في التصوير: ديناصورات تركب الموتوسيكلات

مشهد من «جوراسيك وورلد دومنيون»
مشهد من «جوراسيك وورلد دومنيون»
TT

في التصوير: ديناصورات تركب الموتوسيكلات

مشهد من «جوراسيك وورلد دومنيون»
مشهد من «جوراسيك وورلد دومنيون»

في سباق مع الوقت، أنجز المخرج كولين تريفوروف النسخة التي سيُباشر بعرضها في الشهر المقبل تحت عنوان «جوراسيك وورلد دومنيون». كان التصوير بدأ في الشهر الثاني من عام 2020. ثم توقف بسبب «كورونا» أسوة بإنتاجات أخرى.
هذا هو الجزء السادس من السلسلة التي كان ستيفن سبيلبرغ بدأها سنة 1993 جامعاً سام نيل ولورا ديرن مع رتشارد أتنبورو لسرد حكاية لقاء على غير موعد بين الإنسان وحيوانات ما قبل التاريخ.
إثر النجاح الكبير الذي حققه آنذاك (مليار و99 ألف دولار حول العالم) عاد سبيلبرغ إلى مغامرات الإنسان الضعيف ضد الديناصورات في «العالم المفقود: جوراسيك بارك 2» سنة 1997. هذه المرّة حقق الفيلم قرابة 619 مليون دولار. للفيلم الثالث، سلّم سبيلبرغ الإخراج لجو جونستون لكن الإقبال العالمي انحسر لحدود 181 مليون دولار.
في عام 2015 مضى سبيلبرغ في خططه وسلّم الدفّة إلى الروسي الأصل كولين تروفوروف تحت عنوان «جوراسيك وورلد». هنا تحسن الإيرادات بلغ ملياراً و671 مليون دولار - لكن التكلفة ارتفعت بدورها من مائة مليون إلى 150 مليون كما أن سعر التذكرة كان قفز عالياً من خمس وستة دولارات إلى 12 و15 دولاراً للتذكرة.
الجزء الخامس كان من إخراج الإسباني ج. بايونا تحت عنوان «جوراسيك وورلد: مملكة منهارة» التكلفة وصلت إلى 170 مليون لكن الإيراد بقي عالياً (مليار و310 ملايين دولار).
ما كان يتراجع عن النمو، وذلك من الحلقة الرابعة وما بعد هو الأهمية المفترضة لفيلم يتحدّث عن المستحيلات: جزيرة الديناصورات التي كانت مخفية بحيواناتها الفتّاكة تحوّلت إلى «بارك» شاسع يؤمه السياح. تي ركس الشرس لن يرضى بأن يعيش في قفص وما يلبث أن يخرج للعشاء ملتهماً من هم في طريقه. وفي الحلقة الخامسة وجدنا الديناصورات يتركون الجزيرة أو هم على أهبة ذلك بسبب زلزال كبير.
كل هذه المستحيلات خيال في خيال والغالبية الكاسحة قبلتها على هذا النحو، لكن الفيلم الجديد يدفع باتجاه المزيد من اللامعقول.
في هذا الفيلم سيتم تصوير الإنسان والديناصورات (على اختلافها) حليفين في البداية. يشتركان في رحلات صيد قبل أن يقع الخلاف الاستراتيجي على من يفوز بالغنيمة ومن سيسود الأرض. وهناك ديناصورات مسالمة وأخرى فتّاكة والأخيرة تحسن الطيران ولا تهاب الاصطدام بالطائرات وتحسن القفز من عل لتشارك الرجل ركوب دراجته النارية!. والأكثر أن كريس برات ما زال يستطيع لمس الحيوان كما لو كان كلباً أليفاً.
كذلك سيتم منح المرأة في هذا الفيلم حضوراً أرقى، متمثلاً في ثلاث نساء هن لورا ديرن (التي ظهرت في الحلقات الأولى) وبرايس دالاس هوارد و- الجديدة - دي واندا وايز. هذا بعد أن تبين أن نحو نصف من شاهد الجزء الخامس كان من الإناث.


مقالات ذات صلة

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.