في جلسة هي الأولى من نوعها منذ 50 عاماً، تعهدت وزارة الدفاع الأميركية بتكثيف جهودها لمحاولة فهم ظاهرة «الأجسام الطائرة المجهولة»، وصنّفتها في خانة التهديدات المحدقة بالأمن القومي الأميركي.
وقال نائب وزير الدفاع للشؤون الأمنية والاستخباراتية، رونالد مولتري، في جلسة استماع عقدتها لجنة مكافحة الإرهاب الفرعية في مجلس النواب، إن «نية وزارة الدفاع هي جمع المعلومات الموجودة بحوزتها وتحليلها عبر وسائل علمية للنظر في الظواهر التي نواجهها، كل على حدة، والتعريف عنها، والحد من تأثيرها، إذا ما دعت الحاجة». وأضاف مولتري أن عناصر الجيش الأميركي واجهوا «ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة» بشكل متكرر، مؤكداً أن جهود الوزارة منصبة على معرفة مصدرها.
وقال نائب مدير الاستخبارات البحرية، سكوت براي، الذي حضر الجلسة نفسها، إنه «منذ بداية العام 2000 رأينا تزايداً في عدد الأجسام الطائرة المجهولة في المناطق التدريبية للجيش الأميركي وغيرها من المساحات الجوية. التقارير برؤية هذه الأجسام كثيرة ومستمرة».
وعزا براي سبب زيادة هذه التقارير إلى حثّ الوزارة على الإبلاغ عن ظواهر من هذا النوع، بالإضافة إلى تطوير تكنولوجيا المسيّرات في الأجواء، ما أدى إلى التقاط حوادث جوية والإبلاغ عنها. وأضاف أن «الأجسام الجوية المجهولة تشكل تهديداً محتملاً على أمن عملياتنا وسلامة الطيارين الأميركيين»، مشيراً إلى «أن هناك كثيراً من الظواهر المتعلقة بالأجسام الطائرة المجهولة التي لم يتمكن البنتاغون من تفسيرها بعد». وحذّر براي من الكشف عن بعض المعلومات بشأن الأجسام الطائرة أمام خصوم الولايات المتحدة.
وأكد نائب وزير الدفاع للشؤون الأمنية والاستخباراتية، رونالد مولتري، أن الوزارة «منفتحة على كل النظريات» المتعلقة بالأجسام الطائرة المجهولة، مشيراً إلى أن هذه النظريات قد تتعلق بـ«اختراق تكنولوجي كبير من قبل الحلفاء أو الخصوم، أو مسيرات أميركية سرية أو منصات تجارية، أو ظواهر طبيعية وغيرها...».
وعرضت وزارة الدفاع خلال الجلسة عدداً من المشاهد المصورة التي التقطتها، والتي أظهرت أجساماً طائرة غير معروفة، مشيرة إلى نقص في البيانات لمعرفة طبيعة بعض هذه الظواهر.
من ناحية أخرى، أشار عدد من المشرعين إلى أن هذه الأجسام قد تكون مطورة من خصوم الولايات المتحدة كالصين أو روسيا بهدف التجسس، فيما دعا رئيس اللجنة الفرعية الديمقراطي، أندريه كارسون، البنتاغون إلى تقديم مزيد من المعلومات للكونغرس حول البرنامج المتعلق بدراسة «الأجسام الطائرة المجهولة»، معتبراً أنها تهديد لأمن أميركا القومي. وهذا ما وافق عليه الديمقراطي آدم شيف الذي أشار إلى أهمية الإبلاغ عن الأجسام الفضائية المجهولة «من دون الشعور بالإحراج»، لأن الأمر يتعلق بأمن الولايات المتحدة القومي.
وكان الكونغرس دعا في العام 2021 إلى تشكيل مكتب حكومي جديد لجمع كل المعلومات المتعلقة بالأجسام الغريبة الطائرة واحتمالات تهديدها للأمن الأميركي، على أن يتم تأسيس المكتب بالتعاون بين وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات الوطنية.
«البنتاغون» يتعهد ملاحقة «الأجسام الطائرة المجهولة»
«البنتاغون» يتعهد ملاحقة «الأجسام الطائرة المجهولة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة