مقتنيات ووثائق نادرة تحكي تاريخ «مصر الجديدة»

تعرض ضمن الاحتفال بالذكرى الـ117 لتأسيس الحي العريق

فندق «هوليوبولس بالاس» وأمامه يمر أحد خطوط «مترو مصر الجديدة» (الشرق الأوسط)
فندق «هوليوبولس بالاس» وأمامه يمر أحد خطوط «مترو مصر الجديدة» (الشرق الأوسط)
TT

مقتنيات ووثائق نادرة تحكي تاريخ «مصر الجديدة»

فندق «هوليوبولس بالاس» وأمامه يمر أحد خطوط «مترو مصر الجديدة» (الشرق الأوسط)
فندق «هوليوبولس بالاس» وأمامه يمر أحد خطوط «مترو مصر الجديدة» (الشرق الأوسط)

رغم مرور السنوات؛ فإن حي «مصر الجديدة» الذي أسسه البلجيكي البارون أمبان عام 1905م، في شرق القاهرة، ما زال محتفظاً برونقه واحداً من أرقى أحياء العاصمة المصرية.

ومع مرور 117 عاماً على إنشائه، جاء تنظيم معرض «ميمورابيليا» (Memorabilia)، أو «التذكارات»، الذي يوثق مسيرة الحي عبر مقتنيات أصلية ووثائق نادرة تحكي تاريخه، ضمن فاعلية «أسبوع مصر الجديدة»، التي أطلقتها مبادرة «تراث مصر الجديدة»، الهادفة إلى حماية التراث العمراني والمعماري للحي.
تعرض مقتنيات المعرض الذي يستضيفه «أوديسي غاليري»، للمرة الأولى أمام الجمهور، لتكون بمثابة نافذة يطلون منها على ملامح وتفاصيل مصر الجديدة، في رحلة إلى الماضي عبر مجموعة من الصور الفوتوغرافية والكروت البريدية والخرائط والعقود والمخاطبات الرسمية والخطابات، إلى جانب عدد من تذاكر الترام والإعلانات، وبعض مقتنيات ترصد كيف تطور الحي عبر العصور.

يقول شكري أسمر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة تراث مصر الجديدة، ومُنظم المعرض، لـ«الشرق الأوسط»، «هذه المقتنيات التي تعرض لأول مرة في معرض جماهيري أكثرها من الأرشيف الخاص بي، فمنذ سنوات طويلة ولدي عشق كبير بأن أقوم بجمع الأشياء القديمة التي تخص مصر الجديدة، التي أفخر بالانتماء إليها، حتى تكون لدي أرشيف كبير في منزلي، وقد رأيت أنه قد حان الوقت لكي يخرج للنور لكي يتعرف عليه محبو وعاشقو مصر الجديدة، ولكي يتعرفوا عن قرب عن بعض ما يرصد ويوثق جانباً من تاريخ الحي العريق».

وعن جمع مفردات هذا الأرشيف، يوضح: «البداية كانت عائلية بالحصول على مقتنيات من جدي وأعمامي، ثم الاتجاه إلى المعارف والأصدقاء وأسرهم ممن لديهم مقتنيات، ثم بالتواصل مع أقارب أسر هاجرت من مصر ومنازلهم مغلقة، حيث حصلت منهم على بعض المعروضات بعد أن رحبوا بفكرة المشاركة في الأرشيف، ثم كان التوسع بشراء بعض المفردات من أحد المتاجر الإلكترونية العالمية والمنصات المتخصصة في الأنتيكات، وبتوسيع البحث على شبكة الإنترنت تمكنت من الحصول على مجلدات وصور بعد التواصل مع أحفاد الجنود الذين كانوا موجودين في الحرب العالمية الأولى في مصر».

يمكن للمتجول في معرض «ميمورابيليا» أن يتعرف على ملامح ما قبل مصر الجديدة، وملامح أخرى تكونت مع نشأة الحي، منها على سبيل المثال خرائط من زمن الحملة الفرنسية على مصر، منها خريطة عن أماكن معركة هليوبولس بقيادة الجنرال الفرنسي كليبر عام 1800م، حيث انتصر الفرنسيون على قوات البريطانيين والعثمانيين، وهي المنطقة المجاورة لمصر الجديدة حالياً.

ومن أهم ما يُعرض أحد الأسهم الأصلية لإطلاق فندق «هوليوبولس بالاس»، الذي كان يعد أكبر فندق في الشرق الأوسط، والذي تحول من فندق سياحي إلى قصر الاتحادية الرئاسي، وقد تأسس في عام 1910م، وقد أطلق السهم وقت بنائه، وكان يباع في بلجيكا.
يستحوذ «مترو مصر الجديدة» على جانب مهم من المعرض، فهو رمز ارتبطت به أجيال عديدة تربت ونشأت في الحي، حيث كان يقطع شوارعها عبر خطوطه المعروفة، حيث نجد مقتنيات من المترو ذاته، منها اللوحات المعدنية الإرشادية التي كانت توضع في مقدمة القطار للتعريف بمساره، إلى جانب مجموعة من تذاكر المترو، و«أبونيه» (اشتراك) على أحد الخطوط يعود لسنة 1941م، وخطابات من رئيس شركة المترو كتبت بالفرنسية، ومكاتبات رسمية تعود لعام 1908م عن تغيير مسار المترو وتخطيطه، وخريطة رُسمت عام 1936م تبين مسار مترو النُزهة.

يضم المعرض أيضاً العديد من الصور التي تعكس النمط العمراني وجماليات العقارات ذات الطراز المعماري المتميز بالحي، وكذلك بعض المقتنيات الشخصية، منها كارنيه لنادٍ رياضي، وبوستر كارد، عقد بيع منزل، وعقد بيع أراضي، وعقد هبات لبعض البنايات.

من الوثائق التي يضمها المعرض أعداد من مجلة «هليوبولس» تعود لسنة 1952م، وهي مجلة اجتماعية كانت تتناول أخبار عائلات مصر الجديدة ومناسباتهم، وتتضمن بعض الإعلانات عن المحلات والأنشطة التجارية، منها ما لا يزال باقياً حتى اليوم. كما نشاهد تذكرة حضور لمعرض «إكسبو باريس» 1900م، ثمنها فرانك، وتأتي في حجم طابع البريد.

يعود أسمر للحديث، مبيناً أن «كافة هذه المعروضات هي مفردات صغيرة لكنها تروي جانباً من تاريخ مصر الجديدة، وكيف أنها خططت وبُنيت بشكل رائع، وكيف أنها كانت تضم ثقافات متعددة كلها كانت تعتبر نفسها ثقافة واحدة دون طبقية، وتعكس أنها على مدار تاريخها فتحت ذراعيها لجميع الجنسيات والفئات بما تضمه من مسارح ومطاعم ومنشآت، لذا جاء المعرض ليعرض ذكريات مشتركة في محاولة لكي نحافظ على روح مصر الجديدة».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

ثلاثينية تخطف تاج جمال فرنسا

ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
TT

ثلاثينية تخطف تاج جمال فرنسا

ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)

في الساعة الأولى من صباح الأحد، ومن بين 30 متسابقة، فازت المارتينيكية أنجليك أنغارني فيلوبون، بتاج الجمال الفرنسي في حفل جرى في مدينة بواتييه، جنوب البلاد. وهي المرة الأولى منذ انطلاق هذه المسابقة قبل نحو مائة عام التي تحصل فيها ممثلة جزر المارتينيك الفرنسية على اللقب. لكن اللافت هو أن الملكة تبلغ من العمر 34 عاماً. وقالت وهي تقدم نفسها للجنة التحكيم ولقاعة احتشدت بأكثرِ من 4 آلاف متفرجٍ، إنها تعبّر عن فئة واسعة من النساء اللواتي يعتقدن أن أوانهن قد فات.

المتسابقات في الدور نصف النهائي على خشبة المسرح (أ.ف.ب)

تنافست الحسناء الثلاثينية مع مرشحات يصغرنها بـ10 سنوات على الأقل. وانتهت التصفيات النهائية إلى 5 حسناوات يُمثّلن مناطق مختلفة من فرنسا. ودارت الترجيحات بين اثنتين منهن، هما ملكة جمال كورسيكا وملكة جمال كوت دازور، أي الساحل الجنوبي لفرنسا. لكن التصويت النهائي جاء لصالح المتسابقة الأكبر سناً في إشارة إلى أن معايير الجمال باتت مختلفة عن السابق، وهي تأخذ في الحسبان الخبرة والثقة بالنفس. وقالت الفائزة إنها لم تكن متفوقة في المدرسة وقد مارست أعمالاً كثيرة آخرها مضيفة طيران. وجدير بالذكر أن من بين اللواتي بلغن التصفية النهائية شابة من أصل مغربي هي صباح عايب، سبق أن كانت ضحية لتعليقات عنصرية منذ انتخابها ملكة جمال «نور با دو كاليه»، في الساحل الشمالي للبلد. وقالت في تصريحات سابقة إنها تلقت رسائل تستهجن مشاركتها في المسابقة، هذا رغم أنها ووالديها وجديها مولودون في فرنسا.

ملكة جمال المارتينيك أنجيليك أنجارني فيلوبون ومقدم البرامج جان بيير فوكو (أ.ف.ب)

كالعادة، وللسنة الثلاثين على التوالي، تولّى تقديم الحفل النجم التلفزيوني جان بيير فوكو (77 عاماً). وعلى مدى 3 ساعات تهادت الجميلات على المسرح في أزياء مختلفة، كما شاركن في استعراضات راقصة أثبتن فيها قدراتهن على الجري والقفز والدوران بالكعب العالي، من دون أي سقطة. وشارك الجمهور في التّصويت الإلكتروني، إلى جانب لجنة تحكيم تألفت من نخبة من الشهيرات أبرزهن المغنية سيلفي فارتان التي أعلنت النتيجة النهائية، وخبيرة الموضة كريستينا كوردولا، ونجمة الفكاهة نوال مدني، والبطلة الأولمبية ماري جوزيه بيريك.