رؤساء الأركان العرب يسابقون الزمن لرسم معالم «القوة المشتركة» قبل نهاية يونيو

أدانوا «تفجير القديح الإرهابي» ووقفوا دقيقة حدادًا على ضحاياه

جانب من اجتماعات رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء بالجامعة العربية بمقر الأمانة العامة في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
جانب من اجتماعات رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء بالجامعة العربية بمقر الأمانة العامة في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT
20

رؤساء الأركان العرب يسابقون الزمن لرسم معالم «القوة المشتركة» قبل نهاية يونيو

جانب من اجتماعات رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء بالجامعة العربية بمقر الأمانة العامة في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
جانب من اجتماعات رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء بالجامعة العربية بمقر الأمانة العامة في القاهرة أمس (إ.ب.أ)

انطلقت أعمال الاجتماع الثاني لرؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء بالجامعة العربية، أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، برئاسة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمود حجازي، وشهد الاجتماع ارتفاع مستوى التمثيل العسكري بمشاركة 21 رئيس أركان أو من ينوب عنه من مسؤول عسكري رفيع. وأكد حجازي ضرورة الانتهاء من عمل رؤساء الأركان في ما يتعلق بتنفيذ قرار قمة شرم الشيخ الخاص بإنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة قبل يوم 29 يونيو (حزيران) المقبل.
وقال حجازي في كلمته أمام الاجتماع: «وفقا لقرار قمة شرم الشيخ، فإنه يوجد لدينا 3 محددات، أولها أن القمة اعتمدت مبدأ إنشاء القوة وأوكلت مهمة ذلك إلى رؤساء الأركان ووضع الآليات الخاصة، وثانيها هو الانتهاء من ذلك في 29 يونيو المقبل». وأضاف: «في حقيقة الأمر يجب أن ننتهي من عملنا قبل يوم 29 يونيو، حتى نتيح لرئاسة القمة العربية فترة شهر على الأقل لإجراء المشاورات المطلوبة في هذا الصدد».
وأشار رئيس الأركان المصري إلى أن «المحدد الثالث يتضمن التقدم بنتيجة عمل رؤساء الأركان إلى رئاسة القمة وأن يكون ذلك في شكل متكامل»، معبرا عن أمله في أن «تكلل الجهود لإنجاز هذه المهمة».
ويناقش رؤساء أركان الجيوش العربية دراسة المشروع الأولي للبروتوكول الاختياري بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة، ومذكرة شارحة بشأن تنفيذ قرار القمة العربية لإنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي.
وانطلقت أعمال الاجتماع أمس برئاسة الفريق حجازي، وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، ونائبه السفير أحمد بن حلي.
وفي مستهل الاجتماع، بدأ حجازي كلمته بإدانة العمل الإرهابي الذي استهدف مسجدًا في بلدة القديح بمحافظة القطيف شرق المملكة العربية السعودية، الذي أسفر عن سقوط أكثر من 250 شخصًا ما بين قتيل وجريح، معربا عن إدانته باسم رؤساء الأركان العرب جميعا للعمل الآثم. وطلب حجازي من الحضور الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح «الشهداء» ضحايا تفجير السعودية وأيضا «شهداء» العرب جميعًا.
وخلال الاجتماعات التي تستمر على مدار يومي أمس واليوم، فإنه من المقرر أن يتم استئناف المناقشات الخاصة بتشكيل القوة العسكرية المشتركة. ويبحث رؤساء الأركان العرب في الأمور الخاصة بتنفيذ الاتفاق، لا سيما ما يتعلق بالآليات والإجراءات، سواء الفنية أو المالية الخاصة بالقوة العسكرية المقرر تشكيلها. ويذكر أن رؤساء الأركان بدأوا اجتماعهم الأول في 22 من شهر أبريل (نيسان) الماضي بمقر الجامعة للبحث في المقترحات الخاصة بالإجراءات التنفيذية وآليات العمل والموازنة المطلوبة.ترأس وفد المملكة العربية السعودية الفريق أول ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان رئيس هيئة الأركان، ومثل وفد الإمارات العربية المتحدة الفريق الركن محمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، وترأس وفد مملكة البحرين الفريق الركن ذياب صقر النعيمي رئيس هيئة الأركان بالقيادة العامة لقوة دفاع البحرين، ومثل وفد دولة الكويت الفريق الركن محمد خالد الخضر رئيس الأركان العامة للجيش. ومثل وفد سلطنة عمان الفريق الركن أحمد بن حارث بن ناصر النبهانى رئيس أركان قوات السلطان المسلحة. ومثل وفد دولة قطر اللواء الركن طيار غانم بن شاهين الغانم رئيس أركان القوات المسلحة. ومثل الأردن الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن مستشار ملك الأردن للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية، ومثل وفد الجمهورية التونسية أمير اللواء محمد فؤاد العلوي المتفقد العام للقوات المسلحة، ومثل جمهورية جيبوتي العميد الركن عثمان نور سوبجلة رئيس أركان الدفاع.
كما مثل وفد جمهورية السودان الفريق أول مهندس ركن مصطفى عثمان عبيد سالم رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومثل وفد الصومال العميد طاهر علمي، ومثل جمهورية العراق الفريق أول بابكر بدرخان، كما مثل دولة فلسطين اللواء حازم عطا الله، ممثل رئيس دولة فلسطين، ومثل جمهورية القمر المتحدة العقيد دليمي سعيد، كما مثل الوفد اللبناني العماد جون قهوجي قائد الجيش اللبناني.
وترأس وفد ليبيا اللواء الركن عبد الرزاق الناظوري رئيس أركان القوات المسلحة، وترأس وفد المغرب اللواء الحسين بن ميمون، وترأس وفد موريتانيا اللواء بحري أسلك الشيخ الولي، فيما ترأس وفد اليمن اللواء محمد علي المقديشي.



