بايدن يرجئ زيارته لإسرائيل بسبب أزمتها الحكومية المتفاقمة

ضغوط شديدة على النائبة العربية غيداء زعبي كي تتراجع عن انسحابها

TT

بايدن يرجئ زيارته لإسرائيل بسبب أزمتها الحكومية المتفاقمة

في وقت يتردد رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في طرح مشروع لحل الكنيست (البرلمان)، الأربعاء المقبل، والتوجه إلى انتخابات جديدة مبكرة، أعلن رئيس كتلة «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، سامي أبو شحادة، نيته تقديم مشروع قانون خاص به في هذا الشأن لغرض التخلص من حكومة نفتالي بنيت. فيما كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن بعد دولي عميق للأزمة، بلغ حد تجميد العمل على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل.
وقالت المصادر إن الرئيس بايدن، الذي كان ينوي زيارة إسرائيل في يوليو (تموز) المقبل، في إطار دعم حكومة بنيت في مواجهة خصمهما المشترك، نتنياهو، ارتدع قليلاً بعد تفاقم أزمة الحكم في إسرائيل. وقد جرى تقدم كبير في ترتيبات هذه الزيارة، حيث اتفق على أن يتم استقبال بايدن استقبالاً رسمياً في مطار بن غوريون في اللد، بمشاركة بنيت ورؤساء أحزاب الائتلاف، وتم ترتيب زيارة له إلى موقع لبطارية «القبة الحديدية» بهدف التعبير عن التزامه بأمن إسرائيل وتحويل موازنة خاصة لإسرائيل من أجل شراء صواريخ اعتراضية. وتم تنظيم لقاءاته في إسرائيل مع بنيت ومع الرئيس يتسحاك هرتسوغ. كما تم ترتيب زيارة له إلى متحف تخليد ضحايا المحرقة «يد فَشِم»، وربما حائط المبكى (البراق) المقدس لدى اليهود، مثلما فعل سلفه، دونالد ترمب. ويبحث البيت الأبيض في إمكانية أن يزور بايدن مستشفى فلسطيني في القدس المحتلة، المقاصد أو أوغوستا فيكتوريا، للإعلان عن دعم مالي. وربما يزور بايدن كنيسة المهد في بيت لحم.
لكن مسؤولاً إسرائيلياً قال: «لم يتم الاتفاق على أي شيء، وتوجد علامات استفهام كثيرة، ومن ضمنها حول مجرد إجراء الزيارة».
وتوجه السفير الأميركي في إسرائيل، توم نايدز، إلى واشنطن في إطار المداولات لترتيب الزيارة. وفي نهاية زيارة نايدز لواشنطن سيتضح إذا كان بايدن سيزور إسرائيل أم لا، إذ إن واشنطن تخشى أن تأتي الزيارة بنتيجة عكسية؛ ولذلك فإنه يتردد في تنفيذ الزيارة ويتجه نحو إلغائها أو تأجيلها حتى تتضح الصورة.
وكانت حكومة بنيت قد تلقت ضربة صادمة، أول من أمس الخميس، عندما أعلنت النائبة العربية عن حزب ميرتس، غيداء ريناوي زعبي، انشقاقها عن الائتلاف، لتصبح الحكومة ذات أقلية مؤلفة من 59 عضو كنيست من مجموع 120. وهرع قادة أحزاب الائتلاف لإقناعها بالتراجع عن انشقاقها، لكنها أغلقت الهاتف. فتوجه رؤساء حزبها إلى بيتها في الناصرة، فغادرته قبل وصولهم. وفقط في يوم أمس، بعد مرور 24 ساعة، ردت على الهاتف. وتكلمت مع يائير لبيد، رئيس الوزراء البديل ووزير الخارجية، الذي يعتبر مهندس الائتلاف الحكومي. كما تكلمت مع رؤساء حزبها ومع رئيس القائمة الموحدة للحركة الإسلامية النائب منصور عباس. وجميعهم حثوها على التراجع ووعدوها بالاستجابة لعدد من طلباتها. واتفق على أن تجتمع مع لبيد، غداً الأحد، ليتفقا على آلية العودة.
وبثت مصادر مقربة من لبيد أنباء متفائلة عن تنسيق جديد بين الحكومة وبين القائمة المشتركة للأحزاب العربية، التي تقف في المعارضة ولكنها تتخذ قراراتها بشكل مستقل عن نتنياهو وتحاول تجنب الوقوف معه في الخندق نفسه. وبحسب تلك الأنباء، فإن المشتركة أيضاً لن تؤيد تبكير الانتخابات.
وفي ضوء هذه التطورات، جمد نتنياهو جهوده لطرح مشروع حل الكنيست والتوجه لانتخابات جديدة.
لكن النائب سامي أبو شحادة جدد آمال المعارضة عندما أعلن، أمس الجمعة، تقديمه مشروع قانون لحل الكنيست. وقال: «هذه الحكومة السيئة يجب أن تسقط»، وفق ما جاء في تغريدة في حسابه في تويتر.
ونفى أبو شحادة أن تكون هناك علاقة للقائمة المشتركة بالمفاوضات مع لبيد، وقال إن قائمته ترفض منح شبكة أمان لأي حكومة احتلال.
وفي السياق، نفى حزب «يمينا»، الذي يرأسه بنيت، الأنباء حول «تعاون» مع «المشتركة». وقالت مصادر في «يمينا» إن «الحكومة لن تستند إلى القائمة المشتركة في أي وضع، ولا توجد اتفاقات معهم». وأعربت هذه المصادر عن عدم ثقة بنيت بأن تنجح الجهود مع غيداء ريناوي زعبي، خصوصاً بعد أن كشف نتنياهو أنه كان على علم بقرارها الانشقاق، ما أوحى أنه أسهم في دفعها إلى ذلك.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
TT

