توسطت حركة «طالبان» الحاكمة في أفغانستان في وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسلام آباد و«طالبان» الباكستانية، بعد محادثات بينهما في كابل.
و«طالبان» باكستان جماعة منفصلة عن «طالبان» أفغانستان، لكن تحرّكها الآيديولوجية نفسها ولديهما تاريخ مشترك طويل. وتتهم إسلام آباد «طالبان» الأفغانية بالسماح لـ«طالبان» الباكستانية باستخدام الأراضي الأفغانية للتخطيط لهجماتها، وهو أمر تنفيه كابل باستمرار.
وقال المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، عبر حسابه على «تويتر»، مؤكداً إجراء المحادثات في كابل: «خلال المحادثات، وبالإضافة إلى التقدم الكبير في القضايا المتصلة، تم الاتفاق كذلك على وقف مؤقت لإطلاق النار».
وذكرت وكالة «رويترز» أن باكستان نفذت عدداً من العمليات ضد حركة «طالبان» الباكستانية، لكنها لم تتمكن، رغم تقليص مواقع نشاط الحركة، من أن توقف تماماً الهجمات التي عادت للزيادة في الأشهر الأخيرة على حدودها الغربية.
وأكد بيان أصدرته «طالبان» الباكستانية، أمس، كذلك أن المحادثات جارية في كابل، وأن وقفاً لإطلاق النار أعلن حتى 30 مايو (أيار). وقال مصدر في الحركة، طلب عدم كشف اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هذه المفاوضات تجري في «جو إيجابي»، لكن «من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات».
وأعلن الجيش الباكستاني، أمس، أن اثنين من قادة «طالبان» قتلا في معركة في منطقة وزيرستان الشمالية التي تتاخم أفغانستان.
واتفق الجانبان، العام الماضي، على وقف لإطلاق النار لكن المحادثات فشلت. وذكرت وسائل إعلام محلية أن المحادثات، التي أجريت في أفغانستان كذلك، انهارت بسبب خلاف حول إطلاق سراح سجناء من «طالبان» الباكستانية تحتجزهم إسلام آباد.
ونفذت «طالبان» الباكستانية الكثير من الهجمات الدامية في باكستان بين 2007 و2014، لكن بعد ذلك أضعفتها عمليات مكثّفة شنّها الجيش وأُرغمت على الانسحاب إلى الجهة الأخرى من الحدود في الشرق الأفغاني، وتقليص هجماتها على الأراضي الباكستانية.
إلا أنها استعادت قوّتها منذ أكثر من عام، بفضل قيادة جديدة، ولا سيما بعد عودة «طالبان» إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس (آب). وأجبر ذلك إسلام آباد على فتح مفاوضات مصحوبة بوقف لإطلاق النار، أواخر العام الماضي، للمرة الأولى منذ عام 2014 بوساطة من حركة «طالبان» الأفغانية. لكن هذه المحادثات لم تسفر عن أي نتيجة وانتهت الهدنة بعد شهر.
وأعلنت إسلام آباد بشكل متزايد عن تعرضها لهجمات عبر الحدود من أفغانستان، منذ سيطرة «طالبان» على كابل في أغسطس، في قضية باتت مصدر توتر دبلوماسي.
وقال مسؤولون أفغان، الشهر الماضي، إن ضربة جوية باكستانية في شرق أفغانستان أسفرت عن مقتل 47 شخصاً.
ولم تعلق باكستان على الضربة، لكنها حضّت كابل على تأمين حدودها لمنع وقوع عمليات مسلحة.
وفي مارس (آذار) الماضي، قتل انتحاري من «داعش» تقول السلطات إنه كان مواطناً أفغانياً، 64 شخصاً في مسجد في شمال غرب باكستان. وحذر مجلس الأمن من أن المجموعات المسلحة في أفغانستان «تتمتع بحرية أكبر من أي وقت مضى في التاريخ الحديث». وتتعامل باكستان في الوقت الراهن كذلك مع تصاعد هجمات انفصاليين في إقليم بلوخستان في جنوب غرب البلاد، والواقع كذلك على الحدود مع أفغانستان.
وقف النار بين إسلام آباد و«طالبان» الباكستانية بوساطة كابل
وقف النار بين إسلام آباد و«طالبان» الباكستانية بوساطة كابل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة