كيف أعاد أنشيلوتي «الهادئ» ثقافة الفوز إلى ريال مدريد؟

المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي يرتدي الميدالية الذهبية للفائز بدوري أبطال أوروبا (أ.ب)
المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي يرتدي الميدالية الذهبية للفائز بدوري أبطال أوروبا (أ.ب)
TT

كيف أعاد أنشيلوتي «الهادئ» ثقافة الفوز إلى ريال مدريد؟

المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي يرتدي الميدالية الذهبية للفائز بدوري أبطال أوروبا (أ.ب)
المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي يرتدي الميدالية الذهبية للفائز بدوري أبطال أوروبا (أ.ب)

ربما يكثر استخدام مصطلح «ثقافة الفوز» في كرة القدم الحديثة، لكنّ ريال مدريد وكارلو أنشيلوتي أثبتا، أمس (السبت)، على حساب ليفربول، وجود معنى حقيقي وقيمة لهذا المصطلح.
وبفوزه 1 - صفر على فريق المدرب يورغن كلوب أصبح أنشيلوتي أول مدرب يُتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، إذ يأتي لقبه الثاني مع ريال مدريد بعد لقبين مع ميلان.
وبالنسبة إلى بطل إسبانيا فهذا هو اللقب الـ14 له في مسابقة الصفوة، أي ضعف ما حققه ميلان أقرب منافسيه في قائمة الأبطال التاريخيين، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وشكّل هذا الإرث، على مقاعد البدلاء وداخل الملعب، أجواء هادئة ساعدت الفريق على تخطي أصعب الاختبارات بنسخة هذا العام.
ومن أجل الوصول للنهائي اجتاز الريال في أدوار خروج المغلوب باريس سان جيرمان أولاً، في وجود ليونيل ميسي ونيمار وكيليان مبابي، وعوّض تأخره 2 - صفر ليتأهل بفضل ثلاثية كريم بنزيمة.
وكان تشيلسي الضحية التالية، وخسر في الوقت الإضافي بفضل هدف آخر من بنزيمة قبل أن يُحرز المهاجم الفرنسي الهدف الحاسم في انتفاضة متأخرة ومثيرة ليطيح ببطل الدوري الإنجليزي مانشستر سيتي من قبل النهائي.
ولم يكن هناك الكثير من التقلبات في استاد فرنسا أمس، فبعد تخطي سيطرة مبكرة من ليفربول وصدمة إلغاء هدف بنزيمة، تماسك ريال بين الشوطين وتقدم بهدف وساعده الحارس تيبو كورتوا في الحفاظ عليه.
https://twitter.com/ChampionsLeague/status/1530829688024842246
واستند نجاح أنشيلوتي إلى تكوين روابط صداقة وثقة مع اللاعبين المخضرمين، منذ فترة تنظيم باولو مالديني لدفاع ميلان حتى إظهار إيمانه الحالي ببنزيمة ولوكا مودريتش لتحقيق الأهداف المنشودة.
وبدت الثقة واضحة منذ لحظة دخول ريال أرض الملعب بسترات رسمية وربطات عنق كما لو أنه يحضر حفل توزيع جوائز.
وعلى النقيض نزل لاعبو ليفربول من الحافلة مرتدين قمصاناً وأزياء رياضية، ولم يكن هذا الاختلاف الوحيد في الثقافات قبل المباراة.
وبينما تفاخر كلوب بأن لاعبيه مثل «الوحوش في العقلية» ولا يعاني أبداً في إيجاد صيغ تفضيل لفريقه، ظهر أنشيلوتي كعادته رزيناً.
https://twitter.com/ChampionsLeague/status/1530701026600394752
ويتبع المدرب الإيطالي نفس النهج خارج الخطوط، فهو نادراً ما يُظهر تعبيرات عاطفية ويثق بتطبيق لاعبيه لخططه دون الحاجة إلى التلويح بذراعه أو الصراخ.
لكنّ هذا السلوك المنضبط يُخفي غالباً دهاء خططياً.
ودافع فريق أنشيلوتي من العمق، ما جعل ليفربول حائراً بين الضغط مع ترك مساحات في الخلف قد يستغلها ريال بهجماته المرتدة القاتلة أو البقاء في موضعه ولعب تمريرات بطيئة.
ولجأ لاعبو كلوب إلى الخيار الثاني، وهذا يعني بطء الإيقاع وتراجع الشراسة والهجمات السريعة، وهي السمة المميزة للفريق مع المدرب الألماني.
وتحلى ريال بالصبر، لكنه، وبالتحديد مودريتش، تعمد إرسال الكرة خلف الظهير الأيمن ترينت ألكسندر - أرنولد، وأسفر هذا عن أفضل لقطات الريال.
https://twitter.com/ChampionsLeague/status/1530691837299671042
وبعد الاستراحة فرض ريال سيطرته بوسط الملعب وتعثر ليفربول للوصول للسرعة القصوى حتى فترة متأخرة في أثناء بحث يائس عن التعادل.
ورغم تدخل كورتوا في الكثير من المناسبات لم يعانِ دفاع الريال من نوبات هلع، وتمسك بالثقة والإيمان بالنفس حتى صافرة النهاية.
وأثبت هذا الأداء معرفة ريال بكيفية الفوز في المواجهات الكبرى، وهو أمر يتعين على فريق كلوب التعلم منه رغم كل مميزاته ورغم نجاحاته السابقة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الأبطال.
ففي آخر ست مباريات أمام أكبر أربعة منافسين في الدوري الممتاز هذا الموسم فشل ليفربول في الفوز وتعادل في كل المواجهات، وخلال نهائي كأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي فشل في التسجيل وتوّج باللقبين بعد ركلات الترجيح.
وكان يُنظر إلى ليفربول، إلى جانب مانشستر سيتي، كأفضل فريقين في العالم بينما رأى كثيرون ريال مدريد في بداية الموسم كهلاً خارت قواه لكنه أنهاه بتحقيق ثنائية نادرة للدوري الإسباني ودوري الأبطال.
وبينما يصنع كلوب الإثارة ويتصدر مقاطع فيديو رائجة، وصل أنشيلوتي إلى باريس هادئاً ومطمئناً بأنه سيكون أنجح مدرب في تاريخ دوري الأبطال.


