غيوم موسكو تتكاثف حول الطاقة والروبل والانكماش

رغم التراجع والتضارب العنيف في البيانات... الاقتصاد الروسي لا يزال صامداً

الاقتصاد الروسي ما زال صامداً رغم العقوبات الغربية (غيتي)
الاقتصاد الروسي ما زال صامداً رغم العقوبات الغربية (غيتي)
TT

غيوم موسكو تتكاثف حول الطاقة والروبل والانكماش

الاقتصاد الروسي ما زال صامداً رغم العقوبات الغربية (غيتي)
الاقتصاد الروسي ما زال صامداً رغم العقوبات الغربية (غيتي)

منذ بدأت رحلة الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي، وما تبعها من عقوبات غربية لضرب مفاصل الاقتصاد الروسي، تبدو الصورة ضبابية للغاية حول الوضع في أكبر دول العالم مساحة، والاقتصاد الحادي عشر عالمياً بما يعادل 1.829 تريليون دولار في 2022 بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي.
في شهر مارس (آذار) الماضي، وعد الرئيس الأميركي جو بايدن بتدمير الاقتصاد الروسي، قائلاً إنه «لن يصنف حتى بين أفضل 20 اقتصاداً عالمياً» بعد تطبيق العقوبات... ورغم أن الاقتصاد الروسي لم ينهر تماماً كما تعهد بايدن، لكنه تأثر كثيرا ووقع في محنة كبرى خلال الشهور الماضية، إلا أن الصورة الغائمة غلبت على كل التقديرات، لتتوه الحقيقة وسط كثير من التضارب الداخلي والخارجي.
وبينما أشارت تقديرات وزارة التنمية الاقتصادية الروسية «الرسمية»، يوم الأربعاء، إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة 7.8 في المائة في 2022، وهو معدل أفضل من توقعات «البنك المركزي» بانكماش يتراوح بين 8 و10 في المائة... فإن الكرملين كان أكثر تفاؤلا من كلاهما... وكانت الوزارة قد قالت في وقت سابق إنها تتوقع انكماشا بأكثر من 12 في المائة، وهو ما كان من شأنه أن يصبح أكبر انكماش منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
وقال المستشار الرئاسي الروسي ماكسيم أوريشكين يوم الخميس إن الاقتصاد سينكمش بما لا يزيد على خمسة في المائة هذا العام، مؤكداً كذلك أن التضخم في روسيا لن يتجاوز 15 في المائة بحلول نهاية العام.
وبينما كان أوريشكين يتحدث، تباطأ نمو الاقتصاد الروسي في الربع الأول، مع بدء ظهور التأثير الأولي للعقوبات. وارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.5 في المائة، بتراجع عن نسبة 4 في المائة المسجلة في الأشهر الثلاثة الماضية، حسبما قالت خدمة الإحصاءات الاتحادية نقلا عن أرقام أولية. وكانت هذه النسبة أقل من متوسط توقعات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت بلومبرغ آراءهم الذي بلغ 3.7 في المائة، وهو ما يتوافق مع تقديرات وزارة الاقتصاد.
ورغم العقوبات والاستهداف المزمع، ساعد قطاع التعدين، الذي يشمل النفط والغاز، في دفع النمو، بتحقيقه نمواً بنسبة 8.5 في المائة، بينما حقق قطاع التصنيع نمواً بنسبة 5.1 في المائة، وحقق الإنتاج الزراعي نموا بنسبة 1.9 في المائة فقط (رغم عدم خضوعه للعقوبات) في حين ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 3.5 في المائة. وتم تسجيل معظم هذه النتائج قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، وهو الذي تسبب في فرض عقوبات شاملة من الولايات المتحدة وحلفائها ضد روسيا.
أما فيما يخص قطاع الطاقة الذي تسعى الولايات المتحدة لضربه ضربة قاسمة، فقد قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الخميس إن إنتاج النفط في روسيا «مستقر» وسوف يستمر في الارتفاع خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل.
