طوني عيسى: لا مانع من أن أكون حصاناً رابحاً في البطولة

تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن غبن يطال الممثل اللبناني

طوني عيسى ووالده الممثل ناظم عيسى (الشرق الأوسط)
طوني عيسى ووالده الممثل ناظم عيسى (الشرق الأوسط)
TT

طوني عيسى: لا مانع من أن أكون حصاناً رابحاً في البطولة

طوني عيسى ووالده الممثل ناظم عيسى (الشرق الأوسط)
طوني عيسى ووالده الممثل ناظم عيسى (الشرق الأوسط)

كان طوني عيسى يحضّر «المعكرونة» حين رنّ هاتفه. الطقس لطيف في «عمشيت» الساحلية المجاورة للبحر، حيث يسكن مع عائلة يعدّ لها الطعام بحُب. يبحث الممثل اللبناني عن السكينة الداخلية فيجدها في روعة الأشياء: العائلة، والصلاة، والطبيعة، والأمل. يتحسّر لإحساسه بالغبن كأي نجم في لبنان لا ينال التقدير المُستَحق والفرص الكبرى. يأخذ من أبيه الممثل ناظم عيسى قيم الإنسان: «علّمني الصبر وأن أستمر في الحياة وفق قناعة (أعطنا خبزنا كفاف يومنا)».
طوني عيسى من الممثلين الشباب الموهوبين. أدواره تحاكي المرمى، ويستطيع التسديد من مسافات بعيدة. إنها الموهبة المُلحقة بالوسامة، فنصبح أمام نجم. يُعرض له على تطبيق «تود» مسلسل «بيوت من ورق» مع نجوم كيوسف الخال ويورغو شلهوب وداليدا خليل. يُصارح «الشرق الأوسط» بأنّ عرضه على تطبيق لا يزال حديثاً بمثابة «إهدار للجهد». يقول عن شخصيته: «صعبة، تعيش صراعاً داخلياً بين الحب من طرف واحد، والقهر النفسي المتسرّب من الطفولة وسوء معاملة الأهل. كراكتير متطرّف بأحاسيسه، تارة هو طيب وأخرى قاسٍ».

                                                 طوني عيسى بشخصية «يوسف» في «صالون زهرة»
من تأثره بالأبوة، يتعامل مع الدور كابن من أولاده ويردّد العبارة بسعادة. طوني عيسى أب لابنة وُلدت قبل أشهر لتُبدّل نظرته إلى الحياة وتجعله يترفّع عن الصغائر. لا يخفي امتعاضه من عرض المسلسل على تطبيق لم يحظَ بعد بالانتشار الكافي والجماهيرية العريضة، كأنّ «كل هالتعب راح ضيعان»، منتظراً عرضاً ثانياً قد يعوّض.
ولا يحبّذ أجزاء المسلسلات، إلا أنّ دور «هرم» في «عشرين عشرين» (رمضان 2021) كان يتمنّى ألا ينتهي: «صنعتُ منه حالة ليُحكى عنه»، يقول بلفتة فخر. ينتظر ما ستكتبه كلوديا مارشليان في الجزء الثاني من «صالون زهرة» المفترض انطلاق تصويره في الخريف. حتى الآن، لا يعرف إلى أي اتجاه سيأخذه الدور. كان أطل بشخصية «يوسف» في الجزء الأول، مُحمّلاً بالندم والحب والاهتزازات العاطفية. ترك الدور علامة فارقة ورسّخ عفويته التمثيلية. العين على دوره المرتقب في مسلسل «العين بالعين» مع سيرين عبد النور ورامي عياش المُنتظر بدء تصويره قريباً. يرى أنه من المبكر الحديث عنه، ويكتفي: «لن تكون الشخصية لطيفة بل نافرة. وسأطلّ بلوك جديد».
يضع نفسه في خدمة شخصياته ويمنحها بعضاً منه. يفضل التنويع، فلا يكون خيّراً طوال الوقت ولا شريراً دائماً. نسأله عن الخيارات، وأي حدود لتقديم التنازل؟ تعلّمه الأيام الانتقائية: «قد أقدّم تنازلات للإفادة المادية بشرط ألا يمسّ الدور بسمعتي. قبل نحو سنتين، لم أقدّم دوراً. أكون انتقائياً وأحرص على خطواتي».
تليق بطوني عيسى أدوار البطولة لامتلاكه المفتاحين: الموهبة والإطلالة. يعلم شروط التسويق وما كرّسته العادة: نجم سوري مع نجمة لبنانية، والمسلسلات التركية تُعرّب بالعكس: نجمة سورية مع نجم لبناني. يتفاءل بالخير: «ننتظر أن تقدّر شركات الإنتاج مواهبنا وبأننا قادرون على المنافسة. أتفهم هواجس الشاشات والمنتجين. يراهنون على أسماء لبيع المسلسل، يسمّونها أحصنة رابحة، وهذا حق ينبغي الاعتراف به. لستُ أختبئ وراء إصبعي. آمل أن يكون النجم اللبناني أيضاً ضمن هذه الأحصنة».
الشغف عنده ليس مرتبطاً مباشرة بالأجر المادي، بل يمثّل باندفاع الفنان: «أنتظر فرصة قد تفتح الأبواب أمامي»، يراهن على الأمل. الدور الحلم؟ «سيرة حياة (رئيس الجمهورية اللبناني السابق) بشير الجميّل».

                                                                      الممثل اللبناني طوني عيسى (الشرق الأوسط)
يستمد طاقة من والد ربّاه على الصبر. يراه المرجع، ولا يكتمل يومه من دون الاتصال به، Video call، لينال رضاه. نسأله عن لقائهما في مشهد، هل يظل طوني ابن ناظم، أم يلتحقان سريعاً بالشخصية؟ يجيب أنهما يوجّهان الملاحظات لبعضهما بعضاً، «بيي هالجملة ما حبيتها، ظبّطها»، فيصغي الابن للنصيحة. «ثم نخرج من عباءة العائلة وننطلق في الدور».
وطوني عيسى مغنٍّ، حصد لقب رابع مواسم «ديو المشاهير». امتهان الغناء، برأيه، «صعب، فهو يتطلب إدارة ناجحة وشركة إنتاج وميزانية». قد يفكر بإصدار أغنية «بشرط ألا يهبط المستوى». يخشى «دعسة ناقصة تؤدي إلى الهاوية، خصوصاً في هذا العصر، فلكل حساباته في السوشيال ميديا وبعض الانتقادات جارحة. الانتقائية تصون السمعة».
عظمة الأمل، يحاول ضخّها في مَن حوله. لكن، أليس الأمل كاذباً أيضاً؟ يفضل تصديقه. يضرب مثلاً برجل وامرأة لم ينجبا الأطفال، لكنهما يتمسكان بخيط رفيع هو الأمل. أو بشاب طموح يترقب فرصة لإثبات الجدارة. اقترحت زوجته عليه توضيب الحقائب وركوب الطائرة. رفض. «سنبقى».
الحياة على هذا الشكل في نظر طوني عيسى: «يكفي أن تلمح على الشارع إنساناً بلا يد أو قدم، لتدرك أنك لا تزال بخير. الإيمان يسهّل علينا أيامنا. أبحث عن سلامي الداخلي لأمنح نفسي والآخرين طاقة تحرّض على التحمّل. ظروفنا في لبنان قاهرة، فألجأ للصلاة وأتحمّل المرحلة الصعبة».
يتصالح مع نفسه حين يرى النعمة بعين شاكرة. عندها يقول: «يا الله، لا أريد من الحياة سوى البساطة. الويلات لا تمنع الامتنان. لدي عائلة والأحوال ستتغير. أؤمن دائماً بالأفضل».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الأردن وسوريا يعتزمان التعاون لمنع عودة «داعش»

الصفدي مستقبلاً الشيباني في عمان اليوم (رويترز)
الصفدي مستقبلاً الشيباني في عمان اليوم (رويترز)
TT

الأردن وسوريا يعتزمان التعاون لمنع عودة «داعش»

الصفدي مستقبلاً الشيباني في عمان اليوم (رويترز)
الصفدي مستقبلاً الشيباني في عمان اليوم (رويترز)

التقى وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني، اليوم (الثلاثاء)، في العاصمة الأردنية عمان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وذلك في إطار جولة إقليمية استهلها بالسعودية ثم قطر والإمارات.

