السويد تفوز بالمركز الأول في مسابقة «يوروفيجن» لعام 2015

أستراليا تشارك للمرة الأولى وبريطانيا تحتل المرتبة 24 بحصولها على 5 نقاط

المغني السويدي مانس زيلميرو بعد فوزه  بمسابقة «يوروفيجن» (أ.ف.ب)
المغني السويدي مانس زيلميرو بعد فوزه بمسابقة «يوروفيجن» (أ.ف.ب)
TT

السويد تفوز بالمركز الأول في مسابقة «يوروفيجن» لعام 2015

المغني السويدي مانس زيلميرو بعد فوزه  بمسابقة «يوروفيجن» (أ.ف.ب)
المغني السويدي مانس زيلميرو بعد فوزه بمسابقة «يوروفيجن» (أ.ف.ب)

فاز المغني السويدي مانس زيلميرو بمسابقة الغناء الأوروبية «يوروفيجن» لعام 2015. وسط إعجاب هائل من الحضور، قدم زيلميرو أغنية بعنوان «هيروز» (الأبطال) خلال المسابقة التي أقيمت في العاصمة النمساوية فيينا. وصاحب الأغنية عرض رسوما متحركة على المسرح.
وأدى المغني ومقدم البرامج التلفزيونية (28 عاما) أغنية هيروز الراقصة وهي أغنية من أغاني البوب الإلكترونية راقصا أمام شاشة سوداء وتماثيل متحركة. وكانت السويد نالت في عام 2012 آخر جائزة لها في المنافسة المستمرة منذ 60 عاما.
وتغلب زيلميرو على منافسته الرئيسية الروسية بولينا جاجارينا، التي حلت في المركز الثاني. وكان المركز الثالث من نصيب إيطاليا، واحتلت بلجيكا الترتيب الرابع. وفازت أستراليا بالمركز الخامس، وذلك في أول مشاركة لها في المسابقة.
أما المملكة المتحدة فقد حصلت على المرتبة الـ24 بحصولها على خمس نقاط. وقال زيلميرو بعد فوزه بالجائزة الكبرى: «لم أشعر بهذه السعادة من قبل». وتابع: «إنه أمر لا يصدق. كنت أحلم بيوروفجن طوال حياتي». وجاءت تصريحات زيلمرلوف، باللغة السويدية، للمغنية سانا نيلسن، صاحبة المركز الثالث في مسابقة العام الماضي، والتي علقت على العرض لصالح التلفزيون السويدي. وقد شاهد المهرجان الفني السنوي ما يربو على 195 مليون مشاهد في 40 دولة أي أكثر من مشاهدي نهائي دوري كرة القدم الأميركية.
وفازت بمسابقة العام الماضي النمساوية المثلية كونشيتا فورست لتنقل المنافسة للعاصمة النمساوية فيينا المعروفة بعمارتها وفنونها الكلاسيكية.
وبينما تنتاب الحيرة المشاهدين في كثير من الأحيان لمشاركة دول من خارج أوروبا مثل إسرائيل التي تتأهل للمسابقة بفضل عضويتها في اتحاد الإذاعات الأوروبية باتت المشاركة هذا العام أوسع.
وبلغ عدد الدول المشاركة في المسابقة هذا العام 27 دولة، فيما اعتبر رقما قياسيا. وأشارت توقعات إلى أن نحو 200 مليون شخص تابعوا المسابقة عبر شاشات التلفزيون. وللاحتفال بمرور 60 عاما على أول مسابقة يوروفجن في 1955 منحت أستراليا فرصة استثنائية للمشاركة في المنافسة التي خاضها المغني جي سيباستيان بأغنيته «تونايت اجين».
وتحظى مسابقة يوروفجن الغنائية بشعبية واسعة في أستراليا حيث شاهدها العام الماضي نحو ثلاثة ملايين شخص علاوة على أن هيئة الإذاعة الأسترالية المتخصصة عضو مشارك في اتحاد الإذاعات الأوروبية. وواجهت أستراليا منافسة شديدة من إيطاليا والسويد الأكثر فوزا بالمسابقة إذ فازت خمس مرات منها فوز فرقة أبا بأغنية «وترلو» في عام 1974 وفوز المغنية لورين في عام 2012 بأغنية «يوفوريا».
ومثل السويد هذه المرة المغني مانس زيلميرو بأغنيته «هيروز» مصحوبة بعرض رسوم متحركة على المسرح بينما تشارك فرقة الثلاثي إيل فولو الإيطالية على أمل محاكاة المغني دومينيكو مودونو الذي فازت أغنيته «فولاري» عام 1958. وبحسب التقاليد تنظم الدولة الفائزة بالمسابقة منافسات العام التالي لكن إذا فازت أستراليا ستبقى المنافسة داخل أوروبا. وقال رئيس جهاز الإعلام باتحاد الإذاعات الأوروبية جان فيليب دي تيندر لـ«رويترز»: «هذا حدث ثقافي كبير جدا ويجب أن يبقى في أوروبا».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».