قضايا السياسة تسابق الاقتصاد في زيارة رئيسي إلى عُمان

مسقط وطهران شددتا على ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة

السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان لدى لقائه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في قصر العلم في مسقط أمس (العمانية)
السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان لدى لقائه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في قصر العلم في مسقط أمس (العمانية)
TT

قضايا السياسة تسابق الاقتصاد في زيارة رئيسي إلى عُمان

السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان لدى لقائه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في قصر العلم في مسقط أمس (العمانية)
السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان لدى لقائه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في قصر العلم في مسقط أمس (العمانية)

بحث السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، عدداً من القضايا السياسية والاقتصادية، خلال زيارة قصيرة قام بها رئيسي لمسقط هي الثانية له إلى دولة عربية خليجية منذ توليه مهامه في أغسطس (آب) 2021.
ورغم أن القضايا الاقتصادية هيمنت على أجواء الزيارة، حيث سبق وصول رئيسي إلى العاصمة العمانية، وصول عدد من الوزراء الإيرانيين المعنيين بالشؤون الاقتصادية بينهم وزراء النفط والاقتصاد والطرق، برفقة أكثر من 50 من رجال الأعمال الإيرانيين، فإن الملفات السياسية كانت حاضرة على رأس جدول المباحثات بين الطرفين.
ومن بين الملفات التي تشغل اهتمام الإيرانيين قضايا الملف النووي الإيراني، حيث تضطلع عُمان بجهود للوساطة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن هذا الملف، في وقت تنشط فيه قطر أيضاً، التي زار أميرها الشيخ تميم بن حمد طهران وعدداً من الدول الأوروبية، متحدثاً عن جهود قطرية لتقريب وجهات النظر بين المجموعة الدولية وإيران بشأن حلحلة هذا الملف، الذي يمرّ بحسب مراقبين بمرحلة دقيقة وحساسة. وتأتي زيارة الرئيس الإيراني في وقت تُبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في المباحثات الهادفة إلى إحياء هذا الاتفاق. وسبق لسلطنة عُمان أن أدّت دوراً وسيطاً بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني عام 2015.
وقال وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان، أمس، إن «سلطنة عمان لطالما عملت على لعب دور إيجابي في المعادلات الإقليمية بعيداً عن الاصطفافات والصراعات والاستقطابات». ونقلت عنه وكالة «أرنا» الرسمية قوله بشأن تسوية الأزمات الإقليمية «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تولي اهتماماً بسياسة سلطنة عمان التي تتسم بالتوازن لحل المشاكل».
وأشاد عبداللهيان بدور سلطنة عمان «البارز والفاعل» في الدبلوماسية وفتح المجال أمام الحوار وإرساء السلام ولفت إلى أن العلاقات بين البلدين ماضية نحو التقدم.
وأضاف «تُعدّ عمان صديقاً وشريكاً قديماً لإيران لا تتمتع فقط بطاقات وإمكانيات كبيرة في المجالات السياسية والاقتصادية، بل تخلق أيضاً فرصاً لا تحصى للتنمية الإقليمية بسبب موقعيها الجيوسياسي والجيوستراتيجي».
ومن بين الملفات التي تلعب فيها سلطنة عمان دوراً، جهودها للوساطة بين طهران وواشنطن ولندن لعقد صفقات تبادل السجناء، كان آخرها نجاح الدبلوماسية العمانية في عقد صفقة للإفراج عن الصحافية الإيرانية البريطانية نازنين زاغري والمواطن الإيراني - البريطاني أنوشه أشوري، مقابل تسديد بريطانيا ديوناً إيرانية تقدر بـ470 مليون يورو تعود إلى العهد الملكي الإيراني.
وفي هذا الصدد، تواترت أنباء الشهر الماضي عن جهود عمانية لعقد اتفاق بين إيران ودول غربية من شأنه أن يحقق إفراجا عن سجناء مقابل الإفراج عن ارصدة إيرانية مجمدة. وسرت أنباء أن عمان تلعب دوراً في استكمال إجراءات صفقة تبادل السجناء، مقابل الإفراج عن أرصدة إيرانية تبلغ 7 مليارات دولار. وفي حال أُنجز هذا الاتفاق، فإن الأموال كانت ستودع في حسابات للبنك المركزي الإيراني في مسقط.
وكان سلطان عمان هيثم بن طارق في استقبال الرئيس الإيراني لدى وصوله إلى المطار الخاص في العاصمة، وأقيمت له مراسم استقبال رسمية له في وقت لاحق في قصر العلم السلطاني، وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسميَّة استعرضا خلالها «آفاق التعاون المشترك والعلاقات الثنائية وتطويرها وخاصة تلك المتعلقة بالتعاون التجاري والاستثماري المشترك في مختلف المجالات» بحسب بيان مشترك صدر في نهاية اللقاء. وقال البيان إن الجانبين بحثا «عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعبَّرا عن ارتياحهما لمستوى التشاور والتنسيق السياسي القائم على مختلف المستويات».وأكَدا «أهمية مضاعفة الجهود وبذل المساعي لضمان استمرار الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم والتنسيق والتشاور بين الجانبين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية حول القضايا التي تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».
ووقّعت سلطنة عُمان وإيران، أمس، عدداً من مذكرات التفاهم وبرامج التعاون، تشمل قطاعي الطاقة والنقل. وذكرت وكالة الأنباء العمانية، أن الجانبين وقّعا ثماني مذكرات تفاهم وأربعة برامج تعاون في مجالات النفط والغاز والنقل، والدراسات الدبلوماسية والتدريب، والإذاعة والتلفزيون.
وصرح وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، بأن هناك حزمة أخرى من مذكرات التفاهم وبرامج العمل التنفيذية ستُوقّع مع الجانب الإيراني لاحقاً. ومن المتوقّع أن يُعيد الطرفان مناقشة اتفاق بناء خط أنابيب لتوريد الغاز من إيران إلى سلطنة عُمان يعود إلى نحو عقدين من الزمن. وكانت الدولتان وقّعتا مذكرات تفاهم عدة في هذا الموضوع، لكن المشروع لم يبصر النور.
وقبيل مغادرته طهران، قال رئيسي، حسبما نقلت عنه وكالة «إرنا» الرسمية، إنّ «العلاقات التجارية بين إيران وسلطنة عمان ستتحسن بالتأكيد في مختلف المجالات، بما فيها النقل والطاقة والسياحة، خاصة السياحة الصحية»، مضيفاً أنه «سيتم في هذه الزيارة توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين».
ولفت إلى أنّ الزيارة تأتي في «إطار سياسة الحكومة القائمة على تعزيز العلاقات مع دول الجوار».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن رئيسي، قوله، إن تمتين العلاقات من الأهداف الرئيسية لزيارته إلى عمان، مشدداً على أن «التعاون الإقليمي وإجراء الحوار من شأنهما أن يضمنا الأمن لمنطقتنا»، وأضاف أن «الوجود الأجنبي لا يجلب الأمن للمنطقة، بل يهدده».
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مليار و336 مليون دولار خلال السنة المالية الإيرانية الماضية المنتهية في مارس (آذار).


