فولكر: مهمتي إعادة الأوضاع في السودان للمسار الانتقالي

«قلق شديد» لمجلس الأمن إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في دارفور

فولكر بيرتس يواجه صعوبات لمهمته في السودان
فولكر بيرتس يواجه صعوبات لمهمته في السودان
TT

فولكر: مهمتي إعادة الأوضاع في السودان للمسار الانتقالي

فولكر بيرتس يواجه صعوبات لمهمته في السودان
فولكر بيرتس يواجه صعوبات لمهمته في السودان

أبدى مجلس الأمن قلقه الشديد إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في إقليم دارفور، وذلك خلال تقديم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس) الألماني بيرتس فولكر، تقريره الدوري عن المشاورات التي أجراها في الأشهر الماضية، والذي جدد التأكيد على أن مهمة بعثته هـي العمل على إعادة الأوضاع في السودان إلى المسار الانتقالي.
وأكد فولكر، في تصريحات صحافية محدودة شاركت فيها «الشرق الأوسط» اليوم، شعور مجلس الأمن بالمسؤولية عن الأوضاع بسبب موافقته على إنهاء مهمة البعثة المشتركة لحفظ السلام في دارفور المعروفة اصطلاحاً بـ«يوناميد»، وأن بعثته «يونيتامس» ليست بديلاً عنها، لأنها «بلا جيش ولا بوليس».
وجدد فولكر التأكيد على أن مهمة بعثته هـي العمل على إعادة الأوضاع في السودان للمسار الانتقالي، وتكوين حكومة يقودها المدنيون، والتوافق على دستور انتقالي، وتسمية رئيس وزراء أو رئيسة وزراء بالتوافق، وآليات الاختيار. ووصف «ما حدث في السودان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) بأنه «انقلاب عسكري». وأضاف أن كلاً من المجتمعين الدولي والإقليمي صنفا الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 بأنها «انقلاب عسكري» وفقا للقانون.
وتلخيصا لجهود بعثته، أوضح فولكر أنها كانت تنوي عقد «لقاء تحضيري»، بيد أنه لم يحدث لعدم توفير المناخ المواتي للمحادثات الحقيقية، وقال: «طلبنا من المكون العسكري باعتباره الشق الأقوى إجراءات لتحسين البيئة المناسبة للتفاوض، وهو اتخذ خطوات مثل إطلاق سراح القادة السياسيين، وبعض النشطاء لكن ما زال هناك بعض النشطاء في السجون... ما زلنا نأمل من المكون العسكري رفع حالة الطوارئ، أو على الأقل البدء في إجراءات ما قبل حالة الطوارئ، لتهيئة المناخ، لكن مثلما اتخذ الشق العسكري بعض الخطوات، على الشق المدني اتخاذ خطوات مماثلة».
وقطع فولكر بأن المناخ السياسي غير ملائم لعقد لقاءات مباشرة بين الفرقاء السودانيين، وأن اللاعبين الأساسيين رفضوا الجلوس مع بعض الأطراف على طاولة واحدة، واشترطوا الحديث معهم عبر الميسرين في الآلية الثلاثية، لذلك قررت الآلية حواراً غير مباشر.
وحصر فولكر مهمة بعثته في تجميع الأفكار المتفق عليها بين الفرقاء، وتقديمها لهم، بيد أن البعض اقترح تقديم الأفكار في شكل «ورقة»، وقال: «هذا الأمر صعب لأننا كلما انتظرنا طويلاً ستزيد الأمور تعقيداً، فالبلاد تعيش أزمة سياسية ولا يوجد تقدم اقتصادي، والأوضاع الأمنية تزداد تدهوراً في دارفور والمناطق الأخرى».
وأوضح أن التوتر الأمني يتزايد باضطراد في السودان، ولا يقتصر على الأوضاع في دارفور، بل هناك توتر في كل المعسكرات بما في ذلك القوات الأمنية وفصائل اتفاق جوبا.
وأشار ممثل الأمين العام إلى جانب إيجابي في الأوضاع السياسية بالبلاد، تتمثل في تحول الخطاب السياسي إلى خطاب أقل حدة بين كل الأطراف، إذ «نستطيع تلمس جدية من كل الأطراف تجاه الحوار، أو قبولهم بمبدأ النقاش للخروج من الأزمة».
وأوضح أن المكون العسكري أدرك عدم إمكان الاستغناء عن المدنيين، بما في ذلك القوى التي تم إبعادها عن السلطة «قوى إعلان الحرية والتغيير».
وأكد استمرار جهود بعثته على مساعدة السودانيين للوصول لحلول، وقال: «سأذهب إلى نيويورك عطلة نهاية الأسبوع لتقديم تقريري الدوري لمجلس الأمن، وسيكون تقريري علنياً كما هو دائماً، وسيتناول الأوضاع العامة في السودان».
وكشف عن إجراء مشاورات مع أكثر من 100 جهة، بينها الحزب الشيوعي وحزب الأمة، وعدد من الأكاديميين والشخصيات العامة «أظننا نجحنا، رغم أن التفاوض المباشر قد أثبتت الأيام عدم نجاحه».
وبشأن الانتقادات الموجهة له، بل المطالبات بإبعاده، قال: «بعضها اتهمنا بأني أساعد الانقلابيين... لكننا نتفاوض مع كل من له تأثير على الأحداث من كل الأطراف، ويهمنا الوصول لحلول مستدامة» مع أن البعض غير راضٍ عن المفاوضات ولا سيما الحرية والتغيير المجلس المركزي، وأن المكون العسكري لا يفضل الجلوس المباشر مع الأحزاب.
وأكد استمرار نقاش بين السودان ومجلس الأمن بشأن تجديد مهمة البعثة بالمهام نفسها، أو إجراء تعديلات على مهمتها، «لكن هذا يحتاج لنقاش أطول، وأتوقع أن يتم الاتفاق في غضون الأسبوعين المقبلين... وفي كل الأحوال علي تنفيذ المهمة التي تصدر عن مجلس الأمن».
وقال فولكر إن الأزمة السياسية لا تقتصر على الصراع بين المدنيين والعسكريين، بل هناك صراعات بين كل مكونات الفاعلين، وأضاف: «هناك أزمة بين العسكريين، والعسكريين والمدنيين، ولو لم تكن هناك أزمة بين العسكريين، لما كانت هناك أزمة بينهم والمدنيين... هناك اختلافات داخل المكون العسكري، واختلافات كثيرة بين الأطراف المدنية المتعددة، وحتى هناك صراعات بين مجموعة سلام جوبا، لو كان مجرد صراع بين المكون العسكري والمدنيين لكان الحل أسهل، المسألة أكثر تعقيداً».
وتوقع فولكر أن تؤثر الحرب في أوكرانيا على الأوضاع في السودان، واحتمال تأثيرها على المناقشات داخل مجلس الأمن، وقال: «المناقشات داخل مجلس الأمن تتأثر بالأوضاع الجيوسياسية... قلت في الإحاطة التي قدمتها لمجلس الأمن إن نجاح البعثة يعتمد على وجود روح توافقية في مجلس الأمن، وإن أي تجاذب دولي سينعكس على الأوضاع في السودان كما حدث في سوريا... دعونا ننتظر، فإذا وافقوا على التمديد للبعثة سيكون ذلك خطوة نحو تنفيذ مهامها في السودان».
وأشار إلى أن كلا من المجتمعين الدولي والإقليمي صنفا الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 بأنها «انقلاب عسكري» وفقاً للقانون.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«رئاسية مصر»: المعارضة تشكو مجدداً من «تضييقات» على المرشحين المحتملين

مواطنون يوثقون توكيلات لتأييد ترشح الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)
مواطنون يوثقون توكيلات لتأييد ترشح الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)
TT

«رئاسية مصر»: المعارضة تشكو مجدداً من «تضييقات» على المرشحين المحتملين

مواطنون يوثقون توكيلات لتأييد ترشح الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)
مواطنون يوثقون توكيلات لتأييد ترشح الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)

شكا معارضون مصريون مجدداً مما وصفوه بـ«تضييقات» على المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة المقبلة، خلال محاولات أنصارهم تحرير «توكيلات التأييد» بمكاتب التوثيق، مطالبين أيضاً بـ«مساواة» في الظهور الإعلامي.

وتواصلت، الخميس، معركة «جمع توكيلات التأييد» من المواطنين، وسط شكاوى من مرشحين محتملين بوجود «تضييقات» بمكاتب التوثيق. وتقدم نائب رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي، عضو مجلس النواب، فريدي البياضي، بأول سؤال برلماني إلى كل من رئيس الوزراء، ووزير العدل، بشأن ما وصفه بـ«تعنت موظفي الشهر العقاري».

وقال البياضي في سؤاله البرلماني: «وردت إلينا العديد من الشكاوى من مواطنين في أنحاء مختلفة من البلاد تقدموا لتحرير توكيلات لمرشحيهم للرئاسة، سواء مرشح الحزب، فريد زهران، أو لمرشحين آخرين، إلا أنهم فوجئوا برفض الموظفين تحرير أي توكيلات، وقدم موظفو الشهر العقاري أعذاراً واهية».

ودعت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، الاثنين الماضي، الناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة 2024، في أيام 10 و11 و12 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، على أن يفتح باب الترشح للانتخابات في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وحتى 14 من الشهر ذاته.

ويشترط لقبول الترشح للرئاسة أن يزكي المترشح عشرون عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى 1000 من كل محافظة منها، وفي جميع الأحوال لا يجوز تأييد أكثر من مترشح.

وأعربت الحملة الانتخابية لرئيس «الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي» المرشح المحتمل فريد زهران، عن «قلقها البالغ» مما وصفته بـ«شواهد» تتعارض مع كون الانتخابات الرئاسية المصرية 2024 «خطوة مهمة في بناء مسار ديمقراطي». وقالت الحملة في إفادة رسمية، الأربعاء، إن «الأنباء المتواترة تؤكد وجود تضييق على كافة المرشحين لتحرير توكيلات التأييد»، وطالبت الحملة بـ«مساواة بين المرشحين المحتملين في الظهور الإعلامي».

ولم يعلن الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي عن ترشحه حتى الآن. فيما يخوض عدد من المرشحين المحتملين «معركة» جمع توكيلات التأييد من المواطنين، أو الحصول على «تزكيات» من نواب البرلمان، وهم: عضو البرلمان السابق أحمد الطنطاوي، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر، ورئيس «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» فريد زهران، ورئيسة حزب «الدستور» جميلة إسماعيل.

وقالت عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقاً، الدكتور ليلى عبد المجيد، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يمكن إلزام الإعلام بتغطية أخبار المرشحين المحتملين، أو الحديث عن (مساواة في الظهور)؛ لأننا في مرحلة جمع التوكيلات، وهم ليسوا مرشحين فعليين حتى الآن»، موضحة أن «قواعد التغطية الإعلامية تبدأ عقب إعلان كشوف المرشحين وبدء الدعاية الانتخابية»، وأشارت عبد المجيد إلى أن «المشكلة ليست في الإعلام، بل في المرشحين المحتملين؛ إذ من المفترض أن يكون لهم وجود شعبي على أرض الواقع يمكنهم من جمع التوكيلات المطلوبة».

وأعلنت حملة رئيس «حزب الوفد» عبد السند يمامة أنها «وثقت عدد (التزكيات) المطلوبة لمرشحها من نواب البرلمان، وقال المتحدث باسم الحملة الانتخابية لرئيس «حزب الوفد»، الدكتور ياسر الهضيبي، في مداخلة تلفزيونية، مساء الأربعاء، إن «جميع أوراق يمامة مكتملة، ولا ينقصها إلا الكشف الطبي فقط، حيث حصل على تزكية 20 من نواب الحزب»، موضحاً أن «الوفد لديه 26 نائباً بمجلس النواب، و6 نواب بمجلس الشيوخ».

في السياق، شكت حملة المرشح المحتمل أحمد الفضالي مما وصفته أيضاً بـ«التضييقات»، وقال مسؤول الاتصال بالحملة، إيهاب سلامة في تصريحات صحافية، الأربعاء، إن «مكاتب توثيق رفضت تحرير توكيلات تأييد لمرشحه المحتمل، وتم منعهم من الدخول».


الجزائر: استحداث 6 مهام جديدة لمصالح الرئاسة بصلاحيات واسعة

الرئيس تبون مع أعضاء طاقمه خلال التوقيع على قانون مالية 2022 (الرئاسة)
الرئيس تبون مع أعضاء طاقمه خلال التوقيع على قانون مالية 2022 (الرئاسة)
TT

الجزائر: استحداث 6 مهام جديدة لمصالح الرئاسة بصلاحيات واسعة

الرئيس تبون مع أعضاء طاقمه خلال التوقيع على قانون مالية 2022 (الرئاسة)
الرئيس تبون مع أعضاء طاقمه خلال التوقيع على قانون مالية 2022 (الرئاسة)

أعلنت الرئاسة الجزائرية عن إعادة ترتيب شؤون مصالحها باستحداث 6 مهام جديدة تساعدها على اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياستين الداخلية والخارجية. ووفق الصلاحيات التي أعطيت لها، يظهر أن عملها يجعل منها «حكومة موازية» للطاقم التنفيذي، بقيادة الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن.

وجاء في مرسوم وقّعه رئيس الجمهورية، يوم الثلاثاء، ونُشر في الجريدة الرسمية (الأربعاء)، بعنوان «إعادة تنظيم مصالح رئاسة الجمهورية»، أن صلاحياتها الست الجديدة المحددة في المادة الثانية من المرسوم هي: «المتابعة والمشاركة في تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية وتوجيهاته وقراراته، وتقدم له تقريراً بذلك». وعلى أساس هذه الصفة، تتكفل مصالح الرئاسة بـ«متابعة الشؤون الاقتصادية، والنشاطات الحكومية والقضايا السياسية والمؤسساتية، وتقدم عرضاً حول تطوراتها».

الرئيس عبد المجيد تبون (الرئاسة)

أما الصلاحية الثانية فتتمثل في «مساعدة رئيس الجمهورية عند الحاجة على ممارسة مسؤولياته الدستورية»، فيما تتعلق المهمة الثالثة، بـ«تنظيم وإسناد نشاطات رئيس الجمهورية».

وتشمل المهمة الرابعة «متابعة النشاط الحكومي، وإعداد حصيلة لنشاطات المؤسسات والأجهزة التابعة الرئاسي الجمهورية، وتقديم عرض بذلك إلى رئيس الجمهورية». وتترك هذه الصلاحية الجديدة انطباعاً بأن الرئيس يبحث عن «حكومة ظل» للطاقم الحكومي، بقيادة الوزير الأول، المكلف وفق الدستور بمتابعة نشاط الوزراء، ورفع حصيلة عن أعمالهم إلى الرئيس الذي يملك سلطة تعيين الحكومة وإقالتها.

اجتماعات مجلس الأمن الذي يضم كبار القادة الأمنيين والمسؤولين المدنيين (الرئاسة)

يشار إلى أن الرئيس سبق أن أبدى في مناسبات كثيرة عدم رضاه عن أداء حكومته، مؤكداً أنها «لا تسير وفق وتيرة وسرعة قراراته».

وبخصوص الاختصاص الخامس لمصالح الرئاسة، نص المرسوم على «إعلام رئيس الجمهورية بوضعية البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبتطورها وتزويده بالعناصر الضرورية لاتخاذ القرار بشأنها». فيما يتعلق النشاط السادس بـ«إنجاز جميع الدراسات المتصلة بالملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أو المتعلقة بالطاقة، والحث على تنفيذها وتقييم مدى تأثيرها».

اجتماع مجلس الوزراء (الرئاسة)

وأكد المرسوم في مادته الثالثة أنه «يمكن للرئيس أن يَعهد إلى مصالح رئاسة الجمهورية بأي مهمة أو نشاط أو مأمورية أخرى»، زيادة على الصلاحيات الست المنصوص عليها في المادة 02. أما المادة الرابعة فتشدد على أنه «ليس من اختصاص مصالح رئاسة الجمهورية الحلول محل المؤسسات والإدارات المختصة، ولا التدخل في ممارسة صلاحياتها». ويحاول أصحاب هذا المرسوم في هذه الجزئية استباق أي جدل قد يثار بعقد مقارنات بين «الاختصاصات الست»، ومهام الحكومة، وإمكان حدوث تداخل فيما بينها للتشابه الكبير بينها.

وتنص المادة السابعة من المرسوم على إعطاء صلاحيات واسعة لمدير الديوان برئاسة الجمهورية، وهو منصب عُيِّن فيه مؤخراً نذير عرباوي، سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة. إذ كلّفه الرئيس بعشرة أنشطة، أهمها دراسة الملفات السياسية والعلاقات الدولية وتنفيذها، ومتابعة النشاط الحكومي وإجراء تحليل له. كما كلفه بتنسيق نشاطات المستشارين بالرئاسة، وإبلاغ الرئيس بتطورات الوضع في البلاد سياسياً واقتصادياً، و«إمداده بالعناصر الضرورية لاتخاذ القرار». ويُفهم من هذا القرار أن مدير الديوان بات كبير المستشارين بالرئاسة. كما أصبح من صلاحية مدير الديوان التواصل مع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ومع الأحزاب السياسية. وكذا متابعة عرائض وتظلمات المواطنين والجمعيات بشأن أداء المرافق العمومية، ويُجري تقييماً لها.

من اليمين إلى اليسار: الوزير الأول وقائد الجيش ورئيس الجمهورية ومدير الديوان لدى الرئاسة وخلف الصورة قائد الحرس الجمهوري (الرئاسة)

والمعروف أن الرئيس تبون يملك سبعة متعاونين بارزين، يحملون صفة «مستشارين»، أسماؤهم ومهامهم منشورة في الموقع الإلكتروني للرئاسة، وهم: بومدين بن عتو مستشار مكلّف الشؤون المتصلة بالدفاع والأمن، وعبد المجيد شيخي مستشار مكلّف الذاكرة الوطنية والأرشيف الوطني، وحميد لوناوسي مستشار خاص بالمنظمات الوطنية والدولية والمنظمات غير الحكومية، وأحمد راشدي مستشار لشؤون الثقافة ومجال السمعي البصري، ومحمد شفيق مصباح مستشار مكلّف «الشؤون الخاصة»، وهو ضابط مخابرات متقاعد، وياسين ولد موسى مستشار مكلّف الشؤون الاقتصادية، ونور الدين غوالي مستشار لقضايا التربية التعليم والجامعة، زيادةً على كمال رزيق وهو مستشار من دون مهمة، وكان وزير التجارة في الحكومة السابقة.


ملك المغرب يعفو عن 742 محكوماً بمناسبة ذكرى المولد النبوي

ملك المغرب خلال ترؤسه حفلاً دينياً في الرباط (ماب)
ملك المغرب خلال ترؤسه حفلاً دينياً في الرباط (ماب)
TT

ملك المغرب يعفو عن 742 محكوماً بمناسبة ذكرى المولد النبوي

ملك المغرب خلال ترؤسه حفلاً دينياً في الرباط (ماب)
ملك المغرب خلال ترؤسه حفلاً دينياً في الرباط (ماب)

أصدر العاهل المغربي، الملك محمد السادس، عفواً عن مجموعة من الأشخاص، منهم المعتقلون والموجودون في حالة سراح (إفراج)، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة، وعددهم 742 شخصاً، وذلك بمناسبة ذكرى المولد النبوي، وفق ما ذكر بيان لوزارة العدل المغربية أمس الأربعاء.

وقال البيان إن المستفيدين من العفو الملكي الموجودين في حالة اعتقال، بلغ عددهم 528 نزيلاً. وشمل العفو ما تبقى من عقوبة الحبس أو السجن لفائدة 22 نزيلاً، والتخفيض من عقوبة الحبس أو السجن لفائدة 503 نزلاء، وتحويل السجن المؤبد إلى السجن المحدد لفائدة ثلاثة نزلاء.

أما المستفيدون من العفو الملكي الموجودون في حالة سراح فبلغ عددهم 214 شخصاً، واستفاد من العفو من العقوبة الحبسية، أو مما تبقى منها، 50 شخصاً، كما استفاد من العفو من العقوبة الحبسية مع إبقاء الغرامة ثمانية أشخاص. فيما استفاد من العفو من أداء الغرامة 146 شخصاً، في حين استفاد تسعة أشخاص من عقوبتي الحبس وأداء الغرامة، واستفاد شخص واحد من العفو من أداء الغرامة، ومما تبقى من العقوبة الحبسية.

وكان الملك محمد السادس، رفقة ولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأمير مولاي أحمد، والأمير مولاي إسماعيل، قد ترأس مساء أمس الأربعاء بمسجد حسان بالرباط حفلاً دينياً إحياءً لليلة المولد النبوي الشريف.

وخلال هذا الحفل الديني، ألقى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، كلمة قدّم فيها حصيلة أنشطة المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، قبل أن يقدم للعاهل المغربي التقرير المتعلق بهذه الحصيلة. وقال إن العلماء على وعي تام بأن الملك محمد السادس أتاح لهم كل الشروط للقيام بمهمتهم، مبرزاً أن آخر إجراء لتعزيز عمل المؤسسة العلمية هو ما تفضل به هذه السنة من دعم تأطير الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، وإحداث مجالس علمية جهوية، وتوسيع العضوية في المجالس العلمية المحلية.

وأضاف التوفيق أن علماء المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية يعملون في باب التبليغ، الذي هو مهمتهم الأساسية، على تنزيل منهج مسدد يستثمرون فيه تجربتهم في المرحلة السالفة.

إثر ذلك، سلّم العاهل المغربي جائزة محمد السادس التنويهية التكريمية للفكر والدراسات الإسلامية، لإبراهيم إد إبراهيم من مدينة أغادير. وتمنح هذه الجائزة كل سنة مكافأة للشخصيات العلمية المرموقة، المغربية والدولية، بغية تشجيعها على إنجاز أبحاث عالية المستوى في مجال الدراسات الإسلامية، تماشياً مع تعاليم الشريعة السمحة، التي تحث على طلب العلم وحُسن توظيفه.

العاهل المغربي في حديث مع إحدى الفائزات بجائزة محمد السادس التكريمية (ماب)

كما سلّم الملك محمد السادس بهذه المناسبة جائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم مع الترتيل والتفسير لحمزة صابو من مدينة طنجة.

عقب ذلك سلّم الملك محمد السادس لعمر بن عبد العزيز البريدي، من المملكة العربية السعودية، جائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم فرع التجويد، مع حفظ خمسة أحزاب. كما سلّم عاهل المغرب أيضاً جائزة محمد السادس التكريمية في فن الخط المغربي لسعيدة الكيال من مدينة الدار البيضاء، وجائزة محمد السادس للتفوق في فن الخط المغربي لخالد أسبيسي من مدينة تارودانت.

وفي مجال فن الزخرفة المغربية على الورق، سلّم ملك المغرب أيضاً جائزة محمد السادس التكريمية لمحسن الغرناطي من مدينة شفشاون، وجائزة محمد السادس للتفوق في فن الزخرفة المغربية على الورق أيضاً لصفاء لفتيح من مدينة الدار البيضاء. كما سلّم جائزة محمد السادس التكريمية في فن الحروفية العربية للحسن فرساوي من مدينة مراكش، وجائزة محمد السادس للتفوق في فن الحروفية العربية لأسماء أيت أختي من مدينة سلا.


حركة «النهضة» تعلن مقاطعة الانتخابات المحلية التونسية

يمينة الزغلامي (موقع حركة «النهضة»)
يمينة الزغلامي (موقع حركة «النهضة»)
TT

حركة «النهضة» تعلن مقاطعة الانتخابات المحلية التونسية

يمينة الزغلامي (موقع حركة «النهضة»)
يمينة الزغلامي (موقع حركة «النهضة»)

كشفت يمينة الزغلامي، القيادية في حركة «النهضة» التونسية، عن أن حزبها لن يشارك في الانتخابات المحلية، المقررة في 24 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل وسيقاطعها، موضحةً أن الحل الوحيد لحلحلة الأزمة السياسية التي تعانيها تونس هو العودة إلى الشرعية، وإجراء حوار مع مكونات المشهد السياسي والحقوقي في البلاد.

وقالت الزغلامي في تصريح إعلامي إن منافسة «النهضة» في الانتخابات «لا يمكن أن تكون إلا عبر صناديق الاقتراع، ومن يريد أن ينافسها عليه اعتماد الشفافية والنزاهة في العملية الانتخابية»، على حد تعبيرها.

وبخصوص الوضعية الصعبة التي تمر بها حركة «النهضة» حالياً، وتوجيه عدة اتهامات إلى قياداتها، والزج بهم في السجون دون محاكمة عادلة لأكثر من سبعة أشهر، قالت الزغلامي إن الحركة «موجودة في المشهد، وستظل موجودة، رغم أنها تعاني التضييق وإغلاق المقرات، دون تقديم أسباب واضحة»، موضحة أن «ظروف حركة (النهضة) ليست جيدة، كما أن الوضع السياسي والحقوقي في تونس على وجه العموم بات سيئاً، خصوصاً بعد ضرب الأحزاب السياسية، وتحجيم دور منظمات المجتمع المدني»، وقالت بهذا الخصوص: «لقد بات التونسيون يكرهون السياسة، وهذا خطر على الجميع».

وبشأن المؤتمر الحادي عشر للحركة، المزمع تنظيمه نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والخلافات الداخلية حول موعد هذا المؤتمر، والظروف التي سيلتئم فيها، قالت الزغلامي إن خروج القيادات التاريخية لحركة «النهضة» من السجن، وعلى رأسهم راشد الغنوشي، وعلي العريض، من بين الشروط الأساسية لعقد المؤتمر، داعيةً إلى تقييم المرحلة السياسية السابقة، ومناقشة التقريرين المالي والأدبي للسنوات الأربع الماضية.

راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» (د.ب.أ)

على صعيد آخر، انتقد أحمد شفطر، الناشط السياسي المساند للرئيس قيس سعيّد، المعارضين لتقسيم تونس إلى عدة أقاليم قبل موعد الانتخابات المحلية المقبلة، قائلاً: «هؤلاء مجموعة من السنافر الغاضبة»، في إشارة إلى السلسلة الكرتونية المعروفة لدى الأطفال باسم «السنافر»، ووجود سنفور غاضب وسطها لا يرضيه أي شيء، وقال إنهم «يعادون مسار 25 يوليو (تموز)2021. وبالتالي فهم يعادون الشعب»، على حد قوله.

وأضاف شفطر في تصريح إذاعي أن تونس «تعيش اليوم على وقع مرحلة تحرير وطني، وعلى هذه القاعدة تتم عملية الفرز، وهي مرحلة تتطلب الدفاع عن السيادة الوطنية للبلاد، ولذلك لا أحد له الحق في التدخل في شؤون تونس الداخلية، ولا في الخيارات الوطنية الخاصة بها وبشعبها».


البرهان يضع وزارات الحكومة تحت إشراف قادة الجيش


قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
TT

البرهان يضع وزارات الحكومة تحت إشراف قادة الجيش


قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

كشف خطاب مسرب لرئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، عن أنه طلب وضع الوزارات والهيئات الحكومية تحت إشراف قادة الجيش الأعضاء في مجلس السيادة، هم: نائبه في الجيش الفريق شمس الدين كباشي، ومساعداه الفريق ياسر العطا والفريق إبراهيم جابر، ونائبه في مجلس السيادة، مالك عقار.

وبحسب المتابعات، فإن هذه التقسيمات بإشراف أعضاء المجلس على وزارات السلطة التنفيذية، تمت عقب انقلاب 25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2021، الذي أطاح بحكومة رئيس الوزراء المستقيل، عبد الله حمدوك.

مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني (موقع إكس)

وجاء الخطاب المسرب ممهوراً بتوقيع الأمين العام لمجلس السيادة، محمد الغالي، وموجهاً إلى رئيس الوزراء المكلف، عثمان حسين عثمان. واستعبدت التوجيهات، بحسب الخطاب الصادر بتاريخ 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، عضويْ مجلس السيادة، الهادي إدريس والطاهر حجر، اللذين اتخذا موقفاً محايداً من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات «الدعم السريع».

تكليفات

وكلف الخطاب نائب رئيس المجلس، مالك عقار، بالإشراف على وزارات الطاقة والنفط، والتربية والتعليم، والتنمية الاجتماعية، والتعليم العالي، والصحة، والثقافة والإعلام، والشباب والرياضة والشؤون الدينية والأوقاف. ويشرف نائب قائد الجيش، شمس الدين كباشي، على وزارة شؤون مجلس الوزراء، ووزارات الخارجية والداخلية والحكم الاتحادي والمعادن والعدل والري والموارد المائية. وكُلف عضو المجلس ياسر العطا بالإشراف على وزارات الدفاع والمالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان المركزي والنيابة العامة وديوان المراجع العام. أما عضو المجلس إبراهيم جابر فكُلف بالإشراف على وزارات الثروة الحيوانية والزراعة والتجارة والتموين والصناعة والاستثمار والتعاون الدولي والاتصالات والنقل.

الفريق شمس الدين كباشي نائب قائد الجيش (سونا)

وأعاد البرهان، بعد عدة أشهر من الانقلاب، تعيين 15 وزيراً مكلفاً، مع الإبقاء على حصص وزارات الفصائل المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام 2020. وحل الوزراء الجدد في الوزارات التي كان يشغلها الشريك المدني في الحكم، ائتلاف «قوى الحرية والتغيير». ومن أبرز الوزراء المكلفين الذين عينهم البرهان عقب الانقلاب، علي الصادق علي لوزارة الخارجية، ومحمد عبد الله محمود لوزارة الطاقة والنفط.

تساؤلات

وأثار تسريب الخطاب في هذا التوقيت الكثير من الجدل والتساؤلات، في ظل ما يتردد عن نوايا رئيس مجلس السيادة تشكيل حكومة تصريف أعمال، مقرها مدينة بورتسودان، شرقي البلاد، وتهديدات قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو الشهير باسم «حميدتي»، بتشكيل حكومة موازية لها في العاصمة الخرطوم.

الفريق ياسر العطا مساعد قائد الجيش (سونا)

وفيما يشبه التعليق على الخطاب المسرب، كتب المستشار السياسي لقائد قوات «الدعم السريع»، يوسف عزت، على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، أن الحديث عن حكومة قائمة الآن وأسماء وزراء مكلفين يمارسون مهامهم في الدولة السودانية استناداً إلى شرعية انقلاب 25 أكتوبر، وفي ظل الانهيار الدستوري الذي حدث بعد إشعال «فلول النظام البائد» داخل المؤسسة العسكرية وخارجها، حرب 15 أبريل (نيسان)، هو «بحث عن سلطة على جماجم شعبنا». وقال إن هذه محاولة بائسة لقطع الطريق أمام تأسيس الدولة السودانية الجديدة القائمة على العدالة والسلام والحكم المدني الديمقراطي والنظام الفيدرالي الحقيقي.

الفريق ابراهيم جابر مساعد قائد الجيش (أرشيفية متداولة)

وأضاف أن شبق «الفلول» للسلطة وممارستها الشكلية سيدفعان بالبلاد إلى هاوية أكثر عمقاً، وسيفرض ضرورة قيام سلطة بديلة تلغي كل هذا الفساد والممارسات باسم السودان.

وكان البرهان تعهد في خطابه أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة الماضي، بنقل السلطة إلى المدنيين بعد إيقاف الحرب، مقللاً من أهمية تصريحات قائد «الدعم السريع» بتشكيل حكومة في البلاد، معتبراً أن هذه التهديدات هي «من باب الاستهلاك السياسي».


بين موسكو وكييف... ماذا يريد البرهان؟

TT

بين موسكو وكييف... ماذا يريد البرهان؟

لقاء البرهان وزيلينسكي في مطار «شانون» الآيرلندي السبت (أ.ف.ب)
لقاء البرهان وزيلينسكي في مطار «شانون» الآيرلندي السبت (أ.ف.ب)

أربكت لقاءات رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حسابات المراقبين والمحللين، بشأن تأثيراتها السياسية والعسكرية على الحرب في السودان، خصوصاً لقاءه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولقاءه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

البحث عن اعتراف دولي

ودارت التساؤلات حول ما إذا كان الرجل؛ الذي يقود حرباً ضد حليفه السابق قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يبحث عن «شريك» يساعده على انتصار طالت مزاعم تحقيقه، ويريد إعادة تقديم نفسه إلى «الغرب» حليفاً استراتيجياً، في مواجهة مزاعم بأن دقلو يلقى الدعم من الميليشيا الروسية «فاغنر»، وحال تردد واشنطن، فإن «موسكو» حاضرة لتحل محلها في السودان.

ويذهب كثير من التحليلات إلى أن البرهان يبحث عن اعتراف دولي به رئيساً شرعياً للبلاد، وليس رئيس أمر واقع فرض نفسه بانقلاب دبره ضد الحكومة الانتقالية المدنية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 ونتج عنه اعتباره رئيساً انقلابياً وغير شرعي، وتجميد عضوية السودان أفريقياً، وفي الوقت ذاته يبحث عن اعتراف دولي بأن الحرب بينه وبين نائبه السابق ليست حرباً بين جنرالين، بل حرب بين الجيش الوطني و«الميليشيا» المتمردة.

لقاء البرهان وزيلينسكي في مطار «شانون» الآيرلندي السبت (أ.ف.ب)

وعدّ محللون موالون للجيش السوداني في حربه ضد «الدعم السريع» لقاء البرهان مع زيلينسكي، محاولة لاسترضاء الغرب وكسب دعم واشنطن، عن طريق الإيحاء بأنه يؤيد كييف، على خلفية رفض موسكو، التي أرسل لها نائبه مالك عقار، مساعدته فنياً وعسكرياً في حربه مع «الدعم السريع»، والإيحاء بأنه يعيد النظر في العلاقة بموسكو لعدم دعمها له، وذيوع معلومات عن دعم ميليشيا «فاغنر» خصمه حميدتي.

هل زودت أوكرانيا البرهان بالمسيّرات؟

وراج أخيراً أن كييف زودت الجيش السوداني بمسيّرات نفذت عمليات ضد قوات «الدعم السريع»، وهو الأمر الذي استبعده المحلل السياسي خالد محيي الدين، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن ما نقلته قناة «CNN» بشأن الدعم العسكري الأوكراني للبرهان يعبر عن رؤية أميركية تسعى لخلق صراع وهمي. وأضاف: «لا أعتقد أن هذا الاتهام صائب، لسبب واحد؛ هو أن أوكرانيا نفسها غير قادرة على حسم معركتها الحربية حتى تدعم جيش السودان». وتابع محيي الدين: «إذا صحت هذه المعلومات، فهي تعبد الطريق أمام روسيا للوقوف مع (الدعم السريع)، وهذا ليس حادثاً، وأرى أن هذا يعبر عن خطط المخابرات المركزية الأميركية (CIA) في خلط الأوراق، وفقاً لرؤيتها التي تهدف لتعبيد الطريق لأخذ موقف خشن من الجيش السوداني، وتوفير مبررات له. فإذا كان الجيش السوداني مدعوماً أوكرانياً، فهو بالنتيجة حليف أميركي، لكن الموقف على الأرض ليس هكذا».

غريق يتمسك بقشة

ورأى محيي الدين أن لقاء البرهان بالرئيس الأوكراني ووزير الخارجية الروسي، بصفتهما طرفي صراع متفجر، يكشف عن أن البرهان لا يملك منهجاً للتحليل ولعرض نفسه ضمن خريطة الصراعات الدولية. وأضاف: «هو يبدو كغريق يتمسك بقشة، لكنه لا يملك تصوراً لما يريده من التحالف مع الروس، أو التحالف مع الأوكرانيين». واستطرد: «هذه اللقاءات المتناقضة تكشف عن رجل لم يحسم قراره. فهو لا يزال في مرحلة تجريب... أين يقف ومع من؟».

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ)

وأرجع محيي الدين ما سماه «تأرجح البرهان بين المواقف» بين الفرقاء إلى «غياب الرؤية». وقال: «يقوم منهج الرجل على التصريح بحديثٍ اليوم، وفي اليوم التالي يطلق تصريحات تناقضه». ويستطرد: «هذا يكشف عن غياب الرؤية عند الرجل، وهو ليس مسألة شخصية، بل نتيجة فقدان قوى ذبلت في التاريخ، وأصبحت عاجزة عن الإسهام إيجاباً في المشهد الدولي، وبالتالي يقع في هذا التخبط؛ إذ يلتقي لافروف ثم يلتقي زيلينسكي؛ القطبين المتحاربين، دون أن يدري أين يقف».

ما أبلغه قادة العالم للبرهان: أوقفوا الحرب

ويعدّ أنصار البرهان وحلفاؤه من أنصار النظام السابق والإسلاميين، أن مجرد ذهابه إلى نيويورك ومخاطبته الأمم المتحدة باسم السودان من هناك، هو اعتراف بشرعيته الدولية، فيما يرى خصومه أن العالم يريد وقف الحرب، وأن وجوده في الجمعية العمومية مناسبة لإبلاغه بذلك مباشرة، وهو ما خرجت به لقاءاته على هامش اجتماعات الجمعية العمومية؛ إذ أبلغه خلالها القادة الذين التقاهم بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، ومعالجة القضايا الإنسانية العاجلة الناجمة عن القتال الذي أوشك على إكمال شهره السادس.

بيد أن محيي الدين يرى أن «الصراع والحرب الدائرة في السودان تم تدويلهما غصباً عن السودانيين، وأصبح لهما أطراف وامتدادات، وخلط الأوراق طريقة أميركية معروفة ومفهومة، وهي تقوم على تجريم الخصم ابتداء، لتبرير ضربه في الخطوة التالية».


السيسي يعد ببذل أقصى جهد لمواجهة الأزمة الاقتصادية

TT

السيسي يعد ببذل أقصى جهد لمواجهة الأزمة الاقتصادية

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «ضرورة أن تكون لدينا ثقة في الله وفي المسار الذي ننتهجه، مهما كانت الظروف صعبة». وقال موجهاً خطابه للمصريين: «لن أقول لكم اطمئنوا بنا ولا بالحكومة، لكن سأقول اطمئنوا بالله سبحانه وتعالى»، مشدداً على أنه ليس لديه أي شك في أنه «رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بنا حالياً، سيسدد الله عز وجل فيها الخطى». كما شدد السيسي على «ضرورة الثبات على الحق في الأوقات الصعبة».

جاء ذلك خلال كلمة السيسي في احتفال وزارة الأوقاف المصرية بذكرى المولد النبوي الشريف، أمس، والتي لفت فيها السيسي إلى أن «الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لهذا العام يتزامن مع مرور العالم بظروف دقيقة، تعيد إلى الأذهان ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب لم تحدث منذ عقود طويلة». وقال موضحاً: «ما بين الكارثة الصحية التي تسببت فيها جائحة (كورونا) وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر، الناجمة عن توقف عملية الإنتاج في كبرى دول العالم، وما أعقب ذلك من موجة ارتفاع أسعار عالمية، تسببت الأزمة الروسية - الأوكرانية في تفاقمها بشدة، ما دفع الدول الكبرى لرفع أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق، أملاً في احتواء التضخم، وهو ما استدعى نزوحاً كثيفاً لرؤوس الأموال من الدول النامية إلى الدول الغنية، ومن هنا جاءت أزمة النقد الأجنبي، التي يمر بها اقتصادنا، والعديد من الاقتصادات الناشئة».

عمل تنموي

في سياق ذلك، أوضح السيسي أن عاصفة طاغية كتلك التي شهدها العالم «كانت كفيلة في الظروف العادية باقتلاع اقتصادنا بشكل كلي، والعصف بالكثير من مكتسبات الشعب المصري، لكن السنوات الثمانية الأخيرة من العمل التنموي المكثف، وغير المسبوق في حجمه ونطاقه وسرعته، أثمرت صلابة وصموداً ومرونة كبيرة لدى اقتصادنا القومي، بما يدفعنا إلى اليقين بأن الصعاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله، لا سيما أننا نبذل أقصى الجهد والطاقة للتخفيف من آثارها على أبناء شعبنا، مع الحفاظ في الوقت ذاته على قوة الدفع اللازمة لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد، بما يحافظ على معدلات التشغيل المرتفعة، ويضمن قدرة الدولة المصرية على حماية الأمن الغذائي، وأمن الطاقة للمواطنين، رغم الظروف العالمية الصعبة في هذين المجالين».

صدق وإخلاص

في غضون ذلك، أكد السيسي أن «الأمم تقوم وتستقيم على الصدق والإخلاص والأمانة، وليس على الكذب والافتراء والهدم»، موضحاً أن «الأشرار يتصورون أنه من المُمكن أن ينجحوا بغير سبيل المصلحين، لكن لن يكون هناك أي نجاح من دون سبيل المصلحين، والهدم والخراب والتدمير والتشكيك، والظنون وإشاعة الألم والفرقة والانحطاط والكذب، هي أمور ليست من سنن الله أبداً».

حضور احتفالية المولد النبوي الشريف في مصر (الرئاسة المصرية)

في السياق، قال شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إن النبوة وتعاليم الأنبياء «ضرورة لازمة لا مفر منها لاستقامة حياة الأفراد والمجتمعات، وإسعادهم في الدنيا والآخرة، ولا يُمكن أن يستعاض عنها بغيرها من القوانين والسياسات والأعراف والعادات»، مضيفاً أن «بيان ذلك ما نعلمه من أن الإنسان كائن اجتماعي، لا مفر له من العيش مع آخرين من بني نوعه، يحتاج إليهم ويخالطهم، ويدخل معهم في علاقات اجتماعية شديدة التعقيد، مع وجود حالة من الخلاف والتنازع، والحب والبغض، والخير والشر، وغير ذلك من الثنائيات المتضادة المغروسة في فطرة الإنسان وطواياه، وكلها تدور على الصراع بين المصلحة العامة والمنفعة الشخصية، التي عادة ما تتغلب على نوازع الخير والعدل والرحمة».

طمأنينة ورضا

وبيّن الطيب أن هذا الخلاف أو هذا التدافع الاجتماعي «لا يمكن ضبطه أو إزالة تعارضاته المتصارعة إلا بقانون علوي حاكم يحمي الناس، ويحفظ حقوقهم، ويحقق لهم الطمأنينة والرضا والسعادة»، موضحاً أن «التاريخ لم يسجل مجتمعاً من الناس خلا من الاختلاف والتنازع والصراع والتدافع؛ ولم نر هذا الخلاف ارتفع من تلقاء نفسه من دون تدخل مباشر من قانون ضابط ورادع، في ظل ما نراه من عجز القانون البشري عن توفير حياة طيبة للناس؛ لأنه يقوم عادة على النزعات الفردية والقومية والرأسمالية، واقتصاد السوق والعولمة، ونزوات الجشع والمتاجرة بدماء الفقراء وأقواتهم وأرزاقهم».

