بسبب الاحتباس الحراري... البشر قد يخسرون 58 ساعة نوم بحلول 2099

عندما لا يتلقى البالغون القدر الموصى به من النوم فقد يواجهون مشاكل في التركيز (أرشيفية-رويترز)
عندما لا يتلقى البالغون القدر الموصى به من النوم فقد يواجهون مشاكل في التركيز (أرشيفية-رويترز)
TT

بسبب الاحتباس الحراري... البشر قد يخسرون 58 ساعة نوم بحلول 2099

عندما لا يتلقى البالغون القدر الموصى به من النوم فقد يواجهون مشاكل في التركيز (أرشيفية-رويترز)
عندما لا يتلقى البالغون القدر الموصى به من النوم فقد يواجهون مشاكل في التركيز (أرشيفية-رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن الناس في جميع أنحاء العالم من المرجح أن يفقدوا من 50 إلى 58 ساعة من النوم سنوياً بحلول عام 2099 بسبب الاحتباس الحراري، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
استخدم الباحثون أربطة معصم مع مقاييس تسارع داخلية لقياس مدة وتوقيت النوم لدى أكثر من 47 ألف بالغ في 68 دولة لمدة ستة أشهر في المتوسط - لدراسة نشرت في مجلة «وان إيرث».
يجب أن يحصل البالغون على سبع إلى تسع ساعات من النوم، وفقاً لمؤسسة النوم الوطنية. ووجدت الدراسة أن احتمالية الحصول على أقل من سبع ساعات من النوم زادت بنسبة 3.5 في المائة إذا تجاوزت درجات الحرارة الخارجية ليلا 77 درجة فهرنهايت (25 درجة مئوية) مقارنة بدرجة الحرارة الأساسية من 41 إلى 50 درجة فهرنهايت (5 إلى 10 درجات مئوية).
https://twitter.com/OneEarth_CP/status/1528662267142848512?s=20&t=WB1pkEyvoBr1KES3e1PPlA
وقالت أليكس أغوستيني، المحاضرة في جامعة جنوب أستراليا في أديلايد، «إن فقدان النوم بنسبة 3.5 في المائة قد يبدو في البداية وكأنه رقم صغير، لكنه يزيد».
أشارت أغوستيني إلى أنه عندما لا يتلقى البالغون القدر الموصى به من النوم، فقد يواجهون مشاكل في التركيز. وقالت إن الآثار طويلة المدى يمكن أن تشمل زيادة مخاطر بعض المشكلات الصحية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي.
وأوضح مؤلف الدراسة الرئيسي كيلتون مينور، مرشح الدكتوراه في مركز كوبنهاغن لعلوم البيانات الاجتماعية بجامعة كوبنهاغن، إن ليلة واحدة تزيد عن 86 درجة فهرنهايت (30 درجة مئوية) تقلل من وقت النوم بحوالي ربع ساعة للشخص الواحد.
مع ذلك، فقد كبار السن ضعف كمية النوم لكل درجة حرارة مقارنة بالشباب أو البالغين في منتصف العمر. علاوة على ذلك، كان فقدان النوم أكبر بثلاث مرات لكبار السن في المناطق ذات الدخل المنخفض مقارنة بالمناطق ذات الدخل المرتفع، على حد قوله. وأضاف مينور أن النساء تأثرن بارتفاع درجات الحرارة بنسبة 25 في المائة أكثر من الرجال.
*فرصة منخفضة للتكيف مع الحرارة
وجد الباحثون أيضاً دليلاً على أن الأشخاص الذين يعيشون في المناخات الأكثر دفئاً يفقدون قدراً أكبر من النوم لكل درجة مقارنة بمن يعيشون في المناخات الباردة، وأن الناس أفضل في التكيف بالمناخات الباردة مقارنة بالمناخات الأكثر حرارة.
قال مينور إن هذا النقص الكبير في النوم في الأماكن الأكثر دفئاً يشير إلى أن الناس لا يستطيعون التكيف بسهولة مع درجات الحرارة المرتفعة.
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة بسبب الاحتباس الحراري، توقع مينور أن يزداد فقدان النوم بمعدل أسرع في المناطق التي تواجه بالفعل مناخات حارة مقارنة بتلك التي لا تواجهها.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.