في ليلة ملكية ازدانت بحضور ملهم الرياضيين الأول، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، توّج فريق نادي الفيحاء لأول مرة في تاريخه بلقب كأس الملك «أغلى البطولات المحلية على الإطلاق»، بعد فوزه على الهلال في النهائي الكبير الذي رعاه الأمير محمد بن سلمان، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على أرض ملعب الجوهرة المشعة بجدة.
وكان الأمير محمد بن سلمان وصل إلى ملعب المباراة بين الشوطين وسط أجواء احتفالية كرنفالية، منحت المناسبة الرياضية الكبرى زخماً مضاعفاً، حيث استُقبل بترحيب بالغ من الجماهير الحاضرة، وقبل ذلك كان في استقباله على مدخل المقصورة الملكية، الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة، وياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وشهد الأمير محمد بن سلمان والجماهير الحاضرة أوبريتاً غنائياً، كان نجمه الفنان السعودي رابح صقر، بينما تزين محيط الملعب بالألعاب النارية، وتزينت السماء أيضاً بصور الملك سلمان، وولي العهد، بتقنية الهولوغرام.
وشهد المحفل الكروي، أمس، مبادرتين كان لهما صدى طيب، أولاهما تخصيص عدد من المقاعد في المدرجات لأبناء الشهداء، والأخرى وقوف لاعبي الفريقين في ممر شرفي قبل انطلاق المواجهة، وذلك للاحتفاء بأعضاء المنتخب السعودي للعلوم والهندسة المتوج بـ22 جائزة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2022).
وثمّن الدكتور ساعد العرابي مستشار وزير الداخلية الأمين العام لصندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين توجيه الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة، تخصيص عدد من المقاعد لأبناء الشهداء من مستفيدي الصندوق لحضور المباراة النهائية، مشيراً إلى أن مثل هذه المبادرات تهدف إلى تحقيق التكامل بين الجهات الحكومية ومؤسساتها، وفق «رؤية السعودية 2030».
وبعد نهاية المباراة، توّج ولي العهد السعودي أعضاء فريق نادي الفيحاء بالكأس والميداليات الذهبية ومبلغ 10 ملايين ريال، «وحصل الفريق أيضاً على فرصة المشاركة في كأس السوبر السعودي»، في حين تسلم لاعبو الهلال الميداليات الفضية ومبلغ 5 ملايين ريال، وكذلك مقعد مؤهل لكأس السوبر بشكلها الجديد، التي تضم 4 فرق.
وتعادل الفريقان 1-1 في أشواط المباراة الأصلية، واستمرت النتيجة بالتعادل في الأشواط الإضافية، لتذهب المباراة إلى ركلات الترجيح، التي كان بطلها الحارس الصربي فلاديمير ستويكوفيتش، الذي قاد فريقه للفوز متصدياً لـ3 ركلات، لتنتهي المواجهة المحمومة بفوز برتقالي مثير بركلات الترجيح (3-1).
كانت المواجهة انطلقت وسط ضغط هلالي لافت، بغية الحصول على هدف السبق وتفادي إطالة أمد السلبية، وبالتالي إمكانية حدوث المفاجآت، لكنه رغم ذلك عجز عن فكّ لغز الدفاعات البرتقالية، فبينما تنوعت تشكيلات الهجوم الهلالي بين العمق والأطراف، فإن الدفاعات كانت متماسكة إلى حد مذهل، كاد يقود الشوط الأول إلى السلبية، لولا هدف سالم الدوسري في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، عندما استقبل تمريرة غاية في الذكاء من زميله القائد سلمان الفرج، الذي تسلم الكرة قبل ذلك من لاعب المحور الخبير عبد الله عطيف، ليأخذ الدوسري الكرة في عكس الاتجاه على مشارف منطقة الجزاء البرتقالية، ويسدد الكرة أرضية قوية، عجز الحارس القوي والمتمكن فلاديمير ستويكوفيتش عن التصدي لها.
وفي الشوط الثاني، ومع الدقيقة 66، أعطى البرازيلي رامون لوبيز لاعب الفيحاء، فريق الهلال تلميحاً فورياً بأن الكأس لن تخطف بهذه السهولة، عندما سجل هدف التعادل بتسديدة من داخل منطقة الجزاء، رغم مضايقة المدافع الكوري الجنوبي يانغ سو، فشل الحارس عبد الله المعيوف في التصدي لها بالشكل الصحيح لتعانق المرمى هدفاً برتقالياً أول.
واستمرت المواجهة بهذه النتيجة حتى نهاية الأشواط الأصلية، ليدخل الفريقان إلى معترك الأشواط الإضافية.
ورغم مساعي الهلال الحثيثة، بقيادة مدربه الأرجنتيني رامون دياز، لتجنب الدخول في منعطف ركلات الترجيح، فإن الفيحاء شكّل سداً منيعاً ضد كل الهجمات الزرقاء، وأمام محاولات البديل ميشيل ديلغادو، لكسر هذا التمترس المثير، لتذهب المواجهة إلى ركلات الترجيح التي حسمها الفيحاء لصالحه.
يذكر أن البطولة العريقة انطلقت عام 1957 بمسمى كأس الملك، واستمرت بهذا الاسم حتى عام 1990، قبل أن تدمج مع بطولة الدوري السعودي، وعادت لتكون بطولة مستقلة، وتظهر من جديد عام 2008.
وحملت نسخة 2021 - 2022 من كأس خادم الحرمين الشريفين الرقم 47 في تاريخ المسابقة، بعد النسخة الاستثنائية لموسم 2020 - 2021 التي تغير فيها نظام البطولة لدواعي انتشار فيروس كورونا، وتوقف النشاط في ذلك الموسم، إذ اقتصرت المشاركة فيها على أندية دوري المحترفين السعودي فقط، بعد أن كانت أندية دوري الدرجة الأولى تنافس عليها في سنوات سابقة.
ويتصدر الرباعي الجماهيري في الدوري السعودي قائمة الفرق الأكثر فوزاً بكأس الملك، ويليهم الشباب، ويُعد التعاون أقل الفرق فوزاً بالبطولة، إذ لم يحرزها سوى مرة واحدة.
وكان الهلال قد غاب عن منصة التتويج 16 عاماً، ليعود ويفوز بـ4 ألقاب كاملة خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، البداية كانت عام 1980 بالفوز على الشباب، ومن ثم بطولات عام 1982 و1984 و1989 بالفوز على الثلاثي الكبير؛ الاتحاد والأهلي والنصر على الترتيب.
وعاد الفريق الأزرق للغياب عن الفوز بهذه البطولة الغالية بعد انفصالها عن بطولة الدوري السعودي عام 2008 لمدة 7 سنوات، قبل أن يستعيد اللقب الثمين عام 2015 بالفوز على النصر في مباراة ماراثونية انتهت بالتعادل 1 - 1 وحسمها الزعيم الأزرق بركلات الجزاء الترجيحية بنتيجة 7 - 6.
وحقق الهلال لقب كأس خادم الحرمين الشريفين عام 2020 بالتفوق على النصر 2-1.