لجنة سقوط الموصل تراسل المالكي وبارزاني والنجيفي بعد رفضهم المثول أمامها

رئيسها: لن نسمح لأية جهة بالتستر على هذا الملف الكبير

لجنة سقوط الموصل تراسل المالكي وبارزاني والنجيفي بعد رفضهم المثول أمامها
TT

لجنة سقوط الموصل تراسل المالكي وبارزاني والنجيفي بعد رفضهم المثول أمامها

لجنة سقوط الموصل تراسل المالكي وبارزاني والنجيفي بعد رفضهم المثول أمامها

أعلن رئيس اللجنة التحقيقية الخاصة بسقوط مدينة الموصل القيادي في التيار الصدري ورئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي أن لجنته استكملت جلساتها وشرعت بكتابة تقريرها الذي حدد كثيرا من أسباب السقوط، وسيتم الانتهاء منه خلال الفترة القريبة المقبلة. وقال حاكم الزاملي في بيان أمس إن «اللجنة ستخرج بعدد من التوصيات ولن تسمح لأي جهة بالتستر على هذا الملف الكبير».
وأضاف الزاملي أن «الشخصيات التي قصرت وتلكأت وتسببت في سقوط المدينة ستحال إلى القضاء». وأشار الزاملي إلى أن «الجلسة السابقة شهدت التصويت على استضافة القيادات السياسية الكبيرة التي طُرحت أسماؤها في التحقيق، ومنها طلب استضافة القائد العام للقوات المسلحة السابق نوري المالكي بواقع 9 أعضاء صوتوا من مجموع 19». وفي الوقت الذي فشلت اللجنة في حمل المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على المثول أمامها فإنها، وطبقا لما أعلنه الزاملي، سوف «ترسل أسئلة ملزمة بالإجابة» إلى المالكي وبارزاني وكذلك إلى رئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي، مشيرا إلى أن «الأسئلة التي ستوجه إلى المالكي هي عن حركة القطعات وصدور أمر الانسحاب باعتباره القائد العام للمنظومة الأمنية». وتابع الزاملي أن «الأسئلة الموجهة إلى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ستكون بشأن المراسلات التي جرت بينه وبين رئيس الوزراء السابق»، مبينا أن «التحقيق جرى مع 100 شخصية وتم من خلاله جمع وثائق مهمة وخطيرة وسينتهي عمل اللجنة خلال مدة لا تتجاوز الشهر».
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي وعضو لجنة التحقيق بسقوط الموصل سليم شوقي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «التقرير الذي تجري الآن صياغته لن يستثني أحدا وسيحاسب الجميع مهما كانت عناوينهم»، آملا في أن «يكون التقرير ناضجا ويحمل نتائج تنصف الدماء على عكس التقارير السابقة التي كانت مخجلة وليست بالمستوى المطلوب، ونحن نعول على التقرير هذه المرة ونأمل أن يكون منتجا».
وفي ما يخص رأي كتلة المواطن النيابية، قال شوقي إن «رأي كتلة المواطن كباقي غالبية أعضاء المجلس، يؤكد على احترام الدماء التي سالت بسبب ما حصل في الموصل ويحصل في الأنبار وأن تتم معالجة الأمور بموضوعية ومهنية وعدم المجاملة، وأن لا يستثنى أحد من العقاب إن كان متورطا بالقول أو الفعل تحقيقا للعدالة». وبشأن الصلة بين ما حصل في الموصل قبل نحو سنة وما يحصل في الأنبار حاليا، قال شوقي إن «هذه الأزمة لا تحتاج إلى لجان، وهناك قطعات عسكرية كانت تمسك الأرض في الأنبار وبالتالي انسحبت وتركت وراءها أسلحتها، ما أدى إلى سيطرة تنظيم داعش عليها، ويفترض تشخيص هذه الأخطاء من خلال ممارسة المحكمة العسكرية دورها في هذا المجال فضلا عن القائد العام للقوات المسلحة».
ودعا شوقي إلى «إعادة النظر بالقيادات العسكرية وخصوصا الفاسدة منها سواء في الموصل أو الرمادي حتى لا يتكرر هذا السيناريو، ونحن نعتقد أن الحشد الشعبي هو القوة الرئيسية والضاربة وليس قوة الإسناد أو الاحتياط كون مقاتلي الحشد يتمتعون بإيمان مطلق بقياداتهم التي هي معهم في الميدان، بينما هناك عدم ثقة بالقيادات الأمنية من قبل قطعاتها».
مقرر اللجنة، النائب شاخوان عبد الله، أكد، من ناحيته، أن «رئيس إقليم كردستان لا تقع على عاتقه أي مسؤولية عسكرية أو قانونية عن سقوط الموصل، بعكس المالكي الذي كان رئيسًا للوزراء وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، في المقابل توجد لدينا شهادات من مسؤولين أدلوا بإفاداتهم تؤكد أن رئيس إقليم كردستان نبه المالكي إلى سقوط الموصل وأبدى استعداده لإرسال قوات البيشمركة، لكن المالكي لم يستمع إليه فسقطت الموصل بيد تنظيم داعش».
بدوره، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق عن كتلة التحالف الكردستاني شوان محمد طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «رئيس إقليم كردستان لا دخل له لا من قريب ولا من بعيد بالحيثيات الخاصة بسقوط الموصل، وبالتالي فإن الكتابة إليه بشأن أخذ رأيه في الموضوع هي نوع من التسويف التي درجنا عليها بين من يتحمل المسؤولية الحقيقية ويجب التوجه إليه مباشرة، ومن يريد خلط الأوراق لكي يتم في النهاية تعويم القضية». وأضاف طه أن «الموصل لم تكن تحت إدارة إقليم كردستان ولم تكن للرئيس بارزاني صلة بالقيادة العسكرية هناك سوى أن دورنا كإقليم اقتصر على استقبال القادة الفارين من المعارك، وفي المقدمة منهم عبود كنبر وعلي غيدان». وأشار إلى أن «رئيس الإقليم كان قد حذر أكثر من مرة الحكومة الاتحادية بشأن ما يدور في الموصل، لكن لم يسمع أحد في بغداد ذلك، إذ لم يأخذوا تحذيرات إقليم كردستان على محمل الجد». ووصف طه الأسلوب التحقيقي الذي تعتمده لجنة سقوط الموصل بأنه «سلحفاتي»، عادّا قضية سقوط الموصل بأنها «سياسية بحتة من خلال استهداف الساسة السنة من أبناء تلك المناطق».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.