لماذا تسيطر السلبية على أفكارنا اليومية؟ ونصائح للتغلب على التشاؤم

لماذا تسيطر السلبية على أفكارنا اليومية؟ ونصائح للتغلب على التشاؤم
TT

لماذا تسيطر السلبية على أفكارنا اليومية؟ ونصائح للتغلب على التشاؤم

لماذا تسيطر السلبية على أفكارنا اليومية؟ ونصائح للتغلب على التشاؤم

حذرت ميريل كيرن المحللة الاستراتيجية للعلامات التجارية من تأثيرات الأفكار السلبية على حياة الإنسان حيث وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص المتشائمين بشدة بشأن المستقبل معرضون لخطر الموت المبكر أكثر من غيرهم.
وقالت كيرن، في مقال بموقع fastcompany، إن «التفكير السلبي يجعلنا أسوأ عدو لأنفسنا»، ولفتت إلى دراسة وجدت أن التفاؤل مرتبط بـ«طول العمر الاستثنائي».
وتنقل ميريل كيرن عن اختصاصية علم النفس الإكلينيكي مونيكا فيرماني قولها إن «الأفكار أشياء قوية، وكلاً من الأفكار الإيجابية والسلبية تؤدي إلى التحكم في حالتنا المزاجية، وأعراضنا الفسيولوجية وسلوكياتنا».
وأضافت: «رغم أننا في بعض الأحيان قد نشعر كأننا لسنا كذلك، فنحن من يتحكم في أفكارنا، حيث يمكننا أن نختار ليس فقط ما نفكر فيه ولكن كيف نفكر فيه».
وقالت فيرماني: «إننا بحاجة لأن نتعلم كيف نتحدى التشوهات المعرفية والأفكار السلبية لدينا، وأن نتساءل عن مدى صدقها أو مدى صحتها واستبدالها بأفكار أكثر دقة وتكيفاً وواقعية وحيوية تحفزنا على السعي للتصرف وأن نكون أفضل نسخة من أنفسنا، يمكننا أن نختار تعزيز العادات والسلوكيات الصحية، وليس الضارة».
وذكر دينيس كونسورتي خبير التسويق والأعمال الصغيرة: «من المحتم علينا أن نفكر بشكل سلبي لأننا، كمجتمع، محاطون به»، وأوضح: «وسائل الإعلام تضفي الإثارة على القصص لزيادة الزيارات، وغالباً ما يعرض الأشخاص السلبيون سلبيتهم على بقيتنا أيضاً، سواء على المستوى الشخصي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. عندما يحدث هذا، فمن الأفضل التركيز على تلك الأشياء التي تحت سيطرتك للحصول على النتائج الإيجابية التي تريدها».
وأوصى كونسورتي بإعادة صياغة الاستراتيجية كلما ظهرت فكرة سلبية، وقال: «على سبيل المثال، عندما تكون في العمل وتنهي مهمتين من أصل خمس مهام مهمة، قد تكون لديك فكرة سلبية مثل أنا متأخر جداً ولا يزال أمامك الكثير للقيام به».
وتابع: «بدلاً من ذلك، أعد صياغة الأمر على أنه شيء مثل لقد أكملت بالفعل مهمتين من أصل خمس مهام مهمة اليوم. يمكنني تجاوز البقية».

وكذلك دعت فيرماني إلى إعادة صياغة الأفكار السلبية لأن ذلك في بعض الأحيان، يكون مفتاح الإدراك المطلوب لإعادة توجيه التصرف في اتجاه أكثر إيجابية.
وبحسب ميريل كيرن، يمكن أن تنبع الأفكار السلبية والتشاؤم المزمن أيضاً من العديد من المحفزات التي تتجاوز بكثير الضغوطات التي نعيشها في الوقت الحالي، بما في ذلك أنماط التدمير الذاتي وحتى تجارب الطفولة التي لم يتم حلها.
وتتفق فيرماني على أن الأفكار السلبية يمكن أن تكون نتيجة لتجارب طفولة عميقة الجذور تلتصق بنا حتى مرحلة البلوغ، وتقول: «تتشكل الأفكار من طفولتنا وخبراتنا وهي مستمدة من تجارب الحياة التي نحكم عليها ونسميها بالإيجابية والسلبية: كفاحنا وتحدياتنا وإنجازاتنا وانتصاراتنا ومكاسبنا وخسائرنا كل ما تقدمه لنا هذه الحياة».
وتابعت فيرماني: «نقضي الكثير من الوقت في أذهاننا، ونحيي التجارب السلبية لماضينا ونتخيل ونتوقع أسوأ السيناريوهات والنتائج، وغالباً ما نفعل هذا كوسيلة لمنع حدوث أشياء سيئة لنا لكن كل هذا إعادة الأحداث السلبية السابقة وإعادة عرضها والتنبؤ بالنتائج الوخيمة التي تلوح في الأفق هي مجرد أفكار في أذهاننا».
وقالت: «الماضي في الماضي والمستقبل مجرد خيالنا، يمكننا اختيار ما نفكر فيه، وكيف نتصرف ونتفاعل في الوقت الحاضر، ونتوقع نتائج إيجابية، وليست سلبية والخيار لنا».
وقدمت فيرماني بعض الطرق الأخرى السهلة نسبياً للمساعدة في التحكم في الأفكار السلبية، وقالت أولاً وقبل كل شيء، ينصح بإحاطة أنفسنا بأشخاص يساعدوننا في مواجهة التحديات، ويتضمن ذلك تقليل مصادر التوتر عن طريق وضع حدود صحية حول التعرض للأشخاص المنتقدين والسلبيين.
كما توصي أيضاً بالتخلي عن التصورات الذاتية السلبية، والحد من المعتقدات والأفكار حول كونك غير جيد بما فيه الكفاية، والظروف التي تضعها على نفسك من أجل أن تكون سعيداً.