«الفارس الخشن» تستنزف قدرات الحوثيين... والعليمي يطلب تحالفاً دولياً

الجيش الأميركي أفاد بتنفيذ 800 ضربة على الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس الماضي (أ.ف.ب)
الجيش الأميركي أفاد بتنفيذ 800 ضربة على الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

«الفارس الخشن» تستنزف قدرات الحوثيين... والعليمي يطلب تحالفاً دولياً

الجيش الأميركي أفاد بتنفيذ 800 ضربة على الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس الماضي (أ.ف.ب)
الجيش الأميركي أفاد بتنفيذ 800 ضربة على الحوثيين في اليمن منذ منتصف مارس الماضي (أ.ف.ب)

أكد الجيش الأميركي تكبيد الحوثيين خسائر ضخمة جراء عملية «الفارس الخشن» المتصاعدة للأسبوع السابع، واتهم إيران بمواصلة دعم الجماعة، بينما أوقعت إحدى الضربات عشرات القتلى والجرحى، بعد أن أصابت مركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة في صعدة.

وإذ يتمسك مجلس القيادة الرئاسي اليمني بتشكيل تحالف دولي واسع مع قواته على الأرض لإنهاء تهديد الحوثيين للملاحة، استهدفت الحملة الأميركية، ليل الأحد وفجر الاثنين، مواقع مفترضة للجماعة في صنعاء وعمران والجوف وصعدة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أمر ببدء حملة ضد الحوثيين في 15 مارس (آذار)، وتوعَّدهم بـ«القوة المميتة»، في سياق سعيه لإرغامهم على التوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، والكف عن مهاجمة إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

ووفق الإعلام الحوثي، استهدفت ضربات أميركية مركز إيواء المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين في مدينة صعدة، حيث معقل الجماعة الرئيسي، وأدت إلى مقتل 68 شخصاً، وإصابة 47 آخرين، وفق حصيلة غير نهائية.

رجل يعاين الأضرار عقب ضربة أميركية في صنعاء استهدفت موقعاً مفترَضاً للحوثيين (أ.ف.ب)
رجل يعاين الأضرار عقب ضربة أميركية في صنعاء استهدفت موقعاً مفترَضاً للحوثيين (أ.ف.ب)

ولم يعلق الجيش الأميركي على الواقعة التي جاءت بعد ساعات من استهداف موقع في منطقة ثقبان في مديرية بني الحارث شمال صنعاء، التي قال إعلام الحوثيين إنها أدت إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة آخرين بعد أن استهدفت 3 منازل.

ويُتهم الحوثيون على مدار سنوات الحرب التي أشعلوها بأنهم يتخذون من المدنيين دروعاً بشرية، ويخبئون الأسلحة وسط الأحياء السكنية، وفق ما تقوله الحكومة الشرعية.

إضافة إلى ذلك، أقرت الجماعة بتلقي 4 غارات في مديرية برط العنان في محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء)، كما أقرت بثلاث غارات ضربت مواقع في مديرية كتاف في صعدة، و6 غارات ضربت مواقع محصنة في منطقة الجبل الأسود، حيث مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران شمال صنعاء.

ولم يتطرق الحوثيون إلى تفاصيل عن طبيعة الأهداف المقصوفة، إلا أن مراقبين يتكهنون بأن الغارات واصلت ضرب المخابئ المحصنة للأسلحة ومراكز القيادة فضلاً عن أماكن اختباء المسؤولين عن إطلاق الصواريخ والمسيَّرات.

800 ضربة

وضمن البيانات النادرة التي يصدرها الجيش الأميركي منذ بدء حملة ترمب ضد الحوثيين، أفادت القيادة المركزية، الاثنين، بأن قواتها نفذت 800 ضربة ضد الحوثيين، وأنها تتحفظ على نشر تفاصيل عملياتها السابقة واللاحقة لأسباب تتعلق بالسرية.

