ابتكار روبوت مرن لعلاج تجلط الدم

ابتكار روبوت مرن لعلاج تجلط الدم
TT

ابتكار روبوت مرن لعلاج تجلط الدم

ابتكار روبوت مرن لعلاج تجلط الدم

ابتكر مجموعة من العلماء الروس بجامعة البحوث الوطنية (ITMO) ببطرسبورغ طريقة جديدة لعلاج تجلط الدم باستخدام روبوتات لينة ما يسمح بالتخلص من عمليات القسطرة القديمة التي تهدد صلابتها صحة المريض، وذلك حسبما ذكرت وكالة أنباء «تاس» الروسية للأنباء.
وأشار المكتب الإعلامي للجامعة إلى أن العلماء ابتكروا روبوتات لينة يتحكم بها بمجال مغناطيسي يمكن استخدامها بعلاج تجلط الدم.
وجاء في بيان المكتب «يقترح علماء جامعة ITMO علاج تجلط الدم بواسطة روبوتات مرنة يتم التحكم بها بالمجال المغناطيسي. وهذه الطريقة أكثر أمانا من نظائرها، وسوف تقلل مستقبلا من عمليات التدخل في الجسم وتحمي الجدران الداخلية للأوعية الدموية من التلف، وهذا بدوره يقلل من نشوء تجلطات جديدة».
وفي هذا الاطار، تقول المهندسة آنا بوزيتكوفا العاملة بالمركز الدولي للبحوث SCAMT التابع لـ ITMO «نخطط لإدخال الروبوتات في الوعاء الدموي على شكل شريط ناعم، ولكن تحت تأثير مجال مغناطيسي دوار يتم تحويله لشكل حلزوني (لولب) (يذهب) لمكان الجلطة، وكما (المثقاب) يلف الجلطة ويربطها. وبعد ربطها، تعود معه تحت تأثير المجال المغناطيسي إلى نقطة البداية، حيث يقوم الطبيب برفعها من الوعاء الدموي».
ووفقا للبيان، فان حركة الروبوتات تبرمج بواسطة المجال المغناطيسي، وبفضل التحكم به عن بعد لا يؤذي الأوعية الدموية عند حركته.
جدير بالذكر، يبلغ طول الروبوت 15 مليمترا وعرضه مليمان، ما يسمح له بالتحرك بسهولة عبر الأوردة العميقة، والوصول إلى أماكن يصعب الوصول إليها. وقد اجتاز الروبوت بنجاح جميع الاختبارات المخبرية.


مقالات ذات صلة

متى يجب تجنب الفازلين ومن الممنوعون منه؟

صحتك متى يجب تجنب الفازلين ومن الممنوعون منه؟

متى يجب تجنب الفازلين ومن الممنوعون منه؟

من المرجح أن يؤثر الهواء البارد والرياح ومستويات الرطوبة المنخفضة خلال الموسم الرطوبة على بشرتك، ما يجعلها جافة وباهتة ومتقشرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بينها التهاب الكبد والسرطان... حالات صحية تسبب اليرقان

بينها التهاب الكبد والسرطان... حالات صحية تسبب اليرقان

غالبًا ما يكون اصفرار الجلد نتيجة لليرقان، وهي حالة ليست مرضًا في حد ذاتها، ولكنها تحدث بسبب مشكلة صحية أساسية مرتبطة بالكبد أو المرارة أو القنوات الصفراوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 طرق لتنظيف شعرك من دون شامبو!

6 طرق لتنظيف شعرك من دون شامبو!

بالنسبة لكثير من الناس، غسل الشعر كل يوم يعني النظافة وصحة الشعر الجيدة. لكن الأطباء وخبراء الشعر ينصحون بأنه ليس من الجيد غسل شعرك يوميًا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أعشاب بحرية أسترالية تعزز مستويات الكولاجين بخلايا الجلد !

أعشاب بحرية أسترالية تعزز مستويات الكولاجين بخلايا الجلد !

إذا كنت تصدق العناوين الرئيسية، فإن الأعشاب البحرية يمكن أن تفعل أي شيء تقريبا؛ بدءا من تخزين أطنان من الكربون ومنع الأبقار من إطلاق غاز الميثان

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: تزايد استخدام القنب لتخفيف أعراض انقطاع الطمث

دراسة: تزايد استخدام القنب لتخفيف أعراض انقطاع الطمث

أشارت دراسة جديدة إلى أن المزيد من النساء يستخدمن القنب لتخفيف أعراض انقطاع الطمث؛ إذ تستخدم بعض النساء في منتصف العمر الماريجوانا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

متحف مصغّر لمخطوطات ومقتنيات نادرة في معرض الكتاب

إحدى المخطوطات في جناح مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، في معرض الرياض الدولي للكتاب (الشرق الأوسط)
إحدى المخطوطات في جناح مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، في معرض الرياض الدولي للكتاب (الشرق الأوسط)
TT

متحف مصغّر لمخطوطات ومقتنيات نادرة في معرض الكتاب

إحدى المخطوطات في جناح مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، في معرض الرياض الدولي للكتاب (الشرق الأوسط)
إحدى المخطوطات في جناح مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، في معرض الرياض الدولي للكتاب (الشرق الأوسط)

يقدم جناح مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، في معرض الرياض الدولي للكتاب، مجموعة واسعة من المخطوطات النادرة، تُمثل نماذج من مقتنيات المجمع، الذي يحتفظ بوثائق يبلغ عمر بعضها أكثر من 1000 عام.

ويجتذب الجناح مئات الباحثين والزوار، حيث يقدم مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية متحفاً مصغراً يعرض بعض المصاحف المذهبة، بينها مصحف يضم ترجمة وتفسيراً يعود لعشرات السنين، وعدد من الوثائق التاريخية، إضافة إلى بعض المقتنيات الأثرية التي يضمها المجمع، والتي توثق الاهتمام بالمسجد النبوي الشريف، وصيانته، وبعض مقتنياته، ومنها ستائر الحجرة النبوية القديمة، التي عُني المجمع بترميمها والمحافظة عليها.

مخطوطة من كتاب «تاريخ نجد» (الشرق الأوسط)

ومن بين المخطوطات، مخطوطة كتاب «المحرر في الفقه» المطبوع في العام 1950 ومخطوطة لكتاب البخاري «الجامع المسند»، ومخطوطة من كتاب «تاريخ نجد» لمحمد الفاخري الذي يعود تاريخ كتابته إلى القرن الثامن عشر.

ويسعى مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، في المدينة المنورة، الذي تأسس قبل نحو 10 سنوات، للمحافظة على المكتبات الوقفية وخدمتها وإتاحتها للباحثين والزوار، والعناية بالمقتنيات النادرة والمحافظة عليها، وتطوير منهجية علمية وعملية للمحافظة على المكتبات الوقفية ذات المحتويات النادرة، مع القيام بعمل الأبحاث والدراسات وتشجيع البحث العلمي في مجال اختصاصاته، والإسهام في التعريف بالتراث الحضاري العربي والإسلامي المخطوط، وإبرازه ونشره، كما يعمل على بناء قواعد معلومات إلكترونية متقدمة بمحتويات المجمع.

قنديل من مقتنيات المسجد النبوي (الشرق الأوسط)

ويطمح المجمع لأن يتحول إلى واحد من المراكز المعنية بحفظ المقتنيات والمخطوطات والعناية بها وصيانتها، مع تجهيز مقره بأحدث التجهيزات التقنية وقاعات للمخطوطات والمكتبات الوقفية وقاعة للمكتبة الإلكترونية وقاعة لمكتبة الأسرة، بالإضافة إلى قاعة متحفية لعرض المقتنيات الثمينة وفق أعلى المعايير العالمية.

وكان أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية، قد أكد أن المجمع يتلقى دعماً من قيادة المملكة، ما يؤكد الاهتمام برعاية العلوم والأصول الثقافية والمخطوطات النادرة، ما يعكس الإرث المعرفي والحضاري، الذي تحويه المكتبات الوقفية.

وأشار أمير المنطقة إلى أهمية الاستفادة من منظومة الخدمات النوعية ونقلها للمستويات العالمية والاستفادة من التقنية والتحول الرقمي في العناية بالتراث، ما يساهم في تحويل المجمع إلى وجهة جاذبة لزوار المدينة المنورة، وتجربة إثرائية ومعرفية مرتبطة بالتراث والتاريخ الإسلامي.


كيف يساعد الذكاء الاصطناعي وعلوم الدماغ في صناعة العطور؟

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي وعلوم الدماغ في صناعة العطور؟
TT

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي وعلوم الدماغ في صناعة العطور؟

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي وعلوم الدماغ في صناعة العطور؟

تتطلع العلامات التجارية، التي تعمل في مجال منتجات التجميل، إلى الأبحاث والتكنولوجيا الخاصة بالروائح المصمَّمة لإثارة استجابات عصبية محددة لاستكشاف العوامل التي تجذب المشترين، حسب تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية. يُذكر أن صناعة العطر فن يمكن تتبُّع أثره إلى اليونان القديمة، لكن بدأ صناع العطور في زمننا الحالي التطلع إلى ما يتجاوز أنوفهم من أجل تصنيع العطور والروائح التي تروق لنا بشكل كبير، حيث يتجهون عوضاً عن ذلك إلى الذكاء الاصطناعي.

ويمكن تصميم العطور الآن بحيث تثير استجابات عاطفية محدَّدة باستخدام مكوِّنات تُعرف باسم الروائح المصممة لإثارة استجابات عصبية محددة، أوضحت القياسات الحيوية أنها تثير مشاعر إيجابية مختلفة، مثل الهدوء أو النشوة أو النعاس. ويصمم هوغو فيريرا، باحث في معهد هندسة الفيزياء الحيوية والهندسة الطبية الحيوية، خرائط لنشاط الدماغ والاستجابات للعطور، من أجل إنشاء قاعدة بيانات للروائح المصممة لإثارة استجابات عصبية محددة، ويقول إن حاسة الشمّ مذهلة. يوضح قائلاً: «يمكن للمرء من خلال البصر والسمع تخيل وجه شخص يحبه أو نغمة مفضَّلة له. من الصعب تخيل رائحة رغم أنها قادرة على إثارة وابل من المشاعر والذكريات». ويقول فيريرا إن هذا بسبب تكوين الجهاز الشمّي، حيث يتم إرسال الرسائل من مستقبلات الرائحة عبر البصلة الشمية إلى مناطق مختلفة من المخ تسيطر على كل شيء؛ بدءاً من الذاكرة أو العطش وصولاً إلى ردود الفعل المتوترة. وأضاف قائلاً: «إن الشم هو الحاسة الأكثر تنوعاً ولها كثير من المستقبلات، حيث توجد نحو 400 عائلة مورّثات مستقبلات شمّ مختلفة بحسب التقديرات. ربما تفسر تلك الارتباطات المتنوعة كيف يمكننا (شمّ رائحة الخوف) أو (شمّ رائحة النصر)».

ولقد استثمرت العديد من العلامات التجارية لمنتجات التجميل في الأبحاث والتكنولوجيا العصبية، حيث من الواضح أن إمكانيات إنشاء عطور أثبتت أنها تجعل المستهلكين يشعرون بالرضا هي إمكانيات كبيرة. وأبرمت «لوريال» شراكة مع شركة التكنولوجيا العصبية لإنشاء «تجربة» اختيار الرائحة. وخلال عام 2023، استخدم المتسوقون في بعض متاجر بجميع أنحاء العالم سماعة رأس لإنشاء مخطط كهربية للدماغ (EEG) لاكتشاف الروائح التي تنال إعجابهم. وتظهر النتائج حتى الآن أن 95 في المائة من العملاء الذين استخدموا سماعة الرأس وجدوا العطر المناسب لهم. وتقول شركة الأزياء والعطور «بويج» إن الأمر استغرق 45 مليون قراءة دماغية لرجال تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً لتصنيع عطر «فانتوم» من «باكو رابان»، مضيفةً الخزامى والليمون إلى التركيبة نتيجة لأبحاثها. يحتوي ماء عطر «جيفنشي» أحدث إصدار لمجموعة Very Irresistible التي ظلَّت الأكثر مبيعاً لمدة 20 عاماً.


«فنون الطهي» تختتم مهرجان القهوة السعودية

تحظى القهوة السعودية باهتمام كبير من السعوديين لكونها المشروب الوطني للبلاد (واس)
تحظى القهوة السعودية باهتمام كبير من السعوديين لكونها المشروب الوطني للبلاد (واس)
TT

«فنون الطهي» تختتم مهرجان القهوة السعودية

تحظى القهوة السعودية باهتمام كبير من السعوديين لكونها المشروب الوطني للبلاد (واس)
تحظى القهوة السعودية باهتمام كبير من السعوديين لكونها المشروب الوطني للبلاد (واس)

اختتمت هيئة فنون الطهي مهرجان القهوة السعودية 2023، الذي قدم لزوّاره تجربةً ثقافية ثريّة عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج التي استعرضت مدى تقدم صناعة القهوة في السعودية، ودورها المحوري في الثقافة السعودية على مرّ العصور بوصفها رمزاً للضيافة والحفاوة والتقاليد الأصيلة.

ويأتي المهرجان للتعريف بالقهوة السعودية، من خلال ثلاث مناطق رئيسية، تبدأ من «فنجال الضيف» التي ضمت ثلاثة أركان، أولها «رحلة شجرة البُن» التي تطرح عبر شاشات الواقع المعزز مسيرة القهوة من المزرعة إلى الفنجال، مع إبراز القيمة الثقافية والاقتصادية للقهوة السعودية.

ويأتي الركن الثاني «أهل الدِّلال» للتعريف بشذى وعبَق القهوة السعودية ونكهاتها المختلفة في تجربةٍ استثنائية تعرض أنواع القهوة السعودية بحسب المناطق: الشمالية، والجنوبية، والغربية، والشرقية، في حين يقدم الركن الأخير «محمصة البُن الحديثة» مشاهد حيّة لرحلة تحوُّل البُنّ، وتأثير التنوع الثقافي في المملكة على كيفية التعامل مع مكونات القهوة.

ويلي ذلك منطقة «فنجال الكيف»، التي شملت أربعة أركان: أولها يُمثّل سوقاً للقهوة تُمكّن الزوار من استكشاف مجموعةٍ واسعة من المقاهي والمحامص، ثم ركن المطاعم الذي يضم تشكيلةً متنوعةً من المطاعم المحلية، وركن «واحة الطفل» الذي يأتي كمنطقةٍ مصمَّمةٍ بما يتناسب مع الأطفال، و«فنجال الكيف» المخصص لمسابقة «درب الفنجال» التي تُسلط الضوء على ثقافة القهوة السعودية وطرق تحميصها.

وتأتي المنطقة الثالثة باسم «فنجال السيف» كقلبٍ نابض للمهرجان من خلال تصميمها بطريقةٍ إبداعية فريدة، وتعرض في ثناياها سلسلة من الجلسات الحوارية لتغطية تطوّر سوق القهوة السعودية، ودَور المملكة في سوق القهوة العالمية، إلى جانب العملية الزراعية لإنتاج البُن بالمملكة، لتشكل بذلك فرصةً ثمينة للتعلم والتواصل مع المختصين، كما يفعل الشعر العربي في هذه المنطقة لإبراز الثقافة السعودية، وذلك عبر استضافة نُخبة من الشعراء لتقديم قراءاتٍ شعرية تعكس تاريخ وثقافة القهوة وكرم الضيافة السعودية.

تتميز القهوة السعودية بلونها الأشقر الذي تغنى به الشعراء (واس)

ومنطقة «فنجال السيف» تضم «خيمة تعاليل» التي تُجسّد الثقافة السعودية وغِناها التاريخي وما تتميز به من كرم وأصالة، كما توفر تجربةً ثقافية تفاعلية للضيوف من خلال الاستمتاع بالقصص التقليدية، ومشاهدة عمليات تحميص القهوة، والاستماع إلى الروايات والشعر في رحلةٍ ممتعة، يقودها أحد الرواة، وإلى جانبه مختصٌّ يُحمّص القهوة السعودية، وآخرُ يستعمل النجر لطحن القهوة بعد حمسها.

وتسعى هيئة فنون الطهي من خلال هذه الفعالية إلى إبراز مكانة القهوة السعودية والاحتفاء بها، والتأكيد على ارتباطها بالهوية السعودية بوصفها منتجاً ثقافياً مميزاً، وإظهار التنوع في طرق إعدادها وتقديمها، وهو ما يعكس التنوع الثقافي الكبير في المملكة، إلى جانب إبراز مظاهر الكرم والضيافة السعودية الأصيلة المرتبطة بالقهوة وعاداتها الفريدة.


رحلات استكشافية برفقة 4 من نوابغ العربية ورموز أدبها الشعري

يتيح جناح «عام الشعر العربي» فرصة الانضمام إلى التجربة ومرافقة أشعر العرب وأكثرهم شهرة (الشرق الأوسط)
يتيح جناح «عام الشعر العربي» فرصة الانضمام إلى التجربة ومرافقة أشعر العرب وأكثرهم شهرة (الشرق الأوسط)
TT

رحلات استكشافية برفقة 4 من نوابغ العربية ورموز أدبها الشعري

يتيح جناح «عام الشعر العربي» فرصة الانضمام إلى التجربة ومرافقة أشعر العرب وأكثرهم شهرة (الشرق الأوسط)
يتيح جناح «عام الشعر العربي» فرصة الانضمام إلى التجربة ومرافقة أشعر العرب وأكثرهم شهرة (الشرق الأوسط)

من جبل قارة في الأحساء شرق السعودية، إلى قلب نجد، مروراً بحائل، تنطلق مبادرة «عام الشعر العربي»، الذي اختارته السعودية اسماً لهذا العام، رحلات استكشافية لمواطن 4 من أشهر شعراء العرب، وخوض تجارب فريدة لاكتشاف البيئة التي عاشوا وسطها، والظروف التي رعت ولادة نبوغهم الشعري وتأثيرهم في التاريخ العربي.

رحلات سياحية واستكشافية في مناطق سعودية مختلفة، لتأمل البيئات الجغرافية والطبيعية التي احتضنت حاتم الطائي، وامرأ القيس، وطرفة بن العبد، وقيس بن الملوح، حيث يتيح جناح «عام الشعر العربي» الذي يشارك في فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، فرصة الانضمام إلى التجربة ومرافقة أشعر العرب وأكثرهم شهرة، والتجول في الفضاء الجغرافي والبيئي الذي احتضن مواقفهم وقصصهم التي حفرت في الذاكرة العربية شعراً خالداً ومتداولاً حتى اليوم.

وفي الجناح، يقف بعض زوار المعرض من دول عربية، للاستفادة من هذه الفرصة الثمينة للتعرف على مسقط رأس شعراء عرب، طالما تعرفوا عليهم من خلال الورق، والقصائد التي أبقت قصصهم محفوظة في السطور، وتضاريس البلدات التي كانت مسرحاً لحياتهم، فيما تلوح فرصة مواتية لتأمل تلك الأماكن، واستعادة عبق الذكريات، وربط المشاهدة البصرية بما احتفظت به الذاكرة الشعرية.

رحلات استثنائية مع شعراء العربية

تأخذ الرحلة الاستثنائية مع امرئ القيس، المنضمين إليها في جولة تاريخية مع أحداث من حياته ومغامراته، ورحلة مليئة بالمحطات الممتعة والتجارب المدهشة، لاستكشاف تاريخ الشاعر امرئ القيس من قلب مسقط رأسه، والحكايات والمواقف التي عاصرها الشاعر، وتخللتها تجارب ومحطات مختلفة، فيها كثير من التأمل والتفكير العميق.

وفي منطقة حائل، يستمتع الزائر برحلة عن أكرم العرب حاتم الطائي، إحدى أبرز الشخصيات في الأدب والتراث العربي، الذي جسدت أشعاره القيم الثقافية والإنسانية، وكرمه الذي أبقى ذكره حياً حتى اليوم، شاهداً على عطائه، ومضرب مثل في الشجاعة والمروءة، وتتضمن الرحلة مغامرة في ربوع الطبيعة، وتحديات وتجارب فريدة في جبال آجا الشاهقة ومنازل حاتم الطائي العتيقة، ومحطات للأماكن التي عاش فيها الشاعر، وتجارب تعكس كرم العرب لضيوفهم.

وفي رحلة إلى الأحساء، يستكشف المشاركون عالم الشاعر الكبير طرفة بن العبد، الذي غزا قلوب العرب بقصائده الرائعة، وتلقي الرحلة الضوء على حياته وإرثه الأدبي وقصائده التي تعبر عن الحب وجمال الطبيعة، حول جبل قارة حيث التنوع الثقافي والتاريخي الذي تحمله بين طياته.

وفي رحلة قيس بن الملوح، الشخصية الأدبية الشهيرة والمرتبطة بأساطير الحب في الأدب العربي، يخوض المشارك تفاصيل رحلة سحرية في الرياض، تأخذه لاستكشاف جمال النجوم اللامعة في السماء، التي طالما اتخذها الشعراء والأدباء مصدر إلهام في قصائدهم وأعمالهم الأدبية، كما تشهد الرحلة إطلالة على الصخور حيث النهاية المأساوية التي عاشها الشاعر، عندما شهدت تلك الصخور ملحمة حب قيس بن الملوح وليلى العامرية.

عام للاحتفاء بديوان العرب

يأتي الجناح ضمن مبادرات «عام الشعر العربي»، الذي أطلقته وزارة الثقافة اسماً لهذا العام 2023، تعزيزاً لمكانة الشعر العربي في ثقافة الفرد، وتحتفي من خلاله بالدور الحضاري والقيمة المحورية للشعر في الثقافة العربية، وتعزز من جانب آخر دور الجزيرة العربية وشعرائها في بناء التاريخ الأدبي والفكري للتراث العربي.

وصدرت موافقة مجلس الوزراء السعودي، الذي عُقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مطلع العام الحالي، على تسمية عام 2023 «عام الشعر العربي»، تعميقاً للاعتزاز بالتراث والإبداع وتأصيلاً لدور الجزيرة العربية وطناً لثقافة العرب وإنجازهم الحضاري.

ويستمر الجناح في استقبال زوار معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الثقافة خلال الفترة من 28 سبتمبر (أيلول) إلى 7 أكتوبر (تشرين الأول) في حرم جامعة الملك سعود، وقد بدأ البعض في الانضمام إلى هذه الفرصة الفريدة، والالتحاق برحلة في ربوع المدن السعودية، التي كانت مسقط رأس نخبة من أشهر شعراء الأدب العربي.


أعشاب بحرية تمنح الأمل لإبطاء شيخوخة البشرة

دراسة حديثة كشفت عن خصائص مُحتملة للأعشاب البحرية البُنية في شفاء الجروح ومقاومة آثار الشيخوخة على الجلد (بابليك دومين)
دراسة حديثة كشفت عن خصائص مُحتملة للأعشاب البحرية البُنية في شفاء الجروح ومقاومة آثار الشيخوخة على الجلد (بابليك دومين)
TT

أعشاب بحرية تمنح الأمل لإبطاء شيخوخة البشرة

دراسة حديثة كشفت عن خصائص مُحتملة للأعشاب البحرية البُنية في شفاء الجروح ومقاومة آثار الشيخوخة على الجلد (بابليك دومين)
دراسة حديثة كشفت عن خصائص مُحتملة للأعشاب البحرية البُنية في شفاء الجروح ومقاومة آثار الشيخوخة على الجلد (بابليك دومين)

تكتسب الأعشاب البحرية البُنية أهمية خاصة بالنسبة لبيئة المحيطات، فهي توفر المأوى والغذاء للكثير من الكائنات البحرية، فضلاً على دورها في تنظيم المناخ العالمي عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. لكن دراسة حديثة كشفت عن خصائص أخرى مُحتملة للأعشاب البحرية البُنية، في شفاء الجروح ومقاومة آثار الشيخوخة على الجلد.

وأظهرت تجارب معملية تعتمد على خلايا جلدية شبيهة بالبشر أن مستخلصات اثنين من الأعشاب البحرية البُنية يمكن أن تمنع التفاعلات المرتبطة بشيخوخة الجلد، وتعزز مستويات الكولاجين، وذلك وفق دراسة في مجلة «أبحاث الطحالب»، نشر تفاصيلها موقع «ساينس أليرت» يوم الأحد.

وخلال الدراسة، أخضع فريق البحث، نوعان من «السيستوفورا» (Cystophora) وهي أعشاب بحرية تنتمي لجنس من الطحالب البُنية التي تنمو بالمياه المعتدلة حول أستراليا، لسلسلة من الاختبارات المعملية. وقِيسَت مستويات الكولاجين في وسط خطوط خلايا الجلد البشرية المزروعة في المختبر، بعد معالجتها بمسحوق الأعشاب البحرية. ووجد الباحثون أن النوعين وهما «C. moniliformis» و«C. siliquosa» نجحا في تحفيز الخلايا المزروعة في المختبر لإنتاج المزيد من الكولاجين، وهو أحد البروتينين البنيويين اللذين يمنحان البشرة الشابة امتلاءها، كما نجحا في تثبيط التفاعلات المرتبطة بظهور تأثيرات الشيخوخة على الجلد.

تأكيد فاعلية الأعشاب البحرية في مقاومة شيخوخة الجلد يحتاج لدراسات سريرية (بابليك دومين)

ومن جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة، الدكتور وي تشانغ، بقسم التكنولوجيا الحيوية الطبية في كلية الطب جامعة فلندرز الأسترالية: «لقد وجدنا أن المستخلصات من الأعشاب البحرية البُنية في جنوب أستراليا لديها إمكانات هائلة لاستخدامها للمساعدة في إبطاء آثار الشيخوخة على بشرتنا». وأضاف أن النتائج الأولية التي توصل إليها الفريق تشير إلى وجود سبب للتفاؤل.

وإذا نجح الباحثون في تطوير منتج آمن من أعشاب «السيستوفورا»، فستكون هناك حاجة لتجارب سريرية على البشر لاختبار الفوائد المزعومة لمستخلصات الأعشاب البحرية بدقة، وضمان سلامتها على البشر.

ورغم توافر الأعشاب البحرية البنية في صورة مكملات غذائية، لكن الباحثين يشددون على أن تلك المكملات ليست دائماً فعالة كما هو مأمول. كما أنه من غير الواضح في هذه المرحلة، كيفية استخدام مستخلصات الأعشاب البحرية، بوصفها منتجاً موضعياً يُطَبَّق على الجلد أو مكملاً غذائياً فموياً، من دون إجراء اختبارات تكشف فاعلية هذا الإجراء، وشددوا على أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتطوير منتج يحتوي على مركبات تركيزات مفيدة وآمنة للاستخدام البشري.


رسالة أعلن فيها كولومبوس اكتشاف أميركا للبيع في مزاد

صورة للرسالة نشرتها دار «كريستيز» للمزادات على موقعها
صورة للرسالة نشرتها دار «كريستيز» للمزادات على موقعها
TT

رسالة أعلن فيها كولومبوس اكتشاف أميركا للبيع في مزاد

صورة للرسالة نشرتها دار «كريستيز» للمزادات على موقعها
صورة للرسالة نشرتها دار «كريستيز» للمزادات على موقعها

ستعرض الرسالة التي أعلن فيها كريستوفر كولومبوس اكتشاف أميركا للبيع في مزاد لدار «كريستيز»، حيث من المتوقع أن تجلب ما يصل إلى 1.5 مليون دولار.

وكتب كولومبوس الرسالة التي غيرت مشهد العالم الحديث في عام 1493، بعد عودته إلى أوروبا إلى أمين الصندوق الملكي الإسباني لويس دي سانتانجيل حيث قال فيها: «لقد أبحرت إلى جزر الهند بالأسطول الذي أعطاني إياه الملك فرديناند الثاني والملكة إيزابيلا الأولى اللامعان، مَلِكانا، حيث اكتشفت عدداً كبيراً من الجزر التي يسكنها عدد لا يحصى من الناس. لقد استحوذت عليها جميعاً من أجل ملكنا العزيز».

ووصف كاتب سيرة كولومبوس، البروفيسور فيليبي فرنانديز أرميستو، ما جاء في الرسالة بأنه «التقرير الأول عن رحلة غيرت العالم حقاً».

وأشادت الرسالة بالأصول الطبيعية الغنية للجزر التي اكتشفها كولومبوس، وقد وصفت السكان الأصليين بـ «الخجولين للغاية وغير المثيرين للريبة والكرماء جداً» لدرجة تجعلهم يبدون «مثل الحمقى».

