تطورات «أزمة الشرق» تدفع حاكم ولاية البحر الأحمر للاستقالة

جدل بعد وصف عضو في «السيادي» المظاهرات بأنها إرهاب ضد الدولة

TT

تطورات «أزمة الشرق» تدفع حاكم ولاية البحر الأحمر للاستقالة

قدم حاكم ولاية البحر الأحمر السودانية، أمس، استقالته من منصبه استجابة لضغوط ومطالب محلية، تقدم بها «المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة» ذو الطابع القبلي، الذي اعتصم الموالون له أمام أمانة الحكومة ببورتسودان، وقاموا بإغلاق محدود للطريق البرية الرابطة بين شرق البلاد ووسطها.
وقال أمين عام حكومة الولاية، فتح الله أحمد الحاج، في تصريحات صحافية أمس، إن والي الولاية علي أدروب قدم استقالته لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، عبر وزيرة الحكم المحلي بثينة دينار على خلفية المطالبات بتنحيه، في آخر فصل من فصول «أزمة شرق السودان» المستمرة.
ونقلت «الشرق الأوسط» الاثنين الماضي، أن محتجين من قومية «البجا» في الشرق، أغلقوا مقر الشركة السودانية للموارد المعدنية، بعد اعتصام استمر أكثر من أسبوع للمطالبة بإقالة حاكم الإقليم، وهددوا بتوسيع الإغلاقات لتشمل كل الشركات وليصل إغلاق الإقليم بشكل كامل، بما في ذلك الموانئ والطرق البرية، أسوة بتجربة الإغلاق السابقة. وأن المجموعة القبلية اشترطت إقالة الحاكم الذي اعتبرته متواطئاً مع جهات أخرى، وأنه يسعى لتمرير «مسار شرق السودان» الذي ترفضه تلك المجموعة، وتعتبره لا يعبر عن مصالح الإقليم، وتعتبر الأشخاص الذين يقفون خلفهم لا علاقة له بالإقليم ولا قضاياه.
من جهة ثانية، توعد محامون سودانيون برفع دعوى قضائية ضد عضو مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار، على خلفية تصريحات انتقد فيها الاحتجاجات السلمية المستمرة في البلاد منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ووصفها بأنها «إرهاب ضد الدولة». وعدّ المحامون تلك التصريحات تحريضاً للأجهزة الأمنية على قتل المتظاهرين السلميين. ونقلت وسائط إعلام محلية عن عضو مجلس السيادة الانتقالي الذي يشارك في الحكم وفقاً لاتفاقية سلام جوبا، قوله، إن ما يحدث في السودان «فوضى وإرهاب ضد الدولة، ولا أسميه ثورة، هذه فوضى وإرهاب ضد الدولة»، وأضاف «انظر لمن يخرجون في الشارع هم عيال تتراوح أعمارهم بين ثماني سنوات إلى خمس عشرة سنة، ما هو الإلهام السياسي الذي يريدونه إذا سألناهم، وهم عنيفون وما هي مطالبهم السياسية؟ فالأطفال مكانهم ميادين اللعب والمدارس».
ووصف «محامو الطوارئ» وهم هيئة مكونة من محامين متطوعين تولت الدفاع عن المعتقلين السياسيين والمحتجين بشكل عام، في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» أمس، تصريحات مالك عقار بأنها «خطيرة» ولا يمكن اعتبارها نابعة عن حسن نية أو عثرات كلام، بل إنه يكشف بوضوح «نية التحريض لأجهزة الدولة الأمنية والشرطية والميليشيات في إطلاق يد العنف والتقتيل في حق المتظاهرين السلميين». وتمت تسمية عقار عضواً بمجلس السيادة وفقاً لاتفاقية السلام الموقعة في عاصمة جنوب السودان جوبا أكتوبر 2021 الماضي، ونصت على إعطاء أعضاء الحركات المسلحة السابقين أنصبة في الحكم والمشاركة في قيادة البلاد.
ويقود عقار جناحاً منشقاً عن الحركة الشعبية لتحرير السودان الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وهي عضو في الجبهة الثورية المكونة من حركته وحركات دارفور المسلحة، وظل في موقعه بعد إجراءات قائد الجيش في 25 أكتوبر الماضي، بيد أن نائبه في قيادة الحركة «ياسر سعيد عرمان» والذي كان يشغل منصب مستشار سياسي لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، يقف في الصف المناوئ للحكومة التي تكونت بعد إجراءات قائد الجيش، ويشارك في الاحتجاجات التي تطالب بعودة المدنية. وعمّت حالة من الغضب بين السياسيين والنشطاء المدنيين، وطالبت بعزله من تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، أو في الحد الأدنى إبعاد نائبه الذي أصبح وجوده «غير مقبول» ضمن التحالف المعارض.
ونشطت حملات مناوئة لعقار تضمنت تهماً كانت موجهة لحركته بأنه كان يجنّد الأطفال أيام حربه على الدولة، وأعادوا نشر اتهامات منظمات حقوقية إقليمية ودولية نددت باستخدام «الحركة الشعبية لتحرير السودان الشمال»، بأنها كانت تجنّد الأطفال في الأعمال القتالية في مناطق النيل الأزرق وجبال النوبة.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
TT

قائد «الجنجويد» في دارفور ينفي أمام الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب

صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)
صورة من المحكمة الجنائية الدولية تظهر القائد السابق في ميليشيا «الجنجويد» السودانية، علي كوشيب، خلال جلسة استماع لتأكيد التهم المتعلقة بجرائم الحرب (أ.ف.ب)

نفى زعيم ميليشيا سوداني، اليوم (الجمعة)، أمام المحكمة الجنائية الدولية، الاتهامات الموجّهة إليه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، بما فيها جرائم اغتصاب وقتل وتعذيب، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وبدأت هذا الأسبوع في لاهاي محاكمة علي محمد علي عبد الرحمن، الملقّب بـ«علي كوشيب»، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور خلال الحرب الأهلية التي عصفت بالإقليم الواقع غرب السودان.

وأمام المحكمة، قال المتّهم: «أنا لست علي كوشيب. أنا لا أعرف هذا الشخص».

وحسب المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، فإنّ «كوشيب» كان يتزعّم ميليشيا «الجنجويد» السودانية وحليفاً للرئيس المخلوع عمر البشير.

ومدى ثلاثة أيام استمعت المحكمة الجنائية الدولية إلى المرافعات النهائية في هذه القضية.

وعبد الرحمن الذي سلّم نفسه للمحكمة طوعاً في 2020 متّهم بارتكاب هجمات عنيفة على قرى في منطقة وادي صالح بوسط دارفور في أغسطس (آب) 2003.

وهذا الرجل متّهم بارتكاب 31 جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، بما فيها جرائم قتل واغتصاب وتعذيب ونهب ومعاملة وحشية.

لكنّ المتّهم أكّد أمام المحكمة أنّ «لا علاقة له» بأيّ من هذه الاتهامات.

حتى أنّه مضى إلى حدّ إنكار أن يكون علي كوشيب الحقيقي، مشيراً إلى أنّه ادّعى ذلك أمام المحكمة الجنائية الدولية لأنّه كان «يائساً» وقلقاً من أن يتم اعتقاله من قبل السلطات السودانية الجديدة.

وقال المتّهم مخاطباً هيئة المحكمة: «لقد انتظرت طوال شهرين مختبئاً (...). كنت خائفاً أن يتمّ اعتقالي» من قبل السلطات السودانية التي تولّت الحكم بعد سقوط البشير.

وأضاف: «لو لم أقل ذلك لما استقبلتني المحكمة ولكنت ميتاً» الآن.

وكان المدّعي العام للمحكمة قال الأربعاء إنّ المتّهم كان عضواً بارزاً في «الجنجويد»، وشارك بفاعلية و«عن طيب خاطر وحماسة» بارتكاب الجرائم المتّهم بها.

ووفقاً للأمم المتحدة، خلّفت الحرب في دارفور من 2003 وحتى انتهائها في 2020 حوالي 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ.