ممثلو 45 دولة يناقشون في تونس تمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا

تحتضن تونس المؤتمر الرابع لتمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا (إ.ب.أ)
تحتضن تونس المؤتمر الرابع لتمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا (إ.ب.أ)
TT

ممثلو 45 دولة يناقشون في تونس تمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا

تحتضن تونس المؤتمر الرابع لتمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا (إ.ب.أ)
تحتضن تونس المؤتمر الرابع لتمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا (إ.ب.أ)

احتضنت تونس أشغال المؤتمر الرابع لتمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا، وذلك من 24 إلى 26 مايو (أيار) الحالي، بمشاركة أكثر من 3500 مستثمر تونسي وأجنبي، وحضور نحو 500 شخصية سياسية واقتصادية من 45 دولة، وذلك بهدف فتح آفاق أمام مجموعة من التحديات وطرح عدة إشكاليات اقتصادية على غرار مناقشة مخططات الانتعاش الاقتصادي في أفريقيا، وكيفية الحد من التضخم المالي والتصدي للمديونية وتجاوز الضغوطات التجارية.
وهدف المؤتمر إلى دفع المستثمرين الأجانب لاكتشاف تونس والتعرف عليها وفتح علاقات مع رجال الأعمال التونسيين، وربط أسس التعاون معهم في مجال الأعمال بأفريقيا واعتبار تونس بوابة ومنصة تفتح على أفريقيا.
وفي هذا الشأن، قال التونسي نزار يعيش، المفوض العام لمؤتمر تمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا، إن مركز الثقل في العالم من الناحية الديمغرافية والقوى العاملة وارتباط النظام العالمي بالنمو كلها تتجه نحو أفريقيا، لذلك تم اختيارها هذه السنة لتكون محور هذا الحدث الاقتصادي والمالي المهم. وعدّد يعيش خمسة امتيازات تتوفر في تونس ولا يمكن توفرها في دول أخرى، أبرزها القرب الجغرافي، وانخفاض التكلفة، وقرب رجال الأعمال التونسيين من نظرائهم في أفريقيا وتميزهم في حسن التعامل مع الأفارقة، على حد تعبيره.
من ناحيته، قال أنيس الجزيري، رئيس مجلس الأعمال التونسي الأفريقي، في تصريح إعلامي، إن مؤتمر تمويل الاستثمار والتجارة في أفريقيا شهد حضور بنوك التمويل العالمي وصناديق الاستثمار، من بينها البنك الإسلامي للتنمية، ما فتح المجال لإيجاد حلول للسوق التونسية التي تشهد شحاً في السيولة من خلال تمويل الصادرات المحلية ودفع الاستثمارات بأنواعها.
وكشف الجزيري عن تخصيص اليوم الثالث والأخير من المؤتمر للاستثمار في ليبيا المجاورة، ومن المنتظر الاهتمام بإعادة إحياء تجارة العبور بين تونس وليبيا وجعلها بوابة نحو أفريقيا جنوب الصحراء.
ويرى عدد من خبراء الاقتصاد المشاركين في هذا المؤتمر أن تونس وعدة دول أخرى تغافلت خلال العقود الماضية عن أفريقيا، وربطت علاقات اقتصادية وتجارية قوية مع دول الفضاء الأوروبي، وهو رأي دعمه حكيم بن حمودة، وزير المالية التونسي السابق، إذ اعتبر أن أفريقيا من خلال نسب النمو الاقتصادي المهمة التي باتت تسجلها، يمكن أن تمثل العمق الاستراتيجي لتونس في حال إيجاد حلول لعدد من المعوقات على غرار النقل بأنواعه وتوفر عنصر الثقة بين الفاعلين الاقتصاديين علاوة على الاستقرار السياسي وتوفير مناخ أفضل للاستثمار، وإيمان جميع دول القارة بإعطاء الأولوية لاقتصاداتها على حساب بقية الفضاءات الاقتصادية الإقليمية.
وتسعى تونس من خلال إنجاح هذا المؤتمر الدولي إلى إعداد استراتيجية ناجحة تتيح لها النفاذ للأسواق الأفريقية التي تضم نحو 480 مليون مستهلك، وذلك بعد الموافقة على طلب انضمامها إلى السوق المشتركة لغرب القارة المعروفة باسم (الكوميسا).
ورغم أهمية هذه السوق وارتفاع معدلات النمو في عدد كبير من الدول الأفريقية، فإن حجم التجارة التونسية مع القارة السمراء لا يتجاوز نسبة 5 في المائة من حجم المبادلات التجارية، بينما تتجاوز حدود 50 في المائة مع عدد من دول الفضاء الأوروبي، وهو ما يتطلب مجهودات جبارة لتعديل الكفة لصالح الأسواق الأفريقية.


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نيجيريا والهند تتفقان على زيادة التعاون في الأمن البحري ومكافحة الإرهاب

رئيس نيجيريا بولا تينوبو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في أبوجا (حساب مودي عبر منصة «إكس»)
رئيس نيجيريا بولا تينوبو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في أبوجا (حساب مودي عبر منصة «إكس»)
TT

نيجيريا والهند تتفقان على زيادة التعاون في الأمن البحري ومكافحة الإرهاب

رئيس نيجيريا بولا تينوبو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في أبوجا (حساب مودي عبر منصة «إكس»)
رئيس نيجيريا بولا تينوبو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في أبوجا (حساب مودي عبر منصة «إكس»)

اتفقت نيجيريا والهند، اليوم الأحد، على زيادة التعاون بينهما في مجالات الأمن البحري والمخابرات ومكافحة الإرهاب، خلال زيارة رسمية لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

مودي هو أول رئيس وزراء هندي يزور نيجيريا منذ 17 عاماً بدعوة من رئيسها بولا تينوبو، الذي يسعى إلى جذب استثمارات من بعض أكبر الاقتصادات في العالم، وفقاً لوكالة «رويترز».

وجاء في بيان مشترك أن مودي وصل إلى العاصمة أبوجا، مساء أمس السبت، واجتمع مع تينوبو في المقر الرئاسي، اليوم الأحد، حيث ناقشا التنمية الاقتصادية والدفاع والرعاية الصحية والأمن الغذائي.

ومع ازدياد التهديدات في خليج غينيا والمحيط الهندي، اتفق البلدان على تنسيق العمل لحماية طرق التجارة البحرية ومكافحة القرصنة.

وتسعى نيجيريا إلى جذب مزيد من الاستثمارات الهندية وخطوط الائتمان؛ لتعزيز اقتصادها، وتوفير فرص عمل. ويعمل أكثر من 200 شركة هندية في نيجيريا.

وبعد نيجيريا، من المقرر أن يتوجه مودي إلى البرازيل لحضور قمة مجموعة العشرين.