أنقرة تحتج لدى أثينا على مظاهرات «الكردستاني»

إردوغان: لن نكرر خطأنا في اليونان مع السويد وفنلندا ولن نقبلهما في «الناتو»

بعدما بعث اجتماع عقد بين إردوغان وميتسوتاكيس الآمال بإمكانية حدوث تطور إيجابي في علاقات البلدين... عاد التوتر ليندلع مرة أخرى بين تركيا واليونان (أ.ف.ب)
بعدما بعث اجتماع عقد بين إردوغان وميتسوتاكيس الآمال بإمكانية حدوث تطور إيجابي في علاقات البلدين... عاد التوتر ليندلع مرة أخرى بين تركيا واليونان (أ.ف.ب)
TT

أنقرة تحتج لدى أثينا على مظاهرات «الكردستاني»

بعدما بعث اجتماع عقد بين إردوغان وميتسوتاكيس الآمال بإمكانية حدوث تطور إيجابي في علاقات البلدين... عاد التوتر ليندلع مرة أخرى بين تركيا واليونان (أ.ف.ب)
بعدما بعث اجتماع عقد بين إردوغان وميتسوتاكيس الآمال بإمكانية حدوث تطور إيجابي في علاقات البلدين... عاد التوتر ليندلع مرة أخرى بين تركيا واليونان (أ.ف.ب)

جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان موقف بلاده الرافض لانضمام السويد وفنلندا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قائلاً إن الحلف ليس منظمة لضمان أمن التنظيمات الإرهابية. ولفت إلى أن البلدين يسمحان لأعضاء حزب العمال الكردستاني، المصنف من جانب أنقرة وحلفائها الغربيين تنظيماً إرهابياً، بالتحرك بكل حرية. في الوقت ذاته، استدعت الخارجية التركية السفير اليوناني في أنقرة وأبلغته احتجاجها على السماح لأعضاء من الحزب بتنظيم مسيرة قرب السفارة التركية في أثينا. وقال إردوغان، أمام اجتماع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة أمس: «أقولها بشكل واضح وصريح، وأكدت ذلك لأمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ في اتصال هاتفي أمس (أول من أمس)، الناتو ليس منظمة تضمن أمن التنظيمات الإرهابية». وأضاف أن أعضاء حزب العمال الكردستاني يصولون ويجولون ويحملون صور زعيمهم (عبد الله أوجلان السجين مدى الحياة في تركيا) كيفما يشاءون في السويد وفنلندا... وينظمون مظاهراتهم ضد الدولة التركية تحت حماية قوات الشرطة في دول مثل السويد وفنلندا وألمانيا وفرنسا وهولندا». وكرر إردوغان تأكيده أنه لا يمكن لتركيا تكرار الخطأ الذي ارتكبته في الماضي، عندما وافقت على عودة اليونان إلى «الناتو» بعد انسحابها منه، مشيراً إلى احتضانها هي الأخرى أعضاء تنظيمات إرهابية. واستدعت الخارجية التركية، ليل الجمعة - السبت، السفير اليوناني في أنقرة للاحتجاج على ما وصفته بتوفير اليونان فرصاً لـ«تنظيمات إرهابية» لممارسة أنشطتها، والسماح بتنظيم تظاهرات ضد تركيا. وجاء استدعاء السفير كريستودولوس لازاريس بعد أن سمحت اليونان باحتجاج بالقرب من السفارة التركية في أثينا نظمه حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيماً إرهابياً. وتمر تركيا واليونان، البلدان الجاران العضوان في «الناتو»، في الفترة الأخيرة بواحدة من أكثر موجات التوتر حدة، حيث أعلن إردوغان، الأربعاء الماضي، أن تركيا قررت تعليق العمل باتفاقية المجلس الاستراتيجي ووقف المحادثات مع اليونان، بسبب مطالبة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الولايات المتحدة بعدم تزويد تركيا بمقاتلات «إف - 16» وانتهاكات المجال الجوي فوق بحر إيجة. واستأنفت تركيا واليونان، العام الماضي، وبعد توقف استمر 5 سنوات، محادثات استكشافية لحل نزاعاتهما في بحر إيجة والبحر المتوسط والقضايا الثنائية الأخرى. وبعد جولتين في أنقرة ثم أثينا، لم تحرز هذه المحادثات تقدماً يذكر، كما لم تحرز اجتماعات لبناء الثقة رعاها «الناتو»، أي تقدم أيضاً، وعاد مسؤولو البلدين لتبادل الانتقادات اللاذعة. والبلدان على خلاف منذ فترة طويلة بشأن عدة قضايا منها الحدود البحرية وامتداد الجرف القاري لكل منهما، بالإضافة إلى قضايا المجال الجوي والمهاجرين وقبرص المقسمة عرقياً. وبعث اجتماع عقد بين إردوغان وميتسوتاكيس بإسطنبول في مارس (آذار) الماضي، بدافع من تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، الآمال بإمكانية حدوث تطور إيجابي في علاقات البلدين. لكن التوتر اندلع مرة أخرى الأسبوع الماضي، عندما قال إردوغان إن ميتسوتاكيس «لم يعد موجوداً بالنسبة لي». واتهمه بمحاولة عرقلة بيع مقاتلات «إف - 16» الأميركية لتركيا خلال زيارة قام بها مؤخراً للولايات المتحدة. وقال ميتسوتاكيس، في تصريحات الثلاثاء، إنه أطلع نظراءه في الاتحاد الأوروبي على «عدوانية» تركيا و«استفزازاتها التي لا يمكن أن تتسامح معها اليونان أو الاتحاد الأوروبي»، مضيفاً: «لن أشارك في لعبة الإهانات الشخصية». واتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليونان، في اليوم ذاته، بانتهاك الاتفاقات الدولية التي تحدد وضع الجزر منزوعة السلاح في بحر إيجة، محذراً من أنه ما لم تغير أثينا نهجها، فإن أنقرة ستطلق تحديات بشأن وضع الجزر وستبحث مسألة السيادة عليها. وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن تصريحات جاويش أوغلو تظهر أن تركيا تهدد أثينا. وقالت مصادر دبلوماسية، أمس، إن الخارجية التركية أبلغت السفير اليوناني، احتجاج أنقرة حيال التسهيلات التي توفرها أثينا للتنظيمات الإرهابية التي تقوم تركيا بمكافحتها، مثل العمال الكردستاني، وحركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن، التي صنفتها أنقرة تنظيماً إرهابياً بعد أن نسبت إليها تدبير محاولة انقلاب فاشلة وقعت في 15 يوليو (تموز) 2016. وبحسب المصادر، تم إبلاغ لازاريس بأن «التنظيمين» يمارسان بكل سهولة أنشطة الدعاية والتمويل والتجنيد في أراضي اليونان التي تعزز وضعها كملاذ آمن بالنسبة إلى الدوائر المرتبطة بالإرهاب. وأضافت المصادر أنه تم إطلاع السفير اليوناني على الإمكانات اللوجيستية والتدريبات التي يستفيد منها عناصر الكردستاني في معسكر لافريون، وأنهم يشكلون تهديداً لأمن تركيا، وأن المعسكر بات أخطر من معسكرات المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق. وعبرت الخارجية التركية عن هواجس أنقرة حيال أمن بعثاتها ورعاياها في اليونان، وجددت التأكيد على تطلعاتها بشأن التعاون الفعال في مكافحة الإرهاب. وأكدت ضرورة أن تفي اليونان بالمسؤوليات المترتبة عليها في مكافحة الإرهاب بموجب علاقات الجوار والقانون الدولي.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن، الثلاثاء الماضي، أن وزارة الخارجية استدعت سفيري ألمانيا وفرنسا بأنقرة، للاحتجاج على «مظاهرات نظمها حزب العمال الكردستاني في البلدين»، قائلاً: «واجبنا هو إزالة التهديدات الإرهابية في الداخل والخارج، وأينما وجدت... السفيران أُبلغا بانزعاج تركيا من الفعاليات التي ينظمها حزب العمال الكردستاني». ونظم أنصار العمال الكردستاني، الأسبوع الماضي، مظاهرات متزامنة في كل من بريطانيا وألمانيا واليونان وسويسرا تحت اسم «المسيرة الطويلة» رفعوا خلالها أعلام الحزب وصوراً لزعيمه المعتقل عبد الله أوجلان.


مقالات ذات صلة

تقارب حذر بين تركيا واليونان في أعقاب الزلازل

شؤون إقليمية خلال لقاء اليوم بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره اليوناني نيكوس دندياس في أضنة بتركيا (أ.ب)

تقارب حذر بين تركيا واليونان في أعقاب الزلازل

أدى الزلزالان المدمران اللذان ضربا المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا إلى تقارب دبلوماسي حذر بين تركيا واليونان رغم العلاقات المتوترة بينهما، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وتوجه وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس بشكل غير متوقع إلى منطقة الكارثة اليوم (الأحد)، والتقى نظيره التركي مولود جاويش أوغلو. وتعانق السياسيان، كما ظهر على التلفزيون الحكومي اليوناني. وشكر جاويش أوغلو دندياس لكون بلاده واحدة من أوائل الدول التي قدمت مساعدات فورية لتركيا. وأضاف أن الدولتين ستحاولان بدء الحوار مرة أخرى وحل مشاكلهما. وشدد دندياس على أن «مساعدة اليونان للشعب التركي لا تنتهي هنا».

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)

تركيا تتهم أميركا بـ«الإخلال بالتوازن» مع اليونان عبر صفقات المقاتلات

اتهمت تركيا الولايات المتحدة بالإخلال بالتوازن في تعاملها معها وجارتها اليونان على خلفية اعتزام واشنطن منح أثينا مقاتلات «إف 35» التي منعت أنقرة من الحصول عليها بسبب اقتنائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400». وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن الولايات المتحدة أخلت بالتوازن في تعاملها مع بلاده واليونان. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة الاثنين مع وزيرة خارجية البوسنة والهرسك بيسيرا توركوفيتش، أن الولايات المتحدة كانت لديها سياسة توازن في علاقاتها مع تركيا واليونان، لكنها بدأت تحيد عن تلك السياسة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)

تركيا تتهم أميركا بـ«الإخلال بالتوازن» مع اليونان عبر صفقة المقاتلات

اتهمت تركيا الولايات المتحدة بالإخلال بالتوازن في تعاملها معها ومع جارتها اليونان، على خلفية اعتزام واشنطن منح أثينا مقاتلات «إف 35» التي مُنعت أنقرة من الحصول عليها بسبب اقتنائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400». وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن الولايات المتحدة أخلّت بالتوازن في تعاملها مع بلاده واليونان. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة، اليوم (الاثنين)، مع وزيرة خارجية البوسنة والهرسك، بيسيرا توركوفيتش، أن الولايات المتحدة كانت لديها سياسة توازن في علاقاتها مع تركيا واليونان، لكنها بدأت تحيد عن تلك السياسة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)

تركيا تتهم اليونان بالعمل على زيادة التوتر

اتهمت تركيا اليونان بـ«تخريب» الاجتماعات والمحادثات الرامية إلى بحث القضايا الخلافية بينهما، والعمل على زيادة التوتر. وقال وزير الدفاع خلوصي أكار، إن السلطات اليونانية تعمل على تخريب الاجتماعات والمحادثات مع بلاده، مضيفاً أن «بعض السياسيين اليونانيين يحاولون عن وعي زيادة التوتر... لقد فهم الجميع الآن حيلة اليونان، ونتوقع أن يكون الجميع أكثر حذراً في هذا الصدد». واعتبر أكار -في تصريحات الاثنين- أن اليونان تحاول تجسيد مشكلاتها مع تركيا على أنها مشكلات بين تركيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)

تركيا تتهم اليونان بتخريب المحادثات حول القضايا الخلافية

اتهمت تركيا اليونان بـ«تخريب» الاجتماعات والمحادثات الرامية إلى بحث القضايا الخلافية بينهما، والعمل على زيادة التوتر. وقال وزير الدفاع خلوصي أكار، إن السلطات اليونانية تعمل على تخريب الاجتماعات والمحادثات مع بلاده، مضيفاً أن «بعض السياسيين اليونانيين يحاولون عن وعي زيادة التوتر... لقد فهم الجميع الآن حيلة اليونان، ونتوقع أن يكون الجميع أكثر حذراً في هذا الصدد». واعتبر أكار -في تصريحات الاثنين- أن اليونان تحاول تجسيد مشكلاتها مع تركيا على أنها مشكلات بين تركيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو: إسرائيل «ليست لديها مصلحة في مواجهة» سوريا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل «ليست لديها مصلحة» في خوض مواجهة مع سوريا، وذلك بعد أيام على إصداره أوامر بدخول قوات إلى المنطقة العازلة بين البلدين في هضبة الجولان.

وجاء في بيان بالفيديو لنتنياهو: «ليست لدينا مصلحة في مواجهة سوريا. سياسة إسرائيل تجاه سوريا ستتحدد من خلال تطور الوقائع على الأرض»، وذلك بعد أسبوع على إطاحة تحالف فصائل المعارضة السورية، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، بالرئيس بشار الأسد.

وأكد نتنياهو أن الضربات الجوية الأخيرة ضد المواقع العسكرية السورية «جاءت لضمان عدم استخدام الأسلحة ضد إسرائيل في المستقبل. كما ضربت إسرائيل طرق إمداد الأسلحة إلى (حزب الله)».

وأضاف: «سوريا ليست سوريا نفسها»، مشيراً إلى أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط، وفقاً لموقع «تايمز أوف إسرائيل».

وتابع: «لبنان ليس لبنان نفسه، غزة ليست غزة نفسها، وزعيمة المحور، إيران، ليست إيران نفسها».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه تحدث، الليلة الماضية، مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب حول تصميم إسرائيل على الاستمرار في العمل ضد إيران ووكلائها.

وصف نتنياهو المحادثة بأنها «ودية ودافئة ومهمة جداً» حول الحاجة إلى «إكمال انتصار إسرائيل».

وقال: «نحن ملتزمون بمنع (حزب الله) من إعادة تسليح نفسه. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، يجب أن نواجهه وسنواجهه. أقول لـ(حزب الله) وإيران بوضوح تام: (سنستمر في العمل ضدكم بقدر ما هو ضروري، في كل ساحة وفي جميع الأوقات)».