نظراً للمساهمات والجهود التي تبذلها السعودية للحفاظ على البيئة البحرية على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، تم اتفاق إنمائي مدته 5 أعوام للحفاظ على كوكب الأرض بين السعودية والأمم المتحدة، جاء ذلك خلال انطلاق «حوار الرياض الأزرق»، أمس، لدعم مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات لعام 2022، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص، والمنظمات الإقليمية والدولية.
وناقش «حوار الرياض الأزرق» في الجلستين المحوريتين الرئيسيتين لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات إدارة النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية وحمايتها وحفظها واستعادتها، وزيادة المعرفة العلمية وتطوير القدرات البحثية ونقل التكنولوجيا البحرية.
وقال بيتر طومسون، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إن «أكثر من 50 في المائة من الأكسجين الموجود على كوكب الأرض يتم إنتاجه في المحيط وإنك تتمتع بكل الدقة التي تحتاجها... لا يوجد كوكب صحي من دون محيط صحي. وصحة المحيط تتدهور بشكل ملحوظ».
وتابع: «الصيد بشباك الجر على قاع البحار ودعم أساطيل الصيد الصناعية؛ ساهم في انتشار التلوث البحري من خلال تدفق المواد الكيميائية والبلاستيك من المصدر إلى البحر؛ والمعدلات المتسارعة لتحمض المحيطات، وإزالة الأكسجين والاحترار، مما يؤدي إلى موت الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم، وتغيير التيارات المحيطية، وتحول النظم البيئية البحرية، وارتفاع مستويات سطح البحر بلا هوادة».
وأضاف طومسون: «يمكن وقف تدهور صحة المحيط في عام 2022... وبدأنا بالاتفاق التوافقي في نيروبي مؤخراً لبدء العمل على معاهدة عالمية ملزمة لإنهاء التلوث البلاستيكي»، مشدداً على أهمية تحريك ملف تمويل المناخ بشكل حاسم في اتجاه الاقتصاد الأزرق المستدام.
ووفق طومسون، امتص المحيط 90 في المائة من الحرارة الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، لذلك هناك تغيرات بحرية هائلة جارية، مستطرداً: «سيؤدي تغير المناخ إلى فقدان التنوع البيولوجي، وتدهور صحة المحيط، بسبب سوء معاملة الجنس البشري للطبيعة، إذ حان الوقت لصنع السلام مع الطبيعة أو لتحمل العواقب كما قال الأمين العام للأمم المتحد».
من جهتها، قالت ناتالي فوستيه المنسقة المقيمة للأمم المتحدة بالرياض: «حدث (الرياض الأزرق) ليس حدثاً منعزلاً. إنه جزء من عمل عالمي لزيادة الوعي بالمحيطات استعداداً لمؤتمر الأمم المتحدة حول المحيطات... ستُعقد فعاليات الحوارات الزرقاء في جميع أنحاء العالم في وقت حرج، حيث يسعى العالم إلى معالجة العديد من المشاكل العميقة الجذور لمجتمعاتنا مع الاستجابة أيضاً لتأثير جائحة كورونا».
وشددت على أن المملكة عززت في السنوات الأخيرة، التزامها تجاه البيئة وأطلقت العام الماضي مبادرات الشرق الأوسط والسعودية الخضراء الهادفة إلى معالجة بعض الآثار المدمرة لتغير المناخ، حيث أعلنت حكومة المملكة أخيراً عن إنشاء هيئة البحر الأحمر، وهي هيئة جديدة لحماية الشعاب المرجانية والسلاحف البحرية في البحر الأحمر.
ووفق فوستيه، تمتلك السعودية أكثر من ألفي كيلومتر من الخط الساحلي، وهو الأكبر في المنطقة، حيث يعيش 30 في المائة من سكان المملكة على بعد 100 كيلومتر من الخط الساحلي، مما يعد الخط الساحلي موطناً لأنظمة بيئية بحرية متنوعة وأساساً للاقتصاد الأزرق المستقبلي للمملكة.
ووفق فوستيه فإن «الأمم المتحدة تدعم المملكة في تقدمها نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ورؤية 2030. حيث نعمل على إطار تعاون إنمائي مدته 5 سنوات مع السعودية تركز بشدة على الكوكب».
وزادت: «أنشأنا أيضاً فريق عمل استشارياً متخصصاً في البيئة والموارد الطبيعية والمناخ داخل فريق الأمم المتحدة القطري لتعزيز التنسيق الداخلي للأمم المتحدة وتحسين الدعم المقدم للحكومة في مجال البيئة»، متطلعة إلى خلق طرق جديدة للعمل نحو حل فعال للحفاظ على المحيطات بشكل أفضل.
وشاركت في حوار الرياض الأزرق، سفارتا البرتغال وكينيا بالرياض بغية رفع مستوى الوعي بشأن المحيطات على ضوء مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات لعام 2022 الذي سيُعقد في لشبونة بالبرتغال في الفترة بين 27 يونيو (حزيران) والأول من يوليو (تموز) 2022، بتنظيم الأمم المتحدة ومشاركة حكومتي البرتغال وكينيا.
الأمم المتحدة والسعودية لإطار تعاون إنمائي بيئي مدته 5 أعوام
إنشاء فريق عمل استشاري متخصص لتحسين الموارد الطبيعية
الأمم المتحدة والسعودية لإطار تعاون إنمائي بيئي مدته 5 أعوام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة