«دهس جماعي» مجهول الدوافع في برلين

اقتحمت سيارة من طراز رينو فضية اللون واجهة متجر تابع لسلسلة كبرى من العطور (أ.ف.ب)
اقتحمت سيارة من طراز رينو فضية اللون واجهة متجر تابع لسلسلة كبرى من العطور (أ.ف.ب)
TT

«دهس جماعي» مجهول الدوافع في برلين

اقتحمت سيارة من طراز رينو فضية اللون واجهة متجر تابع لسلسلة كبرى من العطور (أ.ف.ب)
اقتحمت سيارة من طراز رينو فضية اللون واجهة متجر تابع لسلسلة كبرى من العطور (أ.ف.ب)

صدمت سيارة حشداً في أحد شوارع غرب العاصمة الألمانية برلين، صباح أمس (الأربعاء)، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة نحو 30 بجروح. ووقع الحادث قرب حي التسوق الرئيسي (برايتشايدبلاتس) الذي شهد في عام 2016 مقتل 11 شخصاً في واقعة دهس خلال سوق لعيد الميلاد، إلا أن دوافع حادث أمس ما زالت غير معروفة، حسب شرطة العاصمة الألمانية، التي ما زالت تحقق مع السائق، وهو شاب ألماني - أرميني عمره 29 عاماً. وشهدت ألمانيا العديد من عمليات الدهس في السنوات الأخيرة من قبل أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية.
وأحصى رجال الإنقاذ «أكثر من عشرة جرحى» خمسة منهم «بين الحياة والموت» وثلاث «إصابات خطيرة»، بحسب رجال الإطفاء، تم نقلهم جميعاً إلى المستشفى. واقتحمت السيارة وهي من طراز رينو فضية اللون واجهة متجر تابع لسلسلة كبرى من العطور، ما أثار الصدمة في هذا الشارع التجاري والسياحي بالقرب من حديقة الحيوانات.
وقالت شرطة برلين إنها لا تعرف في الوقت الحاضر إن كان الحادث متعمداً أو أن السائق فقد السيطرة على سيارته. وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية أن «التحقيق جارٍ ومن السابق لأوانه التكهن بدوافع» السائق. وقال المسؤول بالشرطة تيلو كابليتز إن الفاعل حاول الفرار قبل أن يتمكن المارة من الإمساك به. وتم نشر 130 شرطياً في مكان الحادث، بالإضافة إلى 80 من عناصر الإطفاء لتأمين الشارع وتقديم العلاج واستجواب الشهود.
وأوضح كابليتز أن السائق صدم مجموعة من المارة «قبل أن يواصل سباقه» لنحو 150 إلى 200 متر لينتهي به الأمر في «واجهة متجر». وقال فرانك فيتشن، الذي شهد الحادثة في المكان، لوكالة الصحافة الفرنسية: «كنت جالساً بالقرب من النافورة وسمعت دوي صوت عالٍ ثم رأيت شخصاً يطير في الجو»، بعد أن صدمته السيارة. وأضاف أن السائق «انطلق بسرعة كبيرة فوق الرصيف لكنه لم يضغط على المكابح»، ثم «ذهب نحو الطريق وهرب».
وأكد شاهد آخر، رفض الكشف عن هويته، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه صدم «مجموعة من الطلاب» تتراوح أعمارهم بين «15 و16 عاماً» قبل أن يتجاوز إشارة حمراء ويواصل طريقه «بسرعة هائلة». وأشارت وسائل إعلام عدة إلى أن القتيلة هي مدرسة كانت ترافق هذه المجموعة.
وأثار الحادث صدمة، وأعربت رئيسة بلدية برلين الاشتراكية الديمقراطية، فرانزيسكا جيفي، عن «حزنها البالغ»، كحال الحكومة الألمانية. ووقع الحادث بالقرب من الكنيسة التذكارية، وهو نصب شهير في الجزء الغربي من العاصمة الألمانية، ويقع في أحد شوارع التسوق الأكثر ازدحاماً في برلين.
ونُفذ في المكان اعتداء إرهابي صدماً بشاحنة في إحدى أسواق عيد الميلاد في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2019، موقعاً 12 قتيلاً. ووقع أخطر هذه الحوادث في أبريل (نيسان) 2018 في مونستر، عندما اندفع رجل بسيارته على مجموعة من الأشخاص تجمعوا على شرفة أمام مطعم، ما أسفر عن مقتل خمسة منهم قبل أن يقتل نفسه برصاصة. وفي ديسمبر 2020، قتل سائق وهو في حالة سكر ويعاني اضطرابات نفسية في الحادية والخمسين من العمر، خمسة أشخاص بينهم طفل، وجرح 14 آخرين خلال اندفاعه بسيارته إلى منطقة للمشاة قبيل عيد الميلاد. في العام نفسه، صدم شاب ألماني يبلغ من العمر 30 عاماً مائة شخص، عندما دهس بشكل عشوائي موكباً احتفالياً في فولكمارسن بولاية هيسن (وسط).


مقالات ذات صلة

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

العالم ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

عشية بدء المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة رسمية إلى أفريقيا، هي الثانية له منذ تسلمه مهامه، أعلنت الحكومة الألمانية رسمياً إنهاء مهمة الجيش الألماني في مالي بعد 11 عاماً من انتشاره في الدولة الأفريقية ضمن قوات حفظ السلام الأممية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة الألمانية شددت على أنها ستبقى «فاعلة» في أفريقيا، وملتزمة بدعم الأمن في القارة، وهي الرسالة التي يحملها شولتس معه إلى إثيوبيا وكينيا.