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
TT

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة، وأكد أنه يعود للسينما بأحدث أفلامه «الغربان» الذي قام بتصويره على مدى 4 سنوات بميزانية تقدر بنصف مليار جنيه (الدولار يساوي 49.73 جنيه)، وأن الفيلم تجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة لعرضه عالمياً.

وأضاف سعد خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، أنه يظهر ضيف شرف لأول مرة من خلال فيلم «الست» الذي يروي سيرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتقوم ببطولته منى زكي وإخراج مروان حامد، ومن إنتاج صندوق «بيج تايم» السعودي و«الشركة المتحدة» و«سينرجي» و«فيلم سكوير».

وعرض سعد لقطات من فيلم «الغربان» الذي يترقب عرضه خلال 2025، وتدور أحداثه في إطار من الحركة والتشويق فترة أربعينات القرن الماضي أثناء معركة «العلمين» خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من الممثلين من بينهم، مي عمر، وماجد المصري، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف وإخراج ياسين حسن الذي يخوض من خلاله تجربته الطويلة الأولى، وقد عدّه سعد مخرجاً عالمياً يمتلك موهبة كبيرة، والفيلم من إنتاج سيف عريبي.

وتطرق سعد إلى ظهوره ضيف شرف لأول مرة في فيلم «الست» أمام منى زكي، موضحاً: «تحمست كثيراً بعدما عرض علي المخرج مروان حامد ذلك، فأنا أتشرف بالعمل معه حتى لو كان مشهداً واحداً، وأجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ووجدت السيناريو الذي كتبه الروائي أحمد مراد شديد التميز، وأتمنى التوفيق للفنانة منى زكي والنجاح للفيلم».

وتطرق الناقد رامي عبد الرازق الذي أدار الحوار إلى بدايات عمرو سعد، وقال الأخير إن أسرته اعتادت اصطحابه للسينما لمشاهدة الأفلام، فتعلق بها منذ طفولته، مضيفاً: «مشوار البدايات لم يكن سهلاً، وقد خضت رحلة مريرة حتى أحقق حلمي، لكنني لا أريد أن أسرد تفاصيلها حتى لا يبكي الحضور، كما لا أرغب في الحديث عن نفسي، وإنما قد أكون مُلهماً لشباب في خطواتهم الأولى».

عمرو سعد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (إدارة المهرجان)

وأرجع سعد نجاحه إلي «الإصرار والثقة»، ضارباً المثل بزملاء له بالمسرح الجامعي كانوا يفوقونه موهبة، لكن لم يكملوا مشوارهم بالتمثيل لعدم وجود هذا الإصرار لديهم، ناصحاً شباب الممثلين بالتمسك والإصرار على ما يطمحون إليه بشرط التسلح بالموهبة والثقافة، مشيراً إلى أنه كان يحضر جلسات كبار الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، كما استفاد من تجارب كبار الفنانين.

وعاد سعد ليؤكد أنه لم يراوده الشك في قدرته على تحقيق أحلامه حسبما يروي: «كنت كثيراً ما أتطلع لأفيشات الأفلام بـ(سينما كايرو)، وأنا أمر من أمامها، وأتصور نفسي متصدراً أحد الملصقات، والمثير أن أول ملصق حمل صورتي كان على هذه السينما».

ولفت الفنان المصري خلال حديثه إلى «أهمية مساندة صناعة السينما، وتخفيض رسوم التصوير في الشوارع والأماكن الأثرية؛ لأنها تمثل ترويجا مهماً وغير مباشر لمصر»، مؤكداً أن الفنان المصري يمثل قوة خشنة وليست ناعمة لقوة تأثيره، وأن مصر تضم قامات فنية كبيرة لا تقل عن المواهب العالمية، وقد أسهمت بفنونها وثقافتها على مدى أجيال في نشر اللهجة المصرية.

وبدأ عمرو سعد (47) عاماً مسيرته الفنية خلال فترة التسعينات عبر دور صغير بفيلم «الآخر» للمخرج يوسف شاهين، ثم فيلم «المدينة» ليسري نصر الله، وقدمه خالد يوسف في أفلام عدة، بدءاً من «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» وصولاً إلى «كارما»، وقد حقق نجاحاً كبيراً في فيلم «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي، وترشح الفيلم لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار 2018، كما لعب بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «يونس ولد فضة»، و«ملوك الجدعنة»، و«الأجهر»، بينما يستعد لتصوير مسلسل «سيد الناس» أمام إلهام شاهين وريم مصطفى الذي سيُعْرَض خلال الموسم الرمضاني المقبل.