مصافي النفط في الولايات المتحدة عاجزة عن مواكبة الطلب

مشكلة تؤدي إلى ارتفاع أكبر في أسعار الوقود

ارتفع استخدام المصافي في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى 93,2% (رويترز)
ارتفع استخدام المصافي في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى 93,2% (رويترز)
TT

مصافي النفط في الولايات المتحدة عاجزة عن مواكبة الطلب

ارتفع استخدام المصافي في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى 93,2% (رويترز)
ارتفع استخدام المصافي في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى 93,2% (رويترز)

رغم ارتفاع أسعار الوقود إلى مستويات قياسية في الولايات المتحدة، تبدو مصافي النفط الأميركية عاجزة عن مواكبة الطلب، بسبب نقص قدراتها بعد إغلاق عدد من هذه المنشآت في السنوات الأخيرة، ما يسهم في ارتفاع أسعار المحروقات.
الأسبوع الماضي ارتفع معدل استخدام المصافي في الولايات المتحدة إلى 93.2 في المائة وهو الأعلى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019، وشكّل خرقاً في شهر مايو (أيار) المخصص تقليدياً للصيانة مع استعمال محدود للمنشآت.
في الوقت نفسه، سجلت الاحتياطات الأميركية للوقود مزيداً من التراجع إلى مستوى لم يسبق أن سجل في هذا الوقت من العام منذ ثماني سنوات، بينما تشكل عطلة نهاية هذا الأسبوع في الولايات المتحدة بمناسبة يوم الذكرى (ميموريال داي)، بداية الموسم الرئيسي للسفر براً.
وحذر روبرت يوغر المحلل في مجموعة «ميزوهو سيكيوريتيز» من «أننا في طريقنا إلى إخفاق» النظام، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. فيما قال المكتب الاستشاري «يوريجا غروب» إن «نقص القدرة على تحويل» النفط إلى وقود بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخام مجدداً «أدى إلى ارتفاع أسعار التكرير بشكل كبير (...) في الأشهر الأخيرة وإلى ظهور أسعار قياسية للبنزين والديزل».
وبلغت أسعار الوقود مستويات تاريخية في الولايات المتحدة وسجلت ارتفاعاً تتجاوز نسبته 70 في المائة على أساس سنوي. ويتوقع محللو المجموعة المالية «جيه بي مورغان تشيس» ارتفاعها أكثر من 30 في المائة خلال الصيف إلى أكثر من 6 دولارات للغالون (3.78 للتر).
انخفض عدد المصافي العاملة بنسبة 13 في المائة خلال عشر سنوات وهو الآن الأدنى في العصر الحديث.
وبالإضافة إلى عمليات الإغلاق المخطط لها، وقع في يونيو (حزيران) 2019 انفجار في مصفاة «فيلادلفيا رافاينري سوليوشنز» (بي إي إس) في فيلادلفيا وهي أكبر منشأة في شمال شرقي الولايات المتحدة. وأدى ذلك إلى إغلاق الموقع نهائياً.
وقال آندي ليبو من مجموعة «ليباو أويل أسوشييتس»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، إنها مسألة تشكل «مصدر قلق متزايد في الولايات المتحدة لأننا فقدنا أكثر من مليون برميل يومياً من القدرات في عام واحد».
في الأشهر الأولى للجائحة، تم إغلاق بعض المواقع للتكيف مع تباطؤ الطلب، لكن لم تتم إعادة تشغيلها كلها منذ ذلك الحين مثل موقع غالوب (نيومكسيكو) المملوك لشركة «ماراثون بتروليوم». وبدأت معظم المصافي الكبرى في تحويل بعض معداتها لإنتاج وقود حيوي ما يؤدي إلى تعليق مؤقت لأنشطتها. ففي شركة هوليفرونتر، أدى الانتقال إلى الوقود المتجدد إلى تراجع القدرة الإنتاجية لمنشأتها في شيين بولاية وايومينغ من 52 ألف برميل يومياً إلى ستة آلاف.
هذه المشاكل البنيوية تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا التي دفعت جزءاً من الغرب إلى الاستغناء عن روسيا، المورد الرئيسي للمنتجات المكررة وخصوصاً الديزل.
وأدى هذا الوضع إلى زيادة الطلب على صادرات المحروقات المنتجة في الولايات المتحدة وزاد إلى حد ما من عدم التوازن بين العرض والطلب.
وقال ريتشارد سويني أستاذ الاقتصاد البيئي في جامعة «كوليدج بوسطن» إنه «يمكن إعادة بناء القدرات في الشمال الشرقي (...)، لكن هذه استثمارات يجب أن تكون مربحة على مدى عشرة أعوام أو عشرين عاماً». وأضاف أن «الاتجاه العام هو صناعة آخذة في التدهور».
ويوافقه بيل أوغرادي من مكتب «كونفلونس إنفستمنت مانيجمنت» الرأي. ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «بناء مصفاة يستغرق خمس أو ست سنوات (...) مع العلم أن الطلب على المنتجات آخذ في الانخفاض على الأرجح». ويضيف: «لذلك محفز الاستثمار ضعيف جداً».
واختار عدد كبير من شركات التكرير الأميركية تخصيص جزء كبير من أرباحها الحالية لإعادة شراء أسهم ودفع أرباح بدلاً من توظيف استثمارات ضخمة.
ويعود تدشين آخر مصفاة كبرى في الولايات المتحدة إلى 1977 بينما لم يتم فتح أكثر من خمسة مواقع جديدة خلال السنوات العشرين الماضية.
ويؤكد بيل أوغرادي أن «ما يزيد المشكلة تعقيداً هو أنه ليست هناك أي بلدة تريد مصفاة» على أراضيها. وأضاف: «إنها قذرة ويمكن أن تنفجر وتنبعث منها رائحة كريهة».
من جهته، يقول فيل فلين من مجموعة «برايس فيتشرز» إن «الحكومات تحاول أن تصبح مسؤولة بشكل أكبر على صعيد البيئة وتردع الاستثمار في التكرير (...) لكن ذلك يؤدي بنا إلى نقص في القدرات».
وهو يرى أنه «سيتعين علينا إيجاد توازن بين أحلامنا بشأن» المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة «والواقع المتمثل بمحاولة تزويد السوق» بالمنتجات النفطية بانتظار أن يصبح عرض الطاقات المتجددة كافياً لاستبدالها.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب يكشف عن مرشحيه لتولي وزارات الخزانة والعمل والإسكان

