تيلدا سوينتون لـ«الشرق الأوسط»: لا أحب كلمة ممثلة لأنها لا تعني لي الكثير

تيلدا مع إدريس إلبا في مهرجان كان (إ.ب.أ)
تيلدا مع إدريس إلبا في مهرجان كان (إ.ب.أ)
TT

تيلدا سوينتون لـ«الشرق الأوسط»: لا أحب كلمة ممثلة لأنها لا تعني لي الكثير

تيلدا مع إدريس إلبا في مهرجان كان (إ.ب.أ)
تيلدا مع إدريس إلبا في مهرجان كان (إ.ب.أ)

ليل أول من أمس (الجمعة)، تم توزيع جوائز الدورة الـ75 على الأفلام الفائزة في مسابقة «نظرة ما»، دون أن تفتقر هذه النتائج إلى بعض المفاجآت.
إحداها فوز الفيلم الباكستاني «جويلاند» بجائزة لجنة التحكيم، وهو أول فوز يناله فيلم باكستاني في تاريخ المهرجان الفرنسي. الفيلم لسام صديق، وهو يتناول حكاية جديدة حتى على السينما الباكستانية ذاتها؛ فهو يدور حول رجل متزوّج يقع في حب امرأة متحوّلة جنسياً. من هذا الوضع يطرح الفيلم مسألة الصدام بين التقاليد والواقع المستجد المنبثق من رغبات في التغيير والخروج عن التعاليم الاجتماعية.
أما الجائزة الأولى فذهبت إلى الفيلم الفرنسي «الأسوأ» (The Worst Ones) للمخرجين الشابين ليز أكوكا ورومان غويريه، وهو دراما عن مخرج يصوّر فيلماً (داخل الفيلم الذي نشاهده) حول أولاد يعيشون في منطقة قريبة من باريس. بطلة الفيلم المراهقة حبلى وشقيقها الأصغر سناً الذي لا يعرف كيف يساعدها، لكنه يقف بجانبها في كل الأحوال.

تيلدا سوينتون

جائزتا التمثيل ذهبتا إلى فيكي كرايبس عن دورها في فيلم «كورساج»، وأدام بيشا عن دوره في دراما اجتماعية أخرى بعنوان «هاركا». أما جائزة أفضل مخرج، فتولاها ألكسندرو بيش عن الفيلم الروماني «مترونوم».
«نظرة ما» هي بمثابة مسابقة موازية عرضت هذا العام 20 فيلماً، معظمها لجيل جديد من المخرجين، ولو أن هذا ليس شرطاً. الغاية من هذا القسم هو تقديم أفلام ذات منحى فني شبه تام ورؤية ثقافية أو ذات مرجعية فنية أو أدبية. أمر كان المرء يتمنى لو شاهد مثيلاً له بين أفلام المسابقة الرئيسية التي تم توزيعها ليل، يوم أمس (السبت).
اختيارات
في غضون ذلك، من شبه المؤكد، وهذا المقال يُكتب قبل ظهور نتائج المسابقة الرسمية، قيام الممثلة تيلدا سوينتون بالظهور في حفل الختام لتقديم إحدى الجوائز. حضورها في المهرجان كان مثل وهج لامع خلال الأيام التي سبقت وتبعت عرض الفيلم الذي قامت ببطولته، تحت عنوان «3000 سنة من الشوق». الفيلم من إخراج جورج ميلر وشارك في بطولته الممثل البريطاني إدريس ألبا.
حكاية الفيلم فانتازية معاصرة، حول امرأة تصل إلى إسطنبول في زيارة مفتوحة لتكتشف وجود جني يعرض عليها تحقيق ثلاث أمنيات لها كشرط لإطلاق سراحه. بعد ثلاثة أيام من عرض هذا الفيلم خارج المسابقة، وفي إطار لقاءات رتبتها الملحقة الصحافية لشركة التوزيع «يونايتد آرتستس»، جلست تيلدا سوينتون لهذه المقابلة، وفيما يلي نص الحوار:

من الفيلم الفائز «الأسوأ»

> لجانب هذا الفيلم لديك فيلمان آخران، هم «بينوتشيو» و«الابنة الأبدية»، وكنت سابقاً صرّحت بأنك تعتمدين أساساً عامل الاختيار فيما تقومين به. هل ما زال هذا الأساس معمولاً به بالنسبة إليك؟
- أعتقد. هي كلها اختيارات؛ أليس كذلك؟ لكن ما قلته سابقاً - إذا ما كنتُ أذكر جيداً - كان له علاقة بمرحلة من حياتي المهنية كنت أسعى فيها لتأكيد حضور يختلف، بالنسبة لي، عن مجرد التواجد في الأفلام. أريد أن أقول إنني ومنذ - ربما - ثلاثين سنة، لم أضطر لأن أنتظر العمل المناسب لي. كان دائماً هناك الفيلم الذي أريد تمثيله، لأنه عني شيئاً خاصاً لي أو لأنه استهواني.
> ربما يعود ذلك إلى أنك أثبتِّ نجاحك في تقمص شخصيات يبدو من المستبعَد أن تنجح بالطريقة ذاتها لو أن ممثلة أخرى قامت بها.
- ربما. لا أستطيع أن أتكهن كثيراً هنا. ما أنشده دوماً هو التعبير عن حبي للدور أو للشخصية. كيف أقوم بها هو فعل تلقائي أترك الحكم عليه لك وللجمهور.
> ما هي إذن العناصر التي تدفعك لاختيار أدوارك. لجانب أن الدور يُثير اهتمامك بهذا الشكل؟
- ربما تتعجب. لا أختار بالطريقة المألوفة. أعتقد أن الدور بعد قراءة السيناريو هو الذي يختارني. أقرأ وأحاول أن أجد نفسي في هذا الفيلم أو ذاك.
> هل يأخذ ذلك التجاوب حيال دور معين وقتاً طويلاً؟
- ليس بالضرورة. إنه كما لو كنتَ تعاين أي شيء. كما لو كنت تدخل بيتاً جديداً وتنظر إلى محتوياته. تسأل نفسك إذا ما كان الأثاث أو الغرف أو حديقة المنزل ستناسبك أم لا.

تيلدا سوينتون في مهرجان كان (أ.ب)

> ما هو تاريخ «3000 سنة من الشوق» بالنسبة لك؟ كيف بدأ اهتمامك بالمشروع؟
- قبل خمس سنوات، جئت إلى «كان» من دون أن أعرف الكثير من الناس في هذا المهرجان. كنت وحدي معظم الوقت باستثناء معارف قليلة. فجأة وجدت نفسي في حديث مع رجل لطيف قدّم نفسه باسم جورج ميلر. بعد نحو سنة قام بإرسال سيناريو هذا الفيلم لي، وهكذا كانت البداية.
فيلم ماكر
> هل تطلب الأمر لاحقاً الاندماج في شخصية مختلفة عن باقي شخصياتك في الأفلام الأخرى؟
- لا. ليس حقيقة. المثير بالنسبة لهذا الفيلم هو أن المخرج يترك لي حرية التصرّف مع الشخصية، وأنا أشكره لذلك. بعض المخرجين يريدون من الممثل التصرّف حسب ما يرونه، وهذا ليس أمراً صحيحاً في الغالب. أعتقد أن شريكي في البطولة إدريس ألبا وجد كذلك القيمة الإيجابية لدى المخرج ميلر. تحدّثنا طويلاً، ألبا وأنا، ووجدنا أننا تُركنا أحراراً في تشخيص الدورين المسندَين لنا.
> ما يلفت النظر دوماً أنك توحين دائماً بأنك مشتركة في الفيلم ليس كممثلة فقط، بل سريعاً ما تبدو كثير من أعمالك كما لو أنك أنت من توجهينها. لا أدري إذا كنت واضحاً في ذلك. ما أقصده هو أن الفيلم يأتي وفيه تيلدا سوينتون ممثلة، وينتمي إليها على نحو خاص.
- أفهم ما تقول. أظن أن هذا عائد لبداياتي في السينما. كان المخرج (الراحل) دَرِك جارمن لديه أسلوب عمل يجمع فيه كل المشتركين في الفيلم ليضعهم في جو واحد. كان يقول لنا: «كلكم صانعو أفلام»، هذا المبدأ هو ما حافظتُ عليه. لا أتدخل في طبيعة الفيلم ولا في الكيفية التي يريدها المخرج، لكني أبدي رأيي، وأكون سعيدة لو أن مساهمتي كانت أكثر من مجرد التمثيل.
• ما التمثيل بالنسبة إليك؟ كيف تقومين به؟
- هو معرفة مَن هذه المرأة الأخرى التي أريد أن أقدّمها على الشاشة. أحدد ذلك ليس لتقمّصها. التقمّص هو آخر ما يهمّني. أريد منحها ما ترغب به على طريقتي الخاصة. أنا أكره كلمة ممثل أساساً. لا تعني لي الكثير. أتمنى لو أن أستبدلها بها «صانع أفلام» (Filmmaker). هذه أولى بالنسبة لي.
• أحد الأفلام التي كانت كلها تدور حولك بعد محو المسافة بينك وبين الشخصية التي تقومين بها هو «ذا هيومان فويس» لبدرو ألمادوفار. هل تشاركين الرأي في ذلك؟
- نعم، وبلا تحفّظ. كل ممثل أو ممثلة سيعطيك تشخيصاً مختلفاً لما يقوم به. التعليمات قد تكون واحدة: امرأة غاضبة، لأن حبيبها غادرها. لكن لحظة... ما ستؤديه هذه الممثلة أو تلك غير ما ستؤديه تيلدا سونتن. هذا مؤكد، وله علاقة بمدى استعداد الممثل لمحو المسافة، كما تقول. هذا وصف صحيح تماماً. «ذا هيومان فويس» هو من تلك الأفلام التي لم يتوقف الأمر على تمثيلها. الدور يفرض الحجم الذي يشترك الممثل في تأمينه لجانب التمثيل.
> ماذا يعني لك أن يكون المخرج معروفاً أو ناجحاً؟
- مثلت لمخرجين غير معروفين. لمخرجين مستقلين. لكن بالطبع العمل مع مخرج برهن على نوعية أعماله دوماً يجلب لي الاستقرار النفسي والطمأنينة. بالنسبة لألمادوفار، كنت تعرّف عليه عبر أفلامه منذ الثمانينات. الفيلم الأول الذي شاهدته له كان «نساء على حافة الانهيار». أبهرني الفيلم لاختلافه عما كنت شاهدته من أساليب. خلال تصوير «ذا هيومان فويس»، وجدت بدرو إنساناً بالغ اللطف والمعرفة. هذا بدوره ضروري للممثل أو لأي شريك آخر في العمل.
> سمعت أنه كان متوتراً خلال التصوير.
- نعم، إلى حد ما. هذا لأن الفيلم كان أول فيلم له باللغة الإنجليزية، وكان يحاول التأكد من وضوح تعليماته. أظن.
عن عشاق أحياء

سوينتون مع المخرج بدرو ألمودوڤار

> دار هذا الفيلم القصير في الزمن الراهن، لكن ما الحال عندما يكون الفيلم مرهوناً بفترة تاريخية محددة؟ لنقل كما كان الحال بالنسبة لفيلم «فقط العشاق بقوا أحياء»؟ (Only Lovers Were Left Alive) أو «التاريخ الشخصي لديفيد كوبرفيلد»؟
- «فقط العشاق بقوا أحياء» تجربة خاصّة. جلست والمخرج جيم جارموش طويلاً لكي نجد المعالجة الصحيحة لموضوع يتحدث، كما لا بد أنك تعلم، عن فانتازيا تمس الواقع بصورة شبه كوميدية. تطلب الأمر ثماني سنوات من التحضير على هذا النحو. جيم ليس من المخرجين الذين يستعجلون الخطوات لتحقيق فيلم ما. يدرسه جيّداً ويحافظ على تطويره إلى أن يقتنع تماماً بما يريد تحقيقه. لكن بصفة عامّة ليس هنا تحضير مختلف بالنسبة لي لفيلم فانتازي أو تاريخي أو معاصر.
> هل كنتَ جزءاً من تطوير فيلميك الآخرين مع جيم جارموش، وهما Broken Flowers وThe Limits of Control؟
- لا. ليس تماماً. قابلتُ جيم قبل أسبوع واحد من بداية تصوير فيلمي الأول معه، «زهور مكسورة»، ولم يكن هناك الوقت الكافي للتداول. بالنسبة للفيلم الثاني، كان لدي الوقت للحديث عن دوري لكن التجربة بأسرها خرجت عن نطاق ما كان المخرج يرغب بتحقيقه.
> اشتركت في أفلام هوليوودية تبدو لي مخالفة لتاريخ فني حافل بالنسبة لك. أفلام مثل «ذكتور سترانج» و«Avengers‪:‬ Endgame». كيف تنظرين لهذا الموضوع؟
- أنظر إليه كجزء من عملي كممثلة. طبعاً ليس من المتاح بالنسبة لهذه الأفلام أن أشارك بأكثر من مجهودي كممثلة. هي أعمال اقترحت علي وقبلت بها لاعتقادي أن من تخيّل إسناد الدور إلى كان يعرف ما أقوم به وكيف أقوم به. نعم، أوافقك، هي أفلام مختلفة عن معظم ما أقوم به ولو أني دائماً جادة في كل ما أقبل الظهور فيه.‬


