واشنطن تفرض عقوبات جديدة مرتبطة بكوريا الشمالية

بعد «فيتو» روسي ـ صيني على قرار دولي ضد بيونغ يانغ

TT

واشنطن تفرض عقوبات جديدة مرتبطة بكوريا الشمالية

غداة استخدام روسيا والصين «الفيتو» ضد مشروع قرار لتشديد العقوبات في مجلس الأمن، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة تتصل بكوريا الشمالية، وتستهدف أشخاصاً ومصارف وشركات تجارية لدعمها برامج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية لبيونغ يانغ.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها استهدفت بالعقوبات «شخصاً دعم أو ساعد بشكل مباشر في تحقيق إيرادات لمنظمات جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية المرتبطة بتطوير الصواريخ الباليستية، إلى جانب 3 كيانات تسهم أو أسهمت في المشتريات وتوليد الإيرادات لمنظمات جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية».
وأضافت أنها بصدد تجميد أي أصول أميركية وتجريم تعاملات مع مصرف الشرق الأقصى ومصرف سبوتنيك ومؤسسات روسية تتهم بالعمل مع كوريا الشمالية والشركة التجارية المرتبطة بالخطوط الجوية الكورية الشمالية «كوريو» الخاضعة أساساً لعقوبات.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان إي: «ستواصل الولايات المتحدة تنفيذ وفرض العقوبات الحالية بينما تحث كوريا الديمقراطية على العودة إلى المسار الدبلوماسي والتخلي عن سعيها لامتلاك أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية».
وأعلنت وزارة الخارجية اليابانية، أمس، أن مسؤولين من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية سيجتمعون في سيول في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل لإجراء محادثات بشأن كوريا الشمالية. وأضافت، في بيان، أن المحادثات ستضم المبعوث الأميركي الخاص بشأن كوريا الشمالية سونغ كيم ونظيريه في اليابان وكوريا الجنوبية.
وكانت الصين وروسيا، استخدمتا كما كان متوقعاً، حقّ النقض في مجلس الأمن، مساء أول من أمس (الخميس)، ضدّ مشروع قرار أميركي لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية بعد اختبارها صواريخ باليستية.
وصوّت بقية أعضاء المجلس (13 عضواً) لصالح المشروع الذي نصّ على خفض واردات بيونغ يانغ من النفط الخام والمكرّر. وأعرب العديد من حلفاء واشنطن عن أسفهم وراء الكواليس لإصرارها على إجراء تصويت مع علمها بأنّ الصين وروسيا ستستخدمان الفيتو ضدّ مشروع القرار.
لكنّ الأميركيين اعتبروا أنّه «كان من الأسوأ عدم فعل أي شيء»، وأنّ «السماح باستمرار تجارب كوريا الشمالية دون ردّ فعل، سيكون أسوأ من سيناريو قيام دولتين بمنع القرار»، وفق ما أفاد سفير طلب عدم كشف هويته.
وقبل التصويت، شدّدت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد على أنّ إطلاق الصواريخ الباليستية، بما فيها العابرة للقارات، يمثّل «تهديداً للسلم والأمن للمجتمع الدولي بأسره»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
أما سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون، فاعتبر بعد التصويت أن الخطوة الأميركية «أبعدت المجلس عن الحوار والتوافق»، وكان قد أكد قبل التصويت أنّ بلاده «لا تعتقد أن عقوبات جديدة ستساعد في الاستجابة للوضع الحالي».
وأضاف أمام الصحافيين أن قراراً قسرياً من الأمم المتحدة «لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع»، مؤكداً رفض بكين «التامّ... لأي محاولة لجعل... آسيا ساحة معركة أو لإثارة مواجهات أو توترات هناك».
ودعا تشانغ جون إلى «تجنّب أي خطوة استفزازية»، مطالباً الولايات المتحدة بـ«استئناف الحوار مع كوريا الشمالية».
بدوره، اتّهم السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الولايات المتحدة بتجاهل الدعوات التي وجّهتها بيونغ يانغ إليها لإنهاء «أنشطتها العدائية» والدخول في حوار معها.
وقال «يبدو أنّ زملاءنا الأميركيين والغربيين يعانون مما يشبه تعثّر الكاتب. يبدو أنّهم لا يملكون أي استجابة لحالات الأزمات سوى فرض عقوبات جديدة».
ورغم أنّ كوريا الشمالية طوّرت أسلحة باليستية ولديها عدد من القنابل الذريّة، فإنّها لم تنجح بعد وفق دبلوماسيين في الجمع بين التقنيتين وتطوير صاروخ برأس نووي.
وسرّعت كوريا الشمالية، في الأشهر الأخيرة، اختباراتها الصاروخية ووصفت موقف واشنطن منها بأنّه «عدائي»، واختبرت في مارس (آذار) صاروخاً باليستياً عابراً للقارات لأول مرة منذ عام 2017.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

وافقت مجموعة «بريتيش أميركان توباكو» على دفع أكثر من 600 مليون دولار لتسوية اتهامات ببيعها سجائر لكوريا الشمالية طوال سنوات في انتهاك للعقوبات التي تفرضها واشنطن، كما أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء. في أشدّ إجراء تتخذه السلطات الأميركية ضدّ شركة لانتهاك العقوبات على كوريا الشمالية، وافق فرع الشركة في سنغافورة على الإقرار بالذنب في تهم جنائية تتعلق بالاحتيال المصرفي وخرق العقوبات. وأفادت وزارة العدل الأميركية بأنه بين عامَي 2007 و2017، عملت المجموعة على تشغيل شبكة من الشركات الوهمية لتزويد صانعي السجائر في كوريا الشمالية بسلع. وقال مسؤولون أميركيون إن الشركة كانت تعلم أنها تنتهك عقوبات أم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الجمعة، عن وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، قولها إن وضع البلاد باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية سيظل حقيقة لا يمكن إنكارها، وإنها ستستمر في بناء قوتها حتى القضاء على التهديدات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها. جاءت تصريحات الوزيرة في بيان ينتقد الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».