تركيا تؤكد أن هدفها الاستراتيجي في سوريا هو القضاء على «الميليشيا الكردية»

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز)

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، يوم أمس (الجمعة)، إن القضاء على الميليشيا الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة هو «الهدف الاستراتيجي» لبلاده، ودعا أعضاء الميليشيا إلى مغادرة سوريا أو إلقاء السلاح.

وفي مقابلة مع قناة «إن تي في» التركية، دعا فيدان أيضاً حكام سوريا الجدد -المعارضة المسلحة التي اجتاحت دمشق والمدعومة من أنقرة- إلى عدم الاعتراف بالميليشيا، المعروفة باسم «وحدات حماية الشعب».

يذكر أن المجموعة متحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لكن تركيا تعتبرها «منظمة إرهابية» وتهديداً أمنياً.

وقال فيدان «يجب على أعضاء وحدات حماية الشعب غير السوريين مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن... يجب على مستوى القيادة بوحدات حماية الشعب بأكمله مغادرة البلاد أيضاً... بعد ذلك، يجب على من يبقوا أن يلقوا أسلحتهم ويواصلوا حياتهم».

وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكرياً في سوريا خلال هجوم الفصائل المعارضة الذي أدى إلى إسقاط بشار الأسد.

وقال فيدان، إن «الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكرياً في المعادلة. تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا».

وأضاف: «بهدف الإقلال قدر الإمكان من الخسائر في الأرواح، جهدنا لتحقيق الهدف من دون سفك دماء عبر مواصلة مفاوضات محددة الهدف مع لاعبَين اثنين مهمين قادرين على استخدام القوة».

واعتبر الوزير التركي أنه لو تلقّى الأسد دعم روسيا وايران، لكان «انتصار المعارضة استغرق وقتاً طويلاً، وكان هذا الأمر سيكون دموياً».

وأضاف: «لكنّ الروس والإيرانيين رأوا أنّ هذا الأمر لم يعد له أيّ معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد يستحق الاستثمار. فضلاً عن ذلك، فإن الظروف في المنطقة وكذلك الظروف في العالم لم تعد هي نفسها».

وإثر هجوم استمر أحد عشر يوما، تمكنت الفصائل السورية المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الأحد من إسقاط الأسد الذي فر إلى روسيا مع عائلته.