اليمن يدعو المجتمع الدولي ومجلس الأمن لحماية المدنيين من الحوثيين

اعتبر إمداد إيران للميليشيات بالصواريخ الباليستية انتهاكاً صريحاً للقرارات الدولية

مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي (سبأنت)
مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي (سبأنت)
TT

اليمن يدعو المجتمع الدولي ومجلس الأمن لحماية المدنيين من الحوثيين

مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي (سبأنت)
مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله السعدي (سبأنت)

دعا اليمن المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات فعالة من شأنها حماية المدنيين في المدن ومخيمات النزوح من الهجمات التي يتعرضون لها، جراء الهجمات الإرهابية التي ترتكبها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بحق المدنيين والأعيان المدنية في اليمن، والتي تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتهديداً حقيقياً على المنشآت المدنية الحيوية وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي وتقويض الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وقالت اليمن في بيانها الذي ألقاه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة - نيويورك عبد الله السعدي، خلال الجلسة المفتوحة للنقاش رفيع المستوى لمجلس الأمن تحت بند «حماية المدنيين في الصراع المسلح»: «إن إمداد النظام الإيراني للحوثيين بالأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين 2216 و2231. واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي لحفظ الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وبالتالي، فإن جهود هذا المجلس لإنهاء الصراع وحماية المدنيين لا بد أن تُترجم من خلال تنفيذ قراراته، واتخاذ موقف حاسم لردع ومحاسبة منتهكي هذه القرارات ومنع تهريب الأسلحة التي تستخدم لإطالة أمد الحرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية في اليمن، وتعرقل إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية، وتحقيق السلام العادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها».
وأضاف البيان: «رغم استمرار سريان الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في اليمن، والتي هدفت بشكل رئيسي لتخفيف المعاناة الإنسانية عن اليمنيين، فإن خرق الهدنة والاستهداف المتكرر من قبل الميليشيات الحوثية على مدنية مأرب، التي تأوي 4 ملايين نسمة منهم أكثر من 2 مليون نازح، وعلى محافظات الحديدة والضالع وحجة وغيرها من المحافظات يمثل أحد أبرز الأمثلة على الخطر الذي يهدد حياة وسلامة المدنيين في حالات الصراع، كما تواصل هذه الميليشيات استهداف المدنيين والأعيان المدنية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة الثقيلة التي خلفت عشرات القتلى، ومئات الجرحى أغلبهم من النساء والأطفال، ودمرت المدارس والمستشفيات ودور العبادة، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال، فيما يسمى بالمخيمات الصيفية وغسل عقولهم بأفكار الكراهية والتطرف والزج بهم في جبهات القتال، كل ذلك في انتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والأعراف الدولية»
وأكد السعدي في البيان، امتداد الجرائم الحوثية بحق المدنيين إلى اتخاذ السكان كرهائن في مدن وقرى كاملة، واستخدامهم كدروع بشرية، واستخدام المدارس كمخازن للأسلحة، وممارسة القنص الممنهج للمدنيين، ومواصلة هذه الميليشيات حصار المدن وحرمان السكان من حرية التنقل أو الوصول إلى الماء والغذاء واستخدام التجويع كوسيلة حرب.
وشدد مندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، على حماية المدنيين في تعز من القصف والحصار الحوثي المستمر منذ سبعة سنوات، كون ذلك يعتبر أولوية إنسانية، مؤكداً أن الحكومة اليمنية عملت على تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق ستوكهولم الذي تم فيه الاتفاق على بدء مشاورات رفع هذا الحصار، إلا أن الميليشيات الحوثية واصلت حملتها الشرسة ضد سكان المدنية، واليوم وبعد قرابة الشهرين على بدء الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة، والتي تضمنت مجدداً الانخراط في مشاورات لرفع الحصار، تستمر هذه الميليشيات بالتنصل عن التزاماتها واستخدام المعاناة الإنسانية كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية.
وجدد التأكيد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياته والتحرك لرفع الحصار عن تعز وفتح المعابر وإنهاء القيود المفروضة على حرية تنقل الأفراد والبضائع بشكل عاجل ودون شروط، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ووقف عرقلة الميليشيات الحوثية وتدخلها في عمل المنظمات الدولية وتحويل مجرى المساعدات بعيداً عن مستحقيها، وأهمية الإبلاغ بشفافية عن تلك الانتهاكات.
ونوه السعدي في كلمته بأن الألغام تمثل أحد أشد المخاطر التي تواجه المدنيين في مناطق الصراع، كونه في اليمن، التي وقعت على معاهدة أوتاوا لحظر الألغام في عام 1997. وتخلصت من مخزونها من هذا السلاح اللعين، عادت الميليشيات الحوثية لتصنع وتزرع قرابة مليوني لغم وعبوة ناسفة في كثير من مناطق سيطرتها، وتلك التي كانت تسيطر عليها، الأمر الذي أدى وما يزال يؤدي إلى مقتل وإصابة آلاف الضحايا من المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء.


مقالات ذات صلة

ضربات أميركية على منشأتين لتخزين أسلحة تابعتين للحوثيين

المشرق العربي شنت واشنطن عشرات الغارات على مواقع الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

ضربات أميركية على منشأتين لتخزين أسلحة تابعتين للحوثيين

نفذ الجيش الأميركي ضربات ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
شؤون إقليمية مشاهد من حيفا لنظام القبة الحديدية الإسرائيلي خلال اعتراض صواريخ (أرشيفية - رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه اعترض صاروخاً أطلق من اليمن، بعد وقت قصير من انطلاق صفارات الإنذار في مناطق من البلاد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.