لهذه الأسباب ترفض المجر حظر النفط الروسي

أوربان (في الوسط) خلال مباراة ليفربول وريال مدريد في باريس أمس (أ.ف.ب)
أوربان (في الوسط) خلال مباراة ليفربول وريال مدريد في باريس أمس (أ.ف.ب)
TT

لهذه الأسباب ترفض المجر حظر النفط الروسي

أوربان (في الوسط) خلال مباراة ليفربول وريال مدريد في باريس أمس (أ.ف.ب)
أوربان (في الوسط) خلال مباراة ليفربول وريال مدريد في باريس أمس (أ.ف.ب)

يتمسك رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، قبيل انعقاد القمة الأوروبية الاستثنائية، غداً الاثنين، برفضه حظر إمدادات النفط الروسي الرخيص إلى بلاده، وذلك ضمن مجموعة من الإجراءات الشعبوية التي تساهم في تعزيز بقائه في السلطة.
وكان الرئيس المجري آخر معرقلي مشروع فرض حظر أوروبي على النفط الروسي، داعياً إلى استثناء بلاده كلياً من القرار.
ويبرر أوربان ذلك بأنه يعتزم «حماية العائلات المجرية» في ظل الاضطراب الذي يشوب مصادر الطاقة من نقصٍ حاد وارتفاع أسعارٍ واحتمال حدوث ركود، و يعدّ الزعيم المجري القرار بمثابة «قنبلة نووية» تلقى على اقتصاد بلاده، مطالباً بمنحها 4 سنوات ونحو 800 مليون يورو لتعديل شبكة الإمدادات؛ إذ على المجر تعديل مصفاتها الوحيدة بالقرب من بودابست وزيادة قدرة خط أنابيب «أدريا» الآتي من كرواتيا. يقول خبراء إن رئيس الوزراء القومي يبالغ في تقدير الخطر الذي يشكله قرار الحظر على بلاده. ويقدر زولتان توروك؛ الخبير الاقتصادي في بنك «رايفيزن»، الوضع قائلاً: «إنه تحد من الممكن تجاوزه».
ومعلوم أن هذا البلد الواقع في وسط أوروبا ويبلغ عدد سكانه 9.8 مليون نسمة غير ساحلي. ويعتمد في ظل عدم قدرته على الوصول إلى البحر على خط أنابيب «دروزبا» البري الذي يمر بأوكرانيا ويؤمن 65 في المائة من استهلاك المجر، ويزود أيضاً تشيكيا وسلوفاكيا بالنفط.
ويقول توروك إن القطع التدريجي للإمدادات سيكون «صعباً» و«مكلفاً» أيضاً بالنسبة إلى دول المنطقة، لكنه بعيدٌ من أن يكون «خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه».
ويقدر أتيلا هولادا، وزير الدولة المجري السابق، أن الفترة التي تحتاج إليها بلاده لتنفيذ التعديلات التقنية المطلوبة على المصفاة التي تشغلها مجموعة «أم أو إل» المجرية، حيث يعمل حالياً، «تتراوح بين 6 أشهر و18 شهراً».
ويكشف تاماس بليستر، خبير الطاقة في بنك «إرسته»، سبباً آخر «غير معلن» يدفع بالزعيم المجري ليتمسك وحيداً بمعارضة المشروع؛ هو أن مجموعة «أم أو إل» تشتري النفط الروسي بسعر منخفض وتعيد بيعه بسعرٍ جيد. ويقول بليستر إن شركة «أم أو إل» التي يترأسها زولت هيرنادي، المقرب من رئيس الحكومة، «مستفيدة على كل الأصعدة»، وتحقق أرباحاً إضافية بقيمة نحو 9.4 مليون يورو يومياً مقارنة بأرقامها قبل الحرب.
في المقابل؛ تلتزم المجموعة بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة في الخريف لمكافحة التضخم، وشددتها الأسبوع الحالي. ومع فوزه للمرة الرابعة بالانتخابات التشريعية أعلن أوربان إقرار ضريبة استثنائية على الشركات تشمل «أم أو إل»، من المفترض أن تحقق إيرادات بقيمة ملياري يورو وتدعم استراتيجية الدولة في تحديد حد أقصى لأسعار الطاقة. وقد جرى تبرير هذا القرار، الذي صدر بعد أيام قليلة من تمديد حالة الطوارئ، بـ«سياسة العقوبات التي تنتهجها بروكسل» والتي وفرت «أرباحاً إضافية للشركات متعددة الجنسية والمصارف».
وفي مثال آخر على السياسة المجرية المتبعة، قررت الحكومة إبقاء الرسوم اليسيرة على المحروقات والمحددة بـ1.2 يورو لكل ليتر في محطات الوقود، للسيارات المسجلة في البلاد.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة، يوم الأربعاء، حيث لم تظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ، وسط آمال بتخفيف القيود التنظيمية في ظل رئاسة دونالد ترمب ومراهنات على نمو الأرباح المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الأرباع المقبلة. ارتفع المؤشر الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 1.6 في المائة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 20001.42 نقطة. وقد قفز بأكثر من 33 في المائة هذا العام متفوقاً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، ومؤشر داو جونز الصناعي، حيث أضافت شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أبل»، مزيداً من الثقل إلى المؤشر بارتفاعها المستمر. وتشكل الشركات الثلاث حالياً نادي الثلاثة تريليونات دولار، حيث تتقدم الشركة المصنعة للآيفون بفارق ضئيل. وسجّل المؤشر 19 ألف نقطة للمرة الأولى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما حقّق دونالد ترمب النصر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واكتسح حزبه الجمهوري مجلسي الكونغرس.

ومنذ ذلك الحين، حظيت الأسهم الأميركية بدعم من الآمال في أن سياسات ترمب بشأن التخفيضات الضريبية والتنظيم الأكثر مرونة قد تدعم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأن التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي الاقتصاد الأميركي في حالة نشاط.