مصر: أزمة تهدد مشروع مسلسل «نجيب محفوظ»

أحمد حلمي في ماكياج نجيب محفوظ (المصدر: أحمد حلمي)
أحمد حلمي في ماكياج نجيب محفوظ (المصدر: أحمد حلمي)
TT

مصر: أزمة تهدد مشروع مسلسل «نجيب محفوظ»

أحمد حلمي في ماكياج نجيب محفوظ (المصدر: أحمد حلمي)
أحمد حلمي في ماكياج نجيب محفوظ (المصدر: أحمد حلمي)

عاد الجدل مجدداً في مصر حول مسلسل «النجيب»، الذي يجسد سيرة الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، الحائز على جائزة «نوبل» في الأدب، من تأليف السيناريست عبد الرحيم كمال، وذلك عقب بيان أصدرته ابنة الأديب الراحل، أول من أمس، تعلن فيه «تمسكها بحقها في الموافقة على أي عمل يتعرض لشخصية والدها».
ومنذ الإعلان عن مشروع المسلسل في فبراير (شباط) من العام الماضي، مع نشر الفنان أحمد حلمي، المرشح لأداء هذا الدور، لصورة بمكياج الأديب العالمي نجيب محفوظ، وهناك حالة من الجدل المثارة حول المسلسل، والتي أخذت مع بيان هدى نجيب محفوظ، ابنه الأديب الراحل، اتجاهاً مختلفاً.
وكان الجدل المثار مع نشر الصورة العام الماضي يدور حول مدى صحة اختيار النجم أحمد حلمي لأداء هذا الدور، حيث رأى البعض حينها أنه «ممثل كبير وقادر على أداء الدور»، ورأى آخرون ومنهم الكاتب وائل لطفي أنه «ممثل كبير، لكنه ينتمي لمنطقة أخرى لا تؤهله لأداء هذا الدور». وقال إن «خالد الصاوي أنسب للدور بشرط فقدان خمسين كيلو من وزنه».
والغريب أن هدى ابنة الأديب الراحل، لم تخرج حينها بأي تصريحات تتعلق بالمسلسل، لكنها وبعد أكثر من عام على الصورة التي نشرها حلمي، أصدرت أول من أمس بياناً أعربت فيه عن «تمسكها بحقها في الموافقة على أي عمل يتعرض لسيرة والدها».
وبررت هدى تأخرها في الإعلان عن موقفها من المسلسل بأن بيانها جاء رداً على تصريحات لأحمد حلمي أخيراً في أحد البرامج التلفزيونية، قال فيها إن المسلسل متوقف على المفاوضات الجارية معها، وهو ما لم يحدث. ولم تنكر هدى أنها التقت المؤلف والنجم أحمد حلمي قبل سنوات، لكنها شددت على أنهم «لم يتفقوا على شيء».
وأضافت هدى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «تحدثا معي في اللقاء الذي تم قبل نحو خمس سنوات عن الفكرة، وربطت حينها موافقتي بقراءة العمل، ولم يحدث بيني وبينهما أي تواصل بعد ذلك، وجاء عبد الرحيم كمال بعدها ونشر تصريحات على لسانه في الكثير من المواقع والصحف بأن قصة حياة والدي ستتحول لعمل درامي، ولكني لم أعلق وقتها، حتى جاء حلمي وقال إن هناك مفاوضات تجري معي، وهذا ليس صحيحاً».
وأعادت هدى تأكيد ما سبق وقالته في اللقاء الأول الذي جمعها بالمؤلف عبد الرحيم كمال، وهو أنها «لا تعارض من حيث المبدأ تناول قصة حياة والدها في عمل درامي، ولكن اعتراضها الرئيسي على أن يحدث ذلك دون الرجوع إليها». وأوضحت أن «أي شخصية لها جوانب تتعلق بحياتها الخاصة، وأخرى تتعلق بنشاطها العام، وإذا كان الجانب الأخير معلوماً للجميع، فإن الأمور المتعلقة بالحياة الخاصة بوالدها هي الأقدر على مراجعة ما يُكتب عنها». وأعربت عن خشيتها من اعتماد المؤلف في المسلسل على روايات كتبها بعض ممن يدعون صداقتهم بوالدها، وهي روايات وصفت أغلبها بأنها «ملفقة وليست صحيحة». وأضافت موجهةً حديثها إلى صناع المسلسل: «أليس من الأفضل أن تتأكدوا مني، وأنا على قيد الحياة، من صحة ما يُنسب إلى والدي، قبل أن ألحق به إلى الدار الآخرة، بدلاً من أن تعتمدوا في مسلسلكم على (روايات ملفقة)؟».
وعن رأيها في اختيار أحمد حلمي لأداء دور والدها في المسلسل، قالت هدى إن «هناك من هم أقدر منها على التقييم الفني لهذا الاختيار، لكنها فقط تتحفظ على المواصفات الشكلية»، مضيفةً: «والدي في شبابه كان طويلاً وضخماً، وهو ما لا يتفق مع شكل أحمد حلمي».
من جانبه، رفض السينارست عبد الرحيم كمال التعليق على ما أثارته ابنه الأديب الراحل، رافضاً خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إبداء أي أسباب لهذا الموقف.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
TT

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين، وتُمثل هذه الشراكة علامة فارقة في العلاقات السعودية - الصينية، إذ تجمع بين خبرات أكاديمية «دونهوانغ» التي تمتد لأكثر من 8 عقود في أبحاث التراث والحفاظ الثقافي، والتزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للعلا ومشاركته مع العالم.

وتتولى أكاديمية «دونهوانغ» إدارة كهوف «موغاو»، وهي مجمع يضم 735 كهفاً بوذياً في مقاطعة «قانسو»، تم تصنيفه موقعاً للتراث العالمي للـ«يونيسكو» في عام 1987، وتشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم.

وبوصفها بوابة مهمة إلى الغرب، كانت «دونهوانغ» مركزاً رئيسياً للتجارة على طريق الحرير، في حين شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة؛ حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية، وأسهمت في تبادل المعرفة والتجارة عبر العصور.

وتُشكل المنطقتان مركزاً حيوياً للتجارة والمعرفة والتبادل الثقافي، ما يجعل هذه الشراكة متماشية مع الإرث التاريخي المشترك.

وتهدف الشراكة إلى توحيد الجهود بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» للحفاظ على تراث وتقاليد المحافظة، وقد نالت الأكاديمية إشادة دولية من قبل «اليونيسكو» والبنك الدولي والحكومة الصينية؛ تقديراً لجهودها في الحفاظ على كهوف «موغاو».

تشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم (الشرق الأوسط)

وستسهم الشراكة في تطوير برنامج شامل للحفاظ على المواقع والمعالم التاريخية في غرب الصين والعلا، إضافة إلى تنظيم معارض أكاديمية وبرامج تبادل للموظفين والعلماء.

وقالت سيلفيا باربون، نائب رئيس الشراكات الاستراتيجية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: «لطالما جمعت بين السعودية والصين علاقة تاريخية عميقة، تجاوزت المسافات واختلاف الفترات الزمنية، لتربط بين الشعوب والأماكن، واليوم نواصل تعزيز هذه الروابط من خلال تعاوننا المثمر مع المؤسسات الرائدة والوجهات الحاضنة لأبرز المعالم التاريخية في العالم».

وأضافت: «بصفتنا حماة لبعض من أهم المواقع الثقافية في العالم وروّاداً لتراثنا الإنساني المشترك، تنضم أكاديمية (دونهوانغ) إلى الهيئة في طموحنا لجعل العلا مركزاً للبحث والاكتشاف في مجالات الثقافة والتراث والسياحة، في حين نواصل التجديد الشامل للعلا».

وتأتي هذه الشراكة عقب انطلاق معرض السفر السعودي، الذي نظمته الهيئة السعودية للسياحة؛ حيث تميّزت العلا بمشاركة لافتة من خلال جناح مميز في حديقة «تيان تان» بالعاصمة الصينية بكين، والذي سلّط الضوء على التراث الطبيعي والثقافي الغني للعلا.

وتزامنت هذه المشاركة مع توقيع اتفاقية تعاون جديدة بين وزارتي الثقافة السعودية والثقافة والسياحة الصينية لإطلاق العام الثقافي السعودي الصيني 2025.

من جانبه، قال الدكتور سو بوه مين، مدير أكاديمية «دونهوانغ»: «نحن فخورون بالدخول في هذه الشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتُمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو ربط تاريخنا الثقافي الغني وتعزيز جهود الحفاظ على التراث».

وأضاف: «من خلال مشاركة خبراتنا ومواردنا، نسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي، وتعميق الفهم المتبادل، وابتكار برامج جديدة تُفيد المجتمع في الصين والسعودية، ونتطلع إلى تعاون مثمر يلهم ويثقف الأجيال القادمة».

وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، استضافت المدينة المحرّمة -موقع التراث العالمي للـ(يونيسكو) في بكين- معرض العلا: «واحة العجائب في الجزيرة العربية»، الذي تضمن عرضاً لمقتنيات أثرية من مجموعة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وذلك لأول مرة، واستقطب المعرض أكثر من 220 ألف زائر، والذي اتبعه توقيع اتفاقية شراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وإدارة التراث الثقافي في مدينة خنان الصينية.

وتدعم هذه الشراكة تطوير العلا و«دونهوانغ» بوصفها مراكز سياحية عالمية، كما تسهم في تفعيل برامج الحفاظ المشتركة والمبادرات الثقافية، وتعزيز مشاركة المجتمعات لدعم الازدهار، بما يتماشى مع مبادرة الحزام والطريق الصينية و«رؤية السعودية 2030».