مقالات ذات صلة

«أبطال أوروبا»: يوفنتوس يعمّق جراح سيتي... وتوريس ينقذ برشلونة

رياضة عالمية ماكيني نجم اليوفي يسجل هدفه الثاني في مرمى مانشستر سيتي (رويترز)

«أبطال أوروبا»: يوفنتوس يعمّق جراح سيتي... وتوريس ينقذ برشلونة

عمّق يوفنتوس الايطالي جراح مانشستر سيتي الانجليزي بالفوز عليه 2-0 الاربعاء في تورينو ضمن الجولة السادسة من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (تورينو)
رياضة عالمية النجم الفرنسي غريزمان تألق وقاد أتلتيكو مدريد للفوز بتسجيله هدفين في مرمى سلوفان (أ.ف.ب)

«أبطال أوروبا»: ليل وأتلتيكو يعززان حظوظهما بالتأهل لثمن النهائي

عزز ليل الفرنسي وأتلتيكو مدريد الإسباني حظوظهما بالتأهل إلى ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا بنسختها الجديدة، بفوزهما على شتورم النمساوي وسلوفان السلوفاكي.

«الشرق الأوسط» (ليل)
رياضة عالمية صلاح يسدد ركلة الجزاء التي منحت ليفربول الفوز على جيرونا (أ.ف.ب)

لماذا يعد ليفربول المرشح الأقوى للفوز بدوري أبطال أوروبا؟

ارتفعت أسهم ليفربول إلى 20.7 في المائة، بوصفه أبرز مرشح بين الأندية ال36 للقب

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنشيلوتي (أ.ف.ب)

أنشيلوتي: لست متأكداً من إمكانية التأهل المباشر

بدا المدرب الإيطالي لريال مدريد الإسباني كارلو أنشيلوتي غير واثق من إمكانية حصول حامل اللقب على بطاقة التأهل المباشر إلى الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري الأبطال.

«الشرق الأوسط» (برغامو)
رياضة عالمية لاعبو الريال يحتفلون بالفوز على أتالانتا (أ.ف.ب)

تألق نجوم مدريد أمام أتالانتا... هل هي عودة للمسار الصحيح؟

تألق نجوم ريال مدريد الثلاثة الكبار أمام أتالانتا... هل هذه هي البداية لحصد لقب آخر؟

The Athletic (برغامو)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.