وقال الصفدي بعد اللقاء إن الأردن وسوريا اتفقا على تشكيل لجنة أمنية مشتركة لتأمين الحدود، مشيراً إلى أن البلدين سيتعاونان معاً لمكافحة تهريب المخدرات والأسلحة. وأكد الصفدي أن دمشق وعمان ستتعاونان لمنع عودة ظهور تنظيم «داعش».

وأضاف أن «استقرار سوريا يعني استقرار الأردن، وأمن سوريا ينعكس إيجاباً على الأردن»، مضيفاً أن القوات المسلحة تصدت لكل محاولات التهريب على الحدود على مدار السنوات الماضية.

وأوضح أن «الشعب السوري يستحق وطناً حراً بعد سنوات من المعاناة»، مشيراً إلى أنه «سيتم تشكيل لجان مشتركة مع الجانب السوري معنية بالأمن والطاقة وغيرها من المجالات».

وبين الصفدي أن الإرث الذي تحمله الإدارة السورية الجديدة ليس سهلاً، مضيفاً أن الأردن سيبقى سنداً لسوريا وسيقدم كل الدعم.

وأشار إلى أن المحادثات تطرقت إلى الأمن في الجنوب السوري، ومكافحة المخدرات على الحدود.

جانب من اللقاء بين الوفدين السوري والأردني في عمان اليوم (رويترز)

من جانبه، تعهد الشيباني بألا يشكل تهريب المخدرات تهديداً للأردن مجدداً في ظل الإدارة الجديدة. وقدم الشيباني شكره إلى الأردن على حفاوة استقبال اللاجئين على مدار 13 عاماً، مضيفاً أن «هذه الزيارة ستكون بداية فاتحة جديدة في العلاقات الأردنية - السورية، بما يحقق الأمن والاستقرار في البلدين».

وشكر الشيباني الأردن على مساهمته بملف رفع العقوبات عن سوريا، التي بإزالتها ستنتعش الحالة الاقتصادية في سوريا.

ويرافق الشيباني في زيارته، وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب.

وزار الصفدي في 23 ديسمبر (كانون الأول)، دمشق، وأكد بعد لقائه قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، مشيراً إلى أن «إعادة بناء سوريا أمر مهم للأردن وللمنطقة ككل».

واستضاف الأردن في 14 ديسمبر (كانون الأول)، اجتماعاً حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية ثماني دول عربية والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ممثل للأمم المتحدة.

وأُطيح الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) إثر هجوم لتحالف من الفصائل المسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام».

والأردن من البلدان العربية القليلة التي أبقت سفارتها مفتوحة في دمشق خلال النزاع في سوريا.

وللأردن حدود برية مع سوريا تمتد إلى 375 كيلومتراً. وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، ووفقاً للأمم المتحدة، هناك نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجل في الأردن.

واستؤنفت حركة التبادل التجاري بين البلدين في العشرين من ديسمبر (كانون الأول)، ومنذ ذلك الوقت دخلت سوريا 600 شاحنة أردنية محملة بالبضائع.

وتمثل سوريا تاريخياً شريكاً تجارياً مهماً للأردن، ولكن النزاع فيها أدى إلى تراجع حجم التجارة بين البلدين من 617 مليون دولار عام 2010 إلى 146.6 مليون دولار عام 2023.

وأرسل الأردن، أول من أمس، 300 طن من المساعدات الإنسانية إلى سوريا في إطار «الجهود المبذولة للوقوف إلى جانب الشعب السوري».

وعانى الأردن خلال سنوات النزاع في سوريا من عمليات تهريب المخدرات، لا سيما حبوب الكبتاغون.