تسريب وثائق تتضمن صوراً من «معسكرات اعتقال» للأويغور

باشليه تزور شينجيانغ وبكين تتحدث عن «معلومات مضللة»

TT

تسريب وثائق تتضمن صوراً من «معسكرات اعتقال» للأويغور

استبقت بكين زيارة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، أمس الثلاثاء، إلى شينجيانغ الصينية، بالتعبير عن أملها في أن تؤدي هذه الزيارة إلى «توضيح المعلومات المضللة» حول أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة. فيما دعت ألمانيا إلى تحقيق شفاف في الاتهامات «الصادمة» بانتهاكات استهدفت أقلية الأويغور المسلمة.
وبدأت باشليه (رئيسة تشيلي السابقة) أمس زيارة إلى شينجيانغ، الإقليم الصيني المتهمة بكين بأنها تشن فيه حملة قمع شرسة ضد أقلية الأويغور المسلمة. وهي تهمة تنفيها الحكومة الصينية وتصفها بـ«كذبة القرن».
وباشليه هي أول مسؤول حقوقي أممي يزور الصين منذ 2005. وهذه الزيارة هي ثمرة مفاوضات استمرت سنوات مع بكين حول شروط زيارة المفوضة الأممية إلى شينجيانغ.
وتخشى منظمات حقوقية من أن المسؤولة الأممية لن تتمكن من رؤية الوضع في هذه المنطقة بنفسها، كما تخشى أن تستخدم بكين زيارة باشليه لأغراض دعائية.
تجري هذه الزيارة بعيداً عن الصحافة الأجنبية، فقد طُلب من الوفد الأممي البقاء ضمن فقاعة صحية، بسبب الوضع الوبائي في الصين.
وتقاطعت الزيارة مع نشر كونسورسيوم وسائل إعلام أجنبية أمس سلسلة وثائق قال إن مصدرها قرصنة أجهزة كومبيوتر للشرطة المحلية. وبينها آلاف الصور لا سيما بطاقات هوية تم عرضها على أنها التقطت في «معسكرات اعتقال» في شينجيانغ وتظهر وجوه العديد من «الأشخاص المحتجزين» بينهم مراهقون ومسنون.
يذكر أنه في العام 2014 أوقع اعتداء ضد مدنيين 40 قتيلاً في شينجيانغ. وأدت أعمال شغب في 2009 إلى مقتل حوالي 200 شخص غالبيتهم من إثنية الهان التي تشكل غالبية في الصين قضوا طعناً أو ضرباً على أيدي الأويغور.
وستزور باشليه أيضاً كاشغار المدينة، الواقعة في جنوب المنطقة حيث العدد الكبير من الأويغور، وحيث أشارت تقارير إلى أن الحملة الأمنية كانت صارمة فيها.
لكن بكين عبرت بوضوح عن أهدافها. إذ قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان تلقته وكالة الصحافة الفرنسية، إنه خلال لقاء وزير الخارجية الصيني وانغ يي، باشليه، في غوانغتشو (جنوب) الاثنين أعرب وانغ «عن أمله في أن تساعد هذه الزيارة في تعزيز التفاهم والتعاون وتوضيح المعلومات المضللة».
ولم يأت البيان على ذكر شينجيانغ، الإقليم الواقع في شمال غربي البلاد والمتهمة بكين باحتجاز أكثر من مليون من أبناء أقلية الأويغور المسلمة فيه داخل «معسكرات» لإعادة التأهيل السياسي.
وتتهم تقارير وأبحاث غربية بكين باحتجاز حوالي مليون من الأويغور وأفراد أقليات مسلمة أخرى في معسكرات إعادة تأهيل، أو حتى فرض «العمل القسري» عليهم وإخضاعهم «لتعقيم قسري». أما واشنطن فتذهب إلى حد اتهام بكين بارتكاب «إبادة».
لكن بكين تنفي صحة هذا الرقم وتعرف المعسكرات على أنها «مراكز للتدريب المهني» تهدف إلى محاربة التطرف الديني وتدريب السكان على مهنة لتأمين وظائف وضمان الاستقرار الاجتماعي.
وتقول بكين أيضاً إنها لا تفرض التعقيم ولكنها تطبق سياسة الحد من الولادات المعتمدة في جميع أنحاء البلاد والتي لم يكن معمولاً بها في السابق في المنطقة.
ولكن، وفقاً لأساتذة جامعيين ولأويغور مقيمين في الخارج، يبدو أن سلطات شينجيانغ تخلت في السنوات الأخيرة عن حملات القمع القاسية للتركيز على التنمية الاقتصادية في المنطقة التي تعد 26 مليون نسمة حوالي نصفهم من الأويغور.
وقال جيفلان شيرميمت البالغ من العمر 31 عاماً وهو من الأويغور، ويقيم في تركيا: «آمل أن تتمكن من أن تسأل الحكومة الصينية عن مكان وجود والدتي» التي لا يعرف أي شيء عنها منذ أربع سنوات.
قالت نورسيمانغول عبد الرشيد، وهي من الأويغور وتعيش كذلك في تركيا، إنها «لا تأمل كثيراً» في أن يتمكن وفد الأمم المتحدة من «إحداث أي تغيير». أضافت: «يجب أن يزوروا ضحايا، مثل أفراد عائلتي وليس المشاركة في عروض معدة مسبقاً» من قبل بكين.
وحكم على شقيق نورسيمانغول بالسجن حوالي 16 عاماً لإدانته بتهمة «الإعداد لأعمال عنف وإرهاب» كما علمت أخيراً من قاعدة بيانات كشفتها وكالة الصحافة الفرنسية ومعروف أن مصدرها تسريبات من أرشيف الشرطة.
ودعت ألمانيا أمس إلى تحقيق شفاف في الاتهامات «الصادمة» بانتهاكات استهدفت الأويغور. وفي اتصال مع نظيرها الصيني وانغ يي، أشارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى «التقارير الصادمة والأدلة الجديدة عن انتهاكات خطيرة جداً لحقوق الإنسان في شينجيانغ ودعت إلى تحقيق شفاف»، وفق ما جاء في بيان لمتحدث باسم الخارجية الألمانية.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.