لماذا نشعر بالبرودة في أيدينا وأقدامنا؟ ومتى يجب أن نقلق؟

لماذا نشعر بالبرودة في أيدينا وأقدامنا؟ ومتى يجب أن نقلق؟
TT
20

لماذا نشعر بالبرودة في أيدينا وأقدامنا؟ ومتى يجب أن نقلق؟

لماذا نشعر بالبرودة في أيدينا وأقدامنا؟ ومتى يجب أن نقلق؟

قال موقع «the conversation» إن شعور البعض بالبرودة في اليدين والقدمين باستمرار لا يعد مشكلة في معظم الحالات وذلك لأن الجسم يحتفظ بدرجة حرارته عن طريق الدم الذي يعد مخزناً رائعاً للحرارة، حيث يقوم بنقل حرارة الجسم إلى الهواء الخارجي، مما يساعد على تبريد أجسامنا.
وأضاف الموقع أن هذا هو السبب في أننا قد نشعر بالحرارة قليلاً في يوم حار، ومن ناحية أخرى، عندما نشعر بالبرودة، تضيق الأوعية الدموية في الجلد وبالتالي يقل تدفق الدم هناك، ما يعني الشعور بدف أقل، ويصبح هذا ملحوظاً بشكل خاص في اليدين والقدمين.
ووصف موقع «the conversation» الشعور بالبرودة في الأطراف بأنها عملية طبيعية، وتُظهر أن أجسامنا تؤدي وظيفتها في الحفاظ على درجة حرارة داخلية بشكل طبيع وحماية أعضائنا، وفي العادة يكون هذا الشعور مؤقتاً فقط ولكن إذا كان الشخص يعاني دائماً من برودة اليدين والقدمين، حتى عندما يكون جسمه دافئاً تماماً، فقد يكون ذلك علامة على أن شيئا آخر يسهم في ذلك.

هل يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى؟
ذكر الموقع أن أي شيء يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية يمكن أن يؤثر على درجة حرارة الأطراف، فقد يكون هذا من أسباب مثل ظاهرة «رينود» التي تسبب ضيقاً مؤقتاً في بعض الأوعية الدموية التي تذهب إلى الأطراف.
وأضاف موقع «the conversation» أن الأشخاص المصابون بـ«رينود» عادةً ما تكون أصابعهم شاحبة وباردة جداً.
ولفت الموقع إلى حالات أخرى تسبب الشعور بالبرودة، حيث قد يكون هذا الشعور نتيجة لأسباب كامنة أكثر خطورة، مثل نقص المناعة أو ارتفاع ضغط الدم. لكن هناك عوامل أخرى يمكن أن تكون وراء برودة الأيدي بشكل غير عادي مثل أي شيء يمنع وصول الدم إلى الأوعية.
وأضاف أنه على سبيل المثال، الأشخاص المصابون بمرض السكري غير المنضبط لديهم فرصة أكبر لتكوين رواسب دهنية داخل الأوعية الدموية، مما يجعلها ضيقة وصلبة، وتعيق تدفق الدم وقد يؤدي تلف الأنسجة أيضاً إلى إعاقة تدفق الدم.
وحسب الموقع، إذا خضع شخص ما لعملية جراحية في اليد أو الذراع فقد يؤثر ذلك على درجة حرارة أطرافه.
وكذلك هناك سبب آخر محتمل وهو فقر الدم، والذي يمكن أن يعيق نقل الدم الغني بالأكسجين حول الجسم ويؤدي إلى برودة اليدين والقدمين، ويمكن أن يكون التدخين أيضاً فالنيكوتين يسبب تضيق الأوعية الدموية ويقلل من تدفق الدم.

متى يكون الشعور ببرودة الأطراف مصدراً للقلق؟
في ظل الظروف العادية، لا داعي للقلق من برودة اليدين والقدمين لكن يجب الوضع في الاعتبار أن ذلك يرجع إلى قلة وصول الدم إلى الأطراف.
ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى هشاشة الأظافر، وجفاف الجلد أو تشققه، وتغير لون الجلد، والشعور بالوخز أو التنميل، وقد يصبح استخدام أصابعك أو قدميك مؤلماً جداً عندما يكون الجو بارداً.
وحسب الموقع، قد يؤدي انخفاض إمداد الدم إلى إبطاء شفاء اليدين والقدمين في حالة الإصابة، مما يسمح للعدوى بالاستمرار، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي منع تدفق الدم إلى إتلاف الأعصاب أيضاً مع زيادة مخاطر الإصابة بالعدوى، في بعض الأحيان إلى الحاجة إلى البتر.
لذا ينصح موقع «the conversation» بأنه إذا كانت الأيدي والأقدام الباردة باستمرار مصدر قلق، فمن الجدير دائماً ذكر ذلك لطبيب.
وفي حالة الشعور بقشعريرة مؤقتة يمكن ارتداء زوج من الجوارب السميكة فهذا مفيد أيضاً للنوم، حيث أظهرت الأبحاث أن تدفئة القدمين يمكن أن تساعد في تحسين جودة النوم.
وكذلك يمكن ارتداء القفازات بعد غسيل اليد بالماء الدافئ وتجفيفهما على الفور بعد ذلك.
وأيضا يجب تجنب التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة عن طريق ارتداء طبقات من الملابس الدافئة للحفاظ على درجة الحرارة الأساسية.
ويمكن الابتعاد عن الغرف المكيفة قدر الإمكان والبحث عن أماكن دافئة تحت أشعة الشمس في أثناء النهار.
وقال الموقع إنه على المدى الطويل، يعد تحسين الدورة الدموية أمراً أساسياً، ويساعد في تدفئة يديك وقدمي، من خلال ضمان ضخ الجسم للدم بكفاءة ويمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة الرياضة اليومية، والتحرك على فترات منتظمة خلال اليوم، عن طريق شد ذراعيك وساقيك، والحفاظ على نظام غذائي صحي.
واختتم موقع «the conversation» بقوله: «بهذه الطريقة، حتى لو أُصبت بقشعريرة مؤقتة، فستعود إلى الدفء في وقت قصير».


مقالات ذات صلة

لحياة أطول... ماذا ينبغي أن تأكل في الوجبات الثلاث؟

صحتك بعض الأطعمة قد تساعدك على العيش لفترة أطول (رويترز)

لحياة أطول... ماذا ينبغي أن تأكل في الوجبات الثلاث؟

تحدثت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية مع عدد من خبراء الصحة عن اقتراحاتهم لأطعمة يمكن تناولها في وجبات الإفطار والغداء والعشاء لإطالة العمر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مرض باركنسون هو حالة تنكس عصبي تتضمن أعراضها التصلب والرعشة وبطء الحركة (أرشيفية-أ.ف.ب)

الرجال أكثر عرضة للإصابة بالشلل الرعاش

كشفت دراسة جديدة أن خطر الإصابة بمرض باركنسون «الشلل الرعاش» أعلى مرتين عند الرجال منه عند النساء، لافتة إلى سبب محتمل لذلك؛ وهو بروتين حميد في المخ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كروموسومات «إكس» قد تكون السبب وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن (رويترز)

لماذا تعيش النساء مدة أطول من الرجال؟

كشفت دراسة جديدة عن سبب علمي محتمل وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور، وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن، حيث أشارت إلى أن السبب في ذلك قد يرجع للكروموسوم «إكس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تتسبب في أضرار صحية خطيرة (رويترز)

نصائح لتقليل التعرض للجسيمات البلاستيكية في طعامك

هناك طرق لتقليل كمية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تدخل إلى الجسم من خلال الطعام والشراب

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المشي يومياً يعزز فرص العيش بصحة أفضل (جامعة سيوكس فولز الأميركية)

المشي ساعة يومياً يحسن صحة الناجيات من السرطان

وجدت دراسة أميركية أن المشي لمدة ساعة يومياً يحسن الصحة ويقلل بشكل كبير من خطر الوفاة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
TT
20

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

كشفت دراسة أميركية أن تغير المناخ يؤثر على الفضاء القريب من الأرض، بطريقة قد تزيد من خطر اصطدام الأقمار الاصطناعية، مما يقلل من عدد الأقمار التي يمكن تشغيلها بأمان في المستقبل.

وأوضح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، بدورية «Nature Sustainability»، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لضمان استمرار استخدام المدار الأرضي المنخفض.

وأظهرت الدراسة أن انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، تؤدي إلى انكماش الغلاف الجوي العلوي، مما يقلل من كثافته، خصوصاً في طبقة الثرموسفير، حيث تدور محطة الفضاء الدولية ومجموعة من الأقمار الاصطناعية.

وفي الظروف الطبيعية، يساعد الغلاف الجوي العلوي في التخلص من الحطام الفضائي من خلال قوة مقاومة تُعرف بالسحب الجوي، التي تسحب الأجسام القديمة نحو الأرض لتتفكك وتحترق عند دخولها الغلاف الجوي. لكن مع انخفاض الكثافة الجوية، تضعف هذه القوة؛ مما يؤدي إلى بقاء الحطام الفضائي في المدار لفترات أطول، وهو الأمر الذي يزيد خطر الاصطدامات، ويؤدي إلى ازدحام المدارات الفضائية.

وباستخدام نماذج محاكاة لسيناريوهات مختلفة لانبعاثات الكربون وتأثيرها على الغلاف الجوي العلوي والديناميكيات المدارية، وجد الباحثون أن «القدرة الاستيعابية للأقمار الاصطناعية» - أي الحد الأقصى لعدد الأقمار الاصطناعية التي يمكن تشغيلها بأمان - قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 50 و66 في المائة بحلول عام 2100، إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع.

كما وجدت الدراسة أن الغلاف الجوي العلوي يمر بدورات انكماش وتوسع كل 11 عاماً بسبب النشاط الشمسي، لكن البيانات الحديثة تظهر أن تأثير الغازات الدفيئة يتجاوز هذه التغيرات الطبيعية، مما يؤدي إلى تقلص دائم في الثرموسفير.

وحالياً، يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض، الذي يمتد حتى ارتفاع ألفي كيلومتر عن سطح الأرض. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد الأقمار الاصطناعية، خصوصاً مع إطلاق كوكبات ضخمة مثل مشروع «ستارلينك» لشركة «سبيس إكس»، الذي يضم آلاف الأقمار لتوفير الإنترنت الفضائي.

وحذر الباحثون من أن انخفاض قدرة الغلاف الجوي على إزالة الحطام الفضائي سيؤدي إلى زيادة كثافة الأجسام في المدار؛ مما يعزز احتمالات الاصطدامات. وقد يفضي ذلك لسلسلة من التصادمات المتتالية، تُعرف بظاهرة «متلازمة كيسلر»، التي قد تجعل المدار غير صالح للاستخدام.

وأشار الفريق إلى أنه إذا استمرت انبعاثات الكربون في الارتفاع، فقد تصبح بعض المدارات غير آمنة، وسيؤثر ذلك سلباً على تشغيل الأقمار الاصطناعية الجديدة المستخدمة في الاتصالات، والملاحة، والاستشعار عن بُعد.

وفي الختام، أكد الباحثون أن الحد من هذه المخاطر يتطلب إجراءات عاجلة، تشمل تقليل الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، إلى جانب تبني استراتيجيات أكثر فاعلية لإدارة النفايات الفضائية، مثل إزالة الحطام الفضائي، وإعادة تصميم الأقمار بحيث يكون تفكيكها أكثر سهولة عند انتهاء عمرها التشغيلي.