ووفق البيان المنشور على منصة «إكس»، نفذت القوات الأميركية منذ منتصف مارس حملة مكثفة ومستمرة استهدفت تنظيم الحوثيين الإرهابي في اليمن، بهدف استعادة حرية الملاحة.

وتم تنفيذ هذه العمليات - وفق البيان - بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة وشاملة لضمان تأثيرات قاتلة ضد الحوثيين مع تقليل المخاطر على المدنيين إلى الحد الأدنى.

وللحفاظ على سرية العمليات، قالت القيادة المركزية الأميركية إنها تعمدت تقليص الكشف عن تفاصيل عملياتها الجارية أو المستقبلية. وأضافت: «نحن نتبع نهجاً مدروساً للغاية في عملياتنا، لكننا لن نكشف عن تفاصيل ما قمنا به أو ما سنقوم به لاحقاً».

وتعهد البيان الأميركي بمواصلة تصعيد الضغط، والعمل على تفكيك قدرات الحوثيين بشكل أكبر ما داموا مستمرين في عرقلة حرية الملاحة، مؤكداً تنفيذ 800 ضربة من بدء العملية التي أُطْلِق عليها «الفارس الخشن».

وتسببت هذه الضربات - وفق البيان - في مقتل المئات من مقاتلي الحوثيين وعدد كبير من قادتهم، بمن في ذلك مسؤولون كبار عن الصواريخ والطائرات المسيَّرة. كما دمرت الضربات منشآت عدة للقيادة والسيطرة، وأنظمة دفاع جوي، ومرافق تصنيع أسلحة متقدمة، ومستودعات تخزين للأسلحة المتطورة.

وكانت هذه المستودعات - كما جاء في البيان - تحتوي على أسلحة تقليدية متطورة، بما في ذلك صواريخ باليستية وصواريخ «كروز» مضادة للسفن، وأنظمة جوية مسيّرة، وزوارق سطحية مسيّرة، استُخدمت في هجمات الحوثيين الإرهابية على الممرات البحرية الدولية.

وعلى الرغم من استمرار الهجمات الحوثية، فإن البيان قال إن عمليات الجيش الأميركي أضعفت وتيرة وفاعلية هجمات الجماعة، إذ انخفضت عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية بنسبة 69 في المائة، كما انخفضت هجمات الطائرات الانتحارية من دون طيار بنسبة 55 في المائة.

وأشار البيان الأميركي إلى تدمير قدرة ميناء رأس عيسى على استقبال الوقود، وقال إن ذلك سيؤثر في قدرة الحوثيين ليس فقط في تنفيذ العمليات العسكرية، بل أيضاً على جمع ملايين الدولارات لتمويل أنشطتهم الإرهابية.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أن عملياتها ضد الحوثيين نُفذت بواسطة مجموعة كبيرة من القوات، بما في ذلك مجموعتا حاملة الطائرات «هاري إس ترومان» و«كارل فينسون».

واتهم الجيش الأميركي إيران بمواصلة تقديم الدعم للحوثيين، وقال: «لا يمكن للحوثيين مواصلة هجماتهم ضد قواتنا لولا دعم النظام الإيراني لهم». وأكد أنه سيواصل «تصعيد الضغط» حتى تحقيق الهدف، وهو استعادة حرية الملاحة، وتعزيز الردع الأميركي في المنطقة».

تحالف دولي يمني

وفي اتجاه متصل بموقف مجلس القيادة الرئاسي اليمني، التقى رئيس المجلس رشاد العليمي السفير الأميركي لدى بلاده ستيفن فاغن، ونقل الإعلام الرسمي أن اللقاء تَطَرَّق للجهود الجارية لحماية الممرات المائية، «وردع هجمات الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية، وسفن الشحن البحري».

ووفق وكالة «سبأ» الحكومية، جدد العليمي تأكيد الحاجة الملحة إلى شراكة استراتيجية إقليمية ودولية مع الحكومة اليمنية لتأمين الممرات المائية، ومواجهة التحديات المشتركة على جميع المستويات.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في الرياض مستقبلاً السفير الأميركي (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في الرياض مستقبلاً السفير الأميركي (سبأ)

واعترف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه بتلقي 1200 غارة جوية وقصف بحري خلال 6 أسابيع من حملة ترمب، لكنه زعم أن الضربات لم تؤثر في قدرات جماعته العسكرية، بخلاف تقارير أميركية تحدثت عن مقتل المئات، وتدمير مستودعات أسلحة محصنة وثكنات.

وأطلق الحوثيون 16 صاروخاً باتجاه إسرائيل منذ 17 مارس الماضي، دون تأثير عسكري إلى جانب إطلاق عدد من المسيَّرات.

وكانت الجماعة منذ أن انخرطت في الصراع البحري والإقليمي بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أطلقت نحو 200 صاروخ ومسيَّرة باتجاه إسرائيل، وتسببت هجماتها البحرية في غرق سفينتين، وقرصنة ثالثة.