مقالات ذات صلة

السينما السعودية تجني أكثر من 112 مليون دولار خلال 6 أشهر

يوميات الشرق السينما السعودية تجني أكثر من 112 مليون دولار خلال 6 أشهر

السينما السعودية تجني أكثر من 112 مليون دولار خلال 6 أشهر

تواصل السينما السعودية انتعاشها محققة أرقاماً لافتة وإيرادات تجاوزت 421.8 مليون ريال (112.5 مليون دولار) خلال النصف الأول من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
شؤون إقليمية الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

يتناول الفيلم تأثير فساد نتنياهو على قراراته السياسية والاستراتيجية، بما في ذلك من تخريب عملية السلام، والمساس بحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
يوميات الشرق وزير الثقافة في أثناء تتويج ضياء يوسف بجائزة الثقافة للشباب (الجوائز الثقافية الوطنية)

ضياء يوسف... رفيقة «سدرة» المتيّمة بالصحراء والشغوفة بالفن

الفنانة السعودية ضياء يوسف ليست فنانة عادية، فهي مؤلفة وشاعرة ومخرجة أفلام، تربطها علاقة وثيقة مع السينما، ولها رؤية فنيّة فريدة.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق أنجلينا جولي مع سلمى حايك ودميان بشير قبل عرض فيلم «بلا دماء» في «تورونتو» (رويترز)

مهرجان «تورونتو» يحتفي بأنجلينا جولي وينتقد ما تبع 11 - 9

«ماريا» ليس كل ما جاءت أنجلينا جولي إلى «تورونتو» من أجله. كانت انتهت للتو من عمليات ما بعد التصوير لفيلم من إخراجها بعنوان «بلا دماء».

محمد رُضا (تورونتو)
سينما الممثل الأميركي جيمس إيرل جونز يحمل جائزتين من الإيمي عام 1991 (رويترز)

وفاة الممثل الأميركي جيمس إيرل جونز... صوت «دارث فيدر» و«موفاسا»

توفي أمس (الاثنين) عن 93 سنة الممثل الأميركي جيمس إيرل جونز، وفق ما أعلن مدراء أعماله.

«الشرق الأوسط» (لوس انجليس)

«مهاجرون يأكلون القطط» و«بوتين سيبتلعك»... أبرز الاقتباسات من مناظرة ترمب وهاريس (فيديو)

مواطنون يجتمعون لمشاهدة المناظرة الأولى بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
مواطنون يجتمعون لمشاهدة المناظرة الأولى بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

«مهاجرون يأكلون القطط» و«بوتين سيبتلعك»... أبرز الاقتباسات من مناظرة ترمب وهاريس (فيديو)

مواطنون يجتمعون لمشاهدة المناظرة الأولى بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
مواطنون يجتمعون لمشاهدة المناظرة الأولى بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

تميزت المناظرة الأولى بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب، ببعض التعليقات الحادة واللحظات التي لا تُنسى.

وخاض المرشحان المناظرة الأولى بينهما في فيلادلفيا، وقد تمحورت على مواضيع حسّاسة تراوح بين الإجهاض ومصير الديمقراطية الأميركية، استعداداً للانتخابات الرئاسية المقرَّرة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، في حين يأمل كل واحد منهما بتحقيق تقدم في سباق متقارب النتائج جداً.

تفاعل ترمب، الذي كان يظن، قبل أسابيع، أنه يشق طريقه بسهولة نحو الرئاسة، مع الضغط الذي مارسته عليه هاريس برفع نبرة صوته مُطلقاً التصريحات الطنانة، ومكرراً شتائم غالباً ما يستخدمها في لقاءاته الانتخابية. وردَّت هاريس (59 عاماً) بنظرات ساخرة، في البداية، وسرعان ما أثارت غضبه بقولها إنها تمثل انطلاقة جديدة بعد «فوضى» ولايته الرئاسية الأولى. وشددت قائلة: «لن نعود» إلى ذلك.

مشاهدون يجتمعون لمشاهدة المناظرة الأولى بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

وتُعرَف هاريس بشراستها في النقاشات، وبأنها تطرح الأسئلة الصعبة عندما كانت عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي. ويبدو أن الأيام الخمسة، التي استعدّت خلالها، أعطت ثمارها في مواجهة ترمب، الذي يُعدّ من أكثر السياسيين حِدة في الولايات المتحدة. وكان ترمب، لفترة طويلة، يبدو قادراً على الصمود، رغم ما يواجهه من متاعب، وفق ما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفيما يلي بعض أبرز النقاط البارزة والاقتباسات في مناظرة، ليلة الثلاثاء، وفق ما أوردت وكالة «أسوشيتد برس»:

1. «أنت لا تترشح ضد جو بايدن. أنت تترشح ضدي»

بعد أن انتقد ترمب مراراً وتكراراً الرئيس بايدن وإدارته، قالت هاريس هذا المقطع في مناظرة أمس.

2. «لقد رفضت أن تكون هناك لأنها كانت في حفلة أخوية»

ينتقد ترمب غياب هاريس عن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس، إذ كانت هاريس في إنديانا بوليس تتحدث إلى التجمع الوطني «زيتا فاي بيتا»؛ وهو تجمُّع للنساء السود، وهاريس ليست عضواً فيه.

3. «إنه أمر مثير للاهتمام حقاً أن تشاهده. سترى، أثناء مسيراته، أنه يتحدث عن شخصيات خيالية مثل هانيبال ليكتر. سيتحدث عن أن طواحين الهواء تُسبب السرطان. وما ستلاحظه أيضاً هو أن الناس يبدأون مغادرة مسيراته مبكراً بسبب الإرهاق والملل». وقالت هاريس إنها اتخذت «خطوة غير عادية» بدعوة الناس لحضور تجمُّع انتخابي لترمب؛ في إشارة إلى «ملل» خطاباته.

4. «مهاجرون يأكلون الكلاب والقطط»

ترمب كرَّر، خلال المناظرة، ادعاء كاذباً روَّجَت له حملته بأن المهاجرين الهايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة. وتمسَّك ترمب بالادعاءات الكاذبة. وقال إنّه «في سبرينغفيلد، (المهاجرون) يأكلون الكلاب - الأشخاص الذين جاؤوا - يأكلون القطط، يأكلون الحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يعيشون هناك. هذا ما يحدث في بلدنا»، مكررا بذلك قصة مفبركة رغم أن رئيس بلدية مدينة سبرينغفيلد أكّد أنّ هذه القصة لا أساس لها من الصحة.

5. «تحدّث عن التطرف»

هاريس، رداً على ادعاء ترمب الكاذب بشأن الكلاب.

6. «قرأت أنها ليست سوداء... ثم قرأت أنها سوداء، وهذا جيد. أيّ منهما كان جيداً بالنسبة لي. هذا متروك لها».

ترمب، الذي شكَّك في هوية هاريس العِرقية، ثم قال مراراً وتكراراً إنه «لا يهتم» بكيفية تحديد هويتها. وصفت هاريس، وهي سوداء وأميركية هندية، الأمر بأنه «مأساة»، وأن ترمب «حاول باستمرار، على مدار حياته المهنية، استخدام العِرق لتقسيم الشعب الأميركي».

7. «هؤلاء الديكتاتوريون والمستبدّون يشجعونك على أن تكون رئيساً مرة أخرى؛ لأنهم واضحون تماماً، ويمكنهم التلاعب بك بالإطراء والمحسوبية».

زعمت هاريس، التي انتقدت ترمب بسبب مواقفه في السياسة الخارجية، أنه جاذب للسلطويين في جميع أنحاء العالم. وأضافت هاريس: «لهذا السبب أخبرني عدد من القادة العسكريين، الذين عملتَ معهم، أنك عار». وأضافت: «قادة العالم يَسخرون من دونالد ترمب».

8. «بوتين سيبتلعك»

اعتبرت هاريس أنّ الرئيس السابق لن يكون سوى «لقمة سائغة» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت مخاطبة ترمب «أنت لن تكون سوى لقمة سائغة» لبوتين، مؤكّدة أنّه لو كان ترمب رئيسا اليوم «لكان بوتين يجلس حاليا في كييف، ولكانت أنظاره متّجهة نحو بقية أوروبا، بدءا من بولندا». وأضافت «لماذا لا تخبر 800.000 أميركي بولندي هنا في بنسلفانيا بمدى السرعة التي ستستسلم بها تحت شعار خدمة وما تعتقد أنه صداقة مع... دكتاتور سيبتلعك لقمة سائغة».

9. «إذا أصبحتْ رئيسة، فأعتقد أن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين من الآن».

عَدَّ ترامب أنَّ «إسرائيل ستزول» إذا أصبحت هاريس رئيسة للبلاد، مشدداً على أنها تكره إسرائيل، إذا أصبحت رئيسة، أعتقد أنّ إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين». وأضاف: «كنت جيداً جداً في التنبؤات. آملُ أن أكون مخطئاً في ذلك الأمر».

لتردَّ عليه نائبة الرئيس بالقول إنّ اتّهامها بكراهية إسرائيل «غير صحيح على الإطلاق»، مُذكّرة بأنّها دعمت إسرائيل طوال حياتها ومسيرتها المهنية.

10. «ما نعرفه هو أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، يجب أن تنتهي على الفور. والطريقة التي ستنتهي بها هي أننا بحاجة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ونحتاج إلى إخراج الرهائن».

قالت هاريس هذا الاقتباس، متحدثةً عن حرب إسرائيل في غزة. وأكدت أنها تدعم إسرائيل، وتعتقد أن لها الحق في الدفاع عن نفسها.

11. «أنا أتحدث الآن. أنا أتحدث، مِن فضلك. هل يبدو هذا مألوفاً؟».

قال ترمب هذا الاقتباس لهاريس، حيث بدأت دحض بعض تصريحاته. كان ذلك إشارة إلى تعليق هاريس على مايك بنس، الذي كان آنذاك مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، خلال مناظرة رئاسية عام 2020. أصبحت تلك العبارة - عندما قاطعت هاريس بنس بقولها «أنا أتحدث» - شائعة بين مؤيديها.

https://www.youtube.com/watch?v=F7g02WNecw4

12. «ينبغي للحكومة ودونالد ترمب بالتأكيد ألا يخبرا امرأة بما يجب أن تفعله بجسدها».

قالت هاريس هذا الاقتباس، وتعهدت بدعم حقوق الإنجاب، وقارنت موقفها بموقف ترمب.

وشدَّد ترمب على أنه دفع باتجاه منع حق الإجهاض على الصعيد الفيدرالي، إلا أنه أراد لكل ولاية أن تعتمد سياساتها الخاصة في هذا المجال. وقالت هاريس إن ترمب ينشر «شبكة من الأكاذيب»، وعدَّت سياساته على هذا الصعيد «مُهينة لنساء أميركا».

13. «لا، لا أعترف بكل هذا، لقد قيل ذلك بسخرية».

قال ترمب هذا الاقتباس، متمسكاً بمزاعمه الكاذبة بأن انتخابات 2020 سُرقت منه، وكانت أكثر تبادلاتهما حِدة حول رفض ترمب غير المسبوق الاعتراف بهزيمته أمام بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020 عندما حاول قلب النتيجة. وأمام المشاهدين، الذين يُقدَّر عددهم بعشرات الملايين، تمسَّك ترمب بموقفه مشدداً على أن «ثمة أدلة كثيرة» على أنه فاز فعلاً في ذلك الاقتراع.