وعقب كلمة الطيب خلال الاحتفالية، حرص السيسي على تقديم الشكر لشيخ الأزهر، قائلاً: «أسجل بتقدير شديد كلمة فضيلة الإمام. أحسنتم... صحيح أحسنتم فضيلة الإمام في الكلمة الشاملة الطيبة العميقة».

ولاقى ثناء السيسي على شيخ الأزهر تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

بدوره، قال وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، في كلمته خلال الاحتفالية، إنه «لم تعرف البشرية عبر تاريخها الطويل إنساناً أنبل ولا أشرف وأعظم، ولا أعز على الله من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم»، مضيفاً أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، «هو نبي الإنسانية ورسولها، من حيث رسالته التي تتضمن قيماً أخلاقية، ومن كونها رسالة للناس كافة».

وقدم وزير الأوقاف هدية إلى الرئيس السيسي، عبارة عن «موسوعة الثقافة الإسلامية»، وهي من أحدث إصدارات الوزارة في مجال تجديد الخطاب الديني.


تحذيرات في السودان من انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة

TT

تحذيرات في السودان من انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة

مستشفى شرق النيل لم ينجُ من التدمير والقصف (رويترز)
مستشفى شرق النيل لم ينجُ من التدمير والقصف (رويترز)

حذر مسعفون في السودان من تفشي الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك في البلاد، بسبب بدء هطول الأمطار الموسمية وتداعيات الحرب المستعرة منذ أكثر من خمسة أشهر على النظام الصحي، الذي كان يعاني من ضغوط حتى قبل بدء القتال. وأكدت السلطات الصحية رصد حالات إصابة بالكوليرا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، في منتصف أبريل (نيسان)، وقالت إن أول حالة رُصدت في ولاية القضارف أواخر أغسطس (آب). وقالت وزارة الصحة الاتحادية في بيان، في وقت متأخر مساء الثلاثاء، إن 18 شخصاً توفوا وأصيب 265 بالكوليرا في ولاية القضارف.

الإصابات أكثر من الأرقام المعلنة

وذكرت رابطة الأطباء في السودان في بيان أنه تم تسجيل 3398 حالة إصابة بحمى الضنك في ولايات القضارف والبحر الأحمر وشمال كردفان والخرطوم، في الفترة من منتصف أبريل (نيسان) وحتى منتصف سبتمبر (أيلول).وذكر البيان أن هذا العدد لا يشكل إلا قمة جبل الجليد، وهو أقل بكثير من حالات الاشتباه بالإصابة لدى من هم في المنازل، ومَنْ دُفنوا دون تسجيل. وأشار البيان إلى أسباب ساهمت كعوامل في انتشار المرضين، منها تلوث مياه الشرب بجثث غير مدفونة، إضافة إلى النفايات، ونقص التجهيزات في الخدمات الطبية قبل موسم الأمطار.

تجمهر أمام مختبر طبي لإجراء اختبار حمى الضنك المنتشرة في ولاية القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

وكانت منظمة الصحة العالمية أطلقت في يونيو (حزيران) الماضي تحذيرات شديدة من زيادة خطر انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة في كل أنحاء السودان، جراء انهيار القطاع الصحي بسبب القتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، واحتلال المرافق الطبية من قبل المسلحين. وقال سكان في القضارف لوكالة "رويترز" إن حمى الضنك والملاريا والكوليرا والإسهال تتفشى جزئياً لأسباب منها الافتقار لتصريف مياه الأمطار واكتظاظ المنشآت الصحية بسبب وصول نازحين من الخرطوم. ولولاية القضارف التي تقع في شرق السودان أهمية حيوية لإنتاج البلاد الزراعي البعلي، كما أنها تقع على الحدود مع إثيوبيا.

قلة حادة في التمويل

وقال وزير الصحة السوداني المكلف، هيثم محمد أبراهيم، إن السلطات الصحية الإتحادية والمحلية تعمل بمساعدة من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف على احتواء الوباء في القضارف. ووقعت عشرات الهجمات على منشآت للرعاية الصحية منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في 15 أبريل نيسان، وتسبب الصراع في خروج أغلب مستشفيات الخرطوم من الخدمة.

مواطنون في انتظار العلاج بمستشفى في ولاية القضارف بالسودان (أ.ف.ب)

وفر أكثر من 4.2 مليون من منازلهم بسبب الحرب، وعبر ما يقرب من 1.2 مليون إلى دول مجاورة، ما وضع ضغطاً كبيراً على موارد السودان الشحيحة. وتعاني جهود الإغاثة الدولية من قلة حادة في التمويل.

تحذير من الأمم المتحدة

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن أكثر من 1200 طفل توفوا بسبب الاشتباه بإصابتهم بالحصبة وسوء التغذية في مخيمات نازحين في ولاية النيل الأبيض بينما تشكل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا خطراً في كل أنحاء البلاد.وحمى الضنك متوطنة في السودان، ويمكن أن تكون حادة، وفي بعض الأحيان قاتلة مع تكرار الإصابة بها، ما يجعل احتواء تفشيها مصدر قلق على المدى الطويل. وأضافت الأمم المتحدة ت إن هذا يدق ناقوس الخطر في الولايات التي تعاني من الحرب تحت وطأة الامراض وأنهيار النظام الصحي بسبب انعدام المياه الصالحة للشرب وتكدس النفايات والجثث، وغياب المعامل التشخيصية في الخرطوم عن الخدمة وانقطاع الامداد الدوائي.

وطالبت نقابة أطباء السودان طرفي القتال، الجيش و"الدعم السريع"، بإيقاف الحرب، مناشدة المنظمات الصحية الإقليمية والدولية وهيئات الأمم المتحدة التدخل العاجل وتقديم المساعدات للسودانيين.



بدورها، أكدت "غرفة طوارئ شرق النيل" في الخرطوم، إصابة 26 من المواطنيين بأحياء المنطقة بالكوليرا، مشيرة إلى أن مستشفى "البان جديد" في منطقة الحاج يوسف، يستقبل ما لايقل عن 10 حالات يومياً. وأفادت "الغرفة"، وهي مجموعة تطوعية، والتي سبقت وزارة الصحة في الإعلان عن المرض، بأن هناك تزايداً ملحوظاً في عدد الحالات المصابة التي وصلت إلى المستشفى.

نقص الأدوية

في موازاة ذلك، أعلن "المجلس القومي للأدوية والسموم" السماح لجميع المصانع الوطنية المسجلة والمرخص لها بانتاج أدوية بشرية وبيطرية، بتصنيع منتجاتها، سواء المسجلة أو تلك التي تم تقديم ملفاتها للمجلس، في أي من ولايات البلاد. وتأتي هذه الخطوة جراء النقص الحاد في الأدوية واللوازم الطبية، جراء الصراع المسلح الذي أدى إلى تدمير أعداد كبيرة من مصانع الأدوية التي كانت تغطي نسبة معتبرة من حاجة البلاد للأدوية.