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إيران تكشف عن موقع لتخزين السفن والزوارق تحت الأرض

زوارق مجهزة برشاشات وصواريخ في أنفاق تحت الأرض في إيران (لقطة من فيديو بثه التلفزيون الإيراني الرسمي)
زوارق مجهزة برشاشات وصواريخ في أنفاق تحت الأرض في إيران (لقطة من فيديو بثه التلفزيون الإيراني الرسمي)
TT

إيران تكشف عن موقع لتخزين السفن والزوارق تحت الأرض

زوارق مجهزة برشاشات وصواريخ في أنفاق تحت الأرض في إيران (لقطة من فيديو بثه التلفزيون الإيراني الرسمي)
زوارق مجهزة برشاشات وصواريخ في أنفاق تحت الأرض في إيران (لقطة من فيديو بثه التلفزيون الإيراني الرسمي)

كشفت القوة البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، السبت، عن موقع لتخزين السفن تحت الأرض في «المياه الجنوبية» لإيران، وفق لقطات بثها التلفزيون الرسمي.

وأظهرت اللقطات، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، عشرات السفن الصغيرة المجهزة برشاشات وصواريخ في أنفاق المنشأة تحت الأرض.

وأوضح التلفزيون الرسمي أن «هذه المنشأة، حيث تخزن قطع بحرية هجومية وقطع قاذفة للصواريخ، تقع على عمق 500 متر في المياه الجنوبية لإيران»، دون مزيد من التفاصيل حول الموقع.

وتفقّد المنشأة قائد «الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي، وقائد القوة البحرية في «الحرس الثوري» العميد علي رضا تنكسيري، وفق اللقطات التلفزيونية.

وقال سلامي: «نؤكد للأمة الإيرانية العظيمة أن شبابها قادرون على الخروج بشرف وتحقيق النصر من أي معركة بحرية ضد الأعداء الكبار والصغار».

وكُشف عن الموقع قبل يومين من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي اعتمد خلال ولايته الأولى سياسة «ضغوط قصوى» على إيران.

وأكد التلفزيون الرسمي أن «بعض هذه السفن قادر على ضرب سفن ومدمرات أميركية».

وكان التلفزيون الرسمي عرض في 10 يناير (كانون الثاني) مشاهد نادرة ظهر فيها سلامي يزور قاعدة صاروخية تحت الأرض استخدمت، حسب القناة، في أكتوبر (تشرين الأول) لشن هجوم على إسرائيل بنحو 200 صاروخ، تضمنت لأول مرة صواريخ فرط صوتية.

وقالت طهران يومها إن هذه الضربات أتت رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران في يوليو (تموز)، وعلى مقتل جنرال إيراني في الضربة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية التي أودت في 27 سبتمبر (أيلول) بالأمين العام السابق لـ«حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران حسن نصر الله.

وأعلنت إسرائيل نهاية أكتوبر أنها شنت ضربات على مواقع عسكرية في إيران، رداً على هجوم طهران.