبار على النية المزدوجة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لتعزيز ترسانته والضغط على إدارة بايدن في شأن المفاوضات المتوقفة منذ فترة طويلة والتي تهدف إلى الاستفادة من أسلحتها النووية للحصول على امتيازات اقتصادية وأمنية، كما يقول الخبراء.
وجاءت زيارة شيرمان إلى آسيا بعد أن أطلقت كوريا الشمالية، في أكبر حدث تجريبي لها ليوم واحد، ثمانية صواريخ باليستية في البحر من مواقع متعددة الأحد الماضي، مما دفع الولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين إلى الرد بإطلاق صواريخ وإقامة عروض جوية شاركت فيها عشرات الطائرات المقاتلة.
ويتوقع أن تؤدي أي تجربة نووية جديدة إلى تصعيد حملة الضغط التي تشنها كوريا الشمالية ويمكن أن تسمح للبلاد بالادعاء بأنها حصلت على التقنيات اللازمة لبناء قنبلة صغيرة بما يكفي لتجميعها على صاروخ متعدد الرؤوس عابرة للقارات أو على مجموعة واسعة من الأسلحة قصيرة المدى التي تهدد كوريا الجنوبية. واليابان. وقال مسؤولون كوريون جنوبيون وأميركيون إن كوريا الشمالية انتهت تقريباً من الاستعدادات لتفجير في أرض التجارب النووية في شمال شرقي البلاد، وهو تقييم تدعمه وكالة الطاقة الذرية التي كشفت أن هناك مؤشرات على إعادة فتح الممرات إلى الموقع الذي بقي غير نشط منذ استضافته التجربة النووية السادسة للبلاد في سبتمبر 2017، عندما زعم أنه فجر قنبلة نووية حرارية مصممة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
واشنطن تقف مع كوريا الجنوبية واليابان في مواجهة تهديدات بيونغ يانغ
اجتماع ثلاثي يُبقي باب الحوار مفتوحاً وسط مخاوف من تجربة نووية جديدة
واشنطن تقف مع كوريا الجنوبية واليابان في مواجهة تهديدات بيونغ يانغ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة