إعفاء من الغرامات الضريبية لتخفيف الآثار المالية على المنشآت السعودية

خبراء لـ «الشرق الأوسط» : المبادرة تعزز استمرارية القطاع الخاص وتحقق الالتزام بأنظمة الضريبة

السعودية طبقت نظام الفواتيرالإلكترونية تسهيلاً للمنشآت العاملة في السوق المحلي (الشرق الأوسط)
السعودية طبقت نظام الفواتيرالإلكترونية تسهيلاً للمنشآت العاملة في السوق المحلي (الشرق الأوسط)
TT

إعفاء من الغرامات الضريبية لتخفيف الآثار المالية على المنشآت السعودية

السعودية طبقت نظام الفواتيرالإلكترونية تسهيلاً للمنشآت العاملة في السوق المحلي (الشرق الأوسط)
السعودية طبقت نظام الفواتيرالإلكترونية تسهيلاً للمنشآت العاملة في السوق المحلي (الشرق الأوسط)

قررت السعودية إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية لجميع المكلفين الخاضعين لجميع الأنظمة الضريبية ولمدة 6 أشهر ابتداء من مطلع الشهر الجاري، وذلك بهدف تخفيف الآثار الاقتصادية المترتبة على المنشآت نتيجة جائحة كورونا المستجد.
وأكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن مبادرة إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية من شأنها أن تعزز استمرارية المنشآت في سوق العمل وتحديداً الصغيرة والمتوسطة، مبينين أن تطبيق الفوترة الإلكترونية خلال العام الماضي تسبب في إرباك السوق خاصةً أن تداعيات جائحة كورونا حينها كانت تؤثر سلباً على الشركات والمؤسسات.
وأوضح عجلان العجلان، رئيس اتحاد الغرف السعودية، أن هذه المبادرة تسهم في دعم قطاع الأعمال ونمو الأنشطة التجارية والاقتصادية وتخفيف الآثار الاقتصادية المترتبة على المنشآت نتيجة جائحة كورونا، كما أنها تعزز من أهمية الالتزام بأنظمة الضريبة.
من جانبه، بين فهد بن جمعة، الخبير الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط» أن الإعفاء من الغرامات المالية لجميع المكلفين الخاضعين للأنظمة الضريبية سوف يحقق استمرارية المنشآت في سوق العمل لتعيد حساباتها المالية وتحقق أرباحها مجدداً شريطة التسجيل في موقع الهيئة والانتظام في عملية السداد للمستحقات المفروضة من الدولة.
وأضاف فهد بن جمعة أن جائحة كورونا تسببت في خسائر كبيرة للمنشآت في سوق العمل وخصوصاً الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر ولكن بعد إطلاق هذه المبادرة سوف تخفف الأعباء المالية عليهم وتضمن استمرارية الأعمال في المرحلة القادمة لينعكس على الاقتصاد السعودي.
من جهته، قال سالم باعجاجه، أستاذ الاقتصاد في جامعة جدة لـ«الشرق الأوسط» إن مبادرة إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية للمكلفين الخاضعين للأنظمة الضريبية من شأنها أن تعزز وتنمي المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتستعيد قوتها مجدداً خاصةً بعد تعرضها للآثار المالية المترتبة من جراء جائحة كورونا المستجد خلال الفترة الماضية.
وتابع الدكتور سالم باعجاجه بأن المبادرة تساعد الشركات والمؤسسات السعودية على النهوض مجدداً كون تبعات جائحة كورونا ما زالت تؤثر على المنشآت حتى وقتنا الراهن ما يؤثر سلباً على الاقتصاد السعودي بصفة عامة، بالإضافة إلى أن الإجراء الجديد يوفر السيولة المالية للمكلفين ويحثهم على سداد الالتزامات المالية المستحقة للدولة.
وكشفت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك عن إعادة إطلاق مبادرة إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية والتي تعنى بالمنشآت المتأخرة في التسجيل والسداد وتقديم الإقرارات، بالإضافة إلى التأخير في تصحيح الإقرار وغرامات مخالفات الضبط الميداني المتعلقة بتطبيق أحكام الفوترة الإلكترونية والعامة الأخرى.
وأوضحت الهيئة أنه يُشترط للاستفادة من المبادرة، التسجيل في النظام الضريبي وتقديم جميع الإقرارات مع الإفصاح عن كافة الضرائب غير المفصح عنها بشكل صحيح، وسداد كامل أصل دين الضريبة المتعلق بالإقرارات التي سيتم تقديمها أو تعديلها للإفصاح بشكل صحيح عن الالتزامات المستحقة، مع إمكانية التقدم بطلب تقسيطها بعد الدراسة والموافقة عليها أثناء سريان المبادرة والالتزام بالسداد خلال مواعيد الاستحقاق وفق الخطة المعتمدة من الهيئة.
ودعت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك المكلفين إلى الاطلاع على تفاصيل المبادرة وما تشتمل عليه من نصوص، وذلك من خلال الدليل الإرشادي المبسط الخاص بالمبادرة المتاح عبر موقعها الإلكتروني والمتضمن شرحاً مفصلاً، بما في ذلك إيضاح أنواع الغرامات المشمولة وشروط الاستفادة وخطوات تقسيط المستحقات المالية، إلى جانب التعريف بمخالفات الضبط الميداني التي تشملها المبادرة.
وأكدت الهيئة أن المبادرة لا تشمل الغرامات المرتبطة بمخالفات التهرب الضريبي، والتي تم سدادها قبل تاريخ سريان هذه المبادرة، وغرامات التأخر بالسداد المرتبطة بأصل الضريبة المضمّنة في خطة تقسيط واجب سدادها بعد انتهاء المدة المحددة للمبادرة المقرر في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) القادم.
وتأتي مبادرة إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية امتداداً لمبادرات الهيئة السابقة التي أطلقتها بهدف التخفيف من الآثار الاقتصادية والمالية الناتجة عن جائحة كورونا وتداعياتها.
وأعادت الهيئة في مطلع العام الجاري تصنيف المخالفات والعقوبات الخاصة بضريبة القيمة المضافة المرتبطة بالمخالفات الميدانية التي تنتج عن عدم التزام المكلف بواجباته والتزاماته الضريبية، بحيث تبدأ جميع العقوبات الميدانية بتنبيه المنشأة أولاً وتوعية المكلف وعدم فرض أي غرامات مالية عند ارتكاب المخالفة للمرة الأولى.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.