ما السر وراء سحر المصممة الراحلة كوكو شانيل الذي لم يخفت حتى بعد وفاتها؟ فإلى جانب التأثير القوي الذي يمثله اسم الدار الباريسية التي أسستها في مجال الأزياء والعطور، لا تزال حياة المصممة الراحلة تجذب الاهتمام، تفاصيل عن بداياتها وعملها كصانعة أزياء وقصص حب مأساوية إلى جانب عبقريتها في معرفة مفاتيح المرأة، كل ذلك ما زال يغذي خيالات صناع أفلام وكتاب ومنسقي معارض، إنه الحضور الدائم الذي نجحت المصممة الراحلة ومن تولى إدارة الدار بعدها في تحقيقه.
في لندن أعلن متحف فيكتوريا آند ألبرت عن استضافته لمعرض ضخم عن غابرييل (كوكو) شانيل في سبتمبر (أيلول) من العام القادم. إنه المعرض الأول في بريطانيا الذي سيتناول تصميمات مدموازيل شانيل منذ أن أطلقت محلها الأول لصناعة القبعات في 1910 حتى عرضها الأخير لدار شانيل في عام 1971. 60 عاما من الإبداع والتصاميم الأنيقة والعطور الأيقونية ستجذب زوار المتحف العام القادم، ومن المؤكد وحتى قبل إطلاق العرض أن التذاكر ستنفد بسرعة.
حشد المتحف اللندني خبراءه لتقديم المعرض للجمهور البريطاني بصيغة مختلفة، فالمعرض أقيم في باريس في مرحلته الأولى في متحف الموضة «باليه غالييرا»، وفي باريس معقل صناعة الأزياء وموطن كوكو شانيل كان هناك الكثير من الإبهار والتفاصيل ولكن فيكتوريا آند ألبرت له بصمة قوية في مجال المعارض المتخصصة بالأزياء ومن المتوقع أن تكون هناك إضافات خاصةً وبصمات لفريق الخبراء في المتحف. نعرف مبدئيا أن المعرض سيعرض قطعا نادرة من توقيع شانيل من مخازن المتحف.
بحسب بيان المتحف سيقدم العرض 180 قطعة تعرض جنبا لجنب للمرة الأولى تتراوح ما بين الأزياء وقطع المجوهرات والإكسسوارات وحتى مساحيق التجميل. يستكشف العرض أسلوب شانيل الثوري في تصميم الأزياء والذي أطلق موجة من الأنثوية والأناقة انجذبت لها النساء وما زالت تؤثر على ما ترتديه النساء حاليا.
يعد المتحف زوار المعرض بأنهم سيرون ما فضلته نجمات السينما في القرن العشرين من أزياء شانيل، أمثال لورين باكول ومارلين ديترتش وغيرهما كثيرات.
العرض سينقسم إلى ثمانية أقسام سيستكشف كل منها طريقة شانيل وأسلوبها في اختيار والتعامل مع الأقمشة المختلفة وكيفية تطويعها ضمن قالب معين ارتأته المصممة وتحول لطابع خاص باسم شانيل.
من خلال العرض الذي سيختصر مشوار 60 عاما من التصميمات الأنيقة في 180 قطعة، يطمح المعرض إلى التركيز على المشوار المهني الذي مشته المصممة غابرييل (كوكو) شانيل وتطوير أسلوبها الخاص وتأثيرها على تاريخ الأزياء بشكل عام.
وبما أن العرض في لندن فسيكون هناك إشارات إلى العناصر الإنجليزية التي أدخلتها كوكو شانيل لتصميماتها ومنها وربما من أكثرها بروزا هو استخدام قماش التويد في تصميم البذلات والسترات الشهيرة.
يفخر مدير فيكتوريا آند ألبرت تريسترام هنت باستضافة العرض الذي يأتي بعد النجاح الساحق الذي حققه المتحف باستضافة معرض «كريستيان ديور» في الأعوام الأخيرة. ويقول «بوصفها واحدة من أنجح دور الأزياء في العالم تدين دار شانيل حاليا لمؤسستها غابرييل شانيل حتى الآن للتصاميم الأساسية التي ابتدعتها». يشير إلى سعادته بالتعاون مع دار «شانيل» ومتحف «باليه غالييرا» لتقديم هذا العرض الذي يوفر الفرصة لخبراء المتحف لـ«استكشاف أصول وتفاصيل هذا الأسلوب في التصميم وأيضاً لمنحنا الفرصة لعرض بعض القطع التاريخية النادرة من تصميم شانيل من مقتنيات المتحف».
وقالت ميرين أرزالوز، مديرة «باليه غالييرا»: «كرست غابرييل شانيل حياتها الطويلة لخلق وإتقان وتعزيز نوع جديد من الأناقة يعتمد على حرية الحركة، ووضعية طبيعية وغير رسمية، وأناقة خفية تبتعد عن التبذير، وهو أسلوب دائم لنوع جديد من النساء. كانت هذه فلسفتها الخاصة لصناعة الأزياء. كان نجاحها لا يعتمد فقط على العملية والراحة والأناقة الأنيقة لتصميماتها، ولكن أيضاً على قدرتها على استيعاب وتفسير احتياجات ورغبات نساء زمانها». قال برونو بافلوفسكي، رئيس أزياء شانيل CHANEL ورئيس شانيل SAS: «أعادت غابرييل شانيل بجرأة تعريف خزانة ملابس المرأة العصرية. يشرفنا ويسعدنا أن ينظم متحف فيكتوريا آند ألبرت، الرائد عالمياً والمؤسسة العظيمة، أول معرض استعادي لعملها في المملكة المتحدة. من خلال عرض مساهمتها في تاريخ الموضة بالإضافة إلى الصلة المذهلة والدوام لأسلوب شانيل، سيسلط هذا المعرض الضوء على أحد أعظم الرؤى في عصرنا».