وأضاف نوفاك أنه لا يرى أي دلالات على أن قطاع النفط الروسي يعاني من أزمة، مشيراً إلى أنه تمت استعادة صادرات النفط الروسي. وأوضح أن روسيا عززت من إمدادات النفط لدول منطقة آسيا - المحيط الهادي، رافضا ذكر أسماء الدول. كما أفاد بأن روسيا تنتج طاقة كافية من أجل أمنها، مشيرا إلى أن حظر الاتحاد الأوروبي للبترول الروسي سوف يؤدي لتغيرات في سلاسل الإمداد.
لكن في الوقت ذاته الذي يؤكد فيه نوفاك على الاستقرار، قالت وزارة الاقتصاد الروسية إن إنتاج النفط ومكثفاته قد ينخفض في 2022 بنحو 9 في المائة إلى 475.3 مليون طن، مقارنة بـ524 مليون طن في عام 2021، وإنه من المتوقع أن تظل صادرات النفط تقريبا عند المستوى نفسه وهو 228.3 مليون طن (231 مليوناً في 2021)، بينما قد يتراجع إنتاج الغاز ومكثفاته إلى 721 مليار متر مكعب (764 مليارا في 2021).
ورغم محاولات حصار العملة المحلية الروسية، التي تهاوت في بدايات فرض العقوبات إلى مستويات دنيا غير مسبوقة (أكثر من 135 روبلا مقابل الدولار في 10 مارس الماضي)، فقد تحسنت بشكل بالغ منذ ذلك الوقت، خاصة بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين قراره بإجبار مشتري الغاز من الدول غير الصديقة (في إشارة خاصة إلى أوروبا) على الدفع بالروبل بدلا من اليورو أو الدولار.
ويوم الخميس، ارتفع الروبل الروسي أمام الدولار وارتد باتجاه أعلى مستوى في خمسة أعوام مقابل اليورو مع سعي بعض مشتري الغاز في أوروبا لتلبية مطلب موسكو للدفع بالعملة الروسية. وأصبح الروبل العملة الأفضل أداء هذا العام رغم الأزمة الاقتصادية الحادة، مع حصوله بشكل مصطنع على دعم من قيود فرضتها روسيا في أواخر فبراير (شباط) لحماية قطاعها المالي.
وحقق الروبل خلال جلسة التداول 62.222، وهو الأعلى منذ أوائل فبراير 2020. وصعد الروبل إلى 65.598 مقابل اليورو، عائدا باتجاه أقوى مستوى له منذ منتصف 2017 البالغ 64.9425 الذي لامسه الأسبوع الماضي.
وأعلن نوفاك الخميس أن حوالي نصف الشركات الأجنبية (54 شركة) التي أبرمت عقود تزود بالغاز مع شركة غازبروم الروسية العملاقة فتحت حسابات بالروبل لتسديد مدفوعاتها، كما أوردت وكالة ريا نوفوستي.
ورداً على تجميد حوالي 300 مليار دولار من احتياطي العملات الأجنبية التي تملكها روسيا في الخارج، صادق الكرملين على مرسوم يدخل إجراء جديداً للدفع لقاء الغاز على مرحلتين اعتبارا من أبريل (نيسان)، مع دفعة في حساب غازبروم بنك أولا باليورو أو الدولار؛ ثم التحويل إلى الروبل في حساب ثان يفتح في المؤسسة نفسها.
وإذا كانت بروكسل اعتبرت عدة مرات أن مثل آلية التحويل هذه إلى الروبل تشكل التفافا على عقوبات الاتحاد الأوروبي، فإن العديد من الدول الأعضاء في التكتل الحريصين على الحفاظ على إمداداتهم طلبوا توضيحات من المفوضية الأوروبية. ويعد الاتحاد الأوروبي الزبون الرئيسي لروسيا ويسعى منذ بدء الهجوم في أوكرانيا إلى وقف الاعتماد على المحروقات الروسية.
وبموازاة تعضيض الروبل، قال وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف يوم الأربعاء إن روسيا ستضفي الصبغة القانونية عاجلا أو آجلا على العملات المشفرة كأداة للدفع.
وسئل مانتوروف أثناء ندوة عما إذا كان يعتقد أن العملات المشفرة ستصبح أداة قانونية للدفع، فأجاب قائلاً: «السؤال هو متي يحدث هذا وكيف سيجري تنظيمه... الآن أصبح البنك المركزي والحكومة يعملان بنشاط عليه». وأضاف قائلاً: «عاجلا أو آجلا هذا سيجري تنفيذه في شكل أو آخر».
ولدى روسيا خطط لإصدار الروبل الرقمي، وتحولت الحكومة مؤخراً إلى دعم استخدام عملات مشفرة خاصة بعد أن جادلت لسنوات بأنها قد تستخدم في غسل الأموال أو لتمويل الإرهاب.


