قيادي حوثي يقتل عاملاً رفض نقل الصخور على ظهره

الشاب عامر عامر شنان الذي قتله قيادي حوثي في أطراف محافظة صعدة (الشرق الأوسط)
الشاب عامر عامر شنان الذي قتله قيادي حوثي في أطراف محافظة صعدة (الشرق الأوسط)
TT

قيادي حوثي يقتل عاملاً رفض نقل الصخور على ظهره

الشاب عامر عامر شنان الذي قتله قيادي حوثي في أطراف محافظة صعدة (الشرق الأوسط)
الشاب عامر عامر شنان الذي قتله قيادي حوثي في أطراف محافظة صعدة (الشرق الأوسط)

حتى مساء الثلاثاء الماضي كان والد الشاب عامر شنان (22 عاماً) ووالدته ينتظران عودة ابنهما من منطقة حرف سفيان حيث شمال محافظة عمران بعد أن ذهب للعمل هناك منذ نهاية شهر رمضان المبارك الماضي، قبل أن يبلغهما الخبر المأساوي بمقتله على يد صاحب العمل القيادي الحوثي ماهر واشي، الذي أطلق عليه النار من بندقيته الآلية حينما رفض نقل الصخور على ظهره في منطقة جبلية وعرة.
يقول أقارب الضحية شنان وهو من سكان مديرية خارف بمحافظة عمران إنه منذ عامين ذهب إلى مديرية حرف سفيان على أطراف محافظة صعدة للعمل في نقل الأحجار مثله مثل كثيرين سدت في وجوههم أبواب الرزق، حيث تعود إرسال ما يتحصل عليه من مال إلى أسرته ويعود في المناسبات إلى منطقته، لكنه هذه المرة عاد جثة ملطخة بالدماء بعد أن أفرغ القيادي الحوثي رصاصات بندقيته في رقبته.
وبحسب أحد أقاربه الذين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»: أقدم القيادي المحلي في ميليشيات الحوثي ماهر واشي على إجبار المجني عليه بنقل الأحجار إلى منطقة جبلية صعبة وشاقة بعد أن أتم المرحلة الأولى من نقلها، إلا أن شنان رفض مواصلة العمل لأنه لا يستطيع تحمل هذه المشقة وهو ما دفع الجاني إلى إطلاق النار عليه عمداً في عنقه حيث فارق الحياة على الفور.
وطبقاً للمصادر، وصل أقارب شنان من مديرية خارف إلى مديرية حرف سفيان وعقدوا اجتماعاً مطالبين سلطة الميليشيات بإلقاء القبض على القاتل لكن لم يستجب أحد لمطالبهم.
ووفق ما ذكره أقاربه فإن الشاب المجني عليه يعول والديه، وأنه منذ عودته للعمل عقب قضاء شهر رمضان يتعرض للمضايقات وأنه رفض الانتهاكات التي يتعرض لها العمال من قبل أرباب العمل، حيث أصبح من المعتاد إجبارهم على حمل الصخور والصعود بها في مناطق جبلية بالغة الصعوبة أو إجبارهم على العمل أوقاتاً طويلة، ولا يستطيعون الشكوى لأن أرباب العمل جزء من ميليشيات الحوثي ويحتمون بسلطتهم كما أنهم يدفعون لهم إتاوات منتظمة.
وفي مديرية عذر التابعة للمحافظة ذاتها، أقدم أحد مسلحي ميليشيات الحوثي، ويدعى يوسف عرار (35 عاماً) على قتل زوجته وابنته، وأصاب والده، بإطلاق النار عليهم؛ فيما لم تتضح دوافع الجريمة المروعة، عدا ما يتداوله السكان بأن الجاني دخل مؤخراً في حالة نفسية، نتيجة تردي وضعه المعيشي وعجزه عن إعالة أسرته.
كما عثر على جثة طفل مشنوق يدعى مهند عبده المسهلي (13 عاماً)، في ظروف غامضة، داخل محل تجاري مملوك لوالده، في سوق الليل في عاصمة المحافظة (عمران) بالتزامن والكشف عن قيام أحد مسلحي الميليشيات بقتل خمسة أشخاص بينهم فتاة في الـ17 من العمر، ودفنهم في مزرعته.
وبحسب ما قاله سكان في المحافظة فإن إحدى الأسر تمكنت من الوصول إلى مكان دفن جثة ابنها المفقود منذ نحو 5 أشهر، وتعرفت على قاتله الذي كان زميله في جبهات ميليشيات الحوثي، حيث قتله ودفنه في مزرعة للقات في منطقة بني عبد، التابعة لمديرية عيال سريح.
وكانت معرفة هذه الجريمة سبباً في ظهور جرائم أخرى ارتكبها المسلح الحوثي علي حسين مفلح العبدي المتهم بارتكاب عدة جرائم قتل وسرقة في منطقته قبل أن يعترف خلال مواجهته لاحقاً.
وقالت المصادر إن من بين الضحايا شابة تدعى ألطاف شمسان (17 عاماً) من المنطقة نفسها، وكانت اختفت قبل ثمانية أشهر ولم تعرف أسرتها مصيرها حتى اعترف الجاني بقتلها ودفنها في مزرعته، كونها شاهدته بالصدفة وهو يدفن أحد ضحاياه.
وفي محافظة إب ذكرت مصادر محلية، أن شاباً يدعى عماد عبد الوهاب أقدم على قتل والده في مديرية مذيخرة، غرب المحافظة كما عُثر على جثة فتاة قتلت بطريقة وحشية في مديرية المشنة في عاصمة المحافظة عمرها 14 عاماً وقد قُطعت يداها ورجلاها ودفنت بطريقة مستعجلة.
وتزايدت مؤخراً، الجرائم الأسرية التي ترتكبها العناصر الملتحقة بجبهات القتال مع ميليشيات الحوثي، نتيجة التعبئة والتحريض على القتل والكراهية، الأمر الذي ينعكس على سلوكهم في محيط أسرهم ومجتمعهم، كما ارتفعت معدلات الجرائم في المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية وغياب سلطة القانون وحماية الجناة من قبل المشرفين الحوثيين.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.