موسكو تتهم الغرب بالعمل على «تفكيك أوكرانيا»

نائب روسي يقترح «خطف» وزير دفاع إحدى دول حلف «الناتو»

الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع أمس (أ.ب)
الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع أمس (أ.ب)
TT

موسكو تتهم الغرب بالعمل على «تفكيك أوكرانيا»

الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع أمس (أ.ب)
الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع أمس (أ.ب)

اتهم سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف الغرب بالعمل على تقسيم أوكرانيا، وقال إن «عدداً من الدول يعمل على تفكيك الدولة». ورأى أن تصرفات الغرب والحكومة الأوكرانية قد تسفر عن انهيار البلاد.
وقال باتروشيف إن «الولايات المتحدة وحلفاءها يؤكدون لنا أنهم يريدون لأوكرانيا أن تظل ذات سيادة، وأن تحافظ على وحدة أراضيها. لكننا نعلم أن عدداً من الدول يعمل فعلياً بنشاط على تفكيكها». وأضاف «في هذه الحالة، فإن سيادة أوكرانيا لا تهم رئيس الدولة، ناهيك عن الولايات المتحدة وحلفائها، فهم مستعدون للتضحية بمصالح الشعب الأوكراني لتحقيق أهدافهم الجيوسياسية. وأفعالهم تسهم في حدوث انهيار حقيقي للبلاد».
وأشار باتروشيف إلى أن هدف روسيا الأساسي هو حماية سكان دونباس و«تخليص أوكرانيا من النازيين والقوميين المتطرفين».
وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اتهمت واشنطن والعواصم الغربية بالسعي إلى جعل النزاع أكثر دموية وإطالة أمدها عبر حزم العقوبات التي تستهدف روسيا وصادرات السلاح الموجهة إلى أوكرانيا.
في الأثناء، رأى مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن قرار الاتحاد الأوروبي فرض حظر جزئي على استيراد النفط من روسيا يعكس مستويات التخبط والتناقض التي يعاني منها الاتحاد.
على صعيد آخر، قال نائب وزير الخارجية الروسي، يفغيني إيفانوف، إن العواصم الغربية مع تصعيد حملاتها الدعائية والدبلوماسية ضد موسكو دفعت إلى زيادة عدد الحوادث العدائية التي وقعت بالقرب من السفارات والبعثات الروسية. وقال إن الأشهر الأولى من عام 2022 شهدت أكثر من ألف اعتداء على البعثات الروسية.
وأوضح إيفانوف أنه «مع بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، زاد بشكل كبير عدد المظاهر الهجومية المختلفة والسلوك العدائي حول السفارات والمكاتب القنصلية الروسية بالخارج. فإذا كان هناك حوالي ثلاثمائة حادث من هذا القبيل في عام 2021، ففي الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام تجاوز هذا العدد بالفعل الألف، ويستمر في الازدياد». وأشار إلى أن ما يحدث يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل كبير في مجال ضمان أمن البعثات الدبلوماسية. وقال إنه تم اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز أمن البعثات الدبلوماسية الروسية وأمن الموظفين وأفراد أسرهم.
وفي لندن، ذكرت وكالة «رويترز» أن عضواً كبيراً في البرلمان الروسي اقترح خطف وزير دفاع بإحدى دول حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا ونقله إلى موسكو لاستجوابه بخصوص «الأوامر» التي أعطاها الغرب لكييف. وقال أوليغ موروزوف، الذي انتخب في البرلمان الروسي لأول مرة في 1993 والعضو في حزب روسيا الموحدة، إن إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا تشكل تهديداً مباشراً لروسيا، وقد يتطلب الأمر مراجعة موسكو لأهدافها العسكرية. وأضاف في برنامج (60 دقيقة) على قناة روسيا 1 الحكومية ليلة الاثنين: «كما تعلمون خطط خيالي وأفكر فيه... أنه في المستقبل القريب في مرحلة ما سيذهب وزير حربية من إحدى دول حلف شمال الأطلسي بالقطار إلى كييف للحديث مع (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي». وتابع «لكنه لن يصل إلى هناك وسيستيقظ في مكان ما في موسكو».
وسألته مقدمة البرنامج أولغا سكابييفا، وهي واحدة من الصحافيين الموالين للكرملين في التلفزيون: «هل تعني أن نخطفه؟». ورد عليها «نعم. وعندها سنعرف من أعطى أي أمر لمن، من المسؤول عن ماذا تحديداً».
وزار عدد من السياسيين الغربيين كييف لإبداء الدعم لأوكرانيا ومنهم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي زار أوكرانيا في أبريل (نيسان) مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن.


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».