راغدة بهنام (برلين)
العالم ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

منذ إعلانها استراتيجية جديدة تجاه أفريقيا، العام الماضي، كثفت برلين نشاطها في القارة غرباً وجنوباً، فيما تتجه البوصلة الآن شرقاً، عبر جولة على المستوى الأعلى رسمياً، حين يبدأ المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، جولة إلى منطقة القرن الأفريقي تضم دولتي إثيوبيا وكينيا. وتعد جولة المستشار الألماني الثانية له في القارة الأفريقية، منذ توليه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2021. وقال مسؤولون بالحكومة الألمانية في إفادة صحافية، إن شولتس سيلتقي في إثيوبيا رئيس الوزراء آبي أحمد والزعيم المؤقت لإقليم تيغراي غيتاتشو رضا؛ لمناقشة التقدم المحرز في ضمان السلام بعد حرب استمرت عامين، وأسفرت عن مقتل عشرات

العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الرياضة مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

لا يرغب هانز يواخيم فاتسكه، المدير الإداري لنادي بوروسيا دورتموند، في تأجيج النقاش حول عدم حصول فريقه على ركلة جزاء محتملة خلال تعادله 1 - 1 مع مضيفه بوخوم أول من أمس الجمعة في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم. وصرح فاتسكه لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد: «نتقبل الأمر.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

دوريات جوية «روسية - صينية» مشتركة قرب ألاسكا الأميركية

صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية يعاد تزويدها بالوقود في الجو خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)
صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية يعاد تزويدها بالوقود في الجو خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)
TT

دوريات جوية «روسية - صينية» مشتركة قرب ألاسكا الأميركية

صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية يعاد تزويدها بالوقود في الجو خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)
صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية يعاد تزويدها بالوقود في الجو خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)

أعلنت روسيا والصين أنهما نفذتا دوريات مشتركة بقاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية، قرب ولاية ألاسكا الأميركية، في شمال المحيط الهادي والقطب الشمالي، الخميس، وهو تحرك دفع الولايات المتحدة وكندا إلى إرسال طائرات مقاتلة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن قاذفات استراتيجية روسية من طراز «تو-95 إم إس» (بير) وقاذفات استراتيجية صينية من طراز «شيان إتش-6» شاركت في دوريات فوق بحري تشوكشي وبيرنع وشمال المحيط الهادي.

وأضافت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «خلال الطلعة، تعاونت الطواقم الروسية والصينية في المنطقة الجديدة للعمليات المشتركة خلال كافة مراحلها... في بعض مراحل الدورية، رافقت القاذفات مقاتلات من دول أجنبية».

صورة من شريط فيديو لمقاتلات أميركية وروسية قرب قاذفة روسية على حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)

وفي الطلعة، التي استغرقت خمس ساعات، رافقت مقاتلات روسية من طراز «سوخوي سو-30 إس إم» و«سو-35 إس» القاذفات الروسية والصينية. وأوضحت روسيا أن القاذفات لم تنتهك المجال الجوي لدول أخرى.

وقالت قيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية، التابعة للجيش الأميركي: «إن طائرات مقاتلة أميركية وكندية اعترضت طائرات روسية، وأخرى تابعة للصين، في منطقة تحديد الدفاع الجوي في ألاسكا».

وقالت القيادة الأميركية: «الطائرات الروسية والصينية ظلت في المجال الجوي الدولي، ولم تدخل المجال الجوي السيادي الأمريكي أو الكندي». وأضافت: «لا ينظر إلى هذا النشاط الروسي والصيني في منطقة التحديد الجوي الدفاعي لألاسكا على أنه تهديد، وستواصل قيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية مراقبة نشاط القوى المنافسة بالقرب من أميركا الشمالية والتصدي لها بالوجود العسكري».

صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية ترافقها مقاتلة روسية خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)

وقال تشانغ شياو قانغ، المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، إن الدوريات أدت إلى تعزيز الثقة والتنسيق الاستراتيجيين المتبادلين بين جيشي البلدين. وأضاف أن هذه العملية لا تستهدف طرفاً ثالثاً، وتتوافق مع القانون الدولي، وليست مرتبطة بالوضع الدولي والإقليمي الحالي. مشيراً إلى أن الدورية «تختبر مستوى التعاون بين القوات الجوية للبلدين وتحسنه».

وقالت روسيا: «جاء الحدث في إطار تنفيذ خطة التعاون العسكري لعام 2024 وهو غير موجه لأطراف ثالثة».

وكثيراً ما يجري اعتراض طائرات روسية في هذه المنطقة. وتجري موسكو وبكين، المتحالفتان في وجه الغرب، بانتظام تدريبات مماثلة في مناطق أخرى من المحيط الهادي.

ويمكن للقاذفات الاستراتيجية تنفيذ ضربات نووية وتقليدية على مسافات بعيدة.

وحذّرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين الماضي، من زيادة التعاون بين روسيا والصين في القطب الشمالي، مع فتح تغيّر المناخ بالمنطقة منافسة متزايدة على الطرق والموارد البحرية.