خبراء يتحدثون عن أسباب ظهور متغيرات فرعية من «أوميكرون»

بعد انتشار نسختين جديدتين في جنوب أفريقيا

يقف أشخاص في مركز اختبار «كوفيد - 19» بعد ارتفاع الإصابات بمتحور «أوميكرون» في سويتو جنوب أفريقيا (أ.ب)
يقف أشخاص في مركز اختبار «كوفيد - 19» بعد ارتفاع الإصابات بمتحور «أوميكرون» في سويتو جنوب أفريقيا (أ.ب)
TT

خبراء يتحدثون عن أسباب ظهور متغيرات فرعية من «أوميكرون»

يقف أشخاص في مركز اختبار «كوفيد - 19» بعد ارتفاع الإصابات بمتحور «أوميكرون» في سويتو جنوب أفريقيا (أ.ب)
يقف أشخاص في مركز اختبار «كوفيد - 19» بعد ارتفاع الإصابات بمتحور «أوميكرون» في سويتو جنوب أفريقيا (أ.ب)

لا يزال فيروس «كورونا» المستجد، يطالعنا بمفاجآته التي لا تنتهي، والمفاجأة هذه المرة من جنوب أفريقيا، التي تشهد زيادة في أعداد الإصابات، تم إرجاعها إلى متغيرين جديدين من «أوميكرون».
وأدى متغير أوميكرون، الذي ساد العالم بعد متغير «دلتا»، إلى حدوث تغيير في مسار الوباء عالميا، عن طريق التسبب في ارتفاع عدد حالات الإصابة، وكان يختلف عن سابقه في أن أغلب الإصابات تكون خفيفة.
وساد اعتقاد بعد ظهور «أوميكرون»، أنه ليس هناك ما هو أسوأ من حيث القدرة على الانتشار، ولكن بدأنا نسمع عن متغيرات فرعية منه تبدو أكثر قدرة على الانتشار، مثل BA.1.1، و«BA.2»، ثم أعلنت جنوب أفريقيا عن متغيرين جديدين هما «BA.4» و«BA.5»، اللذان تسببا في ارتفاع حالات الإصابة هذا الأسبوع.
وارتفع معدل الحالات الجديدة في جنوب أفريقيا من 300 حالة يوميا في أوائل أبريل (نيسان) إلى حوالي 8 آلاف حالة يومياً هذا الأسبوع، وهناك توقعات بأن العدد الفعلي للحالات الجديدة، ربما يكون أعلى من ذلك بكثير، لأن الأعراض التي يسببها المتغيران الجديدان خفيفة، والعديد من المرضى لا يخضعون للفحص، كما أكدت مارتا نونيس، الباحثة في تحليلات اللقاحات والأمراض المعدية بمستشفى «كريس هاني باراجواناث» بجنوب أفريقيا في تقرير نشرته أول من أمس وكالة أسوشيتد برس.
وظهور متغيرات جديدة ليس بالأمر المستغرب، فجميع الفيروسات، بما في ذلك «كورونا» المستجد، يحدث بها طفرات، والغالبية العظمى من هذه الطفرات لها تأثير ضئيل أو معدوم على قدرة الفيروس على الانتقال من شخص إلى آخر أو التسبب في مرض خطير.
وعندما يتراكم في الفيروس عدد كبير من الطفرات، فإنه يعتبر سلالة مختلفة مثل سلالة (دلتا) أو (أوميكرون)، لكن السلالة الفيروسية يتم تصنيفها على أنها متغير فرعي، عندما تشهد طفرات تعزز من قدرة الفيروس على الانتشار أو التسبب في مرض أكثر خطورة.
ومقارنة بمتغيرات السلالات الأخرى من الفيروس مثل «دلتا»، «ألفا» و«بيتا» و«جاما»، فإن سلالة «أوميكرون» أنتجت عدداً كبيراً من المتغيرات، كان آخرها المتغيران اللذان سببا زيادة في حالات الإصابات بجنوب أفريقيا، وهو ما يرجعه أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات في معهد «إدوارد جينز» بجامعة أكسفورد، وعضو فريق تطوير لقاح (أكسفورد/ أسترازينيكا)، إلى القدرات الفريدة للمتغير أوميكرون على الانتشار السريع.
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «نظراً لانتشار أوميكرون بسرعة، فإن لديه العديد من الفرص للتحول أكسبته طفرات محددة خاصة به، وقد أدى ذلك إلى ظهور العديد من المتغيرات الفرعية، وذلك على عكس الإصدارات السابقة من الفيروس، مثل دلتا، والتي شهدت متغيرات فرعية أقل شيوعا، ولذلك لم يكن التركيز على تتبعها».
وتم تسمية المتغيرين الأولين من أوميكرون (BA.1) و(BA.2)، وتشمل القائمة الحالية الآن أيضا (BA.1.1) و(BA.3) و(BA.4) و(BA.5). وتوجد أدلة على أن هذه المتغيرات الفرعية من أوميكرون، وعلى وجه التحديد (BA.4) و(BA.5)، فعالة بشكل خاص في إعادة إصابة الأشخاص المصابين بعدوى سابقة من متغير (BA.1) أو سلالات أخرى، وهناك أيضا قلق من أن هذه المتغيرات الفرعية قد تصيب الأشخاص الذين تم تطعيمهم، لذلك هناك توقعات بارتفاع سريع في حالات «كوفيد - 19» بالأسابيع والأشهر القادمة، والتي نشهدها بالفعل في جنوب أفريقيا، كما يؤكد سالمان.
ومع ذلك، يشير سالمان إلى أبحاث تتحدث عن أن جرعة ثالثة من اللقاح، هي الطريقة الأكثر فاعلية لإبطاء انتشار أوميكرون، بما في ذلك المتغيرات الفرعية، ومنع دخول المستشفى المرتبطة بمرض «كوفيد - 19».
ويوحي عدد المتغيرات الفرعية لسلالة أوميكرون أن فيروس «كورونا» المستجد، هو عداء فائق السرعة عندما يتعلق الأمر بالطفرات، لكن الحقيقة أن الفيروس يتحور ببطء نسبيا، ففيروسات الإنفلونزا، على سبيل المثال، تتحور أسرع أربع مرات على الأقل، ولكن هناك ما يسمى «سباقات طفرية».
ويظهر بحث لمعهد بيتر دوهرتي للعدوى والمناعة بجامعة ملبورن بأستراليا، أن فيروس «كورونا» المستجد لديه «سباقات طفرية» لفترات قصيرة من الزمن، وخلال أحد هذه السباقات، يمكن للفيروس أن يتحور أربع مرات أسرع من المعتاد لبضعة أسابيع، وبعد مثل هذه السباقات، يكون للسلالة المزيد من الطفرات، التي تنتج متغيرات يتمتع بعضها بمزايا مختلفة، مثل أن تصبح أكثر قابلية للانتقال، أو تسبب مرضاً أكثر شدة، أو تتجنب الاستجابة المناعية.
ومن غير الواضح سبب خضوع الفيروس لسباقات طفرات تؤدي إلى ظهور المتغيرات، ولكن هناك نظريتان رئيسيتان حول أصول أوميكرون وكيف راكمت العديد من الطفرات، يشير إليهما سيباستيان دوشين، مسؤول الأبحاث في معهد «بيتر دوهرتي» للعدوى والمناعة في مقال كتبته في 9 مايو (أيار) بموقع «ذا كونفرسيشن».
أول هذه النظريات، أنه يمكن أن يكون الفيروس قد تطور في حالات العدوى المزمنة (طويلة الأمد) لدى الأشخاص الذين يعانون من كبت المناعة (لديهم ضعف في جهاز المناعة)، وثاني النظريات، أنه ربما يكون الفيروس قد «قفز» إلى نوع آخر قبل أن يصيب البشر مرة أخرى. غير أن الطفرة ليست هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تظهر بها المتغيرات، كما يوضح دوشين. ويقول: «متغير يسمى (Omicron XE) قد نتج عن حدث إعادة التركيب، ويحدث بسبب أن مريضا واحدا أصيب بالمتغيرين (BA.1) و(BA.2) في نفس الوقت، وأدت هذه العدوى المصاحبة إلى مبادلة الجينوم وحدوث متغير هجين».
وتم الإبلاغ عن حالات أخرى من إعادة التركيب في جائحة «كوفيد - 19»، مثل تلك التي حدثت بين دلتا وأوميكرون، مما أدى إلى ظهور ما أطلق عليه اسم «دلتاكرون».
وما دام أن الفيروس لا يزال ينتشر، يؤكد دوشين، على أننا سنستمر في رؤية سلالات ومتغيرات فيروسات جديدة، ونظرا لأن أوميكرون هو البديل الأكثر شيوعا حاليا، فمن المحتمل أن نرى المزيد من المتغيرات الفرعية منه، وربما حتى الأنساب المؤتلفة التي تنتج عن إعادة التركيب.
ويقول دوشين: «سيستمر العلماء في تتبع الطفرات الجديدة وأحداث إعادة التركيب (خاصة مع المتغيرات الفرعية)، سيستخدمون أيضاً تقنيات الجينوم للتنبؤ بكيفية حدوث ذلك، وأي تأثير قد يحدث على سلوك الفيروس، وستساعدنا هذه المعرفة في تطوير لقاحات فعالة ضد متغيرات متعددة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.