أشاد الأمير البريطاني تشارلز بوالدته الملكة إليزابيث في خطاب عاطفي ألقاه أمس (السبت)، خلال احتفالات بمناسبة اليوبيل البلاتيني لها، قائلاً إنها وحّدت الأمة ولا تزال تصنع التاريخ منذ جلوسها على العرش قبل 70 عاماً.
وأدلى الأمير تشارلز بخطابه خلال حفل موسيقي بدأ بفقرة كوميدية عُرضت في مقطع مصور ظهرت فيه الملكة البالغة من العمر 96 عاماً وهي تحتسي الشاي مع الدب بادينغتون قبل أن تبدأ في النقر على أنغام أغنية (وي ويل روك يو) الشهيرة لفرقة «كوين»، التي بدأ بها الحفل الموسيقي، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
ألقى وريث عرش بريطانيا كلمته مع قرب انتهاء الحفل الموسيقي المقام أمام قصر باكنغهام. وعندما عُرضت على الجدران صور من عهد الملكة، قال تشارلز (73 عاماً) إن اليوبيل منح البلاد الفرصة لتقول لجلالتك «شكراً».
وأمام حشد بلغ عدده 22 ألفاً، بينما يشاهد ملايين آخرون الحفل عبر شاشات التلفزيون، قال الأمير تشارلز: «يا صاحبة الجلالة، لقد كنت معنا في أوقاتنا العصيبة، كما لممت شملنا للاحتفال بلحظات الفخر والفرح والسعادة». وأضاف: «... الأهم من ذلك، وقوفك إلى جانبنا طوال هذه السنوات السبعين. لقد تعهدتِ بالخدمة طوال حياتك وتواصلين العطاء. لهذا نحن موجودون هنا».
لم تحضر الملكة حفل يوم السبت بسبب «مشكلات في الحركة» اضطرتها للاعتذار عن عدم المشاركة في عدة ارتباطات في الآونة الأخيرة.
كان للفيديو الافتتاحي بين الملكة وشخصية الدب بادينغتون من أدب الأطفال، أصداء عام 2012 عندما ظهرت مع شخصية جيمس بوند الشهيرة في مقطع فيديو لحفل افتتاح أولمبياد لندن.
وفي مقطع الفيديو القصير، كشفت الملكة عن أنها تضع شطيرة مربى البرتقال المفضلة للدب داخل حقيبة يدها التي تحملها دائماً. ثم بدأ الحفل الموسيقي بأغنية (وي ويل روك يو)، وشارك فيه مغنون أمثال أليشيا كيز وديانا روس.
وبدأت يوم الخميس أربعة أيام من الاحتفالات بمناسبة مرور 70 عاماً على اعتلاء الملكة العرش بعرض عسكري وآخر لسلاح الجو الملكي وإضاءة معالم في جميع أنحاء بريطانيا والعالم.
* القوة الناعمة
اعتلت الملكة إليزابيث العرش وهي في الخامسة والعشرين من عمرها بعد وفاة والدها جورج السادس عام 1952 في وقت كانت فيه بريطانيا تعاني من ويلات الحرب العالمية الثانية، وبينما كان ونستون تشرشل رئيساً للوزراء.
وإجمالاً، شهدت الملكة خلال جلوسها على العرش تولي 14 رئيساً للوزراء، فضلاً عن تعاقب ما يزيد على 14 رئيساً للولايات المتحدة، وبناء جدار برلين ثم إسقاطه، وانضمام بريطانيا للاتحاد الأوروبي وخروجها منه.
وشهدت الملكة كذلك تفكك الإمبراطورية البريطانية التي كانت قوية ذات يوم، ثم حل محلها كومنولث من 54 دولة كان للملكة دور أساسي في تشكيله ويرى الكثيرون أن نجاحه أعظم إنجاز لها.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية مريحة تعتقد أن النظام الملكي يجب أن يبقى. وأظهر استطلاع أجرته شركة «إبسوس» في الآونة الأخيرة أن تسعة من كل عشرة شملهم الاستطلاع يؤيدون الملكة، في حين أن الأمير تشارلز أقل شعبية منها ويتضاءل التأييد له بين الشبان. يرى المؤيدون الملكة أنها مصدر للقوة الناعمة في العالم وعامل استقرار، أو جسر بين ماضي الأمة وحاضرها.
تُختتم الاحتفالات اليوم (الأحد)، بعرض ينضم خلاله المغني إد شيران إلى نحو عشرة آلاف فنان وجندي.