ويقول أرميستو: «في الوقت الحالي فقد كولومبوس مكانته السابقة بوصفه بطلاً فخرياً لكل الأميركيين، بسبب جرائمه التي ارتكبها بحق الهنود الحمر، لكن السمعة السيئة نادراً ما تؤذي القيمة السوقية للمرء، خصوصاً في الولايات المتحدة. تماماً مثلما يحدث مع الرئيس السابق دونالد ترمب الآن».

وأضاف: «سواء أعجبنا ذلك أم لا، لا يمكننا إنكار أهمية كولومبوس».

والآن، من المتوقع أن تباع ترجمة لاتينية نادرة لهذه الرسالة تعود إلى عام 1493، بما يصل إلى 1.2 مليون جنيه إسترليني (1.5 مليون دولار) في مزاد هذا الشهر.

وظلت هذه الوثيقة التي ستعرض للبيع ضمن مجموعة سويسرية خاصة منذ ما يقارب قرناً من الزمان، ووصفتها دار «كريستيز» بأنها «أقدم طبعة يمكن الحصول عليها من رسالة كولومبوس».


«هي الفنون»... يحتفي بإبداعات المرأة في مجالات متنوعة

جانب من الحفلات الغنائية في الحدث (إدارة المهرجان)
جانب من الحفلات الغنائية في الحدث (إدارة المهرجان)
TT

«هي الفنون»... يحتفي بإبداعات المرأة في مجالات متنوعة

جانب من الحفلات الغنائية في الحدث (إدارة المهرجان)
جانب من الحفلات الغنائية في الحدث (إدارة المهرجان)

قيل في التراث العربي: «كل ما لا يؤنّث لا يُعوّل عليه»، لتصبح هذه المقولة بمنزلة «شهادة إنصاف لحواء»، تؤكد خصوصية الحضور النسوي انطلاقاً من أكثر الأشياء المادية بساطةً حتى أكثر الأفكار الفلسفية عمقاً.

من هذا المفهوم، وُلدت فكرة مهرجان «هي الفنون» (She Arts) الدولي للاحتفاء بإبداعات المرأة في مختلف المجالات الفنية. وتشهد الدورة الثالثة التي افتُتحت (الخميس) في مركز «التحرير الثقافي» بالجامعة الأميركية (وسط القاهرة)، تنوّعاً في الأنشطة ما بين الموسيقى، عبر 14 حفلاً، والسينما عبر 4 أفلام، إلى ورش عمل وحلقات نقاشية وعرض مسرحي.

وأشاعت فرقة «لاس ميغاس» الإسبانية المكوَّنة من 4 عناصر نسائية حالة بهجة، خاصة في حفل الافتتاح، عبر إيقاعات الفلامنكو والرقصات الشعبية المحلية التي تفاعل معها الجمهور.

إقبال كبير على معرض الصور (إدارة المهرجان)

ويرفع المهرجان شعار «تاء التأنيث» ليس لانتماء جميع المُشارِكات فيه إلى الجنس اللطيف فحسب، بل أيضاً على مستوى المضمون الذي تطرحه الأغنيات والعروض الراقصة ومنتجات الحِرَف اليدوية النسائية، كذلك معرض التصوير الفوتوغرافي باسم «أنوثة».

ومن أبرز الفنانات المُشارِكات من مصر، المطربة دينا الوديدي، إلى عازفتَي «الهارب» منى واصف وفاطمة عادل، ومطربات الراب دارين، وفاتي، وهالة، وقائدة الأوركسترا دنيا الدغيدي، وفرقة «طبلة الست».

المؤسِّسة نيفين قناوي تُلقي كلمة الافتتاح (إدارة المهرجان)

في هذا السياق، تؤكد مؤسِّسة المهرجان ومديرته نيفين قناوي لـ«الشرق الأوسط» أنّ الدورة تشهد مشاركة سعودية لافتة من خلال الفنانة «فلانة»، وهي مطربة وملحّنة ومؤلِّفة أغنيات جذبت الجمهور إلى فنّها المميز في فترة قصيرة، مشيرة إلى أنه «من مفاجآت الدورة أيضاً، عرض شديد الخصوصية تقدّمه فنانات لاجئات من السودان من خلال فريق (الجزيرة المعزولة)، للمرة الأولى، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)».

وتضيف: «تشارك لاجئات من جنسيات مختلفة أخرى في معرض للحِرَف اليدوية، وتشهد العروض الموسيقية مشاركة لافتة من الولايات المتحدة وإيطاليا والبرتغال وأرمينيا ولبنان».

من أجواء افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

«فلانة» هو اللقب الذي اختارته الفنانة السعودية الشابة نادين لنجاوي، الحاصلة على شهادة في الهندسة المعمارية من جامعة «بيت الحكمة» في السعودية. بدأت تجربتها من خلال أغنيات بالعربية والإنجليزية عبر منصة «ساوند كلاود» عام 2012، فيما يعرف بـ«البوب الإلكتروني».

ولفتت الأنظار داخل المملكة وخارجها، وشاركت في مهرجانات أبرزها «وصلة للموسيقى البديلة»، و«ساوند ستورم ميدل إيست» بالعاصمة الرياض.

تنفي قناوي أن «يكون اسم المهرجان أو توجّهه العام ينطوي على تعصُّب أو إقصاء للآخر»، مؤكدة أنه «احتفاء بالخصوصية النسوية في الفن، أصل الحضارات ومفتاح الثقافات، خصوصاً أنّ بعض الفعاليات تقام بالتوازي في مركز (الجزويت) بمحافظتي المنيا والإسكندرية».

العلاقة بين الرقص والفلكلور أحد أبرز اهتمامات المهرجان، سواء في إطار عالمي ممثَّل بعروض وورش عمل تقدّمها فرقة «لاس ميغاس» الإسبانية، أو في إطار عربي من خلال أنشطة مُشابهة تقدّمها نغم صلاح التي شاركت في تصميم رقصات عرض «طريق الكباش» (2021)، إلى العرض الراقص من إخراج كارول عقاد.


أحمد غصين يعكس في أعماله معاناته الشخصية

لوحات لصور التقطها غصين في أكتوبر 2019 (الشرق الأوسط)
لوحات لصور التقطها غصين في أكتوبر 2019 (الشرق الأوسط)
TT

أحمد غصين يعكس في أعماله معاناته الشخصية

لوحات لصور التقطها غصين في أكتوبر 2019 (الشرق الأوسط)
لوحات لصور التقطها غصين في أكتوبر 2019 (الشرق الأوسط)

أحمد غصين هو مخرج سينمائي، حصد أكثر من جائزة وشكل «جدار الصوت» أحدث أفلامه. في معرضه الفني «سيروتينين وبنزين وجسد خائن شذرات من الواقع»، يوقع فيلماً من نوع آخر، يمزج ما بين الواقع والخيال، ولد من قلب معاناته الشخصية. ففي أعماله المعروضة في غاليري «مرفأ» الواقع على أبواب ميناء بيروت يفرغ مشاعره العبثية، يقص الورق، يرشّ الفيول ويصور الناس بوجوه ممحية. يخبر زائر المعرض عن تجاربه الإنسانية منذ عام 2019 حتى اليوم. بعض لوحاته تحمل علامات استفهام كثيرة، وبعضها الآخر يروي مشاعر تخالجه من فراغ كبير، يئن تحت ثقل الأيام والانهيارات التي أصابت البلاد، فوقعت على كاهله مثله مثل غيره من اللبنانيين.