سكوت بيسنت مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» يتحدث في مناسبة انتخابية للرئيس ترمب (رويترز)
سكوت بيسنت مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» يتحدث في مناسبة انتخابية للرئيس ترمب (رويترز)
TT

ترمب يكشف عن مرشحيه لتولي وزارات الخزانة والعمل والإسكان

سكوت بيسنت مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» يتحدث في مناسبة انتخابية للرئيس ترمب (رويترز)
سكوت بيسنت مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» يتحدث في مناسبة انتخابية للرئيس ترمب (رويترز)

رشّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الجمعة، سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» وأحد المروجين المتحمسين لفرض رقابة سياسية على الاحتياطي الفدرالي، لتولي منصب وزير الخزانة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام أميركية.

وكان اسم بيسنت قد ورد بين المرشحين المفضلين لتولي هذا المنصب، وهو مقرب من عائلة ترمب منذ فترة طويلة، وسيضطلع بدور رئيسي في تنفيذ البرنامج الاقتصادي للرئيس الأميركي المنتخب بالإضافة إلى السيطرة على الدين العام.

سكوت تيرنر (ا.ف.ب)

كما أعلن ترمب في بيان، أن لاعب كرة القدم الأمريكية السابق ومساعد البيت الأبيض سكوت تيرنر، هو مرشحه لمنصب وزير الإسكان والتنمية الحضرية.وكان تيرنر قد تولى إدارة مجلس الفرص والتنشيط في البيت الأبيض خلال فترة ولاية ترمب الأولى.

وكشف ترمب، أنه سيرشح النائبة الجمهورية لوري تشافيز دي ريمير، لتولي وزارة العمل.

لوري تشافيز دي ريمير (ا.ف.ب)

وتلقت عضو مجلس النواب عن ولاية أوريغون، والتي خسرت في محاولة إعادة انتخابها بفارق ضئيل في وقت سابق من الشهر الحالي، دعماً قوياً من أعضاء النقابات في منطقتها.

وقال ترمب في بيان، إن «دعم لوري القوي من مجتمعي الأعمال والعمال سيضمن أن تتمكن وزارة العمل من توحيد الأميركيين من جميع الخلفيات خلف أجندتنا لتحقيق نجاح وطني غير مسبوق - وجعل أميركا أكثر ثراء وقوة وازدهاراً من أي وقت مضى».