مقالات ذات صلة

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

الاقتصاد إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

أعلنت الحكومة الإسبانية أمس (الجمعة) فتح تحقيق في احتمال دخول شحنات من النفط الروسي إلى أراضيها عبر دول ثالثة ودعت إلى بذل جهود أوروبية مشتركة لـ«تعزيز إمكانية تتبع» واردات المحروقات. وقالت وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا في رسالة: «في مواجهة أي شكوك، من الضروري التحقق» مما إذا كانت «المنتجات المستوردة تأتي من المكان المشار إليه أو من بلد آخر وما إذا كانت هناك أي مخالفة». وأوضحت الوزيرة الإسبانية أن «هذه المخاوف» هي التي دفعت إسبانيا إلى «التحقيق» في إمكانية وصول نفط روسي إلى أراضيها، مذكرة بأن واردات المحروقات «مرفقة نظريا بوثائق تثبت مصدرها».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الاقتصاد موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

سيطرت موسكو على أصول شركتين للطاقة، ألمانية وفنلندية، ردا على المعاملة بالمثل لشركات روسية موجودة في أوروبا، وهددت بتوسيع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة «مؤقتة» لأصولها داخل البلاد. وقال الكرملين، أمس الأربعاء، إن تحرك موسكو للسيطرة المؤقتة على أصول مجموعة «فورتوم» الفنلندية للطاقة و«يونيبر» الألمانية التي كانت تابعة لها، جاء ردا على ما وصفه بالاستيلاء غير القانوني على أصول روسية في الخارج. تمتلك «يونيبر»، الشركة الأم، حصة 83.7 في المائة في شركة «يونيبرو»، الفرع الروسي، التي زودت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت الشركة في ضائقة شديدة العام الماضي بسبب قطع إمدادات الغاز الرو

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

قال فريق من الباحثين إنه من المرجح أن سقف أسعار النفط المحدد من جانب مجموعة السبع شهد خروقات واسعة في آسيا في النصف الأول من العام، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقام فريق الباحثين بتحليل بيانات رسمية بشأن التجارة الخارجية الروسية إلى جانب معلومات خاصة بعمليات الشحن، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأربعاء). وفي ديسمبر (كانون الأول)، فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع حداً أقصى على أسعار النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً للبرميل، مما منع الشركات في تلك الدول من تقديم مجموعة واسعة من الخدمات لا سيما التأمين والشحن، في حال شراء الشحنات بأسعار فوق ذلك المستوى. ووفقاً لدراسة التجارة وب

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يضع الشركات الروسية التابعة لاثنين من مورّدي الطاقة الأجانب («يونيبر» الألمانية، و«فورتوم أويج» الفنلندية) تحت سيطرة الدولة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقال المرسوم الذي نُشر أمس (الثلاثاء)، إن هذه الخطوة رد فعل ضروري على التهديد بتأميم الأصول الروسية في الخارج. وهدد المرسوم بأنه في حالة مصادرة أصول الدولة الروسية أو الشركات الروسية أو الأفراد في الخارج، ستتولى موسكو السيطرة على الشركات الناشئة من الدولة الأجنبية المقابلة. وتمتلك «يونيبر» حصة 83.73 في المائة في شركة «يونيبرو» الروسية الفرعية، التي زوّدت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت ا

«الشرق الأوسط» (موسكو)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.