سوروس: مخزون روسيا من الغاز شبه ممتلئ وبوتين يبتز أوروبا

رجل الأعمال الأميركي جورج سوروس (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الأميركي جورج سوروس (أ.ف.ب)
TT

سوروس: مخزون روسيا من الغاز شبه ممتلئ وبوتين يبتز أوروبا

رجل الأعمال الأميركي جورج سوروس (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الأميركي جورج سوروس (أ.ف.ب)

اعتبر رجل الأعمال الأميركي جورج سوروس أن الموقف التفاوضي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ليس قوياً كما يدعي».
وحسب تقرير نشرته قناة «سي إن بي سي»، قال سوروس، في رسالة إلى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، الاثنين الماضي، إنه «من الواضح أن بوتين يبتز أوروبا» من خلال التهديد - أو في الواقع - بوقف إمدادات الغاز. وأضاف: «هذا ما فعله الموسم الماضي. لقد وضع الغاز في المخازن بدلاً من تزويد أوروبا به. تسبب هذا في نقص، ورفع الأسعار وكسب بوتين الكثير من المال، لكن وضعه التفاوضي ليس بالقوة التي يدعيها».
قطعت روسيا مؤخراً إمدادات الغاز إلى فنلندا بحجة أن الدولة لا تدفع ثمنها بالروبل. جاءت هذه الخطوة بعد أن أعلنت هلسنكي عن نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يعارضه بوتين.
كما توقفت بلغاريا وبولندا عن تلقي إمدادات الغاز الروسي منذ أسبوعين. في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت موسكو أن الدول «غير الصديقة» سيتعين عليها دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل - وهي سياسة تسمح للكرملين بدعم عملته.
ومع ذلك، فإن رسالة سوروس هي أن الدول الأوروبية لديها نفوذ لتستخدمه ضد بوتين أيضاً.
يتلقى الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، نحو 40 في المائة من إمداداته من الغاز الطبيعي من روسيا، مما يجعل من الصعب عليه التوقف عن شرائه بين عشية وضحاها.
لكن وفقاً لسوروس، فإن الاتحاد هو أيضاً سوق مهمة جداً بالنسبة للكرملين، ويحتاج بوتين إلى عائدات الغاز لدعم اقتصاده.
وقال سوروس: «تشير التقديرات إلى أن سعة التخزين الروسية ستكون ممتلئة بحلول يوليو (تموز) وأوروبا هي سوقه الوحيدة»، مضيفاً: «إذا لم يزود أوروبا، فعليه إغلاق الآبار (نحو 12 ألف بئر) في سيبيريا التي يأتي منها الغاز». وتابع: «يستغرق الأمر وقتاً لإغلاقها وبمجرد إغلاقها، يصعب إعادة فتحها». ولفت إلى أن أوروبا بحاجة إلى اتخاذ «خطوات عاجلة» قبل استخدام قدرتها على المساومة. وقال: «بدون ذلك سيكون من الصعب جداً على الصعيد السياسي تحمل آلام التوقف المفاجئ»، مشيراً إلى أنه «يجب على أوروبا بعد ذلك أن تفرض ضريبة كبيرة على واردات الغاز حتى لا ينخفض السعر للمستهلك»
في غضون ذلك، تتدافع الدول الأوروبية بحثاً عن بدائل للغاز الروسي منذ غزو أوكرانيا. على سبيل المثال، وقع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اتفاقاً في مارس (آذار) لضمان حصول المنطقة على 15 مليار متر مكعب على الأقل من الغاز الطبيعي المسال هذا العام.
هذا، إلى جانب التخفيضات الأخيرة في الإمدادات إلى بولندا وبلغاريا وفنلندا - إلى جانب العقوبات الدولية - يعني أن روسيا تبيع بالفعل كميات أقل من الغاز إلى أوروبا.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إلى اليمين) يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع وزاري على هامش الاجتماع الـ57 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة في فينتيان 25 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بدء محادثات بين روسيا والصين على هامش اجتماع «آسيان»

التقى وزيرا خارجية روسيا والصين، الخميس، في فينتيان عاصمة لاوس، على هامش اجتماع إقليمي وغداة لقاء الوزير الصيني نظيره الأوكراني في الصين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: مشاركة أوكرانيا في الأولمبياد إنجاز في زمن الحرب

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، إن مجرد مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية تمثل إنجازاً في زمن الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة تُظهر جانباً من وسط موسكو في روسيا 23 نوفمبر 2020 (رويترز)

«هاكرز» أوكرانيون يوقفون الخدمات المصرفية وشبكات الهواتف في روسيا مؤقتاً

تردَّد أن خبراء في الحواسب الآلية بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية عرقلوا أنظمة البنوك والهواتف المحمولة والشركات المقدِّمة لخدمة الإنترنت بروسيا لفترة وجيزة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.