كل أزمات لبنان من اقتصادية وبيئية واجتماعية، يجمعها غصين في لوحات اصطفت على حيطان غاليري «مرفأ» بتأنٍ، تماماً عكس القلق الذي يعيشه و«عبقة الصدر» التي تخنقه.

يبدأ مشوارك مع حياة أحمد غصين من خلال لوحات وقطع فنية، بعضها غطاها بطبقة ذهبية كي يبرز مدى أهميتها في حياة اللبناني البائس، وبعضها الآخر عرضها كما هي كدفتر حساباته المصرفية. وبدل العلاج بالدراما أتقن غصين العلاج بالفن التشكيلي. فأخرج من أعماقه كل القلق الذي يسكنه، نثره هنا بصور وهناك بأعمدة من ورق، فكتب بأنامله قصة لبناني يحاول مواجهة الانهيارات التي يواجهها بالجملة. وأطلق الفنان عليها هذا العنوان السهل الاشتعال، ليترجم كل الخيانات التي تعرض لها. فكما جسده وصوته وإيقاع تنفسه وعقله الذي شحّت طاقته، فإن جميعهم غدروا به. وهذا الصراع ما بين دماغه وجسده أنهكه، فراح، كما يقول غصين، يبحث عن الهرمونات التي تسهم في تزويده بجرعات من السعادة والضحك.

نحو 6 لوحات لصور فوتوغرافية التقطها غصين بعدسة جهازه المحمول في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، متشابهة إلى حد كبير تصطف على الحائط كقصة متسلسلة يحاول مشاهدها اكتشاف الفرق بينها. ويبرز في جميع الأعمال رجل يرتدي الأزرق ويمسك بكاميرته طيلة الوقت، فيقدمه غصين في الصور الـ6 متسائلاً عن مهمته الحقيقية. هل يدّعي التصوير وهو رجل مخابرات؟ أو أنه مجرد هاوي تصوير تظاهرات أكتوبر إبان اندلاع الثورة. وبعدها راح غصين يمحو وجوه شخصيات صوره من المتظاهرين، فبدوا وكأنهم يرتدون الأقنعة. ورغب بذلك أن يقوم بما يناقض مهمة الرجل المجهول. فالأخير يحاول أن يحفظها ويوثقها، أما غصين فأراد العكس. برأيه كل هؤلاء الناس الذين تظاهروا من باب ثورة 17 أكتوبر اختفوا وما عادوا موجودين.

مقابل الصور الـ6 يروي غصين قصته معها، ولماذا لفته الرجل الغامض؟ وتحت عنوان «أصوره يصورني» نتابع محتواها الموزع أيضاً على 6 لوحات مكتوبة بخط اليد، يعبر فيها عن تلك العلاقة المبهمة التي ولدت بينهما بصورة عفوية.

ومن معرض بيروت «كاوتشوك» لمروان رشماوي استعار غصين قطعة لخريطة بيروت من عام 2004. وبعنوان «أجزاء من بيروت 2019» استخدمها لتصوير مناطق من بيروت لم تتغير منذ ذلك العام، وهي ساحة النجمة، والسراي الحكومي، والبرلمان. أما باقي أقسام بيروت فبدّلها تماماً وغيّر ملامحها وكيفية توزعها على الأرض. في رأيه، اهتزت بيروت بأكملها منذ ثورة أكتوبر 2019، إلا الوسط السياسي فقد بقي على حاله ولم يتزعزع.

وفي القسم الثاني من المعرض ينتقل غصين إلى مرحلة المعاناة والانهيارات التي عاشها اللبنانيون وهو واحد منهم. ويستهله بقطعة بلاستيك مغطسة بالذهب وهي كناية عن القمع الذي اعتاد اللبنانيون استعماله لنقل البنزين من غالونات معبأة بالفيول إلى خزان الوقود للسيارات. لماذا كللها بالذهب وصورها كقطعة قيمة؟ تقول ليتيسيا منسقة المعرض: «لأنها شكّلت باب الفرج الوحيد عند اللبناني في ظل أزمة انقطاع الوقود، فكانت الوسيلة الوحيدة التي تخوله التنقل بسيارته من مكان إلى آخر بشكل طبيعي».

ويكمل أحمد غصين مشواره مع الأزمات في لبنان فيصور دفتر حساباته المصرفي في «فرنسبنك»، وكانت قيمته تبلغ 20 مليون ليرة. وأطلق على هذا التجهيز الفني اسم «عم قصّ المصاري قصّ» وهو كناية عن أعمدة ورقية متفاوتة الطول، تمثل تراجع سعر صرف الليرة أمام الدولار. ومع العملة الورقية اللبنانية من ألف و5 آلاف و10 آلاف و20 ألفاً، يتكون نفس المبلغ الذي كان في حسابه.

وفي نهاية المعرض تستوقفك عبوات بلاستيكية تتسع لـ20 ليتراً من المياه، عبأها أحمد غصين بألوان الوقود من مازوت وفيول وحوّلها إلى قطع فنية مصنوعة من مادة الـ«ريزين». هذه العبوات المعروفة باسم «غالون أصلي» للإشارة إلى أنه لا غش فيها، حوّلها إلى مادة صلبة كي لا تُفتخ مرة جديدة، فيضع حداً لفترة معاناة طويلة عاشها اللبناني بحثاً عن نقطة فيول توفر له التنقل بسيارته.

أما العمل البصري الوحيد الموجود في المعرض فهو كناية عن فيديو يعرض في صالة مقفلة، فكرته عنوانها «شو قلبك عم يوجعك؟» ويوضح غصين: «في هذا العمل نص فردي عن جميع المحاولات التي مارستها كي أبقى سويّ النفس، في ظل الانهيار. هوسي كان يدور حول هرمونات السعادة (دوبامين واكسيتوسين) وكيف تعمل بداخلك، فتزودك بالرضى والاكتفاء الذاتي، بحثاً عن طرق ترفع نسبتها في الجسم على وقع ازدياد العبث والجنون في البلد».


جسور ثقافية بين الشعوب والحضارات في معرض الرياض الدولي للكتاب

معرض الرياض الدولي للكتاب تجمُّع ثقافي عالمي يوسع آفاق المعرفة والتبادل الثقافي بين الدول (وزارة الثقافة)
معرض الرياض الدولي للكتاب تجمُّع ثقافي عالمي يوسع آفاق المعرفة والتبادل الثقافي بين الدول (وزارة الثقافة)
TT

جسور ثقافية بين الشعوب والحضارات في معرض الرياض الدولي للكتاب

معرض الرياض الدولي للكتاب تجمُّع ثقافي عالمي يوسع آفاق المعرفة والتبادل الثقافي بين الدول (وزارة الثقافة)
معرض الرياض الدولي للكتاب تجمُّع ثقافي عالمي يوسع آفاق المعرفة والتبادل الثقافي بين الدول (وزارة الثقافة)

الرياض تقرأ الفرنسية، وجناح الصين يستعرض ألواناً من ثقافته وكنوز أدبه المترجمة إلى العربية، ومبادرة «ترجم» السعودية تنقل كتاب الرئيس الكازاخستاني للمكتبة العربية، والكثير من نوافذ الثقافة العالمية تمدّ جسوراً من التبادل الحضاري والتواصل الثقافي عبر معرض الرياض الدولي للكتاب الذي انطلق لتجسير الثقافات وتعزيز التواصل بين الأمم والحضارات.

من 32 دولة، تشارك مئات الدور في تقديم أحدث إصداراتها إلى جمهور سعودي وعربي نهِم للقراءة، ومتطلّع لمتابعة ما تسفر عنه المكتبة العربية والدولية من جديدها في مختلف الفنون والعلوم، كما يزخر البرنامج الثقافي الأكبر بين معارض الكتب العربية، بالمنصات التي تلقي الضوء على تجارب المجتمعات والشعوب والثقافات أمام استحقاقات النهضة والتنمية والازدهار.

وفي مسرح كيت وكيت، الذي من المنصات التي يحتضنها معرض الرياض الدولي للكتاب، التأم الحضور لتدشين كتاب «كلمة عن أبي» الذي ألّفه رئيس جمهورية كازاخستان «قاسم جومارت توقاييف»، وترجمه إلى العربية الدكتور محمد رياض علوش.

وقال بيريك إيرين، السفير الكازاخستاني لدى السعودية خلال المناسبة إن «معرض الرياض الدولي للكتاب»، يعدّ تجمعاً ثقافياً عالمياً يوسع آفاق المعرفة والتبادل الثقافي بين الدول، ومن جهته قال حاتم الشهري، مدير وكالة «حروف» الأدبية، إن مبادرة «ترجم» التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، واحدة من أهم الخطوات النوعية التي تلبي حاجة المكتبة العربية إلى أحدث الإصدارات، ونقلها إلى الجمهور العربي المتطلع لإطلالة من نوافذ الكتاب إلى تجارب الآخرين، مؤكداً أن المبادرة هي جهد سعودي رصين في دعم الثقافة العربية، ومن شأنها التقريب بين الثقافات.

من 32 دولة تشارك مئات دور النشر في تقديم أحدث إصداراتها إلى جمهور سعودي وعربي نهِم للقراءة (واس)

وفي أحد أجنحة معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يزخر بنحو 800 جناح تتنوع في محتواها والثقافة التي تضمّها، يبرز الجناح الصيني بألوانه وتصميمه الفريد، لاستقبال زواره، والاطلاع على جوانب من الثقافة الصينية ومساهماتها الفكرية والثقافية وتأثيرها في التقدم الإنساني. وتضمّن الجناح عدداً من دُور النشر الصينية الشهيرة، ومنها «دار إنتركونتننتال للنشر الصينية» التي تتبنى منظوراً دولياً، تنشر من خلاله في كل عام نحو 300 نوع من الكتب إلكترونياً، ومنتجات ثقافية وإبداعية عن الصين، وتوفرها بلغات عدة، منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعربية... وغيرها، وتوزع المنشورات على ما يقارب 200 بلد حول العالم.

جناح الصين يستعرض ألواناً من ثقافته وكنوز أدبه المترجمة إلى العربية (واس)

كما يشارك ما يزيد على 70 دار نشر فرنسية عبر مبادرة «الرياض تقرأ الفرنسية»، وتعرض نحو 10 آلاف كتاب تعكس قيمة وتنوع المحتوى في المكتبة الفرنسية، مع مشاركة جهات تعليمية وأكاديمية من السعودية وخارجها في تعزيز انتشار اللغة الفرنسية في مجتمع متطلع ومنفتح على الثقافات الأخرى.

وتحدثت «الشرق الأوسط» إلى مجموعة من الزوار حول النوافذ الثقافية التي يفتحها المعرض لجمهوره، وقال عبد الله الغامدي الذي لم يفوّت حضور معرض كتاب الرياض منذ عقدين، إن حرصه على مواصلة الاهتمام والدأب على الحضور بشكل شبه يومي إلى أروقة المعرض هو الفرصة الثمينة التي يجدها في متابعة إنتاجات الدُور التي قد لا تتوافر في مناسبات ومواعيد أخرى، وإنه مغرم بمتابعة مواقع جغرافية من العالم، وإن الكتاب وحده هو من يلبي هذا الاهتمام ويغذّيه، متطلعاً إلى أن تكون النسخ المقبلة من المعرض على منوال ما هو عليه اليوم من تطور مستمر، واستقطاب للثقافات العالمية، لا سيما تلك التي تبعد مسافات جغرافية كبيرة، بينما يقلص التبادل الثقافي والتواصل الحضاري تلك المسافات، ويذيب الحدود بين المجتمعات.


فوزية لـ«الشرق الأوسط»: طريق النجاح العالمي أصعب لأنّي عربية

المغنية العالمية من أصل مغربي فوزيّة (صفحة الفنانة)
المغنية العالمية من أصل مغربي فوزيّة (صفحة الفنانة)
TT

فوزية لـ«الشرق الأوسط»: طريق النجاح العالمي أصعب لأنّي عربية

المغنية العالمية من أصل مغربي فوزيّة (صفحة الفنانة)
المغنية العالمية من أصل مغربي فوزيّة (صفحة الفنانة)

يوم قرّر والدا فوزية الانتقال من المغرب إلى كندا قبل 22 عاماً، حملا معهما في الحقائب وطناً صغيراً يدفئان به البيت في مقاطعة مانيتوبا المثلجة. كانت فوزيّة حينذاك في سنتها الأولى، وهي كبرت اليوم لتصبح أحد أهمّ الأصوات العالمية، التي يتعاون معها أبرز نجوم الأغنية والموسيقى أمثال جون ليجند، وديفيد غيتا، وكيللي كلاركسن، وغيرهم.

اختارت فوزيّة أويحيى اللغة الإنجليزيّة للغناء، لكن في صوتها ما يَشي بشرقيّتها. تطعّم أغانيها بروح البلاد بين الحين والآخر؛ كما في «يا حبيبي» الصادرة منذ عام. لكن، وفق ما تخبر به «الشرق الأوسط»، فإنّ أغنيتها العربية الأولى مشروعٌ يقيم حالياً في أدراج الطموحات؛ «هذه لغتي الأم والأقرب إلى قلبي وأريدها أن تكون أغنية أفتخر بها، لذا يجب العمل عليها بالشكل الصحيح».

ولدت فوزيّة في الدار البيضاء عام 2000 وانتقلت بعد عام مع عائلتها إلى كندا (صفحة الفنانة)

وفاء للجذور ولاسم الجدّة

بتقاليد المغرب وبالثقافة العربية، حصّن الوالدان العائلة. كبرت فوزيّة، وموسيقى أم كلثوم وفيروز ضيفة دائمة بالمنزل. غنّت معهما صغيرةً، كما تعلّمت فولكلور المغرب، وتناولت طعامه وشاهدت قنواته التلفزيونيّة. تختصر طفولتها ومراهقتها بالقول: «كنت أغوص في عالمٍ مغربي داخل بيتنا، وهذا ما ساعدني في البقاء وفيّة لجذوري».

تتكرّر عبارة «الوفاء للجذور والهويّة والصدق مع النفس» على لسان فوزّية. «كان باستطاعتي أن أغيّر اسمي مع دخولي عالم الفن، لكنّي لم أفعل. لقد ورثتُه عن جدّتي». كان بإمكانها كذلك أن تعتمد ملابس تشبه الجرأة المبالغ بها والسائدة وسط المشاهير، إلا أنها آثرت الالتزام بأزياء مميّزة، لكن بعيدة عن الابتذال.

تلك الخطوط الحمراء التي رسمتها فوزيّة لنفسها، لم تشكّل حواجز تُعيق نجاحها الموسيقي. هو نجاحٌ عالميّ فائق السرعة لاح أول ملامحه عام 2019، حين لفتت الأغاني التي كانت تسجّلها ثم تحمّلها على «يوتيوب» الانتباه. جذب صوتها القويّ ذات البصمة الفريدة، الآذان. لكنّ القصة تعود إلى سنوات الطفولة، حيث أمضت فوزيّة الوقت غناءً وتأليفاً وعزفاً على البيانو والغيتار والكمان. ولاحقاً، حصدت جوائز عدة في مهرجانات موسيقيّة محليّة.

حرصت فوزيّة على عدم تغيير اسمها وتجنّب الملابس الفاضحة (صفحة الفنانة)

دموع من ذهب وحقول ألغام

السترة الموسيقية الواقية التي ارتدتها طفلةً، منحتها ثقةً بالنفس وحمتها من العزلة ومن التنمّر الذي واجهته. تسترجع تلك الفترة قائلةً: «تعرّضت للتنمّر في المدرسة كوني عربيّة، لكن الأمر لم يؤثّر بي طويلاً، واكتشفت في اختلافي وفرادتي عنصر قوّة. عزلت نفسي وتفرّغت للموسيقى، فما عادت تعنيني التعليقات السلبيّة».

مرت السنوات وفوزيّة تنغمس أكثر فأكثر في الموسيقى. تخصصت في هندسة الكومبيوتر من باب زيادة المعارف، لكن ما كانت تعرفه أكثر من أي شيء، أن لا شغف يعلو فوق الغناء. حلّ عام 2019 حاملاً معه أوّل اختراق عالميّ لفوزيّة مع أغنية «Tears of Gold» (دموع من ذهب) التي جمعت عشرات ملايين الاستماعات. وما هي إلا سنة حتّى تمنّت لو ينضمّ إليها الفنان العالمي جون ليجند ليغنّيا معاً «Minefields» (حقول ألغام)، فكان لها ما شاءت.

ديو «أسطوريّ»

حفرت تلك التجربة عميقاً في ذاكرة الفنانة، إلى درجة أنها لا تشعر بالسنوات الثلاث التي عبرت منذ اجتمعت في ديو مع ليجند. «حتى اليوم ما زلت لا أصدّق أن أغنية واحدة جمعتنا. كان من المفترض أن أقدّم (Minefields) بمفردي، ثم فكرنا بإضافة صوت إليها فاخترت جون»، تسرد فوزيّة قصة الأغنية. خلال أسبوع وافق صاحب «All of Me» على الأمر، وأبدى حماسته وإعجابه بصوت شريكته في الغناء. تتابع: «عندما سمعت صوته على الأغنية للمرة الأولى، ظننته حلماً. كان تصوير الفيديو كليب معه مذهلاً. أمضيت مراهقتي وأنا أسمع أغانيه وأعيد تسجيلها، ثم هكذا وجدت نفسي أغنّي إلى جانبه. كانت لحظة جذريّة في حياتي».

تمزج فوزيّة في موسيقاها بين البوب والـR&B، وغالباً ما تكتب أعمالها وتلحّنها بنفسها، وهذا ما تعكف عليه حالياً تحضيراً لإصداراتها المقبلة. خلال السنوات الأربع الأخيرة التي أمضتها في قلب المصنع الموسيقي العالمي، تعلّمت الكثير عن عمليّة الإنتاج من خلال الاحتكاك بمحترفي المجال. رغم ذلك، هي لم تُصَب بلوثة ركوب الموجة، بل فضّلت الحفاظ على هويّتها الموسيقيّة الحقيقيّة.

الديو الذي جمع فوزيّة بجون ليجند شكّل نقطة تحوّل في مسيرتها (صفحة الفنانة)

تفتح قلبها قائلةً: «طريق النجاح أبطأ لأني امرأة عربيّة، وهذا يتطلّب جهداً إضافياً. ليس من السهل إطلاقاً الإبحار في هذا المجال والبقاء صادقة مع نفسك. أسمع آراءً وانتقاداتٍ كثيرة تسعى إلى قولبتي ووضعي في إطار يشبه السائد». تواصل فوزيّة البوح: «الصدق مع ذاتي وفي الفن الذي أقدّم يشعرني أحياناً بأنني دخيلة على عالم الموسيقى والأضواء، لكن لن أتبدّل. ففي الأمر رسالة، وهي أنّ النجاح ممكن حتى إن كنت مختلفة».

تكبر متعة الانتصار عندما تأتي بعد تحدّيات وتعب؛ «الدرب صعب لكنّي راضية. كل خطوة ناجحة مدعاة فخر بالنسبة لي لأنني بقيت صادقة مع نفسي»، تقول الفنانة المغربية - الكنديّة. أما هذا القدر العالي من الثقة والرضا، فتدين به لوالدَيها وفق ما تقول: «هما اللذان دفعاني إلى تحدّي ذاتي والتقدّم، بفضلهما أؤمن بأن كل شيء ممكن».

 

«المغاربة عائلتي الكبيرة»

في «فقاعتها الصغيرة» تعيش فوزيّة وتتجنّب أسلوب حياة المشاهير قدر المستطاع، مفضّلةً رفقة عائلتها وأصدقائها المقرّبين. تمضي معظم وقتها في الاستوديو بعيداً عن الأضواء، وعندما تخرج إلى الأماكن العامّة ويقترب منها الناس ليحيّوها أو يتصوّروا معها، تكاد تنسى لماذا يفعلون ذلك!

ليست أغنياتها الناجحة وحدها مدعاة فخر ومحطّات جميلة في مسيرة فوزيّة، بل حفلاتها العالميّة كذلك. تعود بالذاكرة إلى حفلاتها في مصر، وتونس، ودبي، وجنوب شرقي آسيا: «اكتشفت هناك جمهوراً شغوفاً. حفظوا كلمات الأغاني كلها ورافقوني غناءً بحماسة كبيرة. لن أنسى ذلك أبداً».

منذ 2013 لم تزُر الوطن الأم، والحفلة التي كانت مقررة هناك عام 2020 أجّلتها ظروف جائحة كورونا. تحلم فوزيّة بالعودة إلى الدار: «أتصوّر أن حفلي الأول في المغرب سيكون على درجة عالية من المشاعر لأن عائلتي كبيرة هناك، ومعظمهم لم يرَني على المسرح بعد. أشعر كذلك بأن المغاربة عائلتي الكبيرة».

من بين أحلام فوزيّة الكثيرة كذلك، أن تتعاون غناءً مع أصواتٍ من الغرب ومن العالم العربي، تذكر من بينها نانسي عجرم، وليدي غاغا، وريهانا، وبيونسيه، وأريانا غراندي، وستروماي.