«سباق التوكيلات» يشعل المنافسة في انتخابات الرئاسة المصرية

زحام على مكاتب التوثيق لتحرير توكيلات تأييد ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)
زحام على مكاتب التوثيق لتحرير توكيلات تأييد ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)
TT

«سباق التوكيلات» يشعل المنافسة في انتخابات الرئاسة المصرية

زحام على مكاتب التوثيق لتحرير توكيلات تأييد ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)
زحام على مكاتب التوثيق لتحرير توكيلات تأييد ترشح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (حزب مستقبل وطن)

أشعل «سباق التوكيلات» أجواء انتخابات الرئاسة المصرية، المقرر إجراؤها في ديسمبر (كانون الأول) المقبل؛ حيث شهدت مكاتب الشهر العقاري زحاما لافتا، وإقبالا من مواطنين لتوثيق دعمهم للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، حاملين صوره، فيما شكت المعارضة مما وصفته بـ«التضييق»، وأعلن المرشح المحتمل، أحمد الطنطاوي، تعليق حملته الانتخابية مؤقتاً.

ودعت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، الاثنين، الناخبين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة 2024، في أيام 10 و11 و12 من ديسمبر المقبل، على أن يفتح باب الترشح للانتخابات في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وحتى 14 من الشهر ذاته.

ويشترط لقبول الترشح للرئاسة أن يزكي المترشح عشرون عضوا على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى 1000 من كل محافظة منها، وفي جميع الأحوال لا يجوز تأييد أكثر من مترشح.

واستمرت «معركة التوكيلات» لليوم الثاني للحصول على «تأييد» المواطنين لخوض الانتخابات؛ حيث شهدت مكاتب الشهر العقاري، اليوم (الأربعاء)، زحام المواطنين لتوثيق توكيلات تأييد ترشح الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي لولاية ثالثة، رغم عدم إعلانه رسميا نيته خوض السباق. وبدأت المدة الزمنية لجمع توكيلات التأييد من المواطنين، أو الحصول على تزكية أعضاء مجلس النواب، الثلاثاء، وتستمر لمدة 10 أيام.

في المقابل، يشتكي مرشحو المعارضة المحتملون مما وصفوه بـ«التضييق» على الراغبين في تحرير توكيلات لتأييدهم، حسب وصفهم. وأعلنت رئيسة حزب الدستور، المرشحة المحتملة جميلة إسماعيل، مساء أمس (الثلاثاء) أنها تمكنت من الحصول على أول توكيل لتأييد ترشحها، فيما قال أحمد الطنطاوي، المرشح المحتمل والبرلماني السابق، إنه لم يتمكن سوى من «تحرير توكيلين فقط». وأعلن تعليق حملته الانتخابية مؤقتا لمدة 48 ساعة، احتجاجا على ما وصفه بـ«وجود تضييق، ومنع لأنصاره من دخول مكاتب التوثيق»، وقال في بث مباشر عبر حسابه الرسمي مساء (الثلاثاء)، إن «عدد المتطوعين في حملته الانتخابية تجاوز 23 ألف متطوع، وكلهم يريدون تحرير توكيلات، ومع ذلك فإن كل ما تمكنا من توثيقه توكيلان فقط».

ووصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي «شكوى مرشحي المعارضة من التضييق» بـ«المناورة الانتخابية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الطبيعي أن يشكو مرشحو المعارضة من التضييق، وهذا يأتي في إطار آليات المعارك الانتخابية بهدف تسجيل موقف، وسوف نسمع مثل هذه الأمور أكثر في حال فشل البعض في الحصول على التوكيلات اللازمة»، كما أنه من الطبيعي، بحسب فهمي، أن «يسبق الرئيس الحالي جميع المرشحين بخطوات كثيرة، خاصة في جمع التوكيلات، وهذا يحدث في كل العالم لأن الرئيس، أي رئيس، يكون معروفا للناس، وله أنصار من الشعب والبرلمان».

من جهته، قال نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عمرو هاشم ربيع، لـ«الشرق الأوسط» إن «مواجهة بعض المرشحين المحتملين صعوبات في الحصول على توكيلات التأييد سيؤدي إلى خروج كثيرين من المنافسة، واقتصارها على مرشح أو اثنين على الأكثر أمام الرئيس الحالي، وهذا ليس في مصلحة العملية الانتخابية».

وبخصوص ازدحام المواطنين لتوثيق توكيلات تأييد للرئيس السيسي، قالت عضو مجلس النواب، الكاتبة فريدة الشوباشي لـ«الشرق الأوسط»، إن الزحام على مكاتب التوثيق «يبرز شعبية الرئيس، والحضور الجماهيري الذي يتمتع به»، مشيرة إلى أن «شكاوى مرشحي المعارضة المحتملين غير منطقية، فلا يوجد تضييق على تحرير التوكيلات، والناس تعرف السيسي وإنجازاته، وفي المقابل لم يعلن أي مرشح عن برنامج واضح».

ولم يعلن السيسي عن ترشحه حتى الآن. فيما يخوض عدد من المرشحين المحتملين «معركة» جمع توكيلات التأييد من المواطنين، أو الحصول على «تزكيات» من نواب البرلمان، وهم عضو البرلمان السابق أحمد الطنطاوي، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، ورئيس حزب «السلام الديمقراطي» أحمد الفضالي، الذي أعلن الاثنين الماضي تعليق حملته الانتخابية بدعوى أن 10 أيام «غير كافية لجمع التوكيلات»، وكذا رئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر، ورئيس «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» فريد زهران، ورئيسة حزب «الدستور» جميلة إسماعيل.


تدريبات عسكرية تركية جديدة قبالة السواحل الليبية

جانب من تدريبات للقوات الليبية تحت إشراف ضباط أتراك بضواحي طرابلس (الوحدة)
جانب من تدريبات للقوات الليبية تحت إشراف ضباط أتراك بضواحي طرابلس (الوحدة)
TT

تدريبات عسكرية تركية جديدة قبالة السواحل الليبية

جانب من تدريبات للقوات الليبية تحت إشراف ضباط أتراك بضواحي طرابلس (الوحدة)
جانب من تدريبات للقوات الليبية تحت إشراف ضباط أتراك بضواحي طرابلس (الوحدة)

بينما أكد أسامة جويلي، آمر منطقة الجبل الغربي العسكرية في ليبيا، أنه أشرف على تمرين رماية بالذخيرة الحية لدفعة جديدة تابعة للمنطقة في باطن الجبل، أعلنت وزارة الدفاع التركية إجراء تدريبات لفرق الهجوم البرمائية التابعة لها بالذخيرة الحية على متن سفينة عسكرية، قبالة السواحل الليبية.

وفي غضون ذلك، أبلغت هيئة أمن المرافق والمنشاَت التابعة لحكومة الدبيبة سفيري إيطاليا وروسيا لدى ليبيا استعدادها لتأمين الشّركات الإيطالية والروسية داخل الأراضي الليبيّة، وعودتها للسوق الليبية لاستئناف أعمالها المتوقفة منذ عام 2011. وقالت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء إن الحكومة الإيطالية أعلنت حالة الطوارئ لـ«التدخل في الخارج» لمدة ستة أشهر، نتيجة للأحداث الاستثنائية التي شهدتها الأراضي الليبية، ما أدى إلى وضع خطير للغاية على سلامة الناس وسلامة الأصول العامة والخاصة. وأوضحت أنه تم تخصيص 5 ملايين يورو للتدخل من الصندوق الوطني للطوارئ، مشيرة إلى أن القرار تم بناءً على اقتراح من وزير الحماية المدنية والسياسات البحرية الإيطالي، نيلو موسوميتشي، في أعقاب الفيضانات المدمرة الناجمة